المنتظر من بوش: العرب

[صوت الجنوب]

ملخص من ماكتبة:
عبد الرحمن الراشد
في الشرق الاوسط
كانت الآذان تنصت باهتمام بالغ الى خطاب السبع عشرة دقيقة الذي دشن به جورج بوش رئاسته الثانية في يوم التنصيب. ومع انه مال الى التصالح مع الأوروبيين، الا انه لم يكن كذلك حيال المجموعة العربية ، التي كان على خلاف معها سابقا. وبالتأكيد خطأ وضع العرب في سلة واحدة ، في التعامل مع واشنطن، لاختلاف قضاياهم ، خاصة مع بوش ، الذي نعرف مواقفه منهم من فترة رئاسته الماضية. بوش قطعا لن يلين في طرحه القديم ، لأنه يعرف جيدا ان الشرق الأوسط المكان الوحيد في العالم تقريبا، الذي يستطيع ان يصنع فيه تاريخه الشخصي، وتاريخا جديدا. فمهما عمل في الداخل الاميركي، في قضايا الصحة والتعليم والتأمين ، لن يوازي في الاهمية الدولية حل النزاع العربي الاسرائيلي. كما انه وإذا نجح في قضاياه كلها مع انداده الأوروبيين ، فلن يكسب القيمة التاريخية ، مقارنة مع توقيع اسمه على مشروع ادخال الديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، وهكذا مع قضايا مهمة كالعراق والسودان والارهاب.
ولا بد ان بوش يدرك انه يبدأ ولايته الثانية ، في وقت سبقته شهرته عند العرب في التصميم على املاء مطالبه لو بالقوة ، وبالتالي لن يتوانى عن فرضها بالقوة. فهو الزعيم الاميركي الوحيد الذي اسقط حاكما عربيا بالقوة ، اي صدام. والوحيد الذي دخل حربا لإسقاط نظام كطالبان. بوش الوحيد الذي اجبر دولة عربية على اتفاق سلام كما فعل بالسودان، ولا ننسى انه ابقى عرفات معزولا حتى مات، والرئيس الاميركي الوحيد ايضا الذي ألزم الدول العربية ببدء الاصلاح الداخلي.
بسبب ادراك بوش خطورة احداث الشرق الأوسط على العالم، واهمية تسجيل الحدث التاريخي فيها لنفسه ، علينا ان نتوقع ان تكون منطقتنا ساحته الدولية الأولى، وابرز مشاريعه ، رغبته في ان يكون راعي الديموقراطية فيها