القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
المسكوت عنه في الوحدة .. والزلزال القادم من الجنوب / بقلم أحمد عبدالله الحسني
صوت الجنوب نيوز/السفير:أحمد عبدالله الحسني/2007-06-04 قرات مقالة الاستاذ الدكتور عبدالله الفقية المعنونة ( المسكوت عنه في الوحدة ) واعدت قراتها مرة ثانية , والمني ان يقول مثل ذلك الكلام مثقف واستاذ جامعي مشهود له بسعة الاطلاع وبمتابعة الحياة السياسية في اليمن ... ولي بعض الملاحظات التي اود ان يقراها اخواننا المثقفين اليمنيين , لان اغلبهم يحمل نفس الفهم وينظرون الى الجنوب وشعبه نفس النظرة ويقدمون نفس المقترحات والمخارج التي تفضل بها الاستاذ عبدالله الفقيه مع شيء من الاختلاف في الاخراج وحتى لا نظلم بعض من مثقفي اليمن نقول ان قلة قليلة تنظر الى قضية الجنوب وما يجري فيه باعتباره وطن وشعب وقع تحت الاحتلال ويتعرض لابشع انواع الاضطهاد والقهر , الا ان هذا البعض لم يتجرا حتى الان ليجهر باراءه على صفحات الجرائد او في الندوات . والملاحظات هي :- اولا :- ينسى الاستاذ عبدالله الفقيه ان اعلان الوحدة في 22 مايو 1990 كان بين كيانين سياسيين مستقلين هما :- الجمهورية العربية اليمنية ولها حدودها المعترف بها دوليا ومساحتها 160 الف كم مربع وعاصمتها صنعاء ويقطنها شعب عربي مسلم بلغ تعداده قرابة العشرين مليون , وهذا البلد حر مستقل يتمتع بكامل العضوية في منظمة الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها من المنظمات الدولية ...و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولها حدودها المعترف بها دوليا ومساحتها 330 الف كم مربع وعاصمتها عدن ويقطن هذه البلاد شعب عربي مسلم مع وجود اقليات من الهنود والصومال والفرس ويبلغ تعدادهم وفقا لاحصائية 1988 اي قبل التوقيع على الاعلان بسنتين فقط مليونين اثنين من البشر , وهذه البلاد حرة مستقلة تتمتع بكامل العضوية في منظمة الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها من المنظمات الدولية . ثانيا :- ان الشعب الموجود في الكيان الاخر الشريك في الاعلان اي في الجنوب , شعب ضارب اطنابه في التاريخ ووجد على ارضه منذ الاف السنين , معجون بتراب هذه الارض التي رواها بعرقه ودمائه وله اسهاماته في الحضارة الانسانية منذ الازل ولا حاجة لنا تذكير الاستاذ عبدالله الفقيه ما ورد في القران الكريم عن عاد وثمود وارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد كما لاحاجة لنا الى تذكيره بحضرموت واوسان وقتبان والخ الخ الخ ولا باسهامات ابناء الجنوب في نشر الدين الاسلامي في ربوع شرق اسيا وافريقيا والشواهد ماثلة حتى اليوم . ثالثا :- ان الاعلان عن الوحدة في 1990 لا تعني باي حال من الاحوال ولا باية صورة من الصور الغاء شعب وتراث شعب وحق شعب في ارضه وفي تاريخه وفي ثرواته , واعتقد ان الاستاذ عبدالله الفقيه يدرك ذلك علميا ولا حاجة لتذكيره انه لا يحق ابدا ولم يحصل في التاريخ ان قام طرف بالغاء كامل حق الطرف الاخر المتعاقد معه في وطنه وفي ارضه وفي تاريخه وفي ثرواته ولا شك انه يدرك تماما ان هذا لا يعطي الحاكم في الجمهورية العربية اليمنية الحق في توزيع اراضي وثروات واملاك شعب الجنوب الى ابناءه والى قادة جيشه ورجال قبائلة , وان اجراءات من هذا القبيل هي سطو وسرقة بقوة السلاح ليس الا وبالتالي غير شرعية . ثالثا :- لا اعرف كيف سمح لنفسه الاستاذ عبدالله بان يسمي شعب عربي مسلم المفروض انه شقيق وهو موجود على ارضه يسميه بالاقلية ... والله انها مسالة تحيرني كثيرا لانها تاتي من مثقف واستاذ جامعة اكن له احتراما وتقديرا كبيرين ... قد يقول قائل بان الشعب في الكيان الاخر او الكيان الشريك هو ايضا شعب يمني في مفهوم الاخوه المثقفين اليمنيين ولهذا اعتبره الاستاذ عبدالله انهم اقليه بالنسبة لبقية اليمنيين الاخرين ... وهذه كارثة كبيرة ان كان مثقفو اليمن ينظرون الى الامر على ذلك النحو ... فمن اعطاهم الصلاحية ان يلغوا شعب وانتماء هذا الشعب الى ارضه ووطنه وحقه في هذه الارض وهذا الوطن ... لا شك ان الاستاذ عبدالله الفقيه يدرك جيدا التعريف العلمي لكلمة شعب وكلمة وطن ويعرف الرابط بينهما ... رابعا :- اشكر الاستاذ عبدالله الفقيه على الاعلان الصريح المعبر عنه في جملة المقترحات والتوصيات التي يرى انها كفيلة باذابة شعب كامل وطمس هويته واقولها بصدق ان الدكتور الفقيه كان شجاع عندما جهر بتلك الاراء التي ربما قال البعض انها عنصرية وعدائية صريحة لم نجد لها شبيها الا في ما صدر عن منظمات وهيئات فاشية ونازية في اوروبا في ثلاثينات القرن العشرين , فهو قد اقترح على الحاكم ان يرحل ابناء الجنوب عن ارضهم ووطنهم ويوزعهم في سهول واودية اليمن السحيقة وهناك يجري استيعابهم رويدا رويدا لاذابتهم تماما بين عشرات الملايين من اليمنيين كما كان جريئا عندما واصل اقتراحه ذاك بان طلب الى الحاكم ان يوطن ابناء الجمهورية العربية اليمنية بدلا عنهم في اراضي وسهول وسواحل الجنوب ليصار الى ابتلاع الارض تماما وتغيير اهلها بمستوطنين جدد وهذا السلوك ايضا ليس له شبيه الا لدى الوكالة اليهودية العالمية التي تمارس هذه السياسة في فلسطين العربية جهارا نهارا . نكتفي بهذه الملاحظات الرئيسية الاربع لنعرج الى بعض التعليق على رؤية وطريقة تفكير اخواننا من النخب المثقفة واساتذة الجامعات اليمنية ونتمنى عليهم ان يحاولوا ان يقراؤا الوقائع والاحداث كما هي وان يتناولوا الممارسات التي يقوم بها نظام صنعاء في الجنوب وان لا يبخسوا اهلنا حقهم في الحرية وفي الثروة وفي العمل وفي الحياة الكريمة لان ما يعتمل في الجنوب اليوم هي المقدمات والارهاصات التي تسبق الثورة العارمة والشاملة ولن يفيدهم كما لا يفيد النظام اطلاقا قراءاتهم ومقترحاتهم التي لا تستند الى رؤية علمية صحيحة كما لا تستند الى نظرة موضوعية لواقع الحال في الجنوب , واعتقد انه قد حان الوقت لكي يتخلى الاخوة المثقفون اليمنيون عن نظرتهم الاحادية والانحيازية الظالمة لاهلنا ولشعبنا في الجنوب , واذكرهم بان تسريح مئات الالاف من البشر عن اعمالهم واحلال ابناء الجمهورية العربية اليمنية ( الشريك المنتصر في الحرب الظالمة صيف 1994 ) بدلا عنهم هو حكم بافقار واذلال شعب عزيز وحرمانه من حقه في العمل في ارضه ووطنه , وهو سلوك عدواني غير انساني وجريمة كبرى بكل المقاييس وعدم تناول هذا الامر الخطير والهام بجدية من قبل النخب المثقفة والقادة السياسيين في اليمن قد ولد قناعة لدى ابناء الجنوب ان الجميع سلطة ومعارضة في اليمن هم شركاء في الجريمة ., كما ان نهب الثروات من نفط وغاز وذهب من ارض الجنوب وتحويلها الى خزائن الحاكم امر لا يقبله إطلاقا ابناء الجنوب الذين يتضورون جوعا ويعانون من الامراض ومن عسر الحال بينما مثقفو اليمن لا يحركون ساكنا ولا يعملون ما فيه الكفاية للتدليل على موقف مغاير لنظام صنعاء ومنصفا لابناء الارض التي تختزن تلك الثروة المنهوبة ... وما يضاعف من احساسنا بالظلم من قبل السلطة في صنعاء كما من قبل مثقفي اليمن انهم اي المثقفين وقادة الأحزاب والنخب لم يحركوا ساكنا عندما اقدم عتاولة النظام وزبانية الحاكم على اقتلاع ابناء الجنوب من اراضيهم ومزارعهم وقراهم التي وجدوا فيها منذ الاف السنين ليتملكوها بقوة السلاح وسلطة المغتصب وهذا السلوك الاجرامي الوحشي لم يقتصر على نهب اراضي الدولة في الجنوب بل طال الملكيات الخاصة وتشهد الوقائع والاحداث في بير احمد والخيسة وبير فضل في عدن ان الحاكم الظالم قد ملك لنفسه ولابناءه ولاقرباءه ما يزيد عن ثلاثين الف فدان من اراضي المزارعين البسطاء , كما جرى اقتلاع الصيادين البسطاء في الخيسة والحسوة وفقم في عدن عاصمة دولة الشريك الاخر المهزوم في الحرب الظالمة صيف 1994عن ارضهم ودمرت الجرارات اكواخهم الخشبية دون اي حق وهم من تواجد في هذه البقعة منذ الازل ليتسنى لضباط الجمهورية العربية اليمنية بناء فيلالهم وعماراتهم واستراحاتهم على شواطى خليج عدن ... وهذا الفعل لم يقم به نظام عربي وليس له شبيه في العالم سوى ما ينفذه الكيان الصهيوني بحق اهلنا في فلسطين ... هذا العمل الاجرامي البشع ترافق بقتل بعض الاطفال والرجال والنساء من السكان الاصليين ولعل الذكرى تنفع المؤمنين نقول للاستاذ عبدالله وللنخب المثقفة من اليمنيين ان الطفلة يسار عبدالرزاق ذات الثمان سنوات قد قتلها جنود الجمهورية العربية اليمنية في يناير 2006 وهي تمارس طفولتها البريئة بجانب كوخها الخشبي في الخيسة , كما قتل بن المنتصر في لحج مدافعا عن ارضه وارض اجداده ... ما حصل لاراضي عدن وقراها حصل في ابين ولحج وشبوه وحضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى ولم تسلم بقعة جنوبية من هذا الجرم المشهود. اود ان استرعي انتباه الاستاذ عبدالله الفقيه والاخوه المثقفين اليمنيين وقادة الاحزاب السياسية الى بعض الحقائق والشواهد التي يجود بها الزمان وتسجلها ذاكرة التاريخ البعيد والقريب وهي ان الاحتلال هو احتلال وان اخذ اشكال مختلفة وان تزييف الحقائق وطمس معالم الاوطان وشطب دور الشعوب وسياسات احلال الاخرين محل اصحاب الارض الاصليين كلها افعال اجرامية مصيرها الزوال ولو بعد حين فلينظروا الى شعوب الاتحاد السوفيتي والى مصير جمهورية يوغسلافيا ... ثم لينظروا كيف ان اندونيسيا ذات المئتين مليون انسان بالرغم مما اتخذته من اجراءات شملت مصادرة اراضي السكان الاصليين وزيفت التاريخ (كما يفعل حكام اليمن ومثقفوه اليوم بالنسبة للجنوب ) وضمت اقليم تيمور الشرقية الى املاكها مدعية انه انما فرع عاد الى الاصل مدعية ان كل سكان اقليم تيمور سواء في القسم الشرقي او القسم الغربي كلهم من اصل واحد وبالتالي هم من اندونيسيا ولعلم الاخوة اليمنيين ان الشبه من حيث التسمية كبير فهناك تيمور الغربية وتيمور الشرقية كما كانت اليمن الشمالية واليمن الجنوبية , نعود لنذكر اخواننا ان شعب تيمور الشرقية بنضاله وصموده ومثابرته على متابعة حقوقه استطاع ان يستعيد كامل اراضيه وجرى في ذلك الاقليم وتحت اشراف الامم المتحدة تمكين شعب تيمور الشرقية من ان يقرر مصيره الذي كان الخروج من اندونيسيا وبنا كيان حر مستقل ولم يكن ذلك ببعيد بل في 1997 , ولا شك ان الاستاذ عبدالله الفقيه يتابع ما تجري من ترتيبات في هذه الايام لاعلان استقلال اقليم كوسوفو عن صربيا بعد ان خرج مع غيره من الشعوب من جمهورية يوغسلافيا . وقبل ان انهي هذه الملاحظات وهذا التعليق المختصر اقول لإخواننا في اليمن ان شعب الجنوب ومن خلال معاناته المؤلمة التي تسبب بها نظام الجمهورية العربية اليمنية طوال 13 عاما منذ الحرب صيف 1994 قد وصل الى اقتناع كامل بان ما يجري على ارضه وامام عينيه انما هو احتلال عسكري قبلي متخلف يتهدد وجوده ويستهدف إلغاءه من التاريخ كما من المستقبل , ولذلك قد قرر ان يزيل الظلم عن نفسه وان ينهي عذاباته وان يضع نهاية لممارسات الاحتلال وان يستعيد وطنه وان يقرر مصيره ومصير ابناءه بنفسه وهو في سبيل الوصول الى هذه الغاية النبيلة يتبع كافة اشكال واساليب النضال السلمي , وما يجري هذه الايام على ارض الجنوب الطاهرة انما هو المقدمات والارهاصات الاولى للزلزال القادم , ومما لا شك فيه ان تتعدد الاتجاهات وتتعدد الطرق المؤدية الى نفس الهدف , وامل ان لا يقف مثقفو اليمن ضد ارادة الشعب في الجنوب كما اتمنى ان نلمس منهم مواقف منصفة لاهلنا في الجنوب ومتباينة مع نظام صنعاء بامل ان لا يكونوا في صف الجلاد والمحتل وان لا يبرروا له افعاله وجرائمه بحق وطننا وشعبنا وادعوهم الى اخذ العبر مما جرى ويجري في بلدان العالم من حولنا وان لا يكونوا عونا للحاكم الظالم دكتاتور اليمن الذي يدفع بالامور الى الهاوية السحيقة غير ابه بما يتهدد اليمن واليمنيين , والشواهد كثيرة لا تحصى من صعدة الى الحديدة الى اب الجعاشن الى الفساد الى التوريث وما ادراك ما التوريث ...سامحك الله ياستاذ عبد الله لم تكتفي بان قبلت بحكم الظالم بل ذهبت الى طمئانته الى انه سيحكم في القادم من الزمان ... اعود واذكر النخب السياسية ورجالات الفكر وأساتذة الجامعات في اليمن ان التاريخ لا يرحم ... الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) السفير احمد عبدالله الحسني |
#2
|
||||
|
||||
هناك مقال سابق بصحيفة الوسط للدكتور الفقيه الذي اوصئ فيه بتغيير ديمغرافية الجنوب ارض وشعب واحلال محلهم شماليين اذا اراد النظام الحفاظ على الوحده فلابد ان يعمل على منح سكان الشمال الارض ومقوماتها بالجنوب 0
المقال الاخير ايضا في صحيفة الوسط كان الفقيه يتكلم بلغة السياسي الرافض للنظام الحاكم جهرا والرافض سرا للقضيه الجنوبيه ولايستطيع التنصل منها هذه المره اعترف ان هناك قضيه جنوبيه واخرجها من وجهة نظره الخاصه ولكن انا شخصيا اعتبر مقاله الاخير نوع ما افضل من السابق وهو هاجم الجنوبيين هذه المره من خلال صحيفة الايام التي امطرها بوابل الشتائم المهذبه دون ذكر اسمها ومدحه لمحمدقاسم نعمان باعتباره جنوبي يدافع عن حقوق الانسان والفقيه لعب باوراق معقده لايفهمها الا الساسه الكبار طبعا انا ليس من ضمنهم ولكن الاجتهاديضعنا امام بعض الحقائق لكنه وقع من حيث لايدري بتشبيهه لواقع الجنوب بالاستعمار البريطاني في اكثر من مكان0 الفقيه من وجهة نظري لايخدم النظام ولايحب القضيه الجنوبيه لكن لديه مشروع تعزواليمن الاسفل هو الهدف من كتاباته هذه وجهة نظر شخصيه 0 وفي كل الاحوال المقال يوظف لصالح الجنوب من عامة القراء التعديل الأخير تم بواسطة شيخان اليافعي ; 06-07-2007 الساعة 12:20 PM |
#3
|
|||
|
|||
بعضهم يكمل بعض وهدفهم وغايتهم
واحدة ولا تغتروا بأحد لا فقية ولا غيره شكراً للحسني على هذا المقال الرائع فنحن بحاجة دائماً لنعيد القراءه بكل شيى لي فيما يكتب بل وحتى في كثير من الأمور والحقائق ولشمسان عدن كل الإحترام |
#4
|
||||
|
||||
المسكوت عنه في الوحدة اليمنية!
[التغيير] [03 / 06 / 2007 م ] التغيير ـ الدكتور عبد الله الفقيه* تكمن أهمية وقيمة الوحدة اليمنية عند بعض اليمنيين في الحدث نفسه وليس في الآثار التي ترتبت أو لم تترتب على الوحدة . وفي المقابل فان أهمية وقيمة الوحدة عند الكثير من اليمنيين تكمن في الطريقة التي لامست بها الوحدة حياتهم خلال ال17 عاما الماضية. ولذلك يركز الكاتب في مقاله هذا على الطرق المختلفة التي لامست بها الوحدة اليمنية سكان ما كان يعرف بالشطر الجنوبي من الوطن. مشاعر الأقلية إذا كان اليمنيون جادون في الحفاظ على وحدة بلادهم فان على الأغلبية التي ان لم تكن قد ربحت فإنها لم تخسر ان تهتم كثيرا بمشاعر الأقلية ليس للنكاية بالنظام ولكن للفت الانتباه إلى مصادر التهديد المتنامية. ولا يفشي الكاتب سرا هنا عندما ينبه السلطة والمعارضة والمجتمع اليمني بشكل عام إلى المشاعر المعادية للوحدة والتي تنمو باستمرار في أوساط الجنوبيين والتي هي بحاجة إلى وقفة جادة قبل ان تصل إلى مرحلة الخروج عن السيطرة. ومع انه من الطبيعي ان يخلق حدثا بحجم الوحدة اليمنية نوعا من الاغتراب والمشاعر السلبية لدى بعض الفئات الاجتماعية المتضررة، ومن الطبيعي كذلك أن يؤدي حدوث تغيير كبير في حياة الناس إلى تذكية الشعور بالحنين إلى الماضي الإ أن ما يتم الحديث عنه هو أمر يتجاوز كل ذلك. ما يتم الحديث عنه هنا هو شعور عدائي يمتاز بعدد من الخصائص التي تبعث على القلق. أولا، يتركز الشعور السلبي تجاه الوحدة بين أبناء المحافظات الجنوبية على نحو خاص وتحديدا بين مواطني ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ثانيا، برغم اختلاف حدة المشاعر المعادية للوحدة من فئة اجتماعية إلى أخرى الإ ان الملاحظ أن ذلك الشعور يشمل جميع الفئات الاجتماعية بما في ذلك نشطاء الحزب الحاكم. ثالثا، تعاني مشاعر الجنوبيين تجاه الوحدة اليمنية حالة من الكبت لان السلطة عمدت إلى سد كل منافذ التعبير أمام الجنوبيين. وحتى الصحيفة الوحيدة التي تبنت خط الدفاع عن المصالح الجنوبية في المرحلة التالية لحرب عام 1994 سرعان ما وجدت في ذهب المعز خير العزاء. وتحولت إلى معبر عن مصالح السلطة مع الاحتفاظ بحيز معين تدافع من خلاله عن مصالح مناطقية وسلالية ضيقة وهو الأمر الذي لا تجد فيه السلطة باعثا على القلق. رابعا، برغم ان استمرار الوحدة مرهون برضاء الجنوبيين عنها الإ ان السلطة لا تلتفت إلى اتجاهات الرأي العام في أوساط الجنوبيين. وفي الحالات التي تظهر فيها صيحات الجنوبيين هنا أو هناك فان السلطة تتعامل مع تلك الصيحات بفجاجة حيث تتهم كل من انتقد الممارسات أو وضع مطالب معينة بالانفصال وهو بالتأكيد شكل من أشكال الإرهاب الذي يحول الجنوبيون إلى معارضة صامتة تعتمل تحت الرماد ليس للنظام فقط ولكن للوحدة ذاتها. لم تستقر هناك عدد من المؤشرات على أن الوحدة اليمنية لم تستقر بعد. ولعل أول مؤشر على غياب الإستقرار هو الاحتفال بها بهذه الطريقة التي لا يمكن سوى أن تعيد الناس إلى الجدل حولها من جديد كلما انتقلوا للحديث حول أمر آخر. وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطة البحث عن مصدر للشرعية من خلال تذكير الناس بالوحدة، فان ما تفعله في الواقع هو تذكير للناس بالتشطير وإرغامهم على عقد مقارنات بين العهد السابق على الوحدة وعهد الوحدة برغم ان تلك المقارنات غير واقعية ولا تقود إلى نتيجة منطقية وليست في صالح الوحدة. ويعتقد الكاتب ان قرار الرئيس بان يتم الاحتفال بعيد الوحدة كل خمس سنوات هو قرار في محله. والمهم هو أن يلتزم الرئيس بالقرار وخصوصا بعد أن أصبح الاحتفال بعيد الوحدة مناسبة للابتزاز عند الكثير من المحسوبين على السلطة. أما المؤشر الثاني على وجود مراجعة مستمرة للوحدة فيتمثل في الطابع الرسمي للاحتفال بها وغياب التفاعل الشعبي مع الحدث ليس لان اليمنيين يكرهون الوحدة ولكن بسبب الظروف الصعبة التي يرزح تحتها معظم اليمنيين. وفي الوقت الذي يحمل فيه الناس في الشمال النظام القائم مسئولية تلك الظروف فان الجنوبيين ربما نتيجة لكونهم أقلية في دولة الوحدة وربما بسبب الطريقة التي تطورت بها الوحدة وخصوصا بعد انتخابات عام 1993 يحملون الوحدة نفسها مسئولية التدهور الكبير في أوضاعهم. لقد دخل الجنوبيون الوحدة على قاعدة المناصفة التي استمرت خلال السنوات الأربع الأولى وحتى اندلاع حرب عام 1994. وعندما اندلعت الحرب كانت مشاعر الجنوبيين في معظمها مع الوحدة. وقد كان ذلك احد الأسباب التي ساعدت في إفشال الانفصال. وإذا كان الجنوبيون قد نالوا أكثر من نصيبهم خلال السنوات الأربع الأولى من الوحدة، فان ما حدث بعد الحرب الأهلية قد كان سلسلة من السياسات الخاطئة التي عمقت الجرح الذي خلفته الحرب وعبرت عن فهم سيء لقاعدة ابتلاع الأكبر للأصغر كما حدث في الوحدة الألمانية مثلا. وأدت تلك السياسات إلى تحويل الجنوبيين سياسيا إلى مجرد قوة هامشية وتم تخفيض تمثيلهم السياسي في المواقع الرئيسية والمؤسسات السياسية المختلفة وبالتدريج إلى أن أصبح في نظر الكثيرين منهم مجرد تمثيل رمزي. وتم تسليط سيف التقاعد على الكثير من القيادات الجنوبية في القوات المسلحة والأمن. أما أراضي الجنوب فقد تم توزيعها على المؤلفة قلوبهم من النافذين في السلطة. وتحول الجنوبيون في الكثير من المدن والمراكز الحضرية إلى غرباء في بلادهم. وقد لخص احد الإعلاميين في حضرموت مأساة الجنوبيين للكاتب عندما أشار بإصبعه، وكان الوقت ليلا، إلى كتلة كبيرة مشتعلة وقال "كانت تلك الأراضي مخصصة للإعلاميين" قبل ان يحولها أحد النافذين إلى معسكر. "لقد وزعوا كل الأراضي." قال متحسرا قبل أن يسأل: "أين سيذهب أطفالنا؟ في أي أرض سيبنون بيوتهم؟" أمم الاشتراكيون خلال الفترة التي حكموا بها الجنوب الأرض وأمتلك الحزب تحت غطاء الدولة كل عناصر الإنتاج. ثم جاء الشماليون فأمموا كل شي ليس لصالح الدولة ولكن لصالح المتنفذين داخل السلطة. أمم الاشتراكيون بساتين السلاطين في أبين، وجاء من بعدهم رموز النظام فأمموها لصالحهم. ويسأل الزائر لتلك البساتين. "لمن هذه المزرعة؟" ويأتي الجواب "هذه مزرعة الأفندم؟" "وتلك؟" ويأتي الجواب "للافندم أخو الأفندم!" "وتلك لأبن أخ الأفندم." وهكذا دواليك. ولا يمكن للمسافر من عدن إلى أبين سوى أن يلاحظ تلك الأسوار العملاقة الممتدة على يمين الطريق والتي التفت حول آلاف الكيلومترات من الأراضي المطلة على الساحل. والغريب ان تلك الأسوار قد حجزت ضمن ما حجزت ساحل البحر دون ان تترك أي فراغ لقيام خط ساحلي يشكل متنفسا للحياة كما في كل مدن العالم الساحلية. تلك الاستقطاعات الهائلة التي لم يقم عليها أي بناء لا يمكن ان تكون سوى عامل تذكير للجنوبيين بالنهب الذي تعرض له الجنوب في السنوات اللاحقة لعام 1994. أما المناصب العامة في المحافظات الجنوبية فقد أوكلت بشكل عام إلى شماليين. ولو انه تم تعيين الجنوبيين في مواقع عامة في الشمال لكان ذلك مقبولا لكن المشكلة ان تمثيل الجنوبيين في السلطة بكل فروعها ظل يتدهور عاما بعد آخر. لقد أرسل احدهم إلى الكاتب برسالة تحوي أسماء سفراء اليمن في مختلف دول العالم. وكان واضحا ان السفراء الجنوبيين يعيشون حالة انقراض مستمر. وبعث أخ آخر برسالة إلى الكاتب يسأل فيها عن عدد الجنوبيين في جهازي الأمن القومي والسياسي وفي المواقع القيادية في الجيش والأمن؟ وفي الوقت الذي لا يملك فيه الكاتب أجوبة محددة لتلك الأسئلة فانه يدرك تماما طبيعة المشكلة القائمة. النظام الحاكم خذل النظام الحاكم اليمنيين جميعا في الشمال والجنوب. لكن ذلك الخذلان ولأسباب كثيرة أنعكس كما يبدو سلبا على الجنوبيين أكثر من الشماليين. ولم تكن السياسات التي اتبعها النظام خلال العقد الماضي هي السياسات التي انتظرها الناس بعد حرب عام 1994. وهناك أخطاء ارتكبت سيكون تبريرها أو محاولة التغطية عليها جريمة بحق الوحدة اليمنية وفعل يصب في خانة الانفصال. ومع أن بقاء واستمرار النظام الحاكم يشكل في المرحلة الحالية ضمانة هامة للوحدة اليمنية الإ ان بقاء السياسات القائمة على ما هي عليه لن تقود في الأجلين المتوسط والطويل سوى إلى كارثة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وما لم تتمكن دولة الوحدة من تحقيق عملية دمج سياسي، اجتماعي، اقتصادي، وثقافي للجنوبيين في إطار دولة الوحدة، فان الوحدة اليمنية ستظل وعلى نحو مستمر معرضة للمخاطر وبغض النظر عن أشخاص الحكام. فالتحولات الدولية والإقليمية التي سمحت بقيام الوحدة اليمنية يمكن أن تعمل في مرحلة تالية على العودة باليمن إلى التمزق من جديد. وتؤكد الأدلة التاريخية أن الوحدة التي تستمر هي الوحدة المدعومة بقناعات مختلف الأطراف. أما الوحدة التي يفرضها النظام بالقوة فغالبا ما تنتهي بانهيار النظام أو بتراجع قوته. والدارس لأسباب انهيار الوحدة المصرية السورية أو الوحدة اليوغسلافية أو الصومالية أو غيرها من محاولات التوحد سيلاحظ أن الوحدة لا تتثبت الإ بحدوث الدمج بأبعاده المختلفة. لقد كان هناك توجه مبكر لتحويل عدن إلى عاصمة اقتصادية ومنطقة حرة الإ ان شيئا من ذلك لم يتحقق حتى الان. ولقد أدى النهب الذي تعرضت له أراضي عدن وغير ذلك من السياسات إلى حرمان أبناء عدن من ثمرة الازدهار الاقتصادي المحدود الذي شهدته المدينة خلال العقد الماضي. وإذا كانت عدن قد مثلت خلال العقود الماضية مركزا تنويريا في جنوب الجزيرة العربية فان عدن قد تحولت في العقد الماضي على الصعيد الثقافي إلى مجرد قرية حيث من النادر أن تشهد فعالية ثقافية تعبر عن روح المدينة وأبنائها. وفي الوقت الذي كانت فيه المدينة تصدر عدة صحف يومية في عهد الاحتلال البريطاني فأنها اليوم وفي عصر المعلومات والتكنولوجيا والإعلام الحر قد أصبحت مجرد مجموعة من الفنادق والشقق المفروشة يقصدها سياح من طراز معين. ولا بد ان محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لحقوق الإنسان وهو المركز الوحيد في المدينة المهتم بالحقوق السياسية والحريات المدنية ما زال يستخدم جزءا من عيادة زوجته كمقر للمركز لأنه لا يستطيع استئجار مقر. الوضع الراهن كانت أبرز علامات التوحد وأولى بذور التشابك الاجتماعي والاقتصادي متمثلة في تواجد عدد كبير من أبناء الجنوب في عاصمة دولة الوحدة في السنوات الأربع الأولى من عمر الوحدة وتوليهم لمختلف المواقع في الوزارات والهيئات وعلى مستوى المحافظات. لكن تمثيل الجنوبيين وحضورهم في عاصمة دولة الوحدة وفي الجهات المختلفة سرعان ما تراجع كثيرا بعد حرب عام 1994. وصار من النادر أن تجد جنوبيين في الكثير من الجهات الحكومية. هناك بالتأكيد الكثير من الشماليين في مدن الجنوب . لكن تواجد الشماليين سواء كمستثمرين صغار أو كبار، أو كعمال في المدن الجنوبية لا يختلف كثيرا عن تواجد الشماليين أيام الاستعمار البريطاني لعدن. وإذا كان من النادر ان تجد عدنيا بين المستثمرين في مدينة عدن فانه من الأندر ان تجد مستثمرا جنوبيا في مدن الشمال. لقد تعمق التهميش السياسي للجنوبيين من خلال تهميش أكثر خطورة هو التهميش الاقتصادي. وإذا كان التهميش السياسي للجنوبيين هو مسألة يتحمل النظام جزءا كبيرا من مسئوليتها فان أسباب التهميش الاقتصادي للجنوبيين هي بالتأكيد أكثر عمقا وترجع جذورها إلى السياسات التي تبناها الاشتراكيون في الجنوب خلال العقود السابقة للوحدة والتي حولت ملكية عناصر الإنتاج إلى الدولة ومنعت تطور ثقافة وقيم السوق الحر. وبدلا من أن يعمل نظام دولة الوحدة على تصحيح الاختلال عن طريق تشجيع الجنوبيين على الاستثمار وإعطاء القروض وغير ذلك من السياسات أدى الإهمال إلى جعل الجنوبيين يعيشون على هامش الاقتصاد الوطني. وزاد من حدة الوضع ظهور اقتصاد وطني يشبه إلى حد كبير الاقتصاد الاستعماري من حيث انه يعمل على ضخ القوة الشرائية من فئة وتحويلها إلى فئة أخرى. فالقات مثلا الذي لم يكن يباع في مدن الجنوب قبل الوحدة الإ مرتين في الأسبوع والذي ينتج معظمه في الشمال أصبح يباع كل يوم في مدن الجنوب. وفي مدينة مثل المكلا أو سيئون أو غيرها يستنزف القات القادم من مدن الشمال، كما قالت إحدى النساء للكاتب وهي تبكي بحرقة، جزءا كبيرا من دخل الأسرة ويحوله إلى جيوب منتجي القات في الشمال. ويمكن قول نفس الشيء عن عائدات الفنادق والمنتزهات والاستثمارات في مدينة عدن والتي تتجه أرباحها شمالا. السياسات المطلوبة لقد مثل قيام الوحدة اليمنية حدثا هاما في تاريخ الإنسان اليمني. والتحدي الكبير هو في الحفاظ علي الوحدة وتحويلها من وحدة جغرافيا إلى وحدة مصالح. ولن يتأتى ذلك الا من خلال تبني شبكة من سياسات الدمج السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي تعمل على خلق التشابك الضروري بين مكونات البلاد السكانية. فسياسيا ينبغي الجمع بين نوعين من السياسات: الانتقال الواسع إلى الديمقراطية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ والعمل مرحليا على الصعيدين السياسي والاقتصادي لتحويل الوحدة من مغنم للبعض ومغرم للبعض الآخر إلى مغنم لكل اليمنيين. ومعنى ذلك سياسيا وخلال الأجل القريب تخصيص نسبة معينة من جميع المواقع العامة التي يتم التعيين لها بقرارات جمهورية سواء أكانت في الجهاز الدبلوماسي أو العسكري أو المدني أو الأمني أو غيرها لأبناء المحافظات الجنوبية وذلك لمدة عشر سنوات على الأقل. ومع انه من الواضح ان الطريقة التي تمت بها الوحدة وطبيعة النظام الذي ساد في الجنوب قبل الوحدة قد أدت إلى معدل أعلى للوظائف مقارنة بالسكان بين سكان الجنوب مقارنة بالمعدل السائد بين سكان الشمال الإ انه سيكون من الخطأ تبني سياسات تهدف لإحداث التوازن المطلوب في المرحلة الحالية وعدم الانتظار حتى يتحقق التوازن تلقائيا. وهذا يعني انه لا بد من العمل على احتواء البطالة بين شباب المحافظات الجنوبية ذكورا وإناثا. أما على الصعيد الاقتصادي فان الدولة بحاجة إلى تبني نوعين من السياسات؛ الانتقال إلى الاقتصاد الحر من جهة؛ وتبني حزمة من السياسات التي تساعد الجنوبيين على الاندماج في الاقتصاد الوطني من جهة أخرى. ويمكن تحقيق الدمج الاقتصادي للجنوبيين عن طريق منح القروض الميسرة والتدريب وتبني سياسات تتطلب من المستثمرين إشراك جنوبيين في استثماراتهم وإعطاء الجنوبيين الأولوية في توزيع الأراضي في مناطقهم، وغير ذلك من السياسات. وبالنسبة للدمج الاجتماعي المطلوب فانه يتحقق بدوره بإتباع نوعين من السياسات: سياسات إستراتيجية بعيدة المدى تقوم على إعادة توزع السكان بما يتوافق مع الموارد وبما يعظم من قدرة البلاد على المنافسة دوليا وخصوصا في قطاعي السياحة والأسماك؛ وسياسات تكتيكية تقوم على زيادة التفاعل بين المكونات السكانية للجنوب والشمال. ويمكن تحقيق الأخيرة من خلال المنح الدراسية لشباب الجنوب في مدن الشمال، وتشجيع وتسهيل السياحة الداخلية، وتعيين وتشجيع الجنوبيين على العمل في محافظات الشمال، والمعسكرات الصيفية المشتركة لطلاب الجامعات والمدارس وغير ذلك من السياسات والبرامج والأنشطة. ثم ماذا؟ سيعتمد مستقبل اليمن على الوحدة كما يؤكد الرئيس ذلك بشكل متكرر..لكن مستقبل الوحدة ذاتها سيعتمد إلى حد كبير على السياسات التي سيتبناها النظام الذي يقوده الرئيس في الحاضر وفي المستقبل القريب. * أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء · مواضيع اخرى متعلقة بـ د . عبد الله الفقيه |
#5
|
||||
|
||||
اخواني انا انزلت المقال الذي كتبه الدكتور الفقيه وارجوا التمعن به وقراءته
شخصيا وجدت في لمقال اشياء لابأس بها افضل من مقاله السابق ارجو القراءه والاطلاع والاثراء للاستفاده |
#6
|
||||
|
||||
القضية الجنوبية.. المسكوت عنه في الوحدة اليمنية
«الأيام» أحمد عمر بن فريد: في مقالة الاسبوعي وتحديداً في عدد جريدة (الوسط) رقم 150 الصادر يوم الأربعاء 30/5/2007م كتب الدكتور/ عبدالله الفقيه، بمنطقية ومسؤولية مقالا هاماً جاء بعنوان (المسكوت عنه في الوحدة اليمنية!) وفي هذا المقال تحدث الكاتب بوضوح شديد ومضمون عميق عما نسميه نحن ب(القضية الجنوبية) وهي القضية الوطنية التي تصر السلطة على نفي وجودها - شكلاً ومضموناً - في حين تحرص المعارضة على تجاهلها تجاهلاً متعمداً (أعمى) لا ينسجم مع المسؤولية الوطنية التي تستوجب الوقوف أمامها، بما تستحقه هذه القضية وبما تعنيه ولو حتى من باب طرحها للحوار العام أمامها، بما تستحقه هذه القضية وبما تعنيه. ولو حتى من باب طرحها للحوار العام المفتوح على أقل تقدير، وفي الحقيقة، وعلى الرغم من اكتمال مقومات وعناصر هذه القضية. وما ترمز إليه من اهمية بالغة فيما يخص مسألة (الوحدة اليمنية) إلا أن التعامل معها من قبل هاتين الفئتين (السلطة والمعارضة) يتم في أغلب الأحيان، وفقاً لعقليات ضيقه الأفق. أما بالنسبة للنخب السياسية والمثقفة “المستقلة” على الصعيد الوطني فلم تتقدم خطوة واحدة نحو هذه القضية الجوهرية، بل إنها جاهدت هي الأخرى- لعدة أسباب- في سبيل أن تبقى المسافة الفاصلة ما بينها وبين هذه القضية مسافة بعيدة “محترمة” تجعلها غير قادرة ولا حتى مؤهله للخوض في تفاصيلها وقراءة مضامينها بروية وهدوء..ولعل بهد تلك النخب من حيث “المكان” ومن عليه من أبناء الجنوب جعل من مسألة الخوض في قشور هذه القضية ولبها لدى هؤلاء شيئاً أقرب ما يكون إلى الترف السياسي الذي لا لزمه له، في حين استسلمت النخب والقيادات السياسية الجنوبية “الكبيرة” ذات التاريخ الطويل، إلى مجمل النتائج التي أفرزتها آلة الحرب الطاحنة عام 94م. وما انتجته من واقع مرير في المحافظات الجنوبية حتى أنها باتت تراه - من وجهة نظرها -”نتيجة حرب” ينبغي تقبلها والارتهان لها كيفما كانت النتيجة والظروف!!.. أن هذه النظرة (الأنهزامية - المستسلمة) جعلت من تلك النخب الجنوبية لدى أبناء الجنوب- في أحسن الأحوال - مجرد رموز وطنية كانت لها مكانة ومقام ذات يوم مضى.. فآثرت التخلي عنه بإرادتها المحضة ومن أجل أن تحصل لها على كراسي مهترئة الأركان في زوايا مظلمة من منظومة الحكم!! بينما بقيت قيادات جنوبية أخر تتقدم خطوة نوعيى للأمام فيما يتعلق بالنظر لهذه القضية، وأن كانت من الناحية العملية لاتتجاوز في تعاملها حدود تعامل الطفل الصغير مع البيضة الساخنة. وفي المقابل فقد عمدت جهات مسؤولة في السلطة على مغالطة نفسها، وحينما يكون الحديث مواتيا عن الوحدة اليمنية في مناسبتها الوطنية السنوية، وذلك بتنظيمها للكثير من الندوات السياسية المفتوحة، التي تحشد فيها رجالات يمتلكون (الذمة الواسعة) و(الضمير المرن) و(الفهلوة المفرطة) للحديث عن الوحدة اليمنية، في أرهاصاتها الماضية وحاضرها ومستقبلها، وحينما تستمع إلى هؤلاء جميعاً تشعر، وكأنما المحفد وبقية المديريات والمحافظات في الجنوب ومن عليها تعيش بين جنتين قطوفها دانية وأنهارها جارية بينما الواقع يحدثك بشيء مخالف تماماً لكل تلك الهرطقة والنفاق المبتذل. أن هذا البعد (المكاني)و (الفكري) عن مكمن الخلل، والحرص على عدم الاقتراب منه، وقد شكل حاجزاً مانعاً لدى المعنيين بالأمر, جعل من فهم مكونات (القضية الجنوبية) امراً بعيداً المنال، في حين تبدد هذا الواقع لدة الدى الدكتور الفقيه بنزوله الميداني إلى الجنوب الأمر الذي جعل من ملامسة (الهم الجنوبي) ومعاناة الجنوبيين أمراص ممكنا فكان الاستماع إلى حديثهم اليوم الحالي عن الوحدة اليمنية أفضل وسيلة ممكنة لفهم ولتفهم معاني القضية الجنوبية التي تحدث عنها الكاتب في مقالة الاخير.. أو هكذا فهمت. في هذا المقال تحدث الفقيه عن أربع خصائص تميز ما أسماه بالشعور العدائي لدى الجنوبيين تجاه الوحدة اليمنية ويحذر الكاتب من تجاهل هذه الخصائص ويحمل في نفس الوقت بنيه النظام والمعارضة معاً..وحتى المجتمع اليمني ككل مسؤولية السكوت عن هذه القضية التي تؤدي إلى تنامي شعور عدائي مستمر وسريع في أوساط الجنوبين تجاه الوحدة، ويتمنى الوقوف الجاد أمام ذلك قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة ومن هذه الخصائص التي ذكرها الفقيه ونتفق معه في معظمها مايلي: الخاصة الأولى:”بتركز الشعور السلبي تجاه الوحدة بين أبناء المحافظات الجنوبية على نحو خاص تحديداً بين مواطني ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.. والسؤال الذي اطرحه “من عندي” فيما يخص هذه الخاصية هو: ترى لماذا لا يوجد شعور سلبي تجاه الوحدة اليمنية لدى أي مواطن من المحافظات الشمالية” وحدوديين” الوحدة “ذات النفس الشطري” ويقول: أن جميع أبناء المحافظات الشمالية”وحدوديين” بينما جميع أبناء الجنوب “انفصاليين”.. أن المسألة بكل تأكيد ليست بهذه (الخفة) في التنازل. وإنما هي أعمق من ذلك بكثير، وكما أن إمكانية الوصول إلى هذا العمق مسألة ممكنة وفي متناول اليد. ولكنها تتطلب قليل من الجراة وكثير من الحس الوطني المسؤول. الخاصية الثانية: برغم اختلاف حدة المشاعر المعادية للوحدة من فة اجتماعية إلى أخرى الا أن الملاحظ أن ذلك الشعور يشمل جميع الفئات الاجتماعية بما في ذلك نشطاء الحزب الحاكم”.. ونود أن نضيف تأكيداً لهذه الخاصية دلائل من قبلنا من حيث أن جميع العناصر الجنوبية التي قاتلت إلى جانب القوات الشمالية في حرب 94م تتفق اليوم في معظمها على وجود “خلل” ما في الوحدة اليمنية، يلامس وبشكل مباشرة حياة الجنوبيين ومستقبلهم وتستوي هذه المشاعر من حيث النوع لدى هؤلاء جميعاً وأن كانت تختلف من حيث الكم فقط من جهة ومن حيث التعبير عنها من جهة أخرى.. فمن خروج قائد البحرية السابق/ احمد عبدالله الحسني إلى لندن(معارضاً جنوبيا) إلى ذلك الذي تسلق جداراً يرتفع عن الارض أكثر من خمسة أمتار بسرعة فائقة، هروباً من مشاركة “قوات السلام الخاصة” الجنوبية بتبوك السعودية في حرب 94م، ومن ثم هروبه إلى اليمن لمشاركة القوات الشمالية في ضرب الاشتراكي نكاية بماضيه، فأصبح اليوم يتحدث عن “الجنوب” ومعاناته في الوحدة اليمنية، والتي لم تستطع تأمين حقه في أرضه الزراعية التي اشتراها بحر ماله، وفي الوقت الذي أمنت فيه هذه الوحدة لمن قاتل إلى جانبهم من القادة العسكريين الشماليين (الآف الأفدنة) بكل راحة بال.. ما بين هذين النموذجين تكثر النماذج المماثلة وتتنوع. الخاصية الثالثة: “تعاني مشاعر الجنوبيين تجاه الوحدة التي تبنت خط الدفاع عن المصالح الجنوبية في المرحلة التالية لحرب 94م سرعان ما وجدت في ذهب المعز خير العزاء. وتحولت إلى معبر عن مصالح السلطة مه الاحتفاظ بحيز معين تدافع من خلال عن مصالح مناطقية وسلالية ضيقة وهو الأمر الذي لا تجد فيه السلطة باعثا على القلق”. في هذه الخاصية تحديداً نختلف مع الدكتور/ الفقيه فيما يخص حديثه عن “الصحيفة” التي أفهم - وكما فهم غيري - أيضاً أن المقصود بها صحيفة “الأيام” على أساس أن صحيفة “الأيام” كانت ولازالت تمثل الصوت المسموع لمختلف قضايا أبناء الجنوب. وقد لعبت ولازالت تلعب الدور ذاته منذ أن وضع قادة الحرب اسلحتهم عام 94م بل أن “الأيام” قد ذهبت بعيداً في هذا الشأن حينما نشرت مقالاً جريئاً للمفكر الكبير الدكتور/ ابوبكر السقاف عام 1995م جاء تحت عنوان مثير “فتح الجنوب.. والاستعمار الداخلي” في زمن كان فيها دخان القنابل المبعثرة في الجبال والوديان لا يزال يتصاعد في سماء الوحدة الطرية العود بفعل الحرب الهوجاء في الأهداف والممارسة, وفي هذا المجال يعتقد معي الجنوبيين أن ناشري صحيفة “الأيام” وعلى الرغم من مختلف الضغوط الكبيرة التي كانت ولا زالت تمارس ضدهما. قد وجها (أشرعة) سفينة “الأيام” باتجاه “الجنوب” وهو اتجاه معاكس تماماً لاتجاهات الريح التي كانت تحتم عليهما توجيهها في أتجاه آخر ووفقاً لحسابات المصالح البحتة، ولا أظن الكاتب العزيز يغفل عن حقيقة وقوف الزميل الأستاذ/ هشام باشراحيل في قفص الاتهام عطفاً على “قضية نشر” مع الاستاذ/ علي هيثم الغريب تتعلق بمقال يصب في اتجاه الحديث عن التمييز في الوظيفة ما بين الشماليين والجنوبيين في لحج وعدن، وأما “ذهب المعز” الذي قال الدكتور أن “الأيام” قد تحصلت عليه فنود إفادته أن هذا الذهب لم يضمن للناشرين وأولادهم الحصول على متر مربع واحد للسكن في عدن.. كما أنني لا أعتقد أن أحداً ما سيكون أكثر رافة وتعاطفاً مع الجنوب والجنوبيين أكثر من صحيفة “الأيام” وأهلها. الخاصية الرابعة:”برغم أت استمرار الوحدة مرهون برضا الجنوبيين عليها، الا أن السلطة لا تلتفت إلى اتجاهات الرأي العام في أوساط الجنوبيين، وفي الحالات التي تظهر فيها صيحات الجنوبيين هنا وهناك، فان السلطة تتعامل مع هذه الصيحات بفجاجة حيث تتهم كل من انتقد الممارسات وضع مطلب معينة بالانفصال، وهو بالتأكيد شكل من أشكال الإرهاب الذي يحول الجنوبيين إلى معارضة صامتة تعمل تحت الرماد ليس للنظام فقط ولكن للوحدة ذاتها”. نود من جاتبنا أن نضيف إلى هذه الخاصية التي تتعلق بالكيفية التي تتعامل بها السلطة مع “صيحات الجنوبيين” مضامين اسطوانة مكررة يتم تشغيلها كلما على صوت جنوبي بستنكر الممارسات “غير الوحدوية” التي تحدث في الجنوب، حيث تتحدث هذه الاسطوانة المشروخة على عاملين رئيسيين ترى إنهما السبب الأول والأخير وراء هذا الصراخ الجنولي أن جاز التعبير، اذ يقول العامل الأول: أن هؤلاء الذين يصرخون من الجنوبيين أنما هم “فئة صغيرة” فقدت مصالحها التي كانت تنعم بها في مرحلة ما قبل الوحدة!! وفي الواقع أن هذه “الفئة الصغيرة” كما يقولون تتسع مساحتها ورقعتها يوماً عن يوم، حتى بأتت “فئة كبيرة” تسكن كل المساحة الجغرافية للجنوب سابقاً، فان كام سكان الجنوب قد فقدوا مصالحهم جميعاً ويتم الحديث عنهم بهذه السطحية فتلك مشكلة كبيرة. وأما العامل الثاني في الاسطوانة الرسمية، وفيقول أن هناك جيل جديد هو “جيل الوحدة” الذي بدأ في الظهور على مسرح الحياة، وأن هذا الجيل لا يعلم عن أمور التشطير شيئاً ولا يحمل في قلبه- كما يقال- ضغينة أو حقد أو شعور عدائي تجاه الوحدة ! وفي الحقيقة أن هذا الجيل الذي يتم الحديث عنه - بالنيابة- هو جيل لم يهبط على الارض اليمنية من كوكب آخر يوم ولادته, ولم ينشأ أو يترعرع في قصور وحدوية. وإنما نشا وترعرع في بيوت، تصرف على قيامها وسترها وبقائها ضمن حيز الكرامة وعزة النفس قيادات وكوارد عسكرية ومدنية جنوبية تم إبعادها- قسراً وظلماً وعدونا - من وظائفها- فكيف يمكن للنشء هذا الذي يتربى في أجواء ومنازل يسكنها الشعور بالظلم والمهانة أن يكون؟ سؤال منطقي نطرحه لأصحاب هذه الاسطوانة المكررة. سياسات خاطئة أعقبت الحرب: في جانب آخر من مقال الدكتور/ الفقيه يقول:” أن ما حدث عقب الحرب هو سلسلة من السياسات الخاطئة التي عمقت الجرح الذي خلفته الحرب وعبرت عن فهم سيئ لقاعدة ابتلاع الأكبر للأصغر كما حدث في الوحدة الألمانية مثلا, وأدت تلك السياسات إلى تحويل الجنوبيين سياسياً إلى مجرد قوة هامشية، وتم تخفيض تمثيلهم السياسي في المواقع الرئيسية والمؤسسات السياسية المختلفة وبالتدريج، وتم تسليط سيف التقاعد على الكثير من القيادات الجنوبية في القوات المسلحة والأمن، وأما أراضي الجنوب فقد تم توزيعها على المؤلفة قلبوهم من النافذين في السلطة وتحول الجنوبيين في الكثير من المدن والمراكز الحضرية إلى غرباء في بلادهم” أن ما نطرحه نحن تعقيباً على كلام الدكتور الفقيه،هو محاولة تهدف إلى مطابقة الكلام النظري بالواقع الفعلي الذي يحدث على الارض من جانب، كما أن تأكيد للمعاناة وشرحاً للقضية التي نؤمن بها من جانب آخر، وفي هذا الإطار الذي سبق، ونتحدث بقلب مجروح يعصره الألم عن تصريح وزير الدفاع مؤخراً فيما يخص قضية المتقاعدين العسكريين، الذين تفضل معالي الوزير” زميل سلاحهم السابق” بإضفاء صفة الانفصالية على أعتصاماتهم وفعاليتاهم التي يطالبون عبرها عن حقوقهم المسلوبة، والتي يعلم وزير الدفاع شخصياً إنها كذلك.. ولازلت أتذكر اللحظة التي قدم فيها إلى اثناء الاعتصام أحد قادة البحرية الذي عرفني بنفسه قائلاً، بأنني أبن عم وزير الدفاع الحالي وانه يعلم تماماً أنني وعدد (500) من القوات البحرية من الجنوبيين قد أحلنا على التقاعد مؤخراً.. وهو يعلم أيضاً، بأننا قد قاتلنا إلى جانبه في حرب 94م ويعلم كذلك أننا الآن نقود (عربات الهايس) لنقل الركاب حتى نسد بما نتحصل عليه رمق أبنائنا وأهلنا.. فمن هو الانفصالي في هذه الحالة؟!! ربما أن وزير الدفاع يعلم أن مالا يقل عن عدد (85) قائد عسكري ما بين وزير دفاع وقائد لواء وقائد محور وقائد سلاح مدرعات وأركان حرب ومدير دائرة ومدير استطلاع قد أحيلوا جميعاً إلى التقاعد القسري بفعل الحرب ناهيك عن الآلاف من الضباط والجنوب وهذه حقيقة مؤكدة لا تقبل الجدل. كما أن تصريح وزير الدفاع فيما يخص قضية المتقاعدين العسكريين، يشير بوضوح تام إلى دلالة”تهميش الجنوبيين” سياسياً وتحويلهم إلى قوة هامشية غير مؤثرة لا تمتلك من عناصر التأثير في مواقعها سوى إمكانية “التوقيع والإمضاء” على ما يطلب منها التوقيع عليه، أو ما يفرض عليها التصريح به.. حتى غدت بمثل هذا “التمثيل الهامشي” محطاً للسخرية والتندر في أوساط الجنوبيين والشماليين معاً بما فيهم رؤسائهم. التمثيل السياسي للجنوب.. مصدر الخلل؟ نصت المادة الثالثة من اتفاقية الوحدة اليمنية،على أن مجلس النواب لدولة الوحدة يتألف من كامل أعضاء مجلس الشعب الأعلي في جمهورية اليمن الديمقراطيو الشعبية وعددهم (111) عضواً وكامل أعضاء مجلس الشورى في الجمهورية اليمنية وعددهم (159) عضواً يضاف لهم عدد (31) يصدر بهم قرار من مجلس الرئاسة.. وقد كان. غير أن هذا التمثيل السياسي في مجلس النواب تبدل حالة، وانقلبت موازينه رأساً على عقب حينما قررت أول لجنة عليا للانتخابات بعد الوحدة أعتماد نسبة عدد السكان فقط في تقسيم الدوائر الانتخابية مابين المحافظات، فانخفضت حصة “التمثيل السياسي للجنوب “من111 عضواً إلى عدد (56) عضو فقط!! في حين ذهب الفارق في التمثيل إلى المحافظات الشمالية، فأصبح الجنوب وفقاً لهذا الواقع الجديد يشكل “أقلية” لا يمكن لها تحت أي ظرف كان أن تستطيع الدفاع عن مصالح الجنوبيين الذين باتوا وفقاً لهذا التمثيل أقلية قليلة “وسط أكثرية عارمة”. المناصب العامة في المحافظات الجنوبية يتحدث الدكتور/ عبدالله في مقالة فيما يخص المناصب العامة فيقول”أما المناصب العامة في المحافظات الجنوبية فقد أوكلت بشكل عام إلى شماليين ولو أنه تم تعيين الجنوبيين في مواقع عامة في الشمال لكان ذلك مقبولاً لكن المشكلة أن تمثيل الجنوبيين في السلطة بكل فروعها ظل يتدهور عاما بعد آخر, وقد أرسل أحدهم إلى الكاتب برسالة تحوي أسماء سفراء اليمن في مختلف دول العالم، وكان واضحاً أن السفراء الجنوبيين يعيشون حالة انقراض مستمر”. في شأن الوظيفة في المناصب العامة الكبير، وقبل الحديث عن حال السفراء الجنوبييم أود التأكد للدكتور عبدالله ومن يهمه الأمر، أن أخذ ثلاث محافظات جنوبية كعينة فقط. سيعكس “نفسا شطرياً” لا غبار عليه في هذا الجانب، اذ يشير المسح الوظيفي الأولى في محافظة لحج على سبيل المثال إلى أن عدد (35) وظيفة بدرجة محافظة أو مدير عام أو قاضي استئناف أو قائد لواء أو أمن هي وظائف يشغلها مدراء من الشمال. في حين تحتفظ محافظة أبين أيضاً بنسبة مقاربة لهذه النسبة بينما تنخفض هذه النسبة (قليلاً في محافظة عدن! وفيما يخص السفراء.. فيبدو أن ذات الرسالة التي تحدث عنها الفقيه،قد وصلت هي الأخرى إلى بريدي الالكتروني، وهي رسالة تضم قائمة بالسفراء المعتمدين في عدد 23 دولة أجنبية (كعينة) فقط جاءت أسماء السفراء فيها جمعيهم من الشمال، ولدي شخصياً قائمة بعدد (94) سفير جنوبي تضم من بينهم ما نسبته الـ80% منهم بدرجة (سفير عامل)... وجميعهم تمت إحالتهم إلى التقاعد واستبدلوا بسفراء آخرين! أن الجنوب وأهل الجنوب ودولة الجنوب, ونخب الجنوب “السياسية - الوطنية الثقافية - الاجتماعية - القبيلة” كان لها الدور التاريخي الريادي في إنجاز الوحدة اليمنية في يومها المعلوم، وكان لها الفضل الكبير في جعلها حقيقة تاريخية، ونقطة تحول استراتيجية في حياة الشعب اليمني، وتكمن هذه المساهمة وهذا الدور الريادي في تجرد “الجنوب” بكل مكوناته السكانية من عوامل “الانانية والذاتية” وإثياره عوضاً عن ذلك العمل على اتساع رقعة الوطن ومعناه العظيم وتقديم في سبيل الغالي والنفيس، فكان له الدور الأكبر والمساهمة الأهم في صناعة دولة الوحدة. لقد تنازل الجنوب عن دولة كاملة ذات سيادة، وقد بتلك المساهمة لدولة الوحدة مساحة جغرافية تعادل (338 الف كيلو متر مربع) وهي مساحة توازي (68%) من مساحة دولة الجديدة، وكما قدم الجنوب لهذه الدولة شريط ساحلي زاخر بالثروات السمكية والنفطية الواعدة يعادل (الفين كم) تقريباً وهي تقدم حالياً ما يقارب (80%) من الانتاج النفطي لدولة الوحدة، كما يقدم نسبة مماثلة من ثروة (الغاز الطبيعي) والذهب. كما أن الجنوب لم يشكل أي عبئ سكاني على دولة الوحدة على اعتبار أن تعداده السكاني لم يكن ليتجاوز (3 مليون) عشية إعلان الوحدة، وفي مقابل تحقيق هذا الانجاز أيضاً تنازلت القيادات السياسية الجنوبية عن أهم مواقعها ومناصبها، ولم تشترط لانجاز الوحدة شكلاً آخر من أشكال التوحد كالكنفدرالية أو حتى الفدرالية، ولم تضع أي شروط كانت ضمن اتفاقية الوحدة الاندماجية. ولكن الجنوب وبالرغم من كل هذه المساهمات الكبير والتنازلات الكثيرة والعطاءات اللامحدودة لدولة الوحدة، لم يجد في المقابل إلا كل جحود ونكران وتهميش متعمد ومنظم وتم التعامل معه بلغة الحرب في عام 1994م، وصولاً إلى ضمة والحاقه وفقاً لمنطقة” عودة الفرع إلى الأصل”مما الغى كل اتفاقيات الوحدة التي تمت بطرق سلمية، ومما الغى أيضاً وبشكل مطلق أي دور ولو ثانوي للجنوب في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني والثقافي.. الخ وهو ما ولد لدى الجنوب وأبناء الجنوب شعوراً بالمهانة والمذلة والاقصاء المطلق من الواقع والحياة السياسية والابعاد الكامل عن مواقع صناعة والمذلة والإقصاء المطلق من الواقع والحياة السياسية والإبعاد الكامل عن مواقع صناعة القرار،في وقت كان فيه الجنوب وأهل الجنوب ينتظرون “العزة” و”الكرامة” من دولة الوحدة. أن هذا الإلغاء المتعمد وهذا التهميش المفروض الذي طال الجنوب الشريك الأساسي في صناعة الوحدة اليمنية، لهو عامل منافي لكل شروط الوحدة ومقتصايات بقاءها، وهو عامل ذو تأثيرات سلبية على استقرار هذه المنجز التاريخي، وهو مصنع لتوليد الكثير من الاحتقانات والأحقاد والضغائن ما بين أبناء الوطن الواحد، ولا نرى أنه من الحكمة التعامل مع هذا الحال السيء وفقاً لمفهوم ولغة”الأمر الواقع” الذي انتجته الحرب ووسائل القوة المحضة، لأن الحروب حتى وأن سادت نتائجها لمرحلة مؤقتة، فإنها لم تكن في يوم من الأيام وعلى مدى التاريخ عامل استقرار وسلام وسكون اجتماعي في أي مكان في العالم وفي أي دولة على الارض. أحمد عمر بن فريد [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
#7
|
||||
|
||||
احمد عمر بن فريد كتب عن موضوع الفقيه اكثر تفصيل
لهذا نضع المقال امام الاخ الحسني وابوعهد والاعضاء جميعا |
#8
|
|||
|
|||
المسكوت عنه في رد بن فريد
كما في كل مرة يتصدى فيها الاستاذ احمد عمر بن فريد للكتابة عن موضوع يتعلق بالشان الجنوبي فقد كان واضحا ومنطقيا وقوي الحجة ... وانا اشكر الاخ شمسان عدن على نقله الموضوع الى المنتدى حتى يستطيع الاخوه ان يطلعوا ويتعرفوا على افضل ما كتبه الاخ بن فريد ... واتفق مع الاخ بن فريد في ما اورده هنا واضم صوتي الى صوته
ولكني فقط اذكر الاخ شمسان عدن بان العزيز احمد عمر بن فريد قد تجاوز لاسبابه الخاصه التي لا نشك انها موضوعيه ومقنعه لديه هو ولم يتطرق الى المخارج التي قدمها الاستاذ الدكتور عبدالله الفقيه في مقالته والتي انتقدها بقوه الاخ الحسني وركز عليها اثناء تعليقه على مقالة الفقيه ,, وهي مقترحات اشد خطرا واكثر ايلاما لشعب الجنوب ولمستقبل ابناء الجنوب من كل ما عرف من ممارسات للاحتلال حتى الان ... وارجو ان يعيد الاخ شمسان عدن قراءة مقالة الحسني ليجد المسكوت عنه لدى بن فريد ايضا . ومع كل هذا نقول ان المقالتين جيدتين ونتمنى ان يكتب الاخ سعودي علي عبيد ايسضا رده على ادكتور الفقيه فهو كاتب متمكن واستاذ في ميدان تخصصه .... اقول للاخ شمسان عدن ليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل من تبرع لنا ببعض كلمات ينتقد فيها نظام صنعاء نصدقه وانما نقول له احسنت في كذا واخفقت في كذا ... وساكون اول المؤيدين للفقيه ان هو غير رايه او طوره باتجاه ايجابي . |
#9
|
|||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||
أخي أبو عهد الشعيبي كلامك عين الصواب وأتمنى أن يفهم غيرك ما تفهمه أنت عن خطط العدو لأن العدو المحتل يبحث عن أغبياء بين شعب الجنوب العربي أما الأذكياء فلن يقدر عليهم ولكنهم في الماضي كانوا خارج القرار السياسي وكان القرار السياسي بيد الأغبياء وكانت النتيجة ضياع الإستقلال والوطن والثروة والحرية وفرضوا علينا تحريرها من جديد . أخي شمسان عدن نشكرك على جهودك الكبيرة في سبيل تحرير الجنوب العربي وأتمنى لك الصحة والعافية وبارك الله فيك . |
#10
|
||||
|
||||
فلب الجنوب العزيز الامر التبس علينا جميعا اكرر الفقيه كتب موضوع قديم جدا عن
خطه لاحلال الشماليين بالجنوب وتغيير ديمغرافي للسكان اذا اراد النظام الحفاظ عالوحده عزيزي هذا المقال لم يتطرق الفقيه الى هذا الموضوع الذي اتنقده الاستاذالحسني نلتقط مايفيدالقضيه ونحن ليس خسرانيين اصلا ارجو التأمل جيدا بالمقال والملاحظات المطروحه للاستفاده للجميع |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 11:20 PM.