القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
|||
|
|||
مثلث برمودا في اليمن
" التغيير" ـ خاص: بقلم المستشار / حمزة صالح مقبل *: الإرهاب نار تتوقد في قلوب الجهلة والحاقدين ينفخ فيها الحكام الفاسدون ويجيزها أولئك المفتون المختبئون تحت عباءة الإسلام ويشعلها الإرهابيون ليتطاير شررها في العالم فتترك ندوبا في جسد الأوطان حيث لم يسلم أي بلد
من ذلك الشرر الخبيث الذي سرعان ما تحول إلى حرائق مشتعلة في العالم ولهذا فقد غدا لزاما على الجميع وخصوصا الشركاء في الحرب العالمية على الإرهاب والمتبنيين لمشروع ترسيخ نهج الديمقراطية والحرية في العالم ان يلعبوا دور رجل الإطفاء لمحاصرة تلك الحرائق وخلاصة الخلاصة نقول إن تكريس نهج الديمقراطية والدعوة للالتزام بها في ظل وجود نظام فاسد وضعف حضور قوى التحديث في مسرح الحياة السياسية وإهمالها سيجعل الديمقراطية كابوسا إخماد جذوتها في عقر دارها كي تعود الطمأنينة للنفوس ويستتتب الامن والاستقرار لنرى مجددا نظرات السعادة والمودة والتسامح ترقص في عيون البشرية بمختلف دياناتهم بعيدا عن الخوف والقتل والدمار. لقد شوه هؤلاء الإرهابيون صورة الإسلام والمسلمين فالإسلام بريء من أعمالهم فهو يعني السلام والمحبة وليس القتل والتدمير لكل ما هو جميل في الحياة لذا فان على أولئك الإرهابيين ان يعودا الى رشدهم ويقلعوا عن هذا العمل المشين كما ان على الانظمة الديكتاتورية العربية وغيرها تلك التي تعمل جاهدة لمد اجلها مستفيدة من بقاء ظاهرة الإرهاب لاستخدامها كورقة ضغط وقت الحاجة أن تكف هي ايضا عن اللعب بالنار حيث أن ما يجري اليوم في بلادنا ما هو الا جزء من هذه اللعبة الخطرة فها هي اليمن وللأسف اصبحت بؤرة من بؤر الإرهاب في ظل نظام فاسد غير قادر ان يكون شريكا في مكافحته وما حادثة هروب 23 سجينا من أعضاء تنظيم القاعدة من سجن الامن السياسي في صنعاء الا جزء من هذا المسلسل الذي يضع النظام من جديد في دائرة المساءلة والاتهام كما ويثير ذلك عددا من الاسئلة المتراكمة التي لم يستطع النظام إعطاء أجوبة شافية لها حتى اللحظة حيث يتساءل الجميع: من وراء الاغتيالات التي طالت عدد من قيادات وكوادر الحزب الاشتراكي و من الأحزاب الأخرى منذ يوم الوحدة عام 1990 حتى يومنا هذا ولماذا تم التغاضي وانعدام الشفافية أثناء التحقيق في تلك القضايا التي جرى بحثها وعلى سبيل المثال قضية اغتيال الشهيد جار الله عمر وهكذا فان اغتيال 150 كادر وقيادي اشتراكي وغيرهم معظمهم من أبناء الجنوب خلال أربع سنوات من عمر الوحدة من عام 1990 حتى 1994 فقط إنما يعكس وجود ظاهرة الإرهاب حينها في اليمن واستهداف الحزب الاشتراكي الجنوبي المنشأ بالذات يعطي دلالة على موقف هذا الحزب والأحزاب التقدمية الأخرى وتصديها لظاهرة الإرهاب في وقت مبكر قبل أحداث 11 سبتمبر حيث دفعنا الثمن غالبا ولازلنا ندفع حتى اللحظة كما لازالت معظم قضايا الاغتيال تلك وما تلاها معلقة لم يتم بحثها ولم يقدم الجناة للعدالة, والسؤال المطروح اليوم هو هل استطاع النظام الحالي أن يثبت انه شريك حقيقي في الحرب العالمية على الإرهاب , هذا السؤال يطرح لان هناك قضايا كثيرة مقلقة في هذا الجانب تستحق البحث على سبيل المثال ما تطرقت اليه الكاتبة الإمريكية جين نوفاك من قضايا خطيرة تتعلق بالإرهاب والفساد وخنق حرية الصحافة الخ..... وهذا ما يتطلب من النظام الحاكم أن يجيب عليها وان لا يلزم الصمت وبهذا الصدد نود القول إننا كشركاء في دولة الوحدة ضد ما انتجته ماكينة النظام من فساد وقمع لذلك فانه من الواجب على الولايات المتحدة الإمريكية وشركائها في مكافحة الإرهاب والفساد البحث في مثل تلك القضايا الخطيرة التي لا تقبل التأجيل ونحن أول المتضررين منها. إن هذه القضايا وغيرها ستظل مثارة كوننا لم نجد الإجابات الشافية لها وسيظل ينتابنا القلق على مستقبل بلدنا لان الوضع القائم يشير إلى أن اليمن لازالت حبلى بدورات العنف لأنه لم يتم إزالة أسباب ذلك حتى اللحظة حيث لازال الوطن المطعون بخنجر القبيلة يئن ويختزن في أحشائه عددا من المفاجآت غير السارة فها نحن لازلنا نمشي في طريق مليء بالألغام الموقوتة القابلة للانفجار في أي لحظة يبدو ذلك من خلال الفساد , الفقر والمرض ونشؤ التنظيمات والجماعات المتطرفة ونبش الصراعات السياسية السابقة وتفريخ الأحزاب تحت مسميات مختلفة إضافة إلى بقاء الدولة أسيرة للعرف القبلي والمحسوبية كما ويأتي على راس كل ذلك محاولة تهميش القضية الجنوبية وتجاهل مطالب أبناء الجنوب الذين أصبحوا أكثر تضررا من هذا الوضع وذلك باعتراف ابرز المشاركين في حرب 1994 ألا و هو الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس الشورى لحزب الإصلاح اليمني وهو من أبناء المحافظات الشمالية حيث قال أثناء لقاءه برئيس الجمهورية ضمن مجموعة من قيادات حزب الإصلاح (( لو تم التصويت على الوحدة في المحافظات الجنوبية لصوت جميعهم بلا)) نقلا عن جريدة الوسط العدد 55 تاريخ 8 يونيو 2005 وهذا اعتراف صريح بحالة الغبن التي يعاني منها الجنوبيون في ظل الوحدة وهكذا فإننا إذا ما حاولنا تقييم أسباب هذا الوضع السيئ في اليمن اعتقد أننا سنصل إلى الإجابة التي تقول إن احد أهم الأسباب الرئيسية هي حرب 1994ضد الجنوب والتي استبعدت الشريك الأساسي في الوحدة ممثلا بالحزب الاشتراكي القائد السياسي لدولة الجنوب في الدولة الموحدة والذي يعتبر احد أهم رموز الحداثة في اليمن وكذا تجاهل القضية الجنوبية مما أدى إلى اختلال موازين القوى حتى تراجع الدور الفاعل لقوى التحديث خصوصا بعد حرب 1994 حيث إن هذه القضايا وغيرها ستظل مثارة كوننا لم نجد الإجابات الشافية لها وسيظل ينتابنا القلق على مستقبل بلدنا لان الوضع القائم يشير إلى أن اليمن لازالت حبلى بدورات العنف م إضعافها من قبل النظام إضافة إلى الإهمال الذي ربما يعزى إلى عدم حسبان العواقب المترتبة من جراء ذلك من قبل الدول الكبرى هذا أولا, وثانيا أنها تبنت ترسيخ نهج الديمقراطية والحرية في العالم ووضعت مشروع الشرق الأوسط الكبير كالذي نراه اليوم دون أن تضع ما يسند تنفيذه بقوة وأمان على ارض الواقع هذا الإسناد الذي يفترض أن يتم من خلاله تشجيع ودعم تلك القوى باعتبارها الحاضن الحقيقي لمشروع التحديث والذي يفترض تسوية الملعب السياسي لها لتلعب دورها كاملا وخلق المناخ الذي يساعدها على المنافسة في مسرح الحياة السياسية المعقد ذلك المسرح الذي يظهر بروفات مختلفة ومتناقضة بين الانتماء السياسي والانتماء القبلي والمذهبي والجهوي الخ... حيث ترى عباءة الحوزة وقبعة العسكر وجنبية القبيلي وربطة عنق بوش كرداء للحزب الحاكم حتى يبدو وكأنه مهرج على خشبة ذلك المسرح أي انه لا وضوح في الرؤيا والهدف مما يؤدي إلى الازدواجية والتخبط في القوال والفعل مما يعكس نفسه سلبا على النظام السياسي والدولة والمجتمع ليجعلهم يعيشون في حالة مرتبكة وغير مستقرة يظل فيها الوطن يراوح في مكانة دون تقدم بل وعرضة للازمات المؤدية إلى التراجع إلى الخلف وهذا ما يجعل البلد مرتعا خصبا للفوضى والصراعات الدموية والإرهاب فها هو الإرهاب ينام ويصحو حسب العرض والطلب وها هو الفساد والفقر والجهل والمرض ينخر جسد الوطن. خلاصة الحديث ها هي اليمن بجنوبها وشمالها التي تسيطر على بحر العرب وباب المندب والتي كانت تملك ثاني انشط ميناء في العالم وتختزن في باطنها النفط والذهب والعديد من المعادن وكذا التاريخ العريق أصبحت اليوم للأسف أشبه بمثلث برمودا المثير للرعب والغموض أضلاعه الثلاثة أ: نظام ديكتاتوري عسكري معيق لقوى التحديث, ب: منظمات دينية متطرفة منتجة للإرهاب طاردة للحداثة , ج: عرف قبلي متخلف طارد للقانون والمدنية وزواياه الثلاث ا: الفقر 2: الجهل 3: المرض. وخلاصة الخلاصة نقول إن تكريس نهج الديمقراطية والدعوة للالتزام بها في ظل وجود نظام فاسد وضعف حضور قوى التحديث في مسرح الحياة السياسية وإهمالها سيجعل الديمقراطية كابوسا على الحرية وعندها سيكون طريق الحرية مغلقا وها هي اليمن اليوم تسير نحو طريق مغلق في وضع كهذا لذا فان ما يحصل لا يعتبر جرس إنذار لقوى التحديث فحسب لكنة يعتبر جرس إنذار أيضا لمن يقودون الحرب العالمية على الإرهاب والتطرف والفساد ويدعون إلى ترسيخ الديمقراطية والحرية في العالم للالتفات لقوى التحديث كما أن على قوى التحديث في اليمن أن تستيقظ من سباتها فالحرية تنتزع ولا تعطى. * معارض يمني مقيم في الولايات المتحدة الإمريكية |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 11:34 PM.