التعليم مشلول.. ووحدة صحية خاوية على عروشها

[nsr]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

الأحد, 18 مارس 2007 07:06


صوت الجنوب 2007-03-18 / حاتم عوض العمري
«الأيام» تستطلع أوضاع منطقة وادي حُمّة بمديرية سرار يافع .. التعليم مشلول.. ووحدة صحية خاوية على عروشها

مدرسة (حمّة) الحديثة والمكونة من ستة فصول
تناولنا في الجزء الأول من الاستطلاع معاناة أهالي حُمة في الطرقات وآبار المياه المطمورة وانعدام الكهرباء .. ونواصل عرض معاناة أهالي حمة في الجزء الثاني بطرق قطاعي التعليم والصحة .. فإلى الحصيلة.

وضع التعليم يثير الحسرة
لا تقف معاناة قطاع التعليم عند منطقة واحدة أو مدرسة معينة، ولكنها تعم مدارس المديرية بكاملها ومنها مدرسة حُمّة، ربما تختلف طبيعة المعاناة وأنواعها وأحجامها وأضرارها، ولكن أسبابها تتوحد في الفساد والانفلات والتسيب.. وما خفي كان أعظم.

< التقينا الأستاذ علي صالح الخضر، مدير مدرسة حُمّة للتعليم الأساسي، الذي حدثنا عن الإشكاليات التي تعاني منها المدرسة قائلاً: «يوجد في المنطقة مدرسة واحدة للتعليم الأساس حديثة المبنى مكونة من 6 فصول دراسية مع ملحقاتها بنيت على نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية ويدرس فيها 266 طالباً وطالبة، منهم 216 طالباً، و50 طالبة».

ويضع مدير المدرسة قلة الفصول الدراسية والنقص الحاد في المعلمين وعدم وصول الكتاب المدرسي (الجزء الثاني) إلى المدرسة في مقدمة الصعوبات التي تعاني منها المدرسة والتي أصابت العملية التعليمية بالشلل.

وواصل حديثه قائلاً: «المبنى المدرسي أكبر معضلة نواجهها، ونتيجة لقلة الفصول الدراسية اضطررنا إلى تحويل مكتب الإدارة ومكتبة المدرسة إلى فصول دراسية، وذلك لأن الدراسة في المدرسة تتم من الصف الأول حتى الثامن، كما تواجهنا مشكلة أخرى هي نقص المعلمين، فالطاقم التدريسي لا يتجاوز عشرة معلمين بعد أن قام مكتب التربية بالمديرية بإلغاء التعاقد مع خمسة معلمين في المدرسة، ما أدى إلى تجميد كثير من المواد في مختلف الصفوف، وعجزنا عن تثبيت الصف التاسع، فاضطر الطلاب إلى الانتقال للدراسة بمدرسة سرار (المحورية)، ولبعد المسافة التي يقطعونها اضطر عدد منهم إلى ترك الدراسة.كذلك الصف الثامن هو الآخر مهدد بالتوقف، فالمدرسة بحاجة إلى ستة معلمين لتغطية النقص الحاصل».

وأضاف: «الكتاب المدرسي (الجزء الثاني) لم يصل إلينا حتى الآن، وإن وصل يصل نهاية العام حيث ما يزال (الجزء الأول) من الكتاب يدرس في الفصل الثاني رغم مرور أكثر من شهر على بدايته».

وتقدم عدد من الأهالي بشكوى احتجاجاً على ما وصفوه بأوضاع المدرسة المتردية أفادوا فيها بأن «القوة الوظيفية للمدرسة بلغت عشرة معلمين بمن فيهم المدير والوكيل، ولا يوجد معلمون مؤهلون للصفين السابع والثامن سوى مدرس واحد لمادة العلوم، وغياب هيئة التدريس من يوم الآخر دون رقيب أو حسيب، حيث يصل أحياناً طاقم التدريس إلى أربعة معلمين، فالدراسة تتم يومين أو ثلاثة أيام في الاسبوع، ولم نستفد من التعليم أو المدرسين».

وأكد الأهالي أن هذا الوضع قائم منذ عدة سنين وأنهم طالبوا مدير التربية وكذا مدير عام المديرية بالنزول إلى المنطقة للجلوس مع الأهالي لحل تلك المشكلة بتوفير معلمين لتعليم أبنائهم، وأنه في حالة عدم تلبية مطلبهم سيغلقون المدرسة.

الصحة .. من يداويها؟!
الصحة تعاني أوضاعاً سيئة جداً، إذ لم تتوفر الخدمات الصحية ولو بالقدر الذي يوفر للمواطنين شيئاً من الراحة النفسية والطمأنينة حين يصبحون وحين يمسون ويحفظ لهم السلامة عند الطوارئ والعوارض المرضية.. أليست الصحة أغلى ما يملكه الإنسان في حياته؟

< عبدالسلام عبيد قاسم، ممرض يعمل متطوعا في الوحدة الصحية بالمنطقة يقول: «منذ تخرجي في عام 2003م في المعهد الصحي بمحافظة أبين لم أحصل على وظيفة حتى الآن رغم حاجة الوحدة الصحية للكادر الصحي، بسبب التلاعب بوظائف الصحة وحرمان الخريجين من أبناء المديرية منها، والآن أعمل تطوعا بالوحدة الصحية بديل الأخ صالح علي قاسم الباقري مقابل عشرة آلاف ريال».

< مسك الختام كان مع الأخ صالح علي قاسم الباقري، مساعد طبيب ومشرف الوحدة الصحية بالمنطقة الذي كان دليل حلتنا تحدث عن الوضع الصحي في المنطقة حيث قال: «توجد في المنطقة وحدة صحية مكونة من ثلاث غرف تأسست في العام 72م بجهود ذاتية من أهالي المنطقة الطيبين ومن بعض مناضلي الثورة سابقاً ومنهم أحمد منصور صالح الجلادي، ويسلم صالح ثابت الجلادي، وتوفير بعض العقاقير الدوائية البسيطة رغم شحة الإمكانيات المخبرية وقلة الكادر من أبناء المنطقة».

وأضاف: «الـوضع الصـحي لـلأهالـي سـيئ للغاية».

وعن أهم المعوقات قال: «التوظيف في مقدمتها، حيث إن الوحدة الصحية بحاجة إلى مساعد طبيب وإلى ممرض وإلى فني مختبر، فهناك جهاز مختبر تسلّمناه قبل أربعة أشهر ولم يتم تشغيله حتى الآن لعدم وجود العامل».

وواصل حديثه حول الجانب الصحي معدداً عدة مطالب منها: «التغذية للام والطفل، ورعاية الأمهات الحوامل، وتوفير قابلة، وتدريس جدات لمساعدة الامهات في الحالات المتعسرة، لأن أكثر الحالات التي تتردد على الوحدة غالبيتها من النساء في حالات الولادة، لكون المنطقة نائية وبعيدة عن أقرب مستشفى في مديرية (رصد)، ومن عنده حالة متعسرة تكلفه مبالغ قد لا يستطيع توفيرها نتيجة للظروف الصعبة للأهالي» .

الوحدة الصحية تفتقر للكادر وأبسط المستلزمات الطبية
وأضاف: «أما أكثر الامراض انتشاراً في المنطقة فهي داء الاميبيا، والبلهارسيا والملاريا، كما توجد في المنطقة بعض الأمراض الخطيرة التي تفتك بحياة الناس كبارا وصغارا، ومن هذه الأمراض السل الرئوي(T.B) وهذا يحصل نتيجة لسوء التغذية وحالة الناس المعيشية رغم توفر اللقاحات الخاصة بهذا الداء، ولدينا ما يثبت ذلك وثائقياً».

وعن حملات التحصين قال: «إن لها فضلا كبيرا في إعادة البسمة لكل طفل وطفلة ضد الأمراض الثمانية القاتلة، ومنها شلل الأطفال، فنحن بحاجة إلى ثلاجة تعمل بالغاز أو بالكهرباء لتؤدي وظيفتها بتجميد القوالب وحفض اللقاح سليماً، كما أطالب باعتماد مركز صحي نموذجي في المنطقة لأن عدد السكان يزيد عن 6000 نسمة، كذلك أوجه نداء إلى مدير خدمات أبين الأخ د. سالم ناصر جابر، هذا الرجل السخي، بأن يركز كل أحاسيسه واهتمامه لهذه المنطقة وأن يكون في عوننا ومساعدتنا بتوظيف ولو ممرض واحد، حيث يوجد في الوحدة الصحية ممرض أمنحه مبلغ 10 آلاف ريال من راتبي حتى يؤدي الخدمة الإنسانية للمواطنين حيث إني لا أستطيع القيام بعملي نتيجة لنتوء غضروفي في أعلى الكعب الأيسر من القدم. وأشكر الدكتور نبيل صالح عبدالرب يافعي، ممثل منظمة الصحة العالمية في مديـرية رصد على جهوده السخية عندما قام بترميم الوحدة الصحية في العام 97م مما أعـاد لها الحياة من جديد بما يجعلها وحـدة صحية مقبولة تقدم خدماتها للأهالي.

وفي الأخير أتقدم بخالص الشكر والتقدير لـ «الأيام» على هذه اللفتة الكريمة التي عودتنا عليها دائماً في هذا المنبر الإعلامي النزيه بقيادة الناشرين هشام وتمام باشراحيل العزيزين، والمحررين جميعا


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]