مصطفى الرافعي ونثرات الحروف

[العبد لله بو صالح]

“أف لهذه الدنيا! يحبها من يخاف عليها.. ومتى خاف عليها خاف منها.. فهو يشقى بها ويشقى لها.. ومثل هذا لا يكاد يطالع وجه حادثةٍ من حوادث الدهر إلا خيّل إليه أن التعاسة قد تركت الناس جميعا وأقبلت عليه وحده..”

[العبد لله بو صالح]

تستطيعُ أنْ تشعرَني أنّها فيَّ , وَ إنْ كانَ بينَنا منَ الهجرِ بُعدَ المشرقيْن ،
وَ أنْ تنزلَ بالسّلامِ على قلبِي وَ إنْ كانتْ هيَ نفسُها الحرب ،
وَ أنْ تجعلَني أحبُّها وَ إنْ كانَ بغضُها يأكلُ مِنْ جوانِحي !

[العبد لله بو صالح]

"القلب الكريم لاينسى شيئا أحبه ولا شيئا ألفه اذ الحياة فيه دائماً هي الشعور والشعور يتصل بالمعدوم اتصاله بالموجود على قياس واحد ،فكأن القلب فيما يحمل من المعجزات بعض السر الازلي الذي يحيط بالابعاد كلها احاطة واحدة ،لانها كلها كائن فيه : فليس بينك وبين أبعد ما مر من حياتك إلا خطوة من الفكر هي للماضي أقصر من التفاته العين للحاضر..

[العبد لله بو صالح]

"ويوم يخرج الإيمان من قلوب الأغنياء تخرج أرواح الفقراء من أجسامهم فيموتون بالجوع وبالعري وبالمرض وغيرها من أسباب الموت، وكلها مظاهر متعددة لسبب واحد هو في الحقيقة كفر الأغنياء كفراً في الضمير لا كفراً في اللسان."

[العبد لله بو صالح]

وما أرى أحدًا يفلح في الكتابة والتأليف إلا إذا حكم على نفسه حكمًا نافذًا بالأشغال الشاقة الأدبية ، كما تحكم المحاكم بالأشغال الشاقة البدنية ، فاحكم على نفسك بهذه الأشغال سنتين أو ثلاثا في سجن "الجاحظ " أو "ابن المقفع " أو غيرهما ، وهبْها كانت في أبي زعبل أو طرة !

[العبد لله بو صالح]

و رآها في جملة الجمال تمثال الفن الإلهي الخالد الذي يُدرَس بالفِكْر و التأمُّل لا بالحِسّ و التلمُّس، فأطاعها كأنَّها إرادته و استند إليها كأنَّها قوّته، و عاش بها كأنَّها رُوحه..

[العبد لله بو صالح]

مِنْ مُضْحِكاتِ السِّياسةِ إنشاؤها أحزابًا يقومُ بعضُها كما تُغرَسُ الخشبةُ لتكونَ شجرةً مُثمرةً.

[العبد لله بو صالح]

و الآمِنُ في الدنيا مَنْ لم تكن وراءه جريمةٌ لا تزال تجري وراءه. و السعيد في الآخرة مَنْ لم تكن له جريمةٌ تُطارِدُهُ و هو في السماوات.

[العبد لله بو صالح]

إنَّ مِنْ ضلال العقل أنْ يعمل المرء لِمقدّمات مُتسلسلة يُنتج بعضها بعضًا و ليس لِمجموعها نتيجة.

[العبد لله بو صالح]

أعمالُنا في الحياة هي وحدَها الحياة، لا أعمارُنا، و لا حُظوظُنا. و لا قيمة لِلمال، أو الجاه، أو العافية، أو هي معًا إذا سُلِبَ صاحبُها الأمن و القرار!