قبل الترحيب بعودة الضال ....( بقلم / جعفر محمد سعد )

[abu khaled]

عدن نيوز - خاص - 9-5-2007

قبل الترحيب بعودة الضال


جعفر محمد سعد

حقائق ترتقي الى مستوى اليقين يكشفها واقع الجنوب الذي اصبح يتشكل من طرفين الاول شعب الجنوب الذي

تتقدمه القوى الحية ( تيار اعادة اصلاح مسار الوحدة , والتجمع الديمقراطي الجنوبي تاج , والقوى السياسية الجنوبية المستقلة ,

والفعاليات الجنوبية للمجتمع المدني ) , اما الطرف الاخر بقيادة نظام صنعاء( ومعه قيادة الاشتراكي ,

واحزاب اللقاء المشترك والاحزاب التي فرخها الموءتمر الشعبي العام ) ,منذ قرابة 13 عاما وائتلاف السلطة ضدالجنوب

يمارس ابشع السياسات الرامية الى فرض امر واقع للتسليم بنتائج الحرب وتكريس الاحتلال مع
تنفيذ لمخطط اجراؤات تغير الثوابت الجنوبية للهوية والتاريخ ونهب الثروة والتفريط والاستيلاء على الارض ,

وغيرها من نشاطات الجهيل ونشر الامراض وتدمير البنية التحتية للجنوب , وطوال تللك الفترة وقيادة الاشتراكي توفر الغطاء السياسي

لنظام صنعاء تحت كثير من المبررات التي لا تمت بصلة الى جوهر القضية الجنوبية بل كانت
تدير ظهرها غير عابئة او مكترثة بما حل بالجنوب من كارثة مما افقد قيادة الاشتراكي شعبيتها وانصارها ومصداقيتها

عند كل الجنوبيون بدون استثناء , بعد ان وضعت نفسها في قلب التحالف الذي يقوده نظام صنعاء
لتدمير الجنوب ورديف في الباطن غير معلن لاستئثار بمقدرات الجنوب , وحتى وقت ليس ببعيد لم نسمع نصريح
او خطاب سياسي ولا موقف صريح وشجاع لقيادة الاشتراكي , لاسباب ندركها جيدا جعلت قيادة الاشتراكي على
ذلك النحو من التخلي عن واجباته والتزاماته الادبية والاخلاقية والسياسية والوطنية والحزبية تجاه الجنوب وما لم
يفهم ياتي في نطاق مفاهيم الانتماء لقيادة الاشتراكي .

وفي غفلة دون سابق موقف برنامجي حزبي لللاشتراكي وجدنا انفسنا نسمع خطابا سياسيا غير معهود من
قيادة الاشتراكي , مما فرض على الجنوبيون بكل فئاتهم وشراحهم واتجاهاتهم التريث وعدم الانسياق في استباق
التطورات الاحقة ووضع بعض الاستنتاجات المبكرة للتغير في الخطاب السياسي لقيادة الاشتراكي قبل الترحيب
بعودة الضال , للوقوف امام بعض انواع العلاقات والادوار بين اطراف الفريقين في القضية الجنوبية المذكوران
في مقدمة هذا الموضوع وخاصة ان المفاجاءة تاتي في ظل ازمات لنظام لا يمتلك ادوات ادارة ازماته , وسمح
للغطرسة ان تستشري حتى جعلته قاب قوسين او ادنى من النهاية الحتمية , وفي هذه الحالة يحق لنا ان نضع
بعض التساءولات عن التغير في الخطاب السياسي لقيادة الاشتراكي .

اولا - هل ازمات النظام السياسية والاقتصادية والامنية كانت من الاسباب التي جعلت السلطة تفرض على
قيادة الاشتراكي ذلك التغير بعد ان تاكد للنظام في صنعاء بان الجنوب قد شب عن الطوق والنضال
السلمي للجنوبيون يحقق انجازات هامه على طريق الخلاص وبالتالي لابدمن تخدير الجنوبيون بشعارات
وقتيه تساعد النظام لتخفيف اوجاعه فيما حل به مستخدم قيادة الاشتراكي كمسكنا لمرض العضال الذي
الم به ؟

ثانيا – هل قيادة الاشتراكي تمكنت من قراءات افاق التطور الحتمي للنضال السلمي للجنوبيون ,واستخلصت
بان قادم الزمن القريب يشير الى انحسار وهزيمة نظام صنعاء وطرده من الجنوب ؟

ثالثا- ام ان قيادة الاشتراكي غدت على يقين من عجز السلطة وضعف دورها , ووجدت الوقت مناسبا
لاستخدام القضية الجنوبية للحصول على مطالب حقوقية للمناطق الجغرافية التي منها تتكون الاغلبية
في قيادة الاشتراكي ؟

رابعا – ام صحوة بعد طول سبات , ومقدمة لمراجعة مواقف خاطئة ومعادية للجنوب تريد قيادة الاشتراكي
تصحيح مواقفها والعودة الى واجباتها والتزاماتها نجاه الجنوب ؟

ان في مثل هذه الحالة في العمل السياسي ينبغي ان لا تستخدم التكتيكات والمناورات والتارجح
في المواقف بل تتطلب وضوح وعلنية المواقف والثبات في المنهج للبرنامج النضالي لانجاز مهام القضية
الجنوبية باعتبارها قضية سياسية ناجمة عن حرب عدوانية نتائجها الغت كل الاتفاقات السلمية الموقعة بين
الدولتين وادت الى اوضاع احتلال ينتج كوارث يومية وعلى كافة الاصعدة في الجنوب .وقيما اذا كانت ثمة
صحوة ورغبة صادقة وقنعات واعية للعودة الى شعب الجنوب وقواه السياسية الي تناضل لانهاء الاحتلال
بمقدور قيادة الاشتراكي ترجمة الجديد في خطابها السياسي الى ممارسة ملتزمة تحدد بها موقف واضح وصريح
من سلطة الحرب ضد الجنوب من خلال برنامج نضال سلمي حده الادنى المهام التالية :

اولا- الخروج الكامل من مازق الضغط التي تمارسه السلطة على قيادة الاشتراكي .

ثانيا- اعادة لحمة قيادة الاشتراكي في موقف موحد حده الادنى برنامج التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) .

ثالثا- انسحاب اعضاء الحزب من جميع هيئات السلطة المركزية والمحلية لتاكيد عدم شرعية سلطة الاحتلال.

رابعا- اتخاذ قرار ملزم لجميع اعضاء الحزب بمقاطعة الانتخابات التي تدعي لها السلطة .

خامسا- اقرار برنامج نضالي سلمي للحزب فحواه الانجاز الكامل لقضية الجنوب بالاستناد الى قرار سلطة
صنعاء الغاء اتفاقات الوحدة السلمية باعلان وقيامها بالحرب ضد الجنوب واحتلاله والتمسك بقرارات الشرعية
الدولية ممثلة بقرارات مجلس الامن رقم 924 و 931 لعام 1994 والقانون الدولي .


اما فيما عدى تلك المواقف على شعبنا في الجنوب عدم الانجرار خلف مخطط تكتيكي يهدف الى
اخراج نظام صنعاء من الازمة الكبرى ( قضية الجنوب ) وعدد اخر من الازمات والتي في مجموعهم
شكلوا مقدمات واقعية للسقوط المرتقب للسلطة , الا في حالة واحدة عندما تثبت قيادة الاشتراكي مصداقية
اقوالها من خلال مواقف وممارسات مغايرة لتلك التي خدمت بها نظام صنعاء طوال تلك السنوات .

مايو 2007 لندن
باحث في الشوون العسكرية
مقيم في لندن
Email : [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]