السفير الأميركي:الحكومة وجهات غير محددة تزيد الضغط على الصحف المستقلة والحزبية

[قلب الجنوب]

السفير الأميركي:الحكومة وجهات غير محددة تزيد الضغط على الصحف المستقلة والحزبية



توماس كراجسكي
تمثل حرية الصحافة ضرورة للمجتمعات المدنية القوية والديمقراطيات السليمة. تقوم الصحافة الحرة بتعليم وتثقيف العامة كما أنها تقوم بالرقابة على السلطة وسوء استخدام السلطة، وتعطي صوتاً مسموعاً للمضطهدين.

إننا وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة نعترف بالإسهامات القيمة للصحافة الحرة كما نحترم ونقدر تضحيات أولئك الذين خاطروا بحياتهم وممتلكاتهم من أجل حرية الصحافة. إن الرجال والنساء الشجعان من كل أنحاء العالم هم عرضة وبشكل يومي للمضايقات والضرب والحجز والسجن وأحياناً الموت، لا لشيء إلا لأنهم يعرضون الحقيقة. إن من بين وسائل القمع المستخدمة للحد من حرية الصحافة هي قوانين التجريح وسيطرة الحكومة على الإعلام والرقابة الذاتية والقيود المفروضة على استخدام الشبكة الإلكترونية العالمية (الإنترنت) وكذلك التراجع الحاد في أعداد وسائل الإعلام المستقلة.

لقد قال الرئيس بوش «إن سياسة الولايات المتحدة تسعى لدعم الحركات والمؤسسات الديمقراطية في كل البلدان والمجتمعات»، كما أكد بأن «الولايات المتحدة الأمريكية لا تنوي فرض نمطها الديمقراطي على بقية الدول» وأضاف بأن «الولايات المتحدة تسعى لدعم الآخرين لإسماع أصواتهم وتحقيق حريتهم وشق طريقهم بأنفسهم. فبدون صحافة حرة وحية لا يجد البلد من يتحدث بالنيابة عنه ولا يمكن للديمقراطية أن تزدهر».

إننا نعمل وبفاعلية على تعزيز حرية الإعلام كونها العنصر الجوهري لدبلوماسيتنا وبرامج المساعدة الخاصة بنا. إننا نلفت الانتباه إلى الجهود المبذولة لتقييد حرية الصحافة وذلك عن طريق دعم هيئات البث والإنتاج الإذاعي المستقلة وتدريب الإعلاميين، ونوفر مواد المساعدة في إنتاج البرامج الإذاعية والتلفزيونية لأولئك الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى المعلومات المجانية.

إن توسيع نطاق حرية الإنترنت يعدُّ جزءاً من استراتيجية الولايات المتحدة حيث إننا قد أنشانا فريق مهام لحماية الحرية على الإنترنت دولياً وحل مشكلة ملاحقة حرية التعبير على شبكة الإنترنت في كثير من الدول المنغلقة (التي توصد أبوابها أمام الجماعات الحقوقية).

أظهر هذا الدعم تأثيراً ملموساً. هنالك العديد من الحالات التي كانت لنا فيها الريادة في قضية حرية الصحافة وفي مثل هذه المواضع نعتقد بأن مساعينا قد صنعت فارقاً.

في اليمن تقوم الحكومة بالتأثير غير المباشر على الإعلام وذلك من خلال التحكم بالمطابع الصحفية ودعم بعض الصحف والملكية الفردية لمحطات الإذاعة والتلفزيون في البلد. ينص قانون الصحافة على أن تتقدم وسائل الإعلام المكتوبة بطلب سنوي إلى الحكومة لتجديد تراخيصها. قامت الحكومة و(جهات غير محددة) وبشكل واضح بزيادة الضغط على الصحف المستقلة والحزبية. يقوم كثير من الصحفيين بممارسة الرقابة الذاتية خوفاً من انتقام الحكومة.

وفي شهر يوليو قامت الولايات المتحدة برعاية أسبوع من الاجتماعات والمباحثات أجراها خبيران قانونيان مع مسؤولي الحكومة وما يربو على 40 صحفياً. نظم الخبيران وبالتعاون مع بعض الجهات الدولية المانحة ورشة عمل حضرها جمع غفير من رجال الإعلام والمهتمين. ولقد تم علناً تقديم توصيات ورشة العمـل التـي حثـت علـى كيفـية حماية الحريات الصحفية للحكومة والمجتمع المدني.

قابل مسؤولو السفارة مرات عديدة خلال العام أعضاء نقابة الصحفيين اليمنيين وكذلك العديد من ضحايا تلك الانتهاكات. ولقد أعربت في مقابلة مع إحدى الصحف المحلية في شهر أكتوبر عن قلقي إزاء تردي أوضاع حرية التعبير مما أثار جدلاً حاداً بين أوساط الصحافة والمجتمع المدني.

اعتبر الإعلام الحكومي تعليقاتي (تدخلاً) في شؤون اليمن الداخلية إلا أن الإعلام المستقل وكذلك إعلام المعارضة قد أثنوا على تلك التعليقات. شكرت قيادات المجتمع المدني وبشكل علني الولايات المتحدة التي كان لسفارتها السبق في إثارة الموضوع وبشكل مفتوح.

سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء


نقلاً عن صحيفة الايام اليمنية
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]