َقسَــــــــم الوزيـــــر اليمني لعبدالكريم رازح

[اسد الجنوب]

ذهبوا يحلفونَ اليمينَ
وقد أقسموا بالعَلَمْ

الوزيرُ الجديدُ
أمامَ بنيهِ
وأُمِّ البنين
أدَّى اليمينَ
وأدَّى القَسمْ:
أُقسمُ أني سأسرقُ مالَ الوزارةِ
لن أتردَّدَ
أو أتباطأ
عمَّا قريب
يكونُ لكم خدمٌ وحشمْ

أعاهدكم
بعد عامٍ
سألحقُ بالأثرياء من الوزراءِ
بأعظمهم ثروةً
وأوسخهم سُمعةً
وأُصبحُ أسرعَ من قملةٍ في امتصاص الدماءِ
شديدَ النَّهمْ

بعد عامٍِ ونصف
أكونُ سبقتُ الجميعَ
انخرطت بركبِ اللصوصِ العظامِ
حماةِ القيمْ
أصارحكم لن أخافَ
سأُرخي الحزام
وآتي الحرامَ
لي الحقُّ في كل إثمٍ
لهم حقهم في الندم

يميناً سأجعلكم أغنياءَ
غداً تشبعوا
ثم لن تفزعوا
من مذاقِ «الكُدَم»

أبوكم غداً يا عيالي
سيغدو شهيراً
ورمزاً كبيراً
تشيرُ الجرائدُ كل صباحٍ إليه
أمامَ المطاعمَ حين يمرُّ
يُشار لهُ بالبُرَمْ

لكم مني عهداً أكيداً
سأُصلحُ وحديِ نظَامَ الإدارة
وأملأُ في كل يوم غِرارَةْ
وأبتاعُ سيارةً كل شهرِ
وفي كل عامٍ أُدشنُ قصراً
وأبني عمارةْ
فإن قالوا إني بلا ذِمَّةٍ
قد نهبتُ الوزارةْ
برِّئوا (دمَّتي)
وانقذوا سمعتي
واكتبوا بالقلم:
أبونَا غنيٌ له (دِمَّةٌ)
(دِمَمٌ) في البلاد
ولم ينغمس في الفساد
أبونا الحبيبُ قضى عمرهُ
في شراءِ الرئاتِ وبيعِ (الدِّمَمْ)

قد حلفتُ اليمين
وليس عليكم سوى طاعتي ما اعوجَجْتُ
فإنْ أنا بعد اعوجاجيِ استقمتُ
اقترفتُ الصوابَ
تبيَّنَ يوماً
بأني شريفٌ
وأني عفيفٌ
وزيرٌ نظيفٌ
وشخصٌ نزيهْ
عليكم بهذا الحذاء الكريهْ
به قَوِّموني
وقُومُوا عليَّ
وقولوا: نعم
أبونا الوزيرُ
حمارٌ كبير
يحقُّ لنا ضربهُ بالجِزَمْ.