القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
|||
|
|||
لطفي امان اسطورة الثائر الشاعر
من لايعرف اسطورة عدن وشاعرها الثائر لطفي جعفر امان وملاحمة الشعرية التي رافقت مرحلة الكفاح المسلح ضد بريطانيا العظمى ومنها: يامزهري الحزين اخي كبلوني والعشرات من القصائد والتي سندكرها لاحقا قبل ان تطفى الكهرباء كالعادة والى تكمله الموضوع وقت اخر دمتم بود |
#2
|
||||
|
||||
أكيد أختي روابي عدن الشاعر الكبير لطفي امان اشهر من نار على علم كما يقولون . وفي انتظار اثراءنا بالمزيد .. لك التحية
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
تم تثبيت الموضوع ت
شكرا اختي روابي عدن على هذه اللفتة الكريمةمنك لشاعرنا لطفي جعفر امان
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
|
#5
|
|||
|
|||
لأول مرة .. بلادي حرة لطفي جعفر امان كلما حلّت ذكرى يوم (الجلاء) تنهمر في رأسي الأسئلة وتجتاحني الحماسة العارمة. لمعرفة كيف بدت صورة (عدن) في ذلك اليوم العابق بحياة جديدة وروح جديدة، وآخر محتل أجنبي يرحل من على أرضنا وتنسحب جحافله من حدود بحرنا وسمائنا من حياتنا كلها..؟! فقد كنَّا صغاراً على أن نفهم ماذا تعني حكاية الجلاء، لكنّ يخيل إليّ إنني شهدت ذلك النهار بأحاسيس ومشاعر غامضة، غير واضحة ومشوشة، محاطاً بما يشبه شلالات الضياء، وابتهاجات الأعياد الباهرة.. فمن تراه استطاع أن يرسم خطوط تلك اللوحة لنهار (عدن) في ذلك اليوم الزاهي الذي تلوّنت آفاقه بالبهاء والسناء وانمحت من على جبينه ألوان القتامة والحزن التي خلفتها عصور الطغيان وعبودية الاحتلال الأجنبي إلى الأبد ..؟؟ مَنْ تراهُ استطاع أن يرسم الأفق الذي أضاءت فيه شمس (الجنوب) لأول مرة ساطعة متوهجة (شمس الرجال والبنادق معاً) حينما أجبرنا شمس الإمبراطورية على الغروب؟؟ كيف تراه كان لون الفجر في ذلك النهار السعيد، ورائحة الهواء والتراب، وبريق النجوم، ولون أزهار الحدائق وتضاريس الأرض وصخور الجبال، وحجارة الشوارع.. كل تلك الأشياء الحميمة التي طالما كانت باهتة كئيبة في زمن الاحتلال كيف بدت في أعين الناس في ذلك النهار؟ هل عادت إليها ألوان الحياة الزاهية وبهائها، كما يُعيد المطر الخضرة للأرض المجدبة، وكما تـُعيد السيول الهادرة للصخور والجبال ميلاد الجداول؟؟ كيف كان بريق أعين الرجال والنساء حينما سمعوا بالخبر الذي طالما انتظروه (129) عاماً؟. وكيف كانت مشاعرهم حينما تحرروا لأول مرة من أغلال وقيود السجن الكبير الذي اعتقلهم وراء قضبانه الإنجليز ما يقارب قرناً ونيف؟ كيف ركضوا في الشوارع ليعبروا عن فرحهم.. الشوارع التي صارت ملكاً لهم؟ كيف تبادلوا التهاني في ذلك اليوم لأول مرة، وبكوا من الفرح لأول مرة؟ وصرخوا ملء حناجرهم (المجد للوطن) دون خوف أو تحفظ لأول مرة؟ كيف مارسوا خصوصيتهم في الشوارع، المقاهي والجوامع، و.. من دون أن يُصادر حريتهم أحد لأول مرة؟؟ كيف بدت عدن من دون عساكر الإنجليز، وعملاء الإنجليز وكلاب الإنجليز لأول مره..؟ كيف شعر المناضلون الأبطال حينما جلدهم وجع الأماكن التي تحمل تواقيع دماء رفاقهم الشهداء الذين صنعوا رعد ما قبل العاصفة، وغيَّروا وجه الوطن لأول مرة؟ كيف بدا نهار (عدن) يوم الجلاء من دون ضجيج الانفجارات ومطر الرصاص الذي كان معزوفة الجنوب الدائمة لأول مرة ؟؟ أحمد بن أحمد قا سم برأيي من غير الشعر باستطاعته أن يقدِّم لنا تلك الشهادة الصادقة للصورة التي بدت عليها (عدن والجنوب كله)، يوم الجلاء العظيم، من غير الشعب بإمكانه أن يتولى تلك المهمة النبيلة بما يملكه من طاقة مشحونة بالحب والثورة والحزن والتمرد والغضب ((أليس الشعراء هم حافظوا ذاكرة الشعوب ومسجلو أمجادها من أسفار الخلود)). نعم.. لقد كان الشعراء روح الثورة وشعلتها المتوقدة طليعتها وقادتها الذين صمدوا لعنف المجابهة وحملوا نبوءة الثورة الآتية وعبروا بصدق وحرارة وروح وثابة متمردة عن أحلام وتطلعات الناس للحرية والخلاص والغد الأفضل والأجمل. ولست أبالغ إن قلت إنّ أجمل ما تركه هؤلاء الشعراء الفرسان من إرثٍ شعري يتمثل في القصائد الوطنية التي ظلت محتفظة بروحها الوطنية الوثابة حتى هذه اللحظة وكانت ((بمنزلة ملاحم نابضة بما يعتمل في نفوس أبناء اليمن من حقدٍ وثورة على المستعمر)) والقائمة طويلة الزبيري والبردوني، محمد سعيد جرادة، إدريس حنبلة، لقمان وغانم، لطفي جعفر أمان.. ولكنني اكتفي في هذه الإلمامة بتقديم قصيدة (بلادي حرة) للشاعر الراحل ((لطفي جعفر أمان)) التي تـُعد من أجمل قصائده الوطنية التي نظمها بعد خروج المستعمر من الجنوب المحتل والقصيدة المذكورة في تقديري من القصائد البديعة التي قدّمت شهادة صادقة للمشهد الجنوبي في يوم الجلاء العظيم.. (متوهجاً بالنصر.. طافحاً بالضياء الباهر) : على أرضنا .. بعد طول الكفاح تجلّى الصباح .. لأول مرة وطار الفضاء طليقاً رحيباً بأجنحة النور ينساب ثره وقبلت الشمس سُمر الحياة وقد عقدوا النصر من بعد ثوره وغنى لنا مهرجان الزمان بأعياد وحدتنا المستقره وأقبل يزهو ربيع الخلود وموكب ثورتنا الضخم إثره تزين إكليله ألف زهره وينشر من دمنا الحر عطره ويرسم فوق اللواء الحقوق حروفاً تضيء ... لأول مره :بلادي حره تحرر شعبي .. ففي كل بيتٍ ترف نجوم.. ويورق بدر وفوق شواطئنا الراقصات مع النور.. فاض من الخلد فجر وضم مراعينا والحقول جناح غمير العبير أغر وحتى الشياه تكاد تطير وتشدو بحرية .. لا تقر وحتى الصحاري كأن الربيع حواها. وزينها ... فهي خضر فضائي حُر .. وطيري حُر أجل قد صحونا لأول مره لنحيا الحياة .. لأول مره بلادي حره .. |
#6
|
|||
|
|||
في ذكرى ميلاده (12 مايو 1928) الشاعر لطفي جعفر أمان صرخة وطن في كلمة شعرية صورة الكاتب وشقيقته مع خاله لطفي جعفر أمان م . عصمت خليل يصادف الثاني عشر من مايو ذكرى ميلاد شاعرنا اليمني الكبير لطفي جعفر أمان الذي ولد في حارة القاضي بكريتر - مدينة عدن ونشأ في أسرة عريقة مثقفة ومتعلمة “أسرة أمان” وفي تربة فنية خصبة ساعدته على كتابة الشعر، حيث كتب في منتصف الخمسينيات قصيدة “سأنتقم” التي كانت صرخته الحقيقية الأولى التي تحمل في مضامينها الوطنية الواضحة شعوراً صادقاً وهو يطالب بحق الإنسان اليمني في وطنه واحترام إنسانيته وهو في ريعان شبابه لم يتجاوز العشرين من العمر حيث قال فيها: أخي كبلوني وغل لساني .. واتهموني باني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي فتخنق أنفاسهم قبضتي لأني أفرس حريتي لذا كبلوني وغل لساني واتهموني .... ألخ ارتبطت قصائد لطفي جعفر أمان الوطنية والرومانسية بوجدان كل مستمع يمني في جنوب أو شمال الوطن آنذاك، وصدر له عدة دواوين “بقايا نغم - 1948”، “الدرب الأخضر/ وكانت لنا أيام - 1962”، “ليل إلى متى 1964” و “إليكم يا إخوتي - 1969” وقد كشف لنا لطفي أمان في كل عمل منها عن زاوية محددة من قصائده الوطنية والرومانسية وغيرها في تجربته الإبداعية المتعددة الاتجاهات. إلا أنني في هذه المناسبة “ذكرى ميلاد لطفي أمان” يسرني أن أتناول الجانب الرومانسي في شاعرنا خصوصاً في ديوانه “ليالي” الذي أصدره دون أن يتمكن من إعادة طباعته منذ صدوره عام 1960، حيث كان أول تجربة إبداعية متعددة الاتجاهات تتضمن كلمات أغان عدنية ثم تلحينها وغناؤها من قبل العديد من فنانينا الكبار أمثال “محمد مرشد ناجي” حفظه الله وأطال بعمره “أبوبكر سالم بلفقيه” و”سالم أحمد بامدهف” و “فتحية الصغيرة” و “محمد صالح همشري” و “أبوبكر فارع” و “ياسين فارع” و” عبدالكريم توفيق” وغيرهم من الفنانين في مدينة عدن. في ديوان لطفي جعفر أمان “ليالي” قال لأعزائه القراء جميعاً... “هذه “ليالي” بين يديك .. كلمات غمست في بركة من أنغام .. فاح حوضها من رصف “شمسان” الأصيل ... وسقيها المعطر من أوتار طالما حركت قلب هذا “الجنوب” الحبيب! هذه “ليالي” بين يديك .. كل حرف منها إما دمعة من نار تاهت في واد من ليل الحرمان! .. أو بسمة من ورود خطرت على شفة أمل ريان!.. وأنت وأنا إما أن نبكي أو نبتهج. وصدى مشاعرنا في قلوب الآخرين هو يقظة الوجدان الإنساني الذي يعيش في أحضان الحب!. والذين يسخرون من الحب يتنكرون لواقعهم .. لوجودهم .. لآدميتهم .. بل ولنوعهم .. ذلك لأنه حتى الحيوان لا يستغني عن الحب!! ... ألخ” وقد أشار لطفي في كلمته في افتتاحية ديوانه “ليالي” إلى بعض أصدقائه الذين ساهموا في إخراج هذا الديوان مثل الشاعر الغنائي الفنان “علي أمان” محرر مجلة “أنغام” الفنية حفظه الله وأطال في عمره والفنان “محمد شفيق” رحمه الله وغيرهم. ومن الأغاني العدنية التي كتبها لطفي جعفر أمان في ديوانه “ليالي”: “في جفونك مرود السحر استوى يا مكحل بالهوى شوف ما سويت بالقلب التوى وهوى من عيونك .. ألخ وأغنية “قالت لي” قالت لي ليش في الهوى *** تبكي وتتألم قلت اللي حب أنكوى *** بالنار وأتوسم ....الخ وأغنية “في الليل”: في الليل والدنيـــا *** نايمة بلا أحــلام *** إلا انشغـال قلبي قلبي اللي بك يحيا *** *** ويصورك أنغــام *** تنساب مـن حبي ....الخ وأخيراً أغنية “قلبه سأل قلبي” قلبه ســـأل قلبي *** وعيونه تلعب بي من علمــك تهوى *** وتكثر الشكــــوى علشان يزيد حبي! بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجاني والنظرة تقلنا *** وتحيينا من ثاني وعاده يسألنا من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى علشان يزيد حبي! ….. الخ جميع كلمات الأغاني العدنية أعلاه لشاعرنا لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم “أحمد بن أحمد قاسم”. أما الفنان الكبير “سالم أحمد بامدهف” لحن وغنى بعض كلمات أغاني لطفي جعفر أمان منها: * “نجوى الليل” ياليـل نجومـك عيون *** في كل عين دمعة يشهد علينا السكون *** السهد واللـــوعـــة وتمد نورها الحنـون *** العطف والسلـوى حتى النجوم تهــوى *** ياليــــل وتتذكــــر مثلي أنا وتسهر ياليل! …الخ * “ما شي كماك” من جمالك من دلالك من بهاك كل من شافك يقول ما شي كماك كل ما في السحر من فتنة حواك ورمى كل القلوب صرعى هواك وأنا ما حب حد شريكي في هواك ..الخ * وأخيراً كلمات أغنية “ألومك واعاتبك” ألومك وأعاتبك *** لأني أحبك أحبك وليش بس تزعل *** تقول لي خدعتـــك وحلفاني يبطـــل *** وعمري ما خنتـك وأحلــف بحبــــي *** وقلبي يصونـــك وبرضـــه تقول لي *** بأني أخـــونــــك بأني خدعتـــــك *** وعمري ما خنتك وأرجع أعاتبــــك *** لأني أحبـــــــــك أحبك ..الخ لم يكتب شاعرنا لطفي جعفر أمان أغاني عدنية فقط بل أيضاً لحن بعض كلمات أغانيه لبعض الفنانين المشهورين في عدن .. مثل “فين حلفانك” التي غناها الفنان “أحمد ناجي قاسم” رحمه الله وأسكنه جناته الوسيعة وأغنية للفنانة “فتحية الصغيرة حفظها الله وأطال في عمرها والتي تقول كلماتها: “ما كانش ظني” ما كـــــــانش ظنـــي *** تغــــــدر وتخوننـــــــــي بعد اللي كـان *** بينـــــــــك وبينـــــــــــي ما كانش ظني دمعي عليك مشغـــول *** وأنت نــــاسينــــــــــــي والليل علي يطــــــول *** ولا طيف يواسينـــــــــــي وكان خيالك يسعدني *** لو حتى لحظة تغيب عني مــــا كـــــــانش ظني *** تغــــــدر وتخوننـــــــــي بعد اللي كـــــــــــــان *** بينـــــــــك وبينـــــــــــي ما كانش ظني وعلينا ألا ننسى أن الشاعر والأديب الراحل لطفي جعفر أمان كان ولا يزال من أبرز الشعراء والأدباء في اليمن وله عدة مواقف وطنية في القصيدة الوطنية التي ظلت معه تصاحبه ويصاحبها منذ خطواته الأولى في الإبداع الشعري الوطني والرومانسي. |
#7
|
|||
|
|||
الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان.. رحلة عطاء حافلة إعداد / كرم خالد أمان برحيل فقيدنا الكبير الشاعر العدني (لطفي جعفر علي أمان) ، بعد رحلة عطاء حافلة في الشعر الرومانسي الذي وصل به إلى العالمية، إلى جانب ماتميزت به أشعاره من الوطنية، حيث له عدة قصائد وطنية نظمها وقالها إبان الاحتلال البريطاني لعدن وقصائد تغنى بها في يوم الاستقلال الوطني الأول، مشواره الأدبي كان زاخراً كونه قد بدأ في العمل الأدبي في فترة مبكرة جداً من حياته عندما أصدر ديوانه الأول ”بقايا نغم“ وهو في العقد الثاني من عمره . بداية مشواره الأدبي كان ميلاد الشاعر لطفي جعفر أمان وديوانه الأول ”بقايا نغم“ في عام 1948م الذي له خصوصية في وجدان الإنسان العربي وهو عام النكسة ، وكان ديوانه بقايا نغم عنواناً ترك في النفس حيرة وتساؤل !! أية قيثارة تحطمت ولم يبق منها غير أنغام حزينة بين أوتار ممزقة ؟؟ ومن بقايا أنغامه أراد لطفي أن يخاطب الحياة والناس، وحاول أن يعزف لحنه الحزين : ما غايتي ياقلب في هذه الحياة ؟ وما المصير ؟ أطوي فلاة العمر .. لا ادري إلى أين أسير باكي الشباب .. مضيع الآمال .. موهون الضمير ألقي الحياة أثيمة .. طفحت بألوان الشرور تختال في برد الجمال .. وتحته الإثم الكبير فتاكة النظرات .. تعبق بالحليل وبالحقير ودعتها بين الصخور .. فلا أنيس .. ولا سمير وكأنني الميت الغريب .. تغافلت عنه القبور يعتبر الشاعر لطفي جعفر أمان احد الرواد الذين تقف أعمالهم في مصاف الإبداع الأدبي الإنساني الخالد في ثقافتنا المعاصرة ، ولكن هذا الشاعر لم ينل حقه من البحث والدرس ، وحتى أعماله أضحت مجهولة للقارئ منذ سنوات ، فأصبح من يبحث عن أعمال لطفي ، مثل مايبحث عن الماء في صحراء قاحلة ، وهو الشاعر المتعدد المواهب في عالم الإبداع ، ولو نال حقه من الاهتمام بتراثه لأصبح قمة شعرية على مستوى الوطن العربي ، ولو ترجمت أعماله إلى لغات أخرى لأصبح شاعراً تذوب قصائده في وجدان كل من يجد في أشعاره أحاسيس تربط بينه وبين لطفي . فالعالمية في شعر لطفي رؤية إنسانية لقضايا الإنسان ، فهو الشاعر الذي نظم القصيدة ومعاناة الإنسان الذي ينبض في جوهرها . هذا هو لطفي الشاعر الذي مات ، والقصيدة ابتسامة على شفتيه ، والفنان الذي أعطى من عمق التجربة ، فأصبحت قصائده جزءاً من كياننا ، وحياته صورة من تاريخنا ، وخلوده صورة مشرفة لنا أمام الغير . لطفي جعفر أمان احد أولئك الشعراء الذين تسكن أرواحهم في أشعارهم ، فتضل أطيافاً تستشف بين صورة وظلال من خلال كلمات تحيا مع عبير الحياة ومشاعر الناس ، فتصبح مع الأيام ذاكرة نحتت على جدرانها أحاسيس أمة ، فأصبحت شهادة لميلاد حياة تنبض في شرايين شعب . فالقصيدة عند لطفي صورة من الذات الأخرى التي يبحر من خلالها إلى تلك العوالم النائية في كيان الإنسان ليجعل منها جسراً يربط بين الإنسان وعالمه ، لذلك تكتسب القصيدة في شعره أبعاداً إنسانية تتساقط أمامها كل حواجز الانفصال وتذوب فيها كل فواصل التقاطع . أشهر قصائده الوطنية من أجمل قصائد الشاعر لطفي جعفر أمان ذات البعد الوطني الإنساني (في موكب الثورة) من ديوان إليكم يا أخوتي ، فهي إن كانت أغنية لعيد الاستقلال الأول في بلادنا ، فقد حملت من المعاني ذات الرؤية الإنسانية ، جعلها أغنية كل إنسان نال وطنه الحرية ، بعد طول كفاح ، يامزهري الحزين من يرعش الحنين ؟ إلى ملاعب الصبا .. وحبنا الدفين ؟ هناك .. حيث رفرفت على جناح لهونا أعذب ساعات السنين يامزهري الحزين وفي أبيات من هذه القصيدة تشعل الحماس والحمية لدى الثوار قال لطفي : وأنتفض الزمان ؟؟ دق الساعة الأخيرة فاندفعت جموعنا غفيرة .. غفيرة تهز معجزاتها في روعة المسيرة وجلجلت ثورتنا تهيب بالأبطال الزحف يارجال الزحف والنضال فكلنا حرية تحن للقتال ويصف الشاعر ثورة شعب الجنوب بالبركان الثائر الذي تفجر من قمم الجبال فيقول: وهكذا تفجر البركان في ردفان ورددت هديره الجبال في شمسان وانطلقت ثورتنا ماردة النيران تضيئ من شرارها حرية الأوطان وتقصف العروش في معاقل الطغيان وتدفع الجياع في مسيرة الإنسان يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان !! وله كثير من القصائد الوطنية المغناة الخالدة التي لازالت تردد حتى يومنا هذا ومنها قصيدته المسماة (سأنتقم ) : أخي ... كبلوني وغل لساني ... واتهموني بأني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي فتخنق أنفاسهم قبضتي لأني أقدس حريتي لذا كبلوني وغل لساني ... واتهموني ويختتم الشاعر قصيدته هذه بأبيات غاية في الروعة والجمال : أخي .. قد نذرت الكفاح العنيد لهذا الوطن إلى أن أرى إخوتي في السجون وهم طلقاء يقولون : ما مات ... حتى أنتقم ! وفي قصيدة ”بلادي حرة“ من ديوانه (إليكم يا إخوتي) يطلق الشاعر لروحه العنان ولموهبته الشعرية كل مايملك من قدرة على التعبير عن يوم الاستقلال بعد استعمار دام 129 سنة قائلاً : على أرضنا .. بعد طول الكفاح تجلى الصباح .. لأول مرة وطار الفضاء طليقاً رحيباً بأجنحة النور ينساب ثره وقبلت الشمس سمر الجباه وقد عقدوا النصر من بعد ثورة وغنى لنا مهرجان الزمان بأعياد وحدتنا المستقرة وأقبل يزهو ربيع الخلود وموكب ثورتنا الضخم إثره تزين إكليله ألف زهرة وينشر من دمنا الحر عطره ويرسم فوق اللواء الخفوق حروفاً تضيء .. لأول مرة : بلادي حرة .. وقصيدته الشهيرة (المهرجان الأكبر) فقد نظمها الشاعر في الذكرى الثالثة لعيد الإستقلال الأول، في هذه القصيدة نرى لطفي يصف وطنه المتحرر بكل شموخ وكبرياء وعزة نفس مخاطباً العالم : المهرجان الأكبر في موطني .. يزهو به استقلالنا ويكبر الله أكبر ... أكبر وهفا الزمان .. وللزمان تلفت وتحير من ذا الذي تدوي السماء بجانبيه وتزخر شعبي يشق الشمس عبر نضاله يتحرر يمضي به التاريخ عن أبطالنا يتفجر حمماً تناثر من شظايا نارها مستعمر ماكان إلا بالسلاح .. وبالضحايا .. ديوانه ( كانت لنا أيام ): إذا كان الشعر الوطني يشكل معظم الإنتاج لشعراء بلادنا يظل الشعر الذي أمام تجارب ومفارقات النفس قليلاً مايوجد في أشعارنا ، فديوان (كانت لنا أيام) لايشكل نقلة جديدة في شعر لطفي بل هو اتجاه جديد في شعرنا لم يجد من يضيف إليه ، فهو يتطلب من صاحبه شجاعة فكرية ومقدرة على مواجهة خطايا النفس والجسد في صراع لا ينتصر فيه إلا من كان قد احترق بنار تطهر النفس من أدرانها . والشاعر في هذا الديوان يصور لنا ذلك الصراع بين الروح والجسد ، بين عالم المثل العليا والرغبات المحرقة في جحيم الذلة ، بين جسد تشده رغبة محرقة إلى كهوف مظلمة وروح تحاول الانطلاق نحو آفاق منيرة تستعيد فيها الصفاء والنقاء . فيقول الشاعر في مطلع ديوانه (كانت لنا أيام ) : لا تسلني عن الهوى عن رؤى الأمس بالصبا صدح الفجر .. وانطوى لحنه .. والسنا خبا فأنا اليوم حيرة تنشد الأمس في غدي في غدي ؟! أي مطلب أنشد الوهم بالمحال كيف أصبو له .. وبي صدمة الواقع العضال حيث لاحس .. لاصدى غير أمسي ..بلا غد) أعماله الشعرية : (بقايا نغم) - مطبعة فتاة الجزيرة - عدن 1948، (ليالي) - دار الشعب - عدن 1960(باللهجة المحلية)، (كانت لنا أيام) - المكتب التجاري - بيروت 1962، (ليل إلى متى؟ ) - المكتب التجاري - بيروت 1964، (إليكم يا إخوتي) -المكتب التجاري - بيروت 1969، (الدرب الأخضر)- المكتب التجاري - بيروت 1970. نبذة عــن الشاعــر ولد الشاعر لطفي أمان في مدينة كريتر بعدن عدن في 12 / مايو / 1928م . درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في عدن ثم أكمل دراسة المرحلة الثانوية في الخرطوم بالسودان والتحق بجامعة الخرطوم ونال دبلوم في التربية كما حصل أيضا- في وقت لاحق على الدبلوم العالي في التربية من جامعة لندن . بعد تخرجة من الجامعة شغل وظائف في مجال التربية والتعليم فقد عمل محاضراً في مركز تدريب المعلمين ومفتشا في المدارس فضابطاً للمعارف ومسؤولاً عن المطبوعات والنشر، فمديراً للتربية والتعليم ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم حتى وفاته. والى جانب عمله في التربية والتعليم فقد عمل كمذيع في إذاعة عدن عند تأسيسها. إن نشأته في وسط أسرة متوسطة الحال وفرت له معيشة مستقرة كما وفرت له جواً ثقافياً وفنياً من خلال أخوته الذين يكبرونه سنا فقد كان بينهم من يحب القراءة ويميل إليها، ومنهم من يحب الموسيقى والطرب، وقد ساعد ذلك على تنمية ميوله الثقافية والإبداعية في فترة مبكرة من حياته. كما أن المناخ الثقافي العام والذي كان مزدهراً في مدينة عدن في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان له دوره في بلورة شخصيته الأدبية فظهر نبوغه في الشعر في فترة مبكرة من حياته ومما لاشك فيه إن الدراسة في الخرطوم كان لها أيضاً أثرها في صقل موهبته الشعرية وتحديد اتجاهاتها الإبداعية . تأثر أمان بتيار الشعر الرومانسي في الأدب العربي عموما ومن خلال اطلاعه على إعمال ممثلي ذلك التيار أمثال على محمود طه وإبراهيم ناجي والتيجاني يوسف بشير وشعراء المهجر وغيرهم ، تشبع بالقيم الجمالية الفنية للرومانسية واخذ يمثلها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في الجنوب . وإسهامات لطفي في الحياة الثقافية والأدبية لم تقتصر على الشعر الفصيح بل أن له إسهامات طيبة في مجال كتابة القصيدة العامية باللهجة العدنية ويعتبر واحداً من ابرز من كتبوا الأغنية العاطفية وقد شكل خلال فترة الخمسينيات والستينيات مع الفنان الراحل احمد بن احمد قاسم ثنائياً فنياً كان له دوره وتأثيره في نهضة الأغنية العدنية على وجه الخصوص والأغنية اليمنية بصورة عامة . كما أن للطفي إسهامات أيضاً في النقد الأدبي فقد أهلته ثقافته الواسعة وإطلاعه على الآداب الأوربية لأن يسهم في حركة النقد الأدبي التي كانت آخذة في النمو والازدهار في سياق حركة الأدب المعاصر وظهور نزعات التجديد والتحديث في الشعر على وجه الخصوص ، والى جانب ملكته الإبداعية في الشعر كان للطفي بعض المواهب الأخرى فقد كان يمارس العزف على العود ، وكذا يمارس الرسم . في الفترة الأخيرة من حياته عانى لطفي من المرض فنقل إلى القاهرة للعلاج غير انه توفي في 16ديسمبر 1971في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في القاهرة وشيع جثمانه بعدن في موكب جماهيري مهيب في تاريخ 21 ديسمبر من العام نفسه . |
#8
|
||||
|
||||
اسمحي لي اضيف بعض من صور الشاعر الكبير لطفي جعفر امان رحمه الله
كان شاعر وكان فنان وكان رسام ايضاً
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 11-16-2014 الساعة 09:01 PM |
#10
|
|||
|
|||
حيا ابوك اصيلة وبيت اصول
ابوجهاد كان وسيظل علم من الاعلام في عدن والجنوب وشبة الجزيرة العربية احر التحيات مع الشكر التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 11-17-2014 الساعة 06:10 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:19 AM.