علي البنمي

[abu khaled]

*خالد سلمان

مكالمة منتصف الليل.. جملة ربما تكون كثيرة النفع.. لفلم عصاباتي.. ولكنها - الجملة - ليست كذلك.. إنها شديدة الصلة ب "حكم عصبوي".. لا يختلف عن الأول إلا في تفاصيل الأداء..وشجاعة المجاهرة بارتكابه ف:
ألعصاباتي: يتسلل خفية يكمن كثعلب لفريسته يطبق بفكيه على ورك دجاجة هزيلة.. ويبتلعه الظلام.
العصبوي: يحشد الجماهير في الميادين العامة.. يعطل المدارس.. يقذف بمن هم ليسوا أطفاله.. إلى جحيم الشوارع لإستقابله والرقص على إيقاع نشيد.. لصنا لص البلاد يا ذا البطل.. يسرق كحل العين ويبتلع في جوفه بلاد.
ألعصاباتي: يتوارى خجلا من صنعته، يشعر بعار الجائع المكره.
العصبوي: ينظم لسرقته مهرجانات موسيقى ورقص شعبي.. مسابقات وحفلات وخطب موالاة ومبايعة.
ألعصاباتي: لا يسرق الفقير ولا يمد يده لمحفظة موظف.. لا يخطف رغيف عيش من فم جائع.. لا يفرض أتاوات.. أو يبسط يد ضباع الليل على أمن الشوارع.
العصبوي: يطلق ليديه حق التمدد في جيوب الناس.. وموائد طعامهم.. يسرق أمنهم بفرض أتاواته رعبا ودما طوال ما بقي على قيد الحياة.. يعين أبناء آوى والحيوانات القمّامة وزراء وحراس مستودعات القمح والقمع والذخيرة.
ألعصاباتي: نكره منفية وأسم مطارد عدو الضوء وكلاب الشوارع.
العصبوي: يمتلك مذياعا وشاشة ووجوه تصلب على أعمدة الصحف.. تحمل أقلام أصباغ زرنيخ وكربون.. ترتدي جلود ضمير يغسل بالوحل.. ويجفف كل صباح جديد على حبال فضيحة.
ألعصاباتي: لا يجيد قراءة ناهيك امتلاك أسرار الأرقام العشرينية الأصفار.. ولم يسمع بالحسابات السرية والبصمة الصوتية.. بتجارة الموت ومشاريع الباطن.
العصبوي: يفعل كل مالا يخطر على ذهن شيطان رجيم: صرف عملة وعمرة.. حج ورقيق أطفال.. رئاسة وبيع مصالح شعب وبلاد.. خطيب جمعة وناضورجي غرزة.. له في تجارة زجاج القوارير والصواريخ والرصاص.. قارئ أذكار.. مؤفين وشيخ قعدة أما ما يجمع الاثنين فليس هناك شئ يستحق الذكر.. سوى الرئاسة: ألعصاباتي حدود سلطاته لا تتخطى أصابع يد..والعصبوي رئيس رؤساء عصابات العيار الثقيل.. مناشير تشليح الآبدان والأوطان.. ورئيس شعب منكوب الآمال وبلاده مقصوفة الظهر والعمر والجناح.. مفتوحة التطلعات على ثكنات وحروب ومقابر.
عودة إلى مكالمة منتصف الليل.. هي واحدة من هوايات العصبوي.. في ذلك المساء الخميس ـ ألصق سماعة الهاتف في أقرب خط مستقيم بين الأذن والفم وبدا " علي البنمي" بالردح والوعيد.. نما لعلمنا إن علي البنمي جفل وزبد جراء مقال ظل طريقه من الشورى نت إلى صدر" الثوري".. طرافة الاتصال إنهائه بطلب اعتذار لشخصه على مقارنة هو لمسها ولم نفصح عنها صراحة في المقال.. مقارنة بين الاثنين، نورييغا البنمي القابع في سجن فلوريدا وعلي البنمي رئيس القصر" على الأقل حتى الآن" ولإزالة الضرر لطلب الاعتذار نستجيب عكسيا:-


السيد نورييغا الرئيس البنمي السابق لدولة بنما.. السجين الحالي في فلوريدا.. بارون المخدرات الدولي الخطير.. بالأصالة عن نفسي أنا كاتب المقال وبالنيابة عن القراء.. أعتذر لكم أيها السيد نورييغا عما لحق بكم من ضرر أدبي ومعنوي جارح وفادح جراء المقارنة الظالمة لشخصكم مع ولدكم علي البنمي.. وبكل شجاعة وتواضع أعترف أنا المدون أسمي أعلاه بأن الإنسان عدو ما يجهل.. ونحن أجهل الجاهلين في مراتب عالم التهريب وهياكله التنظيمية.. إذ لا تتعدى مداركنا ضاربة ودع أمام غزارة علم عالم ذره وفيزياء فضاء. السيد نورييغا منكم الصفح.. ولكم هذا الدعاء:
أنّس الله وحدتكم عما قريب.. وفرج عليكم كرب السجن بتعجيل وصول ولدكم " علي البنمي" زميل دفعة.. رفيق سجن لكم..ومُسامر أنيس لا يُمل.
هنيئا لكم هذه الصحبة.. ولكم ـ أيها البارون نورييغا عظيم الاعتذار لما لحق بكم من توسيخ سمعة وبالغ ضرر.
ودمتم لمريديكم وأتباعكم الرؤساء الميامين المستبدين, درس لخاتمة فاجعة وسوء مصير.. ومتعكم الله بغزارة علم الوافد القادم.. القريب.

[الضالعي 2007]

الله يعطيك العافيه خالد سلمان رجل المواقف الشجاعه ومشكور اخي