((( أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ )))

[بوعمر]

أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ

مقدمة

قال تعالى { قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون }

مؤكد أن محمد البوعزيزي ـ يرحمه الله ـ لم يدرك أنه مع إشعال النار في جسده أشعل في أمة العرب نيران تمتد من أقصى بلاد المغرب العربي وحتى أطراف الخليج العربي ، فالثورات العربية المتوالية وعلى الرغم من تتابعها وصعوبة استقراءها والتأني في كينونتها كل على حدا إلا أن القاسم المشترك أن العرب مقبلين على مرحلة تاريخية جديدة على الأقل فيها شيء من الأمل للقادم من الأيام ...

ومع تصاعد الاحتجاجات في ليبيا واليمن والبحرين هنالك وقفة لابد منها ، فالشعوب التي تخرج مطالبة بإسقاط رؤوس الأنظمة عليها أن تتمسك بحقيقة أكبر وهي الالتفاف على ثابت من ثوابتها بالتغيير الشامل ، هذا التغيير لا يجب أن يلتفت ولو يسيراً إلى أن إسقاط الأنظمة الفاسدة هو الحل بل هو جزء من حل في منظومة شاملة للتغيير ، أهداف الثورات المرفوعة يجب أن تتواصل وتستمر فسقوط الأنظمة العربية هو أمر هين هذا ما ثبت في ثورتي تونس ومصر ، فالأنظمة العربية لا تملك وجود في وجدان شعوبها لذلك تتهاوى أمام ثبات الشعوب ...

في حين نترقب سقوط نظامي اليمن وليبيا بدعوات إلى الله وحده أن يؤلف القلوب وتنعم هذه الشعوب بالحرية والعدل ، فأننا نترقب بكثير من الابتهال إلى الله تعالى أن يأخذ بأيدي ثوار تونس ومصر لينجزوا مرحلة ما بعد إسقاط بن علي ومبارك ، الحالة التونسية والمصرية هي حالة مستثناة في تاريخنا القديم والحاضر والقادم ، مسئولية الأشقاء هي أن يخططوا للمستقبل بتوافق سياسي يشمل كافة الطبقات المركبة للبلدين ، نعم انقضت مرحلة وطويت مرحلة وفتحت مرحلة أخرى فيها كثير من ما يجب أن يكون من الإيثار والبذل والعطاء ...

المراهنة على تونس ومصر في قيادة المرحلة هو الشعور الذي يجب أن يسكن كل أبناء البلدين على حد سواء ، تجاوز الماضي لا يجب أن يكون بالتغاضي عن جرائم الأنظمة الساقطة المنهارة أبداً ، بل بمعالجة صحيحة تكفل تحقيق العدل أولاً ، وهذا محور من محاور الثورة العربية في تاريخها الحديث ، منجز الثورة قد تم بفضل من الله تعالى وتوفيقه ومنّه ، ونحن كشعوب عربية مسلمة نتطلع إلى ما هو أعلى من ذلك ، ولا خوف على الشعبين العظيمين ولكن لأنها مرحلة لابد وأن تستحضر فيها الأفكار والرؤى ...

وإلى بقية شعوب العرب التي رفعت لعقود طويلة صور حكامها ، واعتبرتهم رموزاً لا تخطىء حان الوقت لاستحضار العقل ، فهذه الرموز التي تتهاوى تحت إرادة شعوبها ، وهذه العروش التي تهتز في طرابلس وصنعاء والمنامة هي عروش واهية حقاً ، عروش صنعت من الرعب والخوف والانكسار في الذات العربية ، لولا ذلكم الرعب ما كانت هذه العروش أصلاً ، ولولانا ما كانوا ، هزلنا وضعفنا فقويت عروشهم ، ويوم أننا تملكنا إرادتنا من ذات جذوة النار التي أشعلها البوعزيزي خارت قواهم وضعفوا ووجدناهم كالفئران من فهم ومنهم من وعى ومنهم من لا يفهم ولا يعي ، لصوص ومجرمين تسلطوا على رقاب المؤمنين الموحدين فأسكنوها الخوف مكان الأمن ...

هذه المرحلة من تاريخنا نناشد فيها أبناء اليمن وليبيا بالحرص على ما رفعوه وما بذلوه لإسقاط أنظمتهم الفاسدة ، في هذه المرحلة التي يخرج فيها المعتوه علي عبدالله صالح ليخاطب أبناء اليمن الشقيق بأنه سئم السلطة والحكم ، والشعب اليمني أيضاً سئم التخلف والجهل المستمر على مدار ثلاثة وثلاثين عاماً ، كما هو السخيف سيف الإسلام القذافي الذي يخوف أبناء ليبيا الأبطال وهو لا يدرك بأنه يخاطب أحفاد عمر المختار بطل من أبطال التاريخ ، حالة من حالات الجنون يرفعها هؤلاء المتسلطين لابد لها من زوال ونهاية ...

( الثورة الحضرمية )

قد لا يجب أن نكتب ما يلي من باب السياسة والمسايسة ، وقد يوافقنا القلة ويخالفنا الكثير ولكن لابد أن نحرر للتاريخ ما يجب أن نكون عليه ، حضرموت دولة ، حضرموت هو المشروع السياسي الأول الذي لابد وأن يفرض على مختلف التوجهات ، مشروعهم اليمني بإسقاط رأس نظام الحكم في صنعاء نحن معه ، مشروعنا المفروض هو كيان الدولة الحضرمية ، لن نرتضي بأنصاف حلول تأتي من أي طرف ، سقفنا هو استقلال بلادنا الحضرمية غير ذلك يكون ضرباً من جنون في التعاطي مع ما يجري على أرض اليمن شماله وجنوبه معاً ...

أناشد كل حضرمي مؤمن بدولته وكيانه ، متطلع إلى حريته على أرضه ، أن ينطلق بكل ما يملك من إمكانيات وقدرات تجاه هذا الفرض ، حضرموت الدولة هو حديثنا وفعلنا وقدرنا جميعاً ، هذه فرصة تاريخية يجب أن تستثمر بكافة الطرق المتاحة وحتى غير المتاحة ، البذل هنا فرض واجب على كل حضرمي ، السير تجاه مشروعنا الحضرمي هو الحقيقة الوحيدة الآن علينا الالتفاف تحت راية قضيتنا البذل لها أما وإن حدث غير ذلك فسنخطىء كما أخطأ أسلافنا قبيل نكسة الثلاثين من نوفمبر 1967م ، ونحن جيل جديد فينا كل مقومات الحضور الصحيح لتأسيس كيان الدولة على أرض حضرموت ...

ندعم كل الخطوات التي تبتغي إسقاط نظام صنعاء ، نقدر كل الجهود الباغية تحقيق انفصال اليمن بين شمال وجنوب ، ونرفع شعار دولتنا الحضرمية ، هذا مطلبنا الشرعي الذي لا يجب أن نتنازل عنه ، فكرة الدولة الحضرمية ليست نزعة تأخذنا إليها بمقدار ما هي تطلع صريح نحو غاية نقصدنها ونرجوها ، لذلك لابد من استحضار الثقة في عدالة قضيتنا الوطنية وانتزاعها من قبضة المغتصبين لها ، لنا حق في حضورنا السياسي شئننا شأن كل أقراننا العرب ، فليكن من الآن تصعيد على مختلف الوقائع لهذه القضية الحضرمية ...

شعارنا ..

حضرموت الدولة

[الحلم القادم]

خله يطيح وبعدين لكل حادث حديث