القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
قراءات تحليلية ترصد مسيرة عام..الخارطة السياسية في الجنوب
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
قراءات تحليلية ترصد مسيرة عام..الخارطة السياسية في الجنوب عبد الرقيب الهدياني كيف تبلورت القضية الجنوبية في وعي جمهور الحراك الشعبي.. ثم ما هي الخارطة السياسية للمكونات الفاعلة في وسط الجمهور سواء في الداخل أو دور القيادات المتواجدة خارج الوطن؟ ما الذي يشكل الخطاب الصادر عن الحراك وبالتالي تكون المزاج العام للناس؟ وكيف ارتفعت وتيرة الهتافات والشعارات عند هذا الشارع إلى درجة وضع براميل التشطير في الحدود السابقة. أسئلة نحاول الإجابة عليها في هذا التقرير بعد أن أطفأ الحراك الشعبي الجنوبي شمعته الأولى بعد عام تربع فيه الحراك على وسائل الإعلام وحظي باهتمام المتابعين واحتل المادة الخبرية الأولى في وسائل الإعلام المحلية والخارجية المهتمة بالشأن اليمني، وهو الأمر الذي يتطلب تسليط الأضواء على هذا الحدث الراهن والذي قد يفضي إلى رسم واقع جديد للمشهد السياسي القادم ومن هذا المنطلق يحاول التقرير أيضا أن يفتح نافذة إلى المرحلة القادمة من مسيرة الحراك. القضية.. قضية الجنوب يختزل الشارع الجنوبي قضيته في كلمتين فقط تعبران عن جوهر المشكلة وملامح الحل بالقول «القضية، قضية جنوب» وأذكر أنه عقب حادثة الاعتداء على مهرجان المشترك بالضالع يوم 6 مارس 2007م أوقفني مجموعة من الشباب المتحمسين في الشارع العام فبادرني أحدهم بالسؤال: أيش القضية؟ بينما وقف بقية الشباب يحملقون في وجهي بانتظار الإجابة، وهم يمسكون بي يمينا وشمالا، نظرت في وجوههم المتلهفة لسماع الرد وتجنبا لردة فعل غير محمودة العواقب قلت: القضية قضية جنوب، حينها برقت أسارير وجوههم وودعوني بحرارة، وحين قصصت الحادثة على زميلي العزيز فؤاد مسعد قال: لقد ألهمك الله ونطقت بالشهادة وتجنبت غضب «منكر ونكير». وعليه فإن المتابعين للحراك الشعبي يقسمون الجمهور المشارك إلى عدة أصناف من حيث المزاج الذي يشكل تفكيرهم: الأول: وهم جيل الشباب الأكثر تواجدا في الفعاليات وهم من جيل الوحدة الذي يحلو للحاكم نعتهم بالجيل الخالي من العقد، عقد الماضي نعم، لكنه فاقد الأمل والحلم بالمستقبل أيضا هؤلاء يعتقدون أن الانفصال حتما سيتحقق ولذلك تراهم الأكثر تهورا ومشاغبة ويقدمون على اقتحام الصفوف الأولى من الفعاليات دون خوف أو وجل، ربما ليقينهم أن لا شيء يخسرونه فهم في الغالب عاطلون بلا عمل، وإزاء حماسهم وتفانيهم في المطالبة بعودة دولة الجنوب التي لم يعيشوا في ظلها، يقول الشاب زكريا عبدالله محمد الأزرقي: صحيح أننا لم نعيش دولة الجنوب قبل عام 90م لكن الجنوب الذي نهتف له ونتظاهر في شوارع ومدن المحافظات الجنوبية لقيامه هو شكل لدولة جديدة نحملها في عقولنا.. ويتابع زكريا: نحن نشعر بالضياع والإحباط والإهانة في هذا الوطن، لا نستطيع أن نحلم بمستقبل مشرق في ظل هذا الفساد والعبث والتحدي لنا «اللي ما يعجبه يشرب من البحر..» ويضيف زكريا: مطالبتنا بالجنوب هي مطالبة بالمستقبل الذي نحس أنه مفقود منا اليوم. هناك قطاع آخر في جسم الحراك هم من المسرحين والموظفين والعمال يجدون في الفعاليات الاحتجاجية فرصة للتعبير عن سخطهم تجاه الأوضاع المعيشية التي أوصلتهم إليها سياسات الحاكم.. الكثير من هؤلاء يحملون أقراص الرغيف وأكياس الدقيق الفارغة كما في الضالع أو التنديد بنهب الأراضي في عدن ولحج أو نهب الثروات كما في شبوة وحضرموت. أيضا انضم إلى الحراك الكثير من أعضاء وقيادات المؤتمر الشعبي في المحافظات والكثير من الفعاليات الاحتجاجية شهدت الإعلان عن تقدم استقالات جماعية من المؤتمر والالتحاق بالحراك، وهناك الكثير من الأسماء التي يمكن الاستدلال بها في هذا السياق مثل عكوش من شبوة ورئيس سياسية المؤتمر بالضالع علي عبس. من يقود الحراك؟ للحديث عن الخارطة السياسية للمكونات الناشطة وسط الحراك في المحافظات الجنوبية، ينبغي قبلها الإشارة إلى أن المكونات التي سنذكرها هي عبارة عن مجموعات قيادية فقط في المحافظات.. أي لا يوجد لها امتداد جماهيري ينتسب إلى هذا التيار أو ذاك بل إن للجمهور العريض مزاجاً خاصاً ويتلقى الخطابات بما يتوافق مع تطلعاته والقضية الجنوبية التي يؤمن بها، وهو مع الصوت العالي ومن يملك السقف المرتفع، وحتى الأشخاص والزعامات الحاضرة في الفعاليات لا تستوقفه كثيرا ولذلك يلاحظ انشغال الجماهير بالهتافات الحماسية أكثر من الإصغاء للمتحدثين في المهرجانات، وهذا ما يمكن ملاحظته بسهولة من خلال إقبال الشارع على الصحف التي نقلت الفعالية التي يكون قد حضرها بالأمس لقراءة ما قيل فيها أولا ومعرفة الأصداء ثانيا. أذكر أنني تغيبت عن حضور إحدى الفعاليات بعدها تواصلت مع عدد ممن حضروا لكي أعرف منهم تفاصيل المهرجان وما قيل فيه على لسان المتحدثين، فرد علي أحدهم: ومن قال إننا نذهب إلى المهرجان كي نستمع إلى المتحدثين، نحن نشارك لكي نوصل رسالة إلى النظام والعالم ومثلنا المتحدثين في المنصة!! هذا شيء، أما الشيء الثاني والذي أود التنويه إليه هو أن مكونات الحراك تختلف من محافظة إلى أخرى وما يمكن قوله عن الضالع لا ينطبق على حضرموت وهكذا، ويمكن القول إجمالا أن جمعيات المتقاعدين وهي الرائدة في هذا الحراك لا زالت تتصدر النشاط العام في كل الفعاليات ولا زالت مكونات المتقاعدين قائمة في كل المحافظات الجنوبية غير أن مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين تعرض في الآونة الأخيرة لهزة أفقدته التماسك بعد إعلان رئيسه العميد النوبة تشكيل الهيئة العليا للحراك الجنوبي، وهو ما اعتبر بنظر زملائه في المجلس تهميشا لدور المجلس حيث ردوا على قرار النوبة بإعفائه من القيادة ومع ذلك بدأ التراجع والذبول يظهر في أداء المجلس وجاءت الأشهر الأخيرة لتكشف غياب المجلس عن لعب أي دور يذكر على أرض الواقع واستمر النشاط الصادر عن المتقاعدين من خلال الجمعيات في المحافظات وبرزت الانشقاقات والخلافات الحادة بين قيادات المتقاعدين في مواقع كثيرة آخرها كانت عند تنظيم ندوة جمعية الضالع والمهرجان الذي ترافق بحملة تخذيل قام بها رئيس مجلس المتقاعدين ونائبه العميد النوبة والعميد البيشي وذكرت مصادر صحفية عن المعطري رئيس جمعية المتقاعدين بالضالع قوله إن لديه تسجيلات صوتية للنوبة والبيشي وهما يحرضان ضد الندوة والمهرجان. إلى جانب الخلافات التي تعصف بكيانات المتقاعدين من الداخل هناك أيضا منافس آخر يسعى لفرض نفسه بقوة في الساحة الجنوبية من خلال قيامه بتشكيل فروعه في المديريات، هذا اللاعب الجديد هو ما يسمى بملتقى التصالح والتسامح، والذي يعتبر في نظر المراقبين امتدادا للتجمع الديمقراطي «تاج» الذي يقوده القائد العسكري والسفير السابق أحمد الحسني من لندن، ويتميز تيار التصالح والتسامح باعتباره صاحب الصوت المرتفع في الفعاليات القائمة في الجنوب ومن يملك الخطاب الحاد منذ أول انطلاقة في الداخل من خلال أول لقاء عقد بمقر جمعية ردفان في 13 يناير 2006م وحتى الآن تقريبا لا توجد في صفوفه أي تجنحات أو خلافات وكل مفردات الاحتلال والمطالبة بالاستقلال وتقرير المصير التي صارت تطغى على خطابات المتحدثين في الفعاليات المختلفة بالجنوب تعود لهذا التيار، امتداد التصالح والتسامح في مديريات المحافظات الجنوبية أثار حفيظة المتقاعدين كما حدث في الضالع حيث يظهر الخلاف على أشده بين الفريقين والأمر مرشح للتفاقم أكثر في الأيام القادمة حيث يواصل ملتقى التصالح تشكيل قياداته الفرعية في المديريات. يأتي اللقاء المشترك كلاعب رئيس في الفعاليات الاحتجاجية ويظهر في محافظات حضرموت وعدن وشبوة وأبين مسيطرا على الشارع إن لم يكن لاعبا وحيدا كما في حضرموت لكنه يبدو أقل سيطرة كما هو الحال في الضالع ولحج بسبب وجود المنافسين الأكثر حدة في النشاط ومن وجهوا خطابهم التحريضي ضد أحزابه على مدى الأشهر الماضية، وفي مهرجانين بالضالع وردفان هتفت قيادات الحراك ضد الحزبية وهتفت معها الجماهير «لا حزبية بعد اليوم» ثم شيئا فشيئاً أسفرت الهتافات صراحة ضد المشترك الذي ظل الداعم للحراك حتى ومع شعوره بالاستهداف يرفض المعاملة بالمثل أو رد السيئة بمثلها لاعتقاده أن المستفيد الوحيد من هذا الخلاف إنما هي السلطة بل لقد أحنى مشترك الضالع رأسه للعاصفة الطائشة التي استهدفت مهرجانه يوم 6 مارس 2008م. في المحافظات الأخرى يكون الخلاف مع المشترك أو مع أحد أحزابه كالإصلاح كما حدث مؤخرا في شبوة بسبب اعتراض الإصلاح على البيان وبالتالي تفرد المشترك في تنفيذ الفعالية وتحريك القافلة البشرية التي ذهبت للشرب من ماء البحر نكاية بخطاب رئيس الجمهورية الأخير في الحسينية لكن الخلاف في الضالع يأخذ تشفيات أوسع فهو مع المشترك الذي قد يكون طرفا، أو بين المتقاعدين من جهة وبين ملتقى التصالح، أو بين أشخاص من قيادات الحراك. المراقبون أيضا يشيرون إلى دور طرف رابع في الحراك الجنوبي ويتمثل في حزب الرابطة بزعامة عبدالرحمن الجفري مدللين على ذلك بخطاب أحمد عمر بن فريد الذي وإن كان قد أعلن عن استقالته من الحزب لكن ثقافة الرابطة وفكرها حاضرة بقوة في خطابه المتشدد عن الجنوب العربي، واستهداف الحزب الاشتراكي ومعه المشترك.. ومن ذلك العلاقة الحميمة بين الحراك (متقاعدين -تصالح وتسامح) وقيادات الجنوب. القيادات الجنوبية في الخارج خطاب الدكتور ياسين سعيد نعمان موجه إلى قيادات الخارج في صفوف قيادة «تاج» بالتحديد الذين ناصبوا اللقاء المشترك العداء ويقال إنهم وراء إنزال أعلام الاشتراكي في مهرجاني ردفان والضالع وكل خطاب أو طرح يستهدف المشترك وعلى النقيض من ذلك وإن كانت أسماء أخرى ترد أيضا في البرقيات أمثال علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر العطاس، ومحمد علي أحمد، صالح عبيد أحمد، وغيرهم فهؤلاء لم يصدر عنهم -تقريبا- أي قول متطرف ضد الوحدة أو ضد الاشتراكي والمشترك (يذكر كاتب السطور أثناء تغطية فعالية في مديرية جحاف محافظة الضالع بشهر رمضان الفائت وفيها وردت عدة برقيات من الخارج من عبده النقيب من تجمع تاج من لندن وأخرى من نائب رئيس الوزراء الأسبق صالح عبيد أحمد من جدة في السعودية، وأثناء تغطية الفعالية في المواقع الإخبارية جاء ذكر برقية النقيب من لندن دون برقية صالح عبيد من جدة وفي اليوم التالي احتج مقربون من صالح عبيد على تجاهل اسمه في الخبر في اتصالات وصلت كاتب السطور من الخارج وينصحون بعدم إلقاء أي أهمية لمن وصفوهم «طراطير لندن»). مصادر مقربة أبلغت «الأهالي» أن نائب رئيس الوزراء الأسبق صالح عبيد أحمد عبر عن عدم رضاه لحادثة الشغب التي استهدفت مهرجان مشترك الضالع، هذا الموقف المفتعل يقابله على النقيض مواقع «تاج» التي احتفلت بإفشال مهرجان مشترك الضالع مثلها مثل بعض صحف السلطة، ومن هنا يتبين أن القيادات الجنوبية في الخارج في موقفها من القضية الجنوبية والحراك في الداخل متناقضة. مزاج الشارع المتقلب يكاد يجمع أغلب المراقبين أن مزاج الشارع الجنوبي هو من يتحكم في حركة الجماهير وأن كل المسميات القائمة سواء جمعيات المتقاعدين أم ملتقيات التصالح والتسامح وأحزاب المشترك أو حتى بعض الشخصيات لا يملكون خطام الحراك الساخن أو التحكم فيه وفي هذا التناول نسوق جملة من الأمثلة لإثبات ذلك: ففي مهرجان الضالع الأخير 24/3/2008م توجهت الجماهير من ساحة ملعب الصمود في مسيرة لم تكن مقررة في البرنامج بينما كانت كلمات المتحدثين تتوالى على منصة المهرجان كما قام المتظاهرون بحمل عدد من البراميل ووضعها في منطقة «سناح» حدود الشطرين سابقا، الطريف في الأمر قيام مجموعة أخرى من الشباب الذين ينتمون لمديرية دمت بأخذ البراميل ذاتها إلى منطقة الرضمة التابعة إداريا لمحافظة إب ولسان حالهم «نحن جزء من محافظة الضالع ومصيرنا من مصيركم حتى ولو كان ذلك انفصالا». ما حدث من تصرف فردي في مهرجان الضالع المذكور كان قد حدث مثله في مهرجان مشابه بمنطقة كرش محافظة لحج عندما قامت مجموعة من المشاركين بوضع براميل التشطير في منطقة «الشريجة». في مسيرة تشييع شهداء منصة ردفان بتاريخ 1/12/2007م توجهت الجماهير من تلقاء نفسها إلى ساحة المنصة ونظم مهرجان على عجل لأنه لم يكن معدا له. أول ما رُفعت أعلام الشطرية كنت في مهرجان بمديرية الشعيب محافظة الضالع وحينها قوبلت الحادثة بردة فعل غاضبة من السلطة وأصدرت السلطة المحلية بالمديرية بيان استنكار وقام وزير الدولة د. يحيى الشعيبي بالنزول إلى المديرية لبحث القضية وقيل حينها إن من رفع العلم كان شابا يعاني من اضطرابات نفسية بعدها رفعت أعلام الجنوب بكثرة في الفعاليات المختلفة وهذه الأعلام عبارة عن نوعين بعضها بوجود النجمة الحمراء وسط المثلث الأزرق وأخرى بدون نجمة في إشارة واضحة للمزاج العام الذي يحكم الشارع في الفعالية الواحدة. تربع باعوم والنوبة كزعيمين ظلت الجماهير تهتف باسميهما في كل الفعاليات طيلة الأربعة الشهور الأخيرة من العام الفائت كمزاج طغى في عقول الجماهير بالضالع وردفان وعدن وغيرها ثم تبدل المزاج بعد ذهاب الرجلين منفردين لإعلان ما تسمى بالهيئة الوطنية العليا للحراك الجنوبي وتحدثت مصادر عن الهتاف ضد الشخصين في مهرجان الضالع الأخير. في مقابلة مع صحيفة النهار اللبنانية فسر الأمين العام للحزب الاشتراكي د. ياسين سعيد نعمان بروز الشعارات الانفصالية المتشددة التي ظهرت مؤخرا في وسط الحراك بكونها نتيجة ورد فعل طبيعية للسلوك المتطرف وحزب المؤتمر الحاكم تجاه الجنوب منذ حرب صيف 1994م هذا السلوك هو من أنتج هذا المزاج، داعيا إلى البحث والتفتيش عن الأسباب التي دفعت إلى ظهور هذا المزاج وأن يكون البحث في جذر المشكلة وليس في داخل المزاج، ويضيف أمين عام الاشتراكي: علينا أن لا نحاكم مزاجا أنتجته المعاناة وظهر كرد فعل للقهر الذي يعانيه الناس، فالجنوب سياسيا وتاريخيا ليست هذه ثقافته فهو بعد اتفاقية الوحدة خرج عن بكرة أبيه تأييدا للوحدة ويوم التصويت على الدستور قال أكثر من 90% نعم للوحدة، والذين شاركوا في الاستفتاء كانوا أكثر من 86% وأكثر من الشمال فهل بعد هذا نقول إن الجنوب انفصالي!؟ أما السياسي علي سيف حسن الضالعي -رئيس منتدى التنمية السياسية، فيرى أن الشعارات الانفصالية الصادرة عن الشارع بأنها تستهدف إغاظة السلطة. وعليه فإن كل الهتافات والشعارات وحتى بعض التصرفات الصادرة عن الشارع في الغالب انفعالية وغير مدروسة وإلا ما جدوى وضع برميل أو ثلاثة براميل في منطقة سناح أو الشريجة أو استبدال صورة عبدالفتاح إسماعيل لمجرد أنه شمالي بصورة قائد صالح الشنفرة الضالعي وبذلك يصبح الشهداء الأربعة من منطقة واحدة هي الضالع إلى البحث في أدغال التاريخ والقرآن والسنة عن أدلة تقطع أي علاقة للجنوب بالشمال وحتى نفي مسمى اليمن عن الجنوب. حراك اللجان الشعبية 98-2001م الزخم الجماهيري الذي شهدته المحافظات الجنوبية خلال (98م -2001م) لا يختلف عن الزخم القائم اليوم ولعل الفرق هو في سقف المطالب المطروحة فقد كانت قضية إصلاح مسار الوحدة وتطبيق وثيقة العهد والاتفاق وعودة المسرحين من العسكريين عقب حرب 94م هي المطالب التي ظلت اللجان الشعبية تطرحها على طول الخط في الثلاث السنوات دون الانجرار إلى المطالبة بتقرير المصير والاستقلال من الاحتلال كما هو حاصل اليوم، ربما لوجود الحزب الاشتراكي في طليعة اللجان الشعبية، حينها جاءت المطالب تحت سقف الوحدة. ترافق النضال السلمي للجان الشعبية بعمل مسلح بدأ في 5 يونيو 1998م لما سمي حينها بحركة «حتم» والتي تعني تقرير المصير ونفذت في الضالع والحبيلين وعدن سلسلة من الأعمال العسكرية إلى جانب اللجان الشعبية وإلى حركة «حتم» كانت هناك حركة «موج» التي كان يتزعمها الجفري. قامت السلطة بجملة من الخطوات والمعالجات التي مهدت الطريق لاحتواء الوضع المتفجر في الجنوب من ذلك تشكيل لواء عسكري جديد لكل المبعدين من أبناء الضالع بقيادة جهاد علي عنتر، وترسيم الحدود مع السعودية وسلطنة عمان مهد لإيقاف أي نشاط معارض منهما داخل الجمهورية اليمنية وخصوصا حركة «موج» بقيادة عبدالرحمن الجفري من السعودية وعلي سالم البيض الذي كانت السلطة تتهمه بالوقوف خلف حركة «حتم» من سلطنة عمان، كما أن أول انتخابات للمجالس المحلية عام 2001م قد فتحت المجال لمشاركة الكثير من القيادات الحزبية في السلطة المحلية بالمحافظات والمديريات وبالتالي تخفيف الاحتقان في الشارع. نافذة على المستقبل تؤكد المؤشرات أن حركة الاحتجاجات التي دخلت عامها الثاني ماضية بذات الحماس في باقي الشهور من العام الحالي 2008م فلا تتابع الشهور حدت من غضب الشارع الملتهب، ولا توجد معالجات حقيقية أقدمت عليها السلطة يمكنها أن تفرمل حركة الجماهير، وحتى ضخ المليارات التي تتحدث عنها السلطة لحل مشكلة المتقاعدين ومثلها السيارات وشراء الذمم قد نحتت من جسم الحركة الاحتجاجية في كل محافظات الجنوب، بل لقد توسعت دائرة الاحتجاجات في شهر فبراير الماضي لتدخل محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز. وبحسب المراقبين فإن عام 2008 سيشكل منعطفا تاريخيا مهما في مسار القضية الجنوبية وحتى الفعاليات الاحتجاجية القادمة سوف تكون أكثر زخما وتنظيما باعتبارها ستبنى على تجربة عام مضى وفي ظل اهتمام إقليمي ودولي بالقضية الجنوبية التي ستكون في واجهة الأحداث وفي ضوء سعي كل أطراف ومكونات الحراك لتوحيد القيادة بعد أن توحد الهدف وأعلن عنه بوضوح. هناك أطراف أخرى ترى غير ذلك وبنظرة تشاؤمية تؤكد أن التباينات والخلافات المتصاعدة من جهة لن تكون في صالح استمرار الحراك ووجود النزعة في التفرد لدى التيارات الفاعلة في الحراك قد يهدد النشاط الجماهيري برمته خصوصا تلك الخطابات الصادرة عن بعض القيادات مثل اتهام اللقاء المشترك بكونه يسعى لسرقة نضال الجماهير والانحراف بالقضية الجنوبية لصالح السلطة ويغفل هؤلاء أنهم بتعميم لغة الكراهية مرة باتجاه كل ما هو شمالي ولو كان من المناوئين للسلطة ومرة أخرى باستعداء جماهير المشترك حتى في المحافظات الجنوبية إنما هم بذلك يحصرون القضية في أضيق نطاقات مكشوفة وعارية ليسهل ضربها بعد ذلك، وفي هذا السياق يرى مراقبون أن السلطة تريد أن تدفع الحراك إلى التخلي عن تفوقه الأخلاقي وبالتالي يصبح بلا خلفية وطنية كي يسهل قمعه، من خلال اختراق الفعاليات عبر أشخاص محسوبين على السلطة تحدثت الصحافة عن وجودهم في الفعاليات يرفعون علم الجنوب ويهتفون ضد «الدحابشة» وفي مرات يمارسون الشغب! :: هامش -------------------------------------------------------------------------------- :: عبد الرقيب الهدياني :: عنوان الموضوع على شبكة الإنترنت: [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] :: تاريخ النشر: جميع الحقوق© محفوظة لموقع الأهالي . نت Powerd & Designd by: MicroLink for programming & webdesign |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:07 AM.