لاصحاب النفوس المريضة ... النوبه قائد عظيم

[اياد الشعيبي]

في بادئ الأمر ما كنت أحب أن أضع نفسي في هكذا موقف .. لأني على يقين إن كلماتي لن تزيد العميد النوبه رفعة ..وفي الوقت ذاته فان كلمات أصحاب النفوس المريضة لن تؤثر فيه أو تحط من قدره فقمة الجبل بعيدة عن مناكم....لن أقول ذلك لاستدر عطف احد ولكنها الحقيقة الناصعة التي لا مراء فيها ... واني لأعجب من بعض الأقلام المأجورة والأصوات النشاز التي تظهر بين الحين والآخر والتي لا تقدم رؤية محترمة ولا نقد هادف مدعم بالدليل والبرهان والحجة الدامغة بقدر إثارة البلبلة والقلاقل بسبب أهواء وأمزجة شخصية.

لم يكن العميد النوبه في يوماً باحث عن جاه أو مال فجميعنا يعلم جيدا الطريق لذلك .. ولم يكن من أرباب المصالح والكراسي لان الوصول إليها ليس من ساحة الحرية أو محطة الهاشمي ومن مديريات الجنوب ... للعظمة دلائل ومعاني وتكمن عظمة العميد النوبه انه استطاع ان ينتشلنا من مستنقع الذل والهوان والعبودية ... إلى مستقبل جميل بدأت بوادره تلوح في الأفق .. بعد أن بدءا اليأس يتسرب إلى نفوسنا ويسكنها ...

من يستطيع ان يرد علي من هو رائد لقاءات التصالح والتسامح ومن هو مؤسس جمعيات المتقاعدين.... لا أريد ان اسلب أناسا آخرين مجهودهم في المساهمة بهذا العمل الجبار بجرة قلم أو اختزل إنجازات شعب وأمه في شخصٍ واحدٍ .. ولكن يظل العميد النوبه الرقم الصعب والركيزة الأساسية التي قامت عليها لقاءات التصالح والتسامح وجمعيات المتقاعدين.

ان المتتبع لمسيرة الاعتصامات منذُ بدايتها حتماً سيدرك العمل الجبار الذي قام به النوبة ورفاقه .. وان الأوضاع لم تصل إلى ما وصلت إليها اليوم بدعاء الوالدين أو بمحض الصدفة او بفعل حركة الزمن .. ولكن بمجهود مضني وعمل شاق قام به العميد النوبه.. أتذكر في البدايات الأولى للاعتصامات ان عدد المعتصمين كان لايزيد عن أصابع اليد الواحدة وكانت صورة فوتوغرافية من صحيفة ((الأيام)) كفيلة بان تلتقط وجوه جميع المعتصمين. ولكن العميد النوبه لم يصاب بالإحباط لانه يملك إرادة فولاذيه وعزيمة لا تلين ولانه مؤمن بقضيته مؤمن بعدالة مطالبه وكان يراهن على ابناء الجنوب وصحوتهم. كان يسابق الزمن متنقلاً من مديرية الى أخرى من اجل لملمة الشمل ورص الصفوف وحشد الناس وزرع فيهم بذور النخوة والكبرياء... لم يكتفي العميد النوبه بالعمل في إطار جمعية المتقاعدين فقط بل كان له دور بارز وريادي في لقاءات التصالح والتسامح .. العميد النوبه لم يعيش في بروج عاجية ويخاطب الناس من بين جدران ضيقة ... بل انه دائما سباق وفي الصفوف الامامية ... ولم ترهبه التهديدات ولم ينحني للمغريات .

الى جانب عظمة ورياده العميد النوبه في قيادة الجماهير بالميدان .. فهو إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... وسجل مواقف نبيلة في التعامل مع جرحى 2 أغسطس وما تلاها من اعتصامات.. وكذلك تفقده وزيارته للمعتقلين...لم يتجه العميد النوبة الى منزلة لزيارة أهله بعد خروجه من المعتقل.. مفضلا زيارة الجرحى في المشافي والمستوصفات للاطمئنان عليهم كواجب إنساني ... ويعمل جاهدا على توفير العلاج لهم .. وإرسال من تعرضوا لاصابات حرجة الى الخارج .

كم يحز في نفسي بعد كل هذه المعاناة والألم والسهر والجهود الجبارة التي اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء والذي كسبت تعاطف الخارج قبل الداخل والذي نقل القضية الجنوبية من حالة الركود والسبات ... لتصبح حديث الساعة ... يؤسفني ان يأتي بعض الغوغاء من اجل التشكيك بالعميد النوبه لأغراض وأهداف خبيثة إشباعا لرغبات مريضة وبعض منها تنفيذا لمخططات النظام بهدف التشكيك بالعميد النوبه. يجب أن نعترف ان التجربة جديدة وحتما سيشوبها بعض القصور ولكن يدا بيد وبتكاتف الجميع وإخلاصهم للقضية الجنوبية سنحقق ما نصبو إليه ولايمكن ان يكون العميد النوبه اكبر من أي نقد أو اعتراض أو نصح بغرض التقويم والتوجيه ....

وأقول للمشككين ان العميد النوبه لم ينفرد بالعمل بالساحة الجنوبيه ويحتكرها لوحده والساحة الجنوبيه تتسع للجميع ومن لدية مشاريع فعلية ان يتقدم بها ... اما النقد لمجرد النقد فالحمد لله فقد وصل ابناء الجنوب الى مرحلة يستطيعون فيها ان يميزوا بين الحق والباطل ومن يقف الى جانب مصالحهم ومن يمارس الاسترزاق على حساب كرامتهم وعزتهم .

[همداني (1)]

وعندما ننبه أن تلك لعبة من لعب الاشتراكي بوجوه جديدة وبأسلوب جديد رغم أنه لا يتعدى دسائسه المعهودة يقولون الاشتراكي مات وشبع موت ؟