القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
العد التنازلي لعودة جمهورية جنوب اليمن
العد التنازلي لعودة جمهورية جنوب اليمن
داود البصري التظاهرات الشعبية الحاشدة الأخيرة التي جرت في مدن جنوب اليمن خلال الذكرى السنوية لإنطلاقة حرب التحرير الشعبية ضد الإستعمار البريطاني في الرابع عشر من أكتوبر كانت رسالة شعبية واضحة المعالم على إصرار شعب جنوب اليمن النضالي و الحاسم بمواصلة طريق الحرية و التخلص من كل التركات الثقيلة التي رافقت و أعقبت عملية الإستقلال و التحديات الكبرى التي نشأت بعد ذلك،و إصرار الشعب العربي في جنوب اليمن على إعادة حريته و إستقلال دولته الوطنية بعد تجربة الوحدة الإندماجية الفاشلة و المريعة التي إنطلقت في مايو 1990 و حيث شهدت إنتكاستها الأولى مع تراجع نظام الشمال عن كل التعهدات و العهود و المواثيق التي تضمن مباديء العدالة في توزيع السلطة و التعامل مع جماهير الشعب بعيدا عن الفئوية و العشائرية و الطائفية و عن المصالح الشخصية الضيقة، لقد ضحى اليمن الجنوبي بحريته الكاملة و بإستقلاله الوطني الناجز و بتجربته الخاصة من أجل تحقيق حلم اليمنيين الأكبر وهو الوحدة الحقيقية الشاملة القائمة على مبدأ العدالة و تكافؤ الفرص و أن يكون اليمن لكل اليمنيين لا لطغمة عسكرية تريد تحويل البلاد لإقطاعية خاصة و الشعب لرعايا و عبيد يلهجون بحمد و تعظيم القائد الأوحد الفرد الصمد في إستنساخ باهت و مقيت للتجربة الفاشية البائدة في العراق مثلا، لقد إندفع رئيس اليمن الجنوبي السيد علي سالم البيض بكل أمانة و مسؤولية تاريخية و تخلى عن كل المصالح الخاصة و الطموحات الفردية من أجل تحقيق الوحدة اليمنية، كما تفاعل الشعب اليمني في الجنوب بكل مسؤولية و إلتزام و حرص وطني شامخ مع أطروحة الوحدة التي أرادها أن تكون قوية ووطيدة و شامخة لا أن تقوم اليوم و تنفرط غدا! و لكن للأسف جاءت الضربة الموجعة من السياسات الدكتاتورية و الفردية و من مواقف الفئوية و العنصرية و فرض الآراء و السياسات الخاطئة، وقد حاول شعب الجنوب و قيادته بكل الوسائل تجنب الخيارات المرة و تحاشي أحوال الصراع غير المرغوب و حاول تصحيح المسيرة من خلال التفاهم و التفاوض وهو ما تم التوصل إليه في وثيقة العهد و الإتفاق التي أبرمت في عمان، ولكن للأسف كانت سيوف الغدر تشحذ نصالها، و كانت سكاكين الضغينة تشهر في الظلام من أجل الإستحواذ و الهيمنة الدكتاتورية الشاملة و فرض السياسات بالعسف و القوة و من ثم اللجوء لإعلان الحرب العسكرية الشاملة لإبعاد القيادات و القوى الشعبية الحقيقية التي صنعت الوحدة و تجردت من كل مصالحها الفردية و الفئوية من أجل تحقيقها و إشهارها و تحقيق حلم الشعب اليمني، فكانت حرب صيف عام 1994 التي حدثت بنصيحة و تفاعل و مساندة لوجستية فاعلة بين نظام اليمن و النظام العراقي البائد الذي أعتبر نصرة أصدقائه و حلفائه في شمال اليمن هدفا ستراتيجيا مقدسا لتحقيق الإختراق المطلوب في جنوب الجزيرة العربية، و شهدت تلك الحرب فصول مرعبة من التصفيات الشاملة و التعسف في التعامل مع أبناء الجنوب و كانت نتيجتها هيمنة فاشية مرعبة و إلغاء ميداني كامل لكل التعهدات السابقة فقد أعتبر الجنوب مستباحا وهو من سبايا و غنائم الحرب رغم الدعايات الرسمية المتعاكسة بالكامل مع التوجهات الرسمية المعلنة، وصبر اليمنيون في الجنوب على القذى و الأذى و الحصار النفسي و كان لا بد لليل من آخر، و لابد من إنبثاق و إكتشاف الضوء في نهاية النفق، وجاءت الفرصة التاريخية بعد أن نضجت ظروف التحرك الوطني و بعد أن تورط نظام الشمال العسكري في أتون تراجعاته الداخلية و تناقضاته السلطوية و بعد إيغاله في سياسات الحروب الداخلية و فشله التام في إدارة ملفات الصراع الوطني و إشتعال النزاع الدموي المؤسف في إقليم صعدة وهو نزاع تدميري و إستنزافي مؤلم لخيرات و أرواح أهل اليمن جميعا، فالحرب هي خيار البائسين و الفاشلين و المأزومين، وقد تعود نظام اليمن على حسم الأمور من خلال الإيغال في سياسات القهر و الإبادة وشهدت فصول معارك صعدة وحرف سفيان توجيه ضربات مؤسفة و مدمرة لأبناء الشعب اليمني الفقير بعد أن أرتفعت حصيلة الخسائر البشرية و شمول المدنيين بنتائج تلك الحرب الكارثية التي لم و لن يستطيع النظام حسمها أبدا من خلال الآلة العسكرية أو الإفراط المريض في إستعمال القوة و التعسف، لقد وعد رئيس النظام اليمني بحسم الحرب خلال أيام قليلة و كرر وعوده بطريقة مؤسفة إلا أنه يعلم أكثر من غيره بإستحالة تنفيذ تلك الوعود ميدانيا، وفي النهاية ولصرف النظر عن النتائج النهائية فإن جميع اليمن هو الخاسر الأكبر فلا يوجد منتصر في هذه الحرب اللعينة المرفوضة المدمرة، و نضال شعب جنوب اليمن من أجل إستعادة حريته لا يعني أبدا الكفر البواح و الصريح بالوحدة بل يعني أساسا الإيمان المطلق و الحقيقي و الستراتيجي بهدف الوحدة المقدس من خلال تصحيح الأدوات و السياسات و مراجعة المواقف و إعادة بناء التجربة على أسس دستورية و علمية حقيقية و ليس على أسس عاطفية إستعجالية جعلت من الوحدة إستعبادا و هيمنة، شعب جنوب اليمن على موعد مقدس مع التاريخ و إعادة جمهورية جنوب اليمن للحياة قد أضحت مسألة وقت ليس إلا، فعزيمة الرجال و المناضلين في الجنوب ستعيد تصحيح المسيرة ورسم الخريطة الستراتيجية للمنطقة، لقد بدأ العد التنازلي لإنتصار الشعب اليمني في الجنوب، فالفاشيون إلى رحيل و الأحرار في الدرجة العليا من النعيم، و النصر في النهاية رهن بإرادة الأحرار. [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:13 PM.