أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

[ماريا]

مطعمك مستجاب الدعوة
المؤمن الذي يريد عندما يسأل الله أن يجيبـه المـولى عز وجل، كيف يصل لذلك؟ {أَطِبْ مَطْعَمَكَ ؛ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَة}{1}
و"مستجاب الدعوة" يعني معه "كن فيكون"، وذلك لأنه أحكـم الأساس الذي عليه الخواص، الذين يكرمهم الله عز وجل، في الدنيا والآخـرة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
رجل منهم : ذهب ليطوف ببيت الله الحرام ، فوقعت عينه على امرأة، وتمعَّـن فيها، وأطال النظر أثناء سيره، فاصطدم بالحائط ودخل عود في عينه فقلعها، فقال: يا رب تبت إليك. لأن الله يريد من المؤمن أن لا ينظر النظرة التى نهى عنها في كتاب الله: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} النور30
وهذه هي تزكية النفوس، التى يزكيها الصالحون والعارفون

لكن سأجلس طوال الليل على السجادة، أصلي وأقرأ القرآن، وفي الصباح أمشي في الشارع، ولا أقدر أن أمنع عيني عن فلانه التى تمشي في الشارع. فأكون بذلك قد ضيَّعتُ ما حصَّلته من طاعات وقـربات ومن نوافل وصالحات لله عز وجل، لأن هذه النظرة تضيِّع مني كل ذلك.

سيدنا إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه: وكان من الملوك، حيث تولى الملك بعد أبيه، وخرج يوماً للصيد ويجري وراء أرنب بري ليصطاده، وإذا بإكرام الله عز وجل يشدَّه ويجذبه إليه. فإذا بسرج الفرس الذي يركبه، ينطق ويقول له: يا إبراهيم ألهذا خلقت؟، أم بهذا أمرت؟، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات56
لكي تعرفه وتعبده على معرفة وعلى يقين. فانتبه الرجل، ورجع فرأى جندياً من جنوده، فناداه، وقال له: خذ ملابسي الخاصة بالإمارة، وأعطني ملابسك القديمة. وخرج هائماً على وجهه في البلاد.


{1} عن ابن عباس رضي الله عنهما فى الترغيب والترهيب.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

منقول من كتاب {مراقي الصالحين} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً