صحيفة ألمانيا الجديدة .. الجنوب ينتفض ضد صنعاء والأوضاع تحتدم في اليمن

[amfsed2000]

خليج عدن - صنعاء - كارين لويكيفيلد
يبدو أن النزاع القائم منذ سنوات بين الشمال و الجنوب يقف على أعتاب مرحلة خطيرة خاصة مع فشل كل الوساطات المحلية و الدولية في حل النزاع القائم. يحاول إتحاد الصحفيين اليمنيين بتنظيمه لإعتصام منذ أسبوع في صنعاء الإحتجاج على قيام الحكومة بحظر 6 صحف محلية. وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي يبرر هذا الإجراء التعسفي بأن الصحف بنقلها أخبار الإحتجاجات الأخيرة في الجنوب صارت تهدد الوحدة الوطنية. الصحف المعنية تتهم من قبل الحكومة بأنها أصبحت متحدثة بلسان الحراك الجنوبي المعارض.



و يقال أنه و بصغط من مجلس التعاون الخليجي إتفقت الحكومة مع ممثلي الحراك الجنوي على الإنسحاب من المدن الجنوبية. و معروف أن دول مجلس التعاون الخليجي تخشى من إنهيار اليمن و صوملته.

الصحف التي تم حظرها من قبل سلطة صنعاء كتبت بصراحة عن النقمة الجنوبية ضد الإقصاء الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي الذي يمارس ضد الجنوب. أيضا شبكة المعلومات التابعة للإمم المتحدة (إيرين) كتبت عن الإحتجاجات الشعبية العارمة في المحافظات الجنوبية التي طالبت بإنسحاب المحتل الشمالي. و قد سقط الكنير من القتلى و الجرحى جراء ذلك. الجنوبيون يحتجون على نهب أراضيهم من قبل الساسة و كبار الموظفين الشماليين و كذا فصل الموظفي المدنيين و العسكريين الجنوبيين من إعمالهم الحكومية. الجنوب يتهم الشمال بممارسة القمع, القتل السياسي, الإعتقال العشوائي, التمييز ضد الجنوبيين و الإنتشار العسكري المبالغ فيه على أراض الجنوبيين و المتمثل بالمعسكرات و نقاطات التفتيش المنتشرة. 100.000 موظف مدني وعسكري جنوبي تم فصلهم و إلغاء مستحقاتهم القانونية كعقاب لهم بعد حرب 1994. إذا لم يستجب الشمال لمطالب الجنوبيين بالمساواة الإقتصادية و السياسية فإن البلاد يمكن أن تتمزق, حسب تصريح أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء محمد الظاهري لشبكة إيرين. في البدء رفع الجنوبيون مطالب حقوقية و هاهم الآن يطالبون بفك الإرتباط. الحركة الإحتجاجية في اليمن تمثلها أطراف متعددة... إلى جانب الحراك الجنوبي الذي ينضوي بين صفوفه العسكريين الجنوبيين السابقين, هناك الجماعة الإسلامية و كذا القبائل الزيدية الشيعية التي إستطاعت أن تتحصل على وعود بمنحها بعض الحقوق بعد وساطة قطرية.

70% من سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 24 سنة, 45% يعيشون على أقل من 2 دولار في اليوم حسب معلومات البرنامج العالمي للغذاء. 15% يعيشون تحت خط الفقر حيث يتحصلون على أقل من واحد دولار في اليوم. 40% من المواطنين يعانون من سوء التغذية يضاف إليهم الآلاف من اللاجئين الصوماليين. هيئة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة سجلت في العام 2008 فقط 50091 لاجئ صومالي وصلوا اليمن في عام 2008. و منذ بدء العام 2009 و صل حتى الآن حوالي 19000 لاجئ صومالي إلى الأراضي اليمنية بينما فقد المئات حياتهم نتيجة للرحلة الخطرة عبر البحر. في مؤتمر للدول المانحة في أواخر 2006 في لندن تحصلت اليمن على وعود بدعمها ب 5.7 مليار دولار أمريكي و لكن حتى الآن لم يتم تحصيل أكثر من 20% من المبلغ.

--------------
عن صحيفة ألمانيا الجديدة "Neues Deutschland"
رابط المصدر :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]