القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
ماهي القضية الوطنية الجنوبي؟ قراءة تحليلية واستشرافية
ماهي القضية الوطنية الجنوبي؟
قراءة تحليلية واستشرافية تعميم نعتقد جازمين بعدم اختلاف اثنين حول أن الشرط المعرفي ( أي الاحاطه، المعرفية الشاملة بقضية ما، بظاهرة معينة طبيعية أو اجتماعية.. ) يشكل مرتكز العقلانية ومحور التعاطي الإنساني العلمي الخلاق مع قضايا المجتمع وظواهر الطبيعة. لأن شرط المعرفة يوفر إمكانية وضع الحلول والمعالجات للنتائج من خلال إدراك الأسباب وفي موضوع قراءتنا، بما هو سؤال متعلق بقضية دولة (= شعب وأرض وسيادة). أي قضية تندرج ضمن اختصاص علوم الاجتماع والسياسة فإن الإجابة على سؤال الوطن – الهوية هو المدخل العلمي لفهم القضية فيقتضي – بالضرورة – الولوج من الماضي (التاريخ السياسي) بإعتبارة الممر إلى الحاضر. بعبارة أخرى: الحاضر هو المولود الشرعي للماضي. ومن كليهما يمكن رسم خارطة المستقبل الذي ننشده، في وطن خال من آفات الماضي وشرور الحاضر وكارثتة الفجائعية. التي هي – في الأصل – نتيجة منطقية لسبب سابق تجذر في بنية المجتمع وثقافته السياسية والتاريخية (= المجتمع الجنوبي)، آخذاً أشكالاً شتى من المسلمات الأيدلوجية والتاريخية في الوعي الفردي والجمعي. ولاشك بأن شعباً من الشعوب لا يراجع تاريخه ولا يعيد بناء وعيه حيال مسلماته الماضوية، أو يغيب الحقائق الجوهرية المرتبطة بإنتاج مأساته لحسابات سياسية أو مصلحية أو عن جهل أو تجاهل أو عن ابتسار رؤيوي تسطيحي لجذر المشكلة تطغى فيه النزعة الذاتية أو الخضوع لتأثيرات العاطفة أكثر من الاهتداء بالعقل والتسليم بأوامره.. . شعب كهذا – في نظرنا – لا ينتج ثورة تغيير وإنما يعيد إنتاج مآسيه بصورة دورات تاريخية، وكأنه يرسم بإرادته ويعبد بنفسه طريقه إلى جهنم – وإذا كانت إرادة الشعوب – بعد إرادة الله – هي القاهرة إلا أنها كثيراً ما تخدع، فتبدوا وكأنها اختارت ما هو شراً. فهل واجب النخب السياسية والثقافية نحو شعب الجنوب، يتطلب حمايته من أن يخدع من جديد، وأن تجبنه من المرور عبر نفق إعادة إنتاج الماضي وصراعاتة الدامية، أم أنها ستتحول – كما يبدوا – إلى منتج للأدخنة في فضاء الوضوح الدامي لمأساة شعبهم الذي خرج من تحت الأنقاض دفاعاً ليس عن هويته وحسب، بل ودفاعاً عن وجوده المستهدف بالمحو.؟؟ فما هي قضية شعب الجنوب؟ الغالب في الخطاب السياسي أن نجد الإجابة بأنها " القضية الجنوبية ". قبل السؤال عن ما هيتها، يلزمنا إن نجد إجابة لنقنع من يتساءل : عن أي جنوب تتحدثون؟، ولماذا ربطتم مفهوم "القضية" بالجنوب، دون أي مفهوم آخر؟ فهل "الجنوب" يحمل بعداً سياسياً يدل على "دولة" أم جهة؟ وكمفهوم مباشر – عند من لا يعرف "جوهر - المشكلة" هل يستطيع التفريق بين "قضية الجنوب" و"قضية صعدة" و"قضية تهامة" - مثلاًَ- ؟ أن الجنوب جهة من الجهات الأربع، فجنوبنا – كجهة – يدخل ضمن جهات الإقليم السياسي أم أن له دلالة جيو-سياسية معروفة؟ علينا أن نعترف بتعقيد الإجابات إن على الصعيد الدلالي أو على صعيد الجغرافيا السياسية.. والسبب يرجع إلى : • إن دولة الإستقلال، قد تخلت عن الهوية الجغرافية التاريخية للجنوب (= الجنوب العربي) • إن صفة الهوية الجنوبية في إسم الدولة عشية الإستقلال (ج.ي.ج.ش) قد تم اسقاطها في 22 يونيو 1969م لتصبح بأسم "ج.ي.د.ش" وهنا أسقطت ليس فقط هوية الدولة الجغرافية، بل وانتمائها العربي. لتتقرر كجزء من "اليمن" وحسب. [يعلم الجميع، بأن مفهوم "اليمن" جاء عن اللغة وليس عن تبلور سياسي لإقليم سياسي واحد، وإنما ظهر في صدر الإسلام، كدلالة عن الجهة (= الجنوب/ مقابل الشام (الشمال)) ومما لا يغيب عن المطلعين بأن أحداً لم يقل بوحدة "اليمن" أرضاً وشعباً طوال التاريخ حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، وبالتحديد في 3 مارس 1956 في بيان الإتحاد العمالي بعدن]. أفلا تستلزم قضيتنا أن نبحث بتجرد علمي وعقلانية واقعية عن مصدر ذلك التعقيد في تقديم مفهوم سياسي معبر عن مضمون قضية نضالنا العادلة؟ ألم يتجلى هذا الإضطراب في موقف بعض القوى السياسية والشعبية الجنوبية من التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" بموقفها الرافض لتبني "تاج" مفهوم "الجنوب العربي" ؟ - ومضمون هذا المفهوم له دلاله سياسية أعمق وأجلى من مفهوم القضية الجنوبية؟ بنظرنا أن المشكلة في صفوف حركتنا الشعبية التحررية تتجوهر في عدم وعي جذر قضيتنا كشعب ودولة – من جهة، ومن جهة أخرى الخوف من سقوط كل المسلمات الإيدلوجية وأساطير التاريخ عند البعض الآخر.. والدفاع السياسي عن الذات السياسية كماضي لحماية المكانة في الحاضر (الحزب الإشتراكي اليمني). برغم أن مراجعة وإعادة قراءة التاريخ عملية لم ولن تتوقف من جيل إلى آخر. والتاريخ ليس ملكاً لصناعه وحدهم، بل ملك الإنسانية كلها. فما هي القضية الوطنية الجنوبية؟ إن الوقوف على ماهية قضيتنا هذه تقتضي عقلاً ومنطقاً البحث عن جذرها التاريخي السياسي الثقافي من منطلق انها نتيجة أو نتائج لسبب أو لجملة أسباب أوصلت شعبه ودولته وأرضه وثرواته وهويته وصولاً إلى وجوده إلى ما نعرف منذ عقد ونيف. ولا ريب بأن المدخل إلى جذر القضية يبدأ من استعراض موجز- إشارات – إلى تعدد الخطاب عن بداية وأسباب القضية. عن البداية: يرى البعض بأن بداية "القضية الجنوبية" – هكذا – كانت يوم إعلان مشروع الوحدة السياسية في 22 مايو 1990م، وحجة هذا الخطاب تتمحور بأن القرار كان عاطفياً مرتجلاً ومتسرعاً ولم يراعي الفوارق بين شعبي الدولتين إقتصادياً وثقافياً.. . وقد برزت ظواهر الفشل قبل إكتمال ملامح الولادة القيصرية وآخر يرى البداية ببروز فشل مشروع التوحيد في المهد، أي عندما بدأت حملة الإرهاب الفكري والسياسي والديني والتصفوي منذ بداية المرحلة الإنتقاليه ضد الشريك الجنوبي – أي انها حملة استهدفت الجنوب: الشعب والدولة والتاريخ. وثالث وهو الغالب يرى بأن بداية القضية والوطنية الجنوبية يؤرخ بـإعلان الحرب على دولة الجنوب في 27 أبريل 1994م ومن ثم إجتياحه (إحتلالة عسكرياً) في 7/7/1994م ويربط الأمر بممارسات سلطة الإحتلال التي أحالت دولة الجنوب إلى فيد حرب وغنيمة نصر وتسريح أبناء الجنوب من أعمالهم وو.. من مظالم وجرائم اتسمت بنزعة إنتقام ورغبة تدمير شامل لكل ما هو جنوبي - كما نعيش ذلك بعنفه وقسوته هل في أي من الاطروحات أعلاه يتحدد جذر قضيتنا؟؟ ويرد المتجردون من الحسابات السياسية الضيقة بأن جذر القضية الوطنية لشعب الجنوب، هذا الشعب الذي قاوم أول امتداد عسكري مذهبي لصنعاء، بعد الإحتلال العثماني الأول (1538 - 1635) ممثلاً بغزوة سلطة الإمام القاسم وكافح حتى حرر أرضه من وجود سلطة الائمه الزيود، نهاية القرن السابع عشر وحافظ على استقلال اراضيه حتى احتلال بريطانيا لعدن 1839م فقبل سلاطينه وامراؤه بالحماية البريطانية بصورة تدريجية، مؤثرين تعاملهم مع المستعمر البريطاني نأياً بكياناتهم عن سطوة وهمجية الأئمة الزيود الذين عاثوا بأرضهم فساد أي أن الحدود السياسية السيادية قد رسمت على الأرض بعد صراع مرير مع سلطات الأئمة الزيود. وما عمله الإنجليز والأتراك عند تحديد خريطة حدود الدولتين ليس سوى إضفاء طابع الشرعية على ما هو موجود اصلاً منذ أكثر من قرنين ونيف ومما له دلالته السياسية والتاريخية بأن التاريخ لم يحدثنا عن أي اعتراض، ناهيك عن الرفض من قبل الشعبين لعملية ترسيم الحدود بين الأتراك والإنجليز ولا اعتراض شعب الإمام عن توقيع امامه على اتفاقية الحدود ذاتها عام 1934م أي ان مفهوم الوحدة كان غائباَ تماماً عن شعبين احتربا 38 سنة حتى استعادت مكونات الإقليم الجنوبي شرقاً وغرباً إستقلالها، إلى أن خلقت ظروف جديدة، وفرت للعمالة الوافدة من تعز إلى عدن أن توفر سياجاً لبقائها غير المرحب به من سلطة الإحتلال البريطاني – يومئذ – فكان بيان الإتحاد العمالي المشار إليه آنفاً عام 1956م. فما جذر قضيتنا؟ إن الذين يدافعون عن الماضي بتعصب دفاعاً عن أنفسهم لن ينالوا من الحقيقة التاريخية مهما فعلوا. ولكنهم يتحولون إلى عامل إرباك ذاتي في صفوف صاحب القضية (الشعب المخضع لعملية محو) - شعب الجنوب المكافح – ولذلك فلا مناص – كي نلم بجوهر قضيتنا – من إظهار الحقيقة طالما أخلصنا في نضالنا ليس فقط من أحل تحرير ارضنا من الإحتلال وحسب بل وتحرير مستقبل دولتنا وأجيالنا من الأسباب التي أوصلتنا الى هذا الوضع اللإنساني. ولكي يتأسس صراعنا على معرفه ووعي فلابد من الإقرار بأن جذر قضيتنا الوطنية – هنا لكم – بعيداً عن قراري 30 نوفمبر 1989 و 22 مايو 1990م لقد تشكل جذر مآساتنا عشية الاستقلال من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م وذلك بتنصل قيادة الجبهة القومية عن هويتها الجغرافية "الجنوب العربي" وإعلان دولة استقلال الجنوب باسم "ج.ي.ج.ش" ليصبح الجنوب جزء من اليمن، هذا الذي لم يدعي يوماً هذا الحق لأنه لا يملك مبرر إدعائه بما لم يكن منه لا سياسياً ولا سيادياً وأعترف بإستقلالة وحدودة السيادية رسمياً. وبدون الغوص بدواعي وأهداف الإنقلاب الأبيض في 22 يونيو 1969م (خطوة تصحيح) غير المعلنة، فإن الإجهاز على ما تبقى من اركان الهوية المستقلة لشعب دولة الجنوب بإزالة مفهوم الجنوب عن تسمية الدولة لتصبح "ج.ي.د.ش" فلقد تنازلنا – يومئذ – عن هويتنا لصالح اليمن لتغدوا (اليمن) هي رافعة فكرية لتكريس الوحدة اليمنية.. واليمن الواحد عبر كل الخطابات السياسية والثقافية والتاريخية – لتثبت (الوحدة اليمنية) لقسم صباحي في المدارس وغيرها وشعاراً ثابتاً في كل المعاملات الرسمية.. – كما نعلم – دون أن يقابل ذلك لدى الطرف الآخر أي شئ مماثل.. لتصبح (الوحدة) في الوعي الشعبي الجنوبي مسلمة إيدلوجية وتاريخية كقدر يتبع >> |
#2
|
|||
|
|||
[أن نعيد قراءة الاحداث والوقائع التاريخية لا يعني مطلقاً استهدافها بالإدانة إيمانا ً منا بأنه من التجني واللاعلمية أن يتم محاكمة الماضي بعقل وظروف اليوم فلكل حدث تاريخي زمانه ومكانة والحكم عليه ينطلق من فهم الزمان والمكان المنتجين للواقعة أو الحدث المعين ولا ريب أن قيادة الجبهة القومية، المنتمية إلى فكر قومي صاعد، أتخذت قرارها إنطلاًقاً من ظروف مرحلتها]
أن تعقيد المسألة الوطنية الجنوبية اليوم على صعيد الهوية السياسية (الإقليم السياسي والسيادي - الدولة) وعلى صعيد الهوية الثقافية (التاريخ الحضاري والرمزي المستقل) أي أن محاولة إعادة بناء الوعي على ضوء الحقائق بعد السيطرة عليه أكثر من عقدين بتغليب الجغرافيا المجردة ثم توظيف التاريخ فإدلوجيا الوحدة على طريق الوحدة القومية مع الأمة العربية... قد جعل من عملية التمييز بين ماهي هوية وبين ما هي جغرافيا، عملية معقدة ذهنياً، وفي وضع مجتمع كمجتمعنا ثقافياً وعلمياً، حيث لا زال الغالبية العظمى لا تعلم بأن علم الجغرافيا قد أنقسم إلى أكثر من علم، ليتم التفريق بين الجغرافيا كمضمون إجتماعي والجغرافيا كمساحة تخلو من المعنى البشري. ولذلك فإن قضيتنا لم تتبلور على وعي بالمكان السياسي (الجغرافيا السياسية) وعلى وعي الهوية الثقافية (الجغرافيا الثقافية). فما زال "الجنوب" يأخذ دلالة الجهه من جهة الإحتلال ومن في فلكه وإن هو لدى أصحاب الهوية يحمل دلالة المكان – الجغرافيا بشقيها السياسي والثقافي، إن ضمناً أو عن طريق التفسير السياسي المتعدد الخطابات والمضامين، المسألة فيما سلف، ولا سيما عن جذور القضية، تتلخص في أن التنازل عن الهوية لقرار سياسي وفي مرحلة مفصلية من تاريخنا قد أخرج الحوار حول (الوحدة) من فضاءها القطري (بين قطرين سياسيين سياديين) مثل (مصر وسوريا) وتمحور حول "إعادة وحدة"؟! دولة تاريخية واحدة – شطرها الإستعمار ليس إلا. هي (اليمن الواحد). والآن منظومة الحكم السياسية وشموليتها الفكرية والسياسية هي المتبني كسلطة إيدلوجيه، لهذه الفكرة، قد تحولت – الفكر الواحدية – حول الوحدة التاريخية المغتصبة، أداة قمع للرأي المخالف، سواء داخل منظومة الحكم أو خارجها. وبالمناسبة فإن إنتاج المفاهيم السياسية الخادمة لتوجه الوحدة (الإيدلوجي) مثل: الشطر الشمالي والشطر الجنوبي، (الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني) العاصمة التاريخية (صنعاء) والثورة الأم 26 سبتمبر.. وغيرها من المفاهيم جميعها جرى إنتاجها وتثبيتها في القاموس السياسي من قبل تيار الإستقلال القومي الهوية الفكرية (الإشتراكي) فيما بعد وهذا ما تم تأكيده من قبل دارسين محايدين للتاريخ السياسي الحديث لليمن (الجمهورية العربية اليمنية) والدولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) عموماً.. إذا كانت سلطة الإستقلال الجنوب العربي تجد ما يبرر تخليها عن الهوية الجنوبية المستقلة لصالح (اليمن) – الجهة – يأخذ مفهوم المكان السياسي – الدولة التاريخية الواحدة - من منظور الفكر القومي المتبني إيدلوجياً للوحدة القومية العربية ومن ثم إنتقال سلطة الفكرة وفكرة السلطة من القومي إلى الأممي (الحزب الإشتراكي) فإن السؤال المستعصي فتح أقفال اسرارة يتمثل في الخلفيات السياسية والإجتماعية والبنيوية التي فصمت الفكر العلوي وسلطته أو سلطة الفكر ليتحول إلى حلبة صراع سياسي دائم أخذ شكل دورات عنيفة يتم تبريرها نظرياً بواسطة المصطلحات السياسية من قبيل (اليمين الرجعي) 22 يونيو 1969م (اليسار الإنتهازي) 1978م.. لكنها لم تحجب في الواقع الطابع الإنقسامي المناطقي. ومع كل دورة عنف سياسي تصفوي تتهدم بنى الوحدة الداخلية، ويتمزق نسيج الوحدة الوطنية الجنوبية مضمراً رغبة الثأر السياسي الإنتقامي وهو ما تم توظيفة في حرب 1994م لتأخذ الإيدلوجيا القومية والإيدلوجيا الاممية مسارين متعارضين: المسار الأول: مواصلة تدمير الذات الوطنية الجنوبية سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً (وهذه الحقيقة لا تلغي المكاسب التي نالها الشعب على صعيد التعليم والصحة واستقرار المعيشة..) المسار الثاني: هيمنة فكرة (الوحدة) اليمنية في اطار الفكر الأممي مع استغلال الصراعات الجنوبية – الجنوبية كدليل على أن أمن وإستقرار الجنوب مرهون بتحقيق الوحدة (الوحدة اليمنية) التي صورت تصويراً لا هوتياً للخلاص ومما لا شك فيه بأن مأساة 13 يناير 1986م كانت الدبوس الأخير في نعش دولة الجنوب القوية لتصبح شكلاً للدولة المتماسكة ولكن الشديدة الإعياء والإنهاك، لتسهل القبول الحماسي غير المدروس لتوقيع إتفاق 30 نوفمبر 1989م. إن محاولة إستقراء مقدمات مأساة شعب الجنوب الكارثيه الراهنة، تقتضي من ثورته السلمية التحررية القائمة على قاعدة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي هذا الفعل الشعبي الواعي لقيمة وهدف نبيل ان تتسائل ان كيف تحمي نفسها من أمراض الماضي القاتلة،؟ وفي تقديرنا بأنها لا تستطيع أن تجيب على هذا التساؤل، إجابة عقلانية متحررة من نوازع الذات السياسية إن لم تشرع بمعرفة أسباب ومضامين الصراعات البينية التي رافقت ثورة شعب الجنوب ضد الإستعمار البريطاني وماهيته وخلفيات الصراعات التي رافقت تاريخ دولة الاستقلال. فثورتنا الراهنة بحاجة إلى ان تتساءل تساؤلاً غير روائي (أي كيف حدث ما حدث) وإنما لماذا حدث الحدث المعين.؟؟ سؤال يمر من قلب النتيجة إلا دوافع الحدث وأسبابه مثلاً: لا تسأل كيف تحولت ثورة 14 اكتوبر 1963م إلى مقصلة تتغذى بصناعها؟ وإنما : لماذا تحولت الثورة إلى مقصلة لصناعها؟ ثم : ما الاضرار التي لحقت بالثورة ودولة الاستقلال بسبب الابقاء على مقصلة الصراعات شغالة؟ ولماذا لم تتوقف دورات العنف – المقصلة - ؟ إذاً نحن بحاجة إلى الوقوف على جذور المشكلة السياسية والإجتماعية والثقافية والظروف والعوامل الزمكانية التي احاطت بالمقدمات المنطقية التي قادت الى ما نحن عليه اليوم على المستويين الداخلي (الذاتي) والإقليمي والدولي (الموضوعي) إذا ما اردنا – بالفعل لا بالشعار- ان تتحرر الثورة الشعبية القائمة من عقد واوبئة الماضي وتتجه كل جهود قوى الثورة السياسية والشعبية نحو مستقبل آمن خالي من عوامل وأسباب الصراعات العنيفة أي أن يتخلى المناضلون عن حساباتهم السياسية الخاصة ويفكرون بـ(الوطن) المأمول المحمي بالعدل والحريات الديمقراطية وتوازن المصالح بين كل مكوناته الجغرافية والسكانية وإحترام الخصوصيات الثقافية وترسيخ دعائم ثقافة التعدد والتنوع والتبادل السلمي الديمقراطي للسلطة.. ولا شك بأن ابجدية الوطن الذي نتطلع إليه تتطلب أن نبدأ من اليوم كتابتها في سلوكنا الكفاحي ضد الاحتلال، برسم خطوط العلاقة مع وبين قوى الثورة على قاعدة أن حق الاختلاف الرؤيوي مشروع، وأن لا حقيقة مطلقة يمتلكها هذا الطرف أو ذاك زد إلى استلهام العبر والدروس من تجربة الماضي القريب والبعيد، خلا حقيقة أن الوضع الذي فرض على شعب الجنوب منذ 7/7/1994م هو وضع اسوأ من الاحتلال وأن حق شعبنا الخلاص منه واستعادة سيادتة على ارضة واستقلالة امر تجمع عليه الغالبية المطلقة من شعب الجنوب، والاختلاف والتباين لبلوغ هذا الهدف اكثر من مشروع وعلى اساس القبول بالتنوع تتعلم قوى الثورة السلمية اليوم فن إدارة الإختلاف. وطالما والأمر كذلك – بإجماع كل قوى السلمية الراهنة – فإن مضمون قضيتنا لا يحتمل تعدد التعاريف وتنوع المطالب، لأن مأساة شعبنا قد بلغت حد الفاجعة الانسانية، جراء ما تعرض له وما برح يتعرض له من نهب وسلب وحرمان اذلال وإلغاء وطمس هوية بطريقة همجية تنزع إلى محو وجود شعبنا وتأخذ المعركة مضمون الصراع من أجل البقاء إذا فالقضية الوطنية الجنوبية التي بدأت عشية استقلال الجنوب وقادت إلى أعلان مشروع وحدة سياسية بين دولتين سياديتين ففشل المشروع وهو لم يزل في مهد الإعلان العاطفي، وقاد فشلة إلى احتلال ج.ع.ي لدولة ج.ي.د.ش فإن مضمون قضيتنا هو أن دولتنا الوطنية السيادية تحت احتلال استيطاني لدولة اخرى وهو ما يعطي شعب دولة الجنوب المحتلة، حق النضال ضد الاحتلال واستعادة استقلاله ودولتة الوطنية الجنوبية وسيادتها على كامل ترابها الوطني. وإذا كان الاستعمار يعني في كل زمان ومكان فرض ارادة طرف على ارادة طرف آخر فإن غدر دولة الـ ج.ع.ي لدولتنا ج.ي.د.ش قد تعدى مفهوم فرض الهيمنة الاستعمارية عسكرياً عن طريق الحرب الغزو الآخر الى مفهوم الاحتلال الاستيطاني الاجثاثي لأصحاب الارض المفتوحة وإن اتخذ تطبيق هذا النزوع التدميري الاقتلاعي منحى انتزاع الارض والثروة وطمس الهوية والحرمان من الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية ليصبح شعب مسلوب من حقوقه الطبيعية (الجيو/ تاريخية) ومن حقوقة المكتسبة على ارضه وفي دولتة السيادية.... ليعيش حالة اغتراب مرة واستلاب معنوي ونفسي مدمر كأقلية معزولة عن الحياة العامة ومن ثم الاجهاز على وجوده بعد أن يغدو شعباً بلا ارض ولا تاريخ وهوية. ولا شك بأن نهوض شعب الجنوب من تحت ركام أنقاض الغدر وأوهام (جنة الوحدة) كان استشعاراً للأخطار المحدقة لهويته ووجوده أي اننا كشعب، نتساءل : (من نحن؟) لنؤكد ذاتنا الجماعي، كهوية ثقافية حضارية مستقلة، تستعصي على نزوع الطمس والإلغاء ومحو الوجود، وما هو امتداد لثقافة سبئية فاعلة في شعور ولا شعور قوى الاحتلال السياسيين ولا سيما قبيلة السلطة وسلطة القبيلة في (صنعاء) هذه التي تشكل متحفاً لكل الازمنة التاريخية من زمن العبودية الى الرأسمالية (لازالت علاقات العبودية تجاه العبيد والعلاقات القبلية والعلاقات الاقطاعية قائمة ومؤثرة بل ومتسيدة في مجتمع الـج.ع.ي وما يتشكل في مجتمع الـج.ع.ي وما يتشكل من رأس مال تجاري وصناعي ليس سوى أحد منتجات منظومة الماضي المهيمنة سياسياً وقيمياً) وبالتالي... فإن استنهاض الذات الحضارية الجنوبية الواعية بمواجهة فوضى الازمنة العارمة المنتجة لقيم التصالح التاريخي بين المراحل والأزمنة الاجتماعية لتجميد ووئد كل بوادر التغيير والقتال المستميت لبقاء سلطة القيم الماضوية والابقاء على الشعب حبيس مرحلة زمنية بعيدة عن زمن الدولة، يخضع لسلطات الماضي وحدها.. ومجتمع القبيلة يخضع لناموسها الخاص بها ومجتمع سيادة العلاقات القبلية يخضع لقانون القنانه الزراعية ومثلهما تجارة العبيد – وما السلطة السياسية إلا للسيطرة على مقومات الدولة الغائبة لحماية قوى الماضي المتخلف وإعادة انتاجة وتكريس قيمه. ان تأكيد حضور الذات الجنوبية المستقلة عن ثقافته وقيم الاحتلال واثبات القدرة على ابداع وخلق اسباب وعوامل الخلاص من الاحتلال يتطلب – بالضرورة – 1- الانتصار الجماعي على الماضي الذي أنتج أسباب الصراعات الدامية والمآسي في الوعي و السلوك الفردي والجمعي.. وهذا الانتصار على جزء من ذاكرتنا التاريخية لن يتأتى الا من خلال: أ- الاقتناع بأن الاحداث ووقائع الماضي، وقد غدت في ذمة التاريخ، تشكل مصدراً للدروس والعبر التي يتم استلهامها لخدمة ثورتنا الراهنة، بتجاوز جوانب السلب واسبابها وتطوير جوانب الايجاب بما يتناسب وظروف الراهن الكفاحي. ب- الإقرار الواعي وعن ادراك عميق بأن ما اوصلنا كشعب الى هذا الهوان الفجائعي كقربان جماعي لآلهة أوهام الايدلوجيا السياسية واساطير التاريخ الزائف في الوحدة قدر ومصير الامور التالية.. أ- التنازل عن الهوية الجيو- ثقافية لشعب الجنوب، تحت تأثير إيدلوجيا الوحدة القومية العربية، عشية نيل الشعب استقلاله وحريته، برغم التمسك بالاستقلال وتأكيد الشخصية الدولية المستفلة لدولة الاستقلال. وهذا التناقض بالموقف يمثل أبرز مظاهر الازمة في بنية الفكرة – القرار ب2- إن التناقض البنيوي في بنية قرار التخلي عن الهوية القطرية لصالح هوية أخرى هي مجرد مفهوم لغوي عن الجهة وفي الوقت ذاته التمسك بالإستقلال وبناء دولة موازية لهوية الدولة الأخرى (اليمن) يمثل بذرة الأزمة في بنية الدولة هذا من جهة وإن دورة الصراعات السياسية الدامية مزقت النسيج الوطني الجنوبي فيسرت، قرار الهرولة إلى وحدة إندماجية غير مدروسة كما أسلفنا. 3-إن تحول (الوحدة) إلى لاهوت سياسي قد أبقى على الانفصام البنيوي لدى حامل الفكرة (الاشتراكي) الذي ذهب لدولة الجنوب إلى (وحدة) سياسية إندماجية مع شعب ودولة أخرى، قبل أن يعمل على توحيد شعب الجنوب الذي نالت من وحدته الصراعات السابقة واللاحقة للإستقلال وتضررت بعض شرائحة الاجتماعية من اجراءات الثورة فتكاثر خصوم السلطة السياسية في الجنوب بصورة متزايدة، الأمر الذي يقتضي من منطلق فكرة الوحدة ذاتها أن يتم توحيد الشعب الجنوبي قبل القبول بوحدة مع شعب آخر بيد أن هيمنة الإيدولوجي على الوعي السياسي عن صانع القرار، جعلته يستعلي باإيدلوجي وينتصر له إستجابه لأزمة الفكرة وتناقضها مع حقائق الواقع الموضوعية، منذ ان كانت بذرة الازمة قادت الى كل ما نعرف وتقديم دولة بكل مقوماتها على طبق من ذهب لصنعاء. 4- إن شعب الجنوب قد ساهم أكثر من جيش الغزاة في هزيمة دولة الجنوب وذلك عبر استخدام كل القوى المتضررة من سلطة الدولة في الجنوب. إن هذه الحقيقة إذا ما استوعبت اليوم كما ينبغي فلا بد من إغناء قيمة التصالح والتسامح والتضامن الوطني الجنوبي - الجنوبي: أ- العمل على تحرير هذه القيمة من ردة الفعل على المعاناة الجماعية لشعب الجنوب وربطها بمصلحة شعب الجنوب بالحاضر وضرورتها بالمستقبل. فإذا كان تمزقنا وراء هزيمتنا فإن وحدتنا النضالية عامل نصر مركزي لنا وتجنب ما يقودنا الى الانقسام مستقبلا. ب- ترسيخ وعي أن التصالح والتسامح لا يتعارض مع حق التعدد والتنوع كمبدأ يقبل به الجميع في الحاضر ويرعى وينمى ليتحول الى ثقافة سياسية وقيمة اجتماعية تحول دون عودة الشمولية الفكرية والسياسية أو المساهمة في إعادة انتاجه. د- الإنطلاق من وعي أن حاجة شعب الجنوب إلى وحدة الصف لمواجهة الاحتلال أقتضتها شروط الثورة وعواملها التي تمثل وحدة الصف الجنوبي خلف وحدة الهدف أبرزها. وليس دعوة عاطفية نابعة من تأثير الفكر والثقافة الشمولية لأن هذه الأخيرة إن هيمنة فلن تقود الى بناء الوطن الجديد الذي ننشده وسيتحول التباين الى مادة لإعادة إنتاج صراعات الماضي، وربما بأسوأ صورة، لأن دعوة الوحدة الجنوبية، هنا لم تقوم على اساس الوظيفة المرحلية المطلوبة من وحدة الصف وانما من تأثير شعوري ولا شعوري عن ثقافة الماضي الشمولية 5- الإقرار الواعي المتجرد عن الذات لصالح الوطن، بأن الصراع مع الاحتلال الإقتلاعي الهدف، هو صراع هويتين ثقافيتين وأن الثورة الجنوبية تقتضي التحديد غير المهادن لأي حسابات سياسية راهنة أو ماضويه لـ : ا- أن القضية الوطنية الجنوبية موضوعية الوجود، وأنها هي التي خلقت قواها وليس العكس. وبالتالي فهي كمضمون مفاهيمي (حق) غير قابل للتقادم وليست هدفاً كما يلاحظ في بعض الخطابات السياسية. ب- إن تجسيد البعد الثقافي للصراع (صراع هويتين) يستلزم المفاصلة العقلانية في فكر الثورة السلمية الجنوبية والقيم الكفاحية والوطنية التي تنتجها لمواجهة ثقافة وقيم الاحتلال في معركة التحرير او في المستقبل بين دفاع الثورة عن تاريخ الجنوب الحضاري والكفاحي إلخ وبين أن يتحول التاريخ إلى عائق ذاتي لقوة الثورة يحول دون الانفتاح المشترك والمسؤول على ادراك دور البعد المفاهيمي في خدمة قضيتنا النضالية ولا سيما في موضوع الهوية الجيو- ثقافية لشعبنا، في حاضره النضالي ولتحرير مستقبله مما يمس بإستقلاليته السياسية و الثقافية (أي هويته الخاصة).. إن الخلاص النهائي والشامل غير المنقوص لن يتأتى إذا ما أخضعت الثورة القائمة وفكرها للعاطفة حيث اتجه فعلها.، أي العاطفة. والسؤال: كيف نخلص حاضرنا ومستقبل وطننا من كل الاسباب التي اوصلته الى هذا المصير المفجع؟ المجلس الوطني الأعلى لتحرير وإستعادة دولة الجنوب |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:30 PM.