المانحون يهددون بوقف دعم هيئة مكافحة الفسادبعد تقديمه بن طالب استقالته

[جنوبي بس]

وسيلة إعلامية مقربة من السلطة تهاجم بن طالب بعد تقديمه استقالته والمانحون يهددون بوقف دعم هيئة مكافحة الفساد



هددت جهات مانحة بوقف دعم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بعد تقديم الدكتور سعد الدين بن طالب عضو الهيئة استقالته الأسبوع الماضي، فيما هاجمت وسيلة إعلامية مقربة من السلطة بن طالب واتهمته بالفساد.

وأكدت مصادر مطلعة أن لقاءً عقد بين عدد بين عدد من ممثلي دول وجهات مانحة، وقيادات هيئة مكافحة الفساد لمناقشة استقالة بن طالب الذي كان يرأس قطاع التعاون الدولي في الهيئة.

ونقلت صحيفة الصحوة الصادرة اليوم الخميس عن مصادر قولها ان المانحين هددوا بوقف دعمهم لأنشطة الهيئة وأعمالها بسبب استقالة بن طالب.

وكان سعد الدين بن طالب قد وجه رسالة منتصف الأسبوع الماضي لرئيس وأعضاء الهيئة طالب فيها بأنه لا جدوى من استمرار عمله في عضوية الهيئة بسبب عدم اقتناعه بتوجهاتها وآلياتها، مطالباً بتجميد ووقف مستحقاته.

وقال بن طالب في رسالته : أكتب لكم هذه الرسالة بعد تفكير طويل ودراسة متأنية ونقاشات متعددة معكم عن الهيئة وآليات عملها وتوجهاتها وما حققته خلال العامين الماضيين (....)، ولقد توصلت أخيراً إلى قرار بأن لا جدوى من استمراري في عضوية الهيئة وعملي فيها بدون اقتناع قوي بتوجهاتها وآلياتها.

وأضاف بن طالب: ومع قبولي باختلاف الآراء ووجهات النظر واحترم وأقدر لكل زميل آراءه وقناعاته إلا أنني أرى بأن هذه الأمور جوهرية تتعلق بقناعات لي يصعب التنازل عنها لأنها تتعلق بفاعلية الهيئة في تحقيق أهدافها ومصداقيتها أمام المجتمع ولم تتغير هذه القناعات عندي بعد نقاشاتنا الطويلة لذا فإنني أتقدم لكم بطلب تجميد عضويتي ووقف مستحقاتي ابتداءً من أغطسس 2009 وذلك حتى أتقدم باستقالة رسمية لرئيس الجمهورية ومجلس النواب.

وكانا قد نشرنا خبر استقالة بن طالب الأسبوع الماضي من الهيئة التي وصفها بأنها أصبحت بؤرة من بؤر الفساد، وقال انها فشلت في أداء مهامها وأهدافها التي أنشئت من أجلها.

واتهم أعضاء الهيئة بتعمد توظيف أبنائهم وأقاربهم في قطاعات الهيئة المختلفة، وقال بأن الهيئة أثبتت عدم مقدرتها علي التعامل مع قضايا الفساد الكبيرة من أهمها قضايا المنطقة الحرة، حوش الخضار عدن، الفساد في قطاع الكهرباء.

وغادر بن طالب على إثر تقديم رسالته البلاد متوجهاً إلى سنغافورة حيث يقيم عدد من أفراد عائلته هناك، ورفض بن طالب عرض الهيئة له بإبقاء مستحقاته حتى مع سفره.

وتعرض بن طالب لهجوم من وسائل إعلامية مقربة من السلطة واتهمته بالفساد، وانتقدت الحديث عنه من قبل من أسمتها المواقع الانفصالية وإعلام المعارضة على أنه بطل خارق وأسطورة التاريخ، والمعجزة التي لم تنجب اليمن بمثل أمانتها ونزاهتها وشرفها، حسب قول موقع إلكتروني.

واتهم الموقع بن طالب بأنه قدم استقالته بعد أن أجبرته جهة عمله على ذلك للحفاظ على ماء وجهه، وأنه رد لها الجميل باتهامها بالفساد، معتبرة ذلك جزاء من لا يعمل بالقانون ويقدم عليه المجاملات.

وكان بن طالب قد اعترض في وقت سابق على صرف سيارات فارهة لأعضاء الهيئة تبلغ قيمة الواحدة منها 54 ألف دولار، رافضاً استلام تلك السيارة أسوة بزملائه، مكتفياً باستلام سيارة بسعر أقل، وقد أعاد تلك السيارة (برادو 2008م) بعد تقديم استقالته.

الجدير بالذكر أن جهات عليا كانت رفضت ترشيح بن طالب لعضوية هيئة مكافحة الفساد، وتوقع مراقبون أن تكون هذه الخطوة محرجة جداً للنظام، وأن تؤثر على مصداقيتها عند المانحين لا سيما وأن الرجل يرأس قطاع التعاون الدولي والعلاقات الخارجية في الهيئة.

بن طالب الذي يحظى بسمعة طيبة ومعروف بنزاهته كان عضو سابق في البرلمان اليمني عن المؤتمر الشعبي العام قبل أن يقدم استقالته منه، وعرف خلال عمله البرلماني منذ عام 97 وحتى 2003م بمواقفه القوية ضد الفساد، وكشف الكثير من قضايا الفساد الكبيرة في القطاع النفطي أثناء عضويته في البرلمان.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]