القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
|||
|
|||
الوحدة اليمنية .. أساسها أكذوبة يلفظها التاريخ .
اتسمت الحياة في جزيرة العرب إبان العهود الغابرة بطابع البطش ، وظلت القوة والجبروت مصدر هيبة الفرد والقبيلة على حد سواء ، والجاه والسلطان لمن تكون له الغلبة ، وبهذه المعايير وعليها تكيّفت بيئة الأعراب ( الأشد كفراً ونفاق ) حتى ظهر الإسلام فأرسى حدوداً ، وسنّ شرائعَ ، وحفظ للناس دمائها وأموالها وأعراضها .. اعتنقته الأمة وتعاملت معه بفهمٍ وإدراك غسلا غبار الماضي وأتربة التخلف عن وجهها الناصع ، فمضت في ركب الحضارة الإنسانية ، تحقق غاياتها النبيلة ، وتنشر السلام في ربوع الأرض . وبقي أثر الغضب الإلهي لا يُبارح حدود "سبأ " فما زالت ممزقة شر ممزق ، لا ترى من ماضي جنتيها سوى شجيرات القات والأفيون عوضاً عن الخمط والأثل والسدر اليسير ، وهي في فم الزمان أحاديثٌ لا تنتهي ، وأخبارها لا تسُر الصديق .أما لماذا وكيف ، فتعالوا بنا نقوم بإطلالةٍ سريعة على حاضر هذه الأمة المرتبط بماضيها إرتباطاً وثيقاً . يرى البعض أن مجافاة العلم لهذا البلد – الذي لم يكن من نصيبه التعرف على كتابة أحرف الهجاء إلا في وقتٍ قريب – سبباً في إقصائه عن صرح الحضارة الإنسانية ، وبقي متأثراً بموروثاته البائدة رغم التظاهر بخلاف ذلك ، مما حالَ دون رسوب تعاليم الدين الحنيف في قرارة عقله بدلاً من قلبه ، وتعاطى معها بعفوية ، تاركاً لوجدانه العنان ، مغيباً وظيفة التفكر ، ما جعله ينساق وراء ثلة من الفقهاء ، الذين بدورهم يسبحون في فلك الحاكم ، ويفعلون ما يؤمرون ، اعتقاداً منهم بأن ذلك يجسد امتثالهم لقول الحق : " يا أيها الذين آمنوا أطيعو الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ولقد أطرب الحاكم العزف على وتر الطاعة ، فراح يغدق الأموال لهؤلاء الحلفاء ، المبعوثين هبة القدر ، ليُبقي عليهم رهن مشيئته ، يشكلون آلية تنفيذ لمخططاته التي جاوزت في جرأتها حدود العقل . وكان من سوء طالع الجنوب العربي أن وقع فريسة سهلة بين مخالب انقساماته الداخلية ، وأنياب جيرانه الطامعين في التهامه ، وانطلقت أبواق الدعاية لما أسموه بالشرعية ، وقرعت طبول الحرب لاكتساح الجنوب ، وبرزت فتاوى أولئك الفقهاء ، وبكون الجنوبيون كفاراً يتوجب سحقهم ، وسرت مقولة بين الناس مفادها أن من قتل جنوبياً دخل الجنة ، وانهالت التبرعات للمجاهدين ، وتعالت أصوات الدعاء من المآذن ، ولم يُكتفى بإرسال حُزَم القات إلى الجبهة لدعم صمود المقاتلين ، وحثهم على السهر ، بل وُضِعَت مواد منبهة في مصنوع البسكويت ( اكتشف ذلك أناسٌ لم يذوقوا طعم النوم هم وأطفالهم ليالٍ بسبب تناولهم بسكويت كتبت عليه عبارة " الله أكبر " ) . وضعت الحرب أوزارها .. وكان الطامعون يترقبون غنيمة كان الإستيلاء عليها ضرباً من المحال ولكنها أصبحت حقيقةً لا خيال ، ولكي تكون أكثر أمناً لا بد من الخلاص من الجنوبيين ، ومن الطبيعي أن لا يُترك أثرٌ لهذه الجريمة ، وعليه يجب التصرف وفق الحكمة المشهود بها لليمني دون سواه ، وبدأ تسريح الجنوبيين من وظائفهم ، وإجبارهم على مزاولة مهَن خارج الجنوب ، وحلّت محلهم عناصر يمنية ، بل ضخّت بالملايين من الفلاشا اليمنيين لطمس هوية أهل هذه الأرض المسماة بالجنوب العربي . وفي غمرة هذا الشتات وجد الجنوبيون أنفسهم أمام غولٍ إسمه الوحدة ، يحاول أن يجتثهم من الوجود ، وطفقت الأقلام تسطر حقائق مفزعة ، تارة عن مفاسد النظام ومساوئه ، وطوراً عن يمننة الجنوب بطريقة المسخ ، وفرض واقع وحدوي على ذمة تاريخٍ مزيّف . حاول جهابذة الدفاع عن الوحدة استنطاق وقائع وأحداث الماضي مما قد يمدهم بتلاوة تاريخية يبشرون بها الأنصار ، ويدحضون بذلك أولياء التشكيك في هوية الجنوب " اليمني " ، ولكنهم لم يصلوا إلى أبعد من العام 1960م وهو العام الذي تشكلت فيه مقاومة الجنوب ضد المستعمر البريطاني تحت لواء الجبهة القومية لتحرير الجنوب " العربي " لمحتل ، في أول مؤتمر لها بمدينة " جبلة " اليمنية ، ثم استبدال كلمة " العربي " في شعار الجبهة القومية لتصبح " اليمني " ولهذه الواقعة خلفياتها التي يعلمها جيداً مَن كانوا يدينون بالولاء لحركة وفكر القوميين العرب . إن الوصول إلى حقيقة كهذه وتداولها بين الناس جاء بمثابة صاعقة تصمّ أسماع النظام الحاكم ، وتجعله يضرب أخماساً بأسداس ، وهي الحقيقة المرة التي يدركها الساسة ، ولكنهم يغظون الطرف عنها أملاً في خلقها من العدم رغم أنف التاريخ ، في سابقةٍ لا تقبل الحدوث إلا في يمن المعجزات والخوارق ، ( مثلما كل شيء فيه مستحيلٌ : فالفساد القضاء عليه مستحيل ، والرشوة كذلك مستحيلة ، ونزع السلاح من يد المواطن مستحيل ، واجتثاث شجرة القات مستحيل أيضاً ، وكذلك فك الإرتباط مع الجنوب يدخل ضمن هذا الحكم ) . إن الوقوف على حقيقة الزج بمسمى اليمن في هوية الجنوب قد فتحت آفاقاً رحبةً لدى الجنوبيين للتأمل في خارطة الأمس القريب والبعيد ليجدوا أن حضرموت هي الأخرى كانت دولة كثيرية وقعيطية وهلم جرا .. ولكن تحررها من الإحتلال اليمني لن يتأتى بمعزلٍ عن باقي مناطق الجنوب ، وهي لذلك تقود حراكاً يهدف إلى تحقيق استقلال الجنوب لتستعيد مكانتها التاريخية كدولة ينضوي تحت لوائها باقي أجزاء الكيان الذي كانت تتألف منه ما تسمى " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " . ينظر المواطن العربي بعين التعجب إلى إصرار النظام الحاكم على التنكر لحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ، والمضي في طريق فرض الوحدة بنفس الآلة العسكرية التي احتل بها الجنوب في العام 94م وهذا بحد ذاته يعطي زخماً قوياً لعناصر المقاومة في الداخل والخارج ، فضلاً عما يمارسه من أعمال القتل والإعتقال ، وملاحقة نشطاء الحراك ، وبات من المؤكد وصول الأمور إلى نقطة اللاعودة ، وأصبح الجميع وجهاً لوجه مع ذات الحيرة التي تكتنف العقدة والحل . إن حدثاً تاريخياً كهذا ( الوحدة ) اشرأبّت له الأعناق ، وكان يمكن أن يسجل حضوراً أبدياً لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه النظام عندما قَدّر أن صيانة هذا المنجز العظيم يكمن في فرضه بالقوة ، ليصبح حتمياً رغم كونه منبثقاً من رحم المستحيل ، ذلك الخطأ أحدث شرخاً في كرامة الجنوبيين ، وجرحاً لن يندملَ إلا باستعادتهم الحق المسلوب تحت شعارات زائفة ، ووحدة أساسها مُصطنع ، وهوية مستوردة ليس لها جذور في تربة تاريخ الجنوب العربي المحتل من قبل النظام اليمني منذ العام 1994م . إن أبناء اليمن اليوم مدعوون إلى قراءة جديدة لمجريات الحدث وفق المعطيات المستنبطة من حقائق التاريخ بعيداً عن الرتوش التي يتشبث بها نظام صنعاء لتبرير هيمنته على الجنوب بغرض استغلال ثرواته الطبيعية ، وحرمان أبنائه من الحرية والعيش الكريم الذي ضحى من أجله بالغالي والنفيس وحقق بذلك اسقلاله في 30 نوفمبر 1967م. لمناصرة إخوتهم في الجنوب ، والوقوف معهم في قضيتهم العادلة ضد نظام صنعاء الغازي وسطوته الجائرة تحياتي طائر الاشجان التعديل الأخير تم بواسطة طائر الأشجان ; 07-04-2009 الساعة 02:34 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:19 PM.