زيف عدالة الاحتلال

[خالد باراس]

قرات ممقال للدكتور ثائر دوري (عراقي) يستنكر فيه الاحتلال الاجنبي للعراق وعندما كنت اقراءه وجدته كانه يصف الحال في الجنوب العربي اليكم المقال :

إن عقلية الإبادة والتعذيب وتدمير الآخر هى جزء من بنية الإدارة اليمنية، بل هى جزء أساسى من بنية أى نظام استعماري، فكل مستعمر فى التاريخ ارتكب الإبادة و القتل و التدمير و التهجير، وكل المستعمرين حاولوا القول إن ذلك تم بيد أفراد لا يمثلون إلا أنفسهم، وكل مستعمر حاول الإيحاء أنه بالإمكان أن يكون المستعمر جيدا ولطيفاً، لكن بعض الأفراد يشوهون تجربته!

إن التجربة الاستعمارية تعنى استعباد شعب لآخر، ولا يمكن لهذا الأمر أن يتم إلا عبر العنف، أما درجة هذا العنف فتحكمها الظروف المحيطة، والقدرة على استخدام أدوات العنف، ومقاومة الشعب المستعبَد لمحتليه، وقبل كل ذلك كمية الثروات المتوقع الحصول عليها بعد استعباد شعب ما. فكلما زاد عائد النهب الاستعمارى المتوقع ازدادت شراسة المستعمر، كما ازداد استعداده لارتكاب الجرائم بلا حدود، وبلا وازع، أو ضمير. وفى حالة الجنوب يمكننا أن نتوقع أن المحتل اليمني مستعد لارتكاب كل أنواع الجرائم، ولو تطلب الأمر إبادة شعب الجنوب عن بكرة أبيه لما توانى المحتل عن ذلك لأن حجم الفريسة النفطية كبير وعليها يتوقف مصير القرن الحادى والعشرين، ومفتاح ذلك السيطرة على نفط الجنوب العربي.
إن العنف والتعذيب و العنصرية والإبادة جزء أصيل من بنية الاستعمار، ولا يمكن فهم الاستعمار دون إمكانية التعذيب، أو الاغتصاب والقتل.

إن العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر علاقة قائمة على العنف ومن الطرفين، فالمستعمِر يستخدم العنف ليخضع الشعب المستعمَر وينهب ثرواته، ويكسر إرادته، ويدمر مقاومته ، أما المستعمَر فيستخدم العنف ليتحرر من مستعمريه، وليسترد إنسانيته المهدورة بحذاء الجندى المحتل، وكى يسترد ثرواته، ويقرر مصيره، وبالتالى يبنى إنسانية جديدة. فلا مجال لعلاقة لا يسودها العنف بين الطرفين إلا بزوال الاستعمار. وإن الذين يتكلمون عن المصالحة مع وجود الجيش الأجنبى على أرض الوطن متواطؤون مع المحتل، إنهم أدوات للاحتلال، فأية إمكانية للمصالحة وللسلام فى علاقة قائمة على العنف، فى معادلة صفرية لا حل لها إلا بزوال طرف من طرفيها!





مع استبدال كلمة العراق الى الجنوب وجدت ان الحال ينطبق علينا فالاستعمار واحد اينما حل