لجنة العشرين والغث والسمين من القول حولها

[بوعايض]

نقل عن شبكة شبوة برس
...............
عندما اندلعت الثورة الجنوبية السلمية منذ ما يقارب الثلاث سنين ونحن لازلنا في المربع الأول من حيث النهج والتنظيم والشعارات ولم نتقدم خطوة صحيحة معتبرة تضع نحن في طريق الاستقلال و استعادة الدولة الجنوبية.
والخطوات التي ننشدها ونشوفها حتمية هي قيادة واحدة ورؤية واحدة وإطار تنظيمي واحد.
والحقيقة تقال هل نحن نفتقد الثقة في ما بيننا وهل نهج التسامح والتصالح الذي رفعناه ما هو سوى شعار وليس منهج نأخذ به ونعمل عليه. آم نفتقد الشخصية القيادية التي بمقدورها أن توحد تحت قيادتها الهدف والرؤية الجنوبية وتجعل كل الطيف الجنوبي آن يلتف حولها.
ما السبب الغامض في ذلك؟ وإذا عرفنا السبب بطل العجب. لان العجب فعلا موجود لدى الكل ألا يعقل أن تكون هناك ثلاث أو أربع حركات أو تنظيمات سمها ما شئت أن تكون مختلفة على الهدف ثم بالآلية التي بموجبها الوصول إليه؟
وإذا كان القول غير ذلك لماذا تم تشكيل لجنة العشرين والتي إلى ألان كثر حولها الغث والسمين من القول.
هل لأجل التنسيق فيما بينها وإذا كان الجواب نعم فمن البديهي وجود اختلاف جذري في الهدف والرؤية. وإذا كان لأجل البحث في الدمج والتوحيد بين كل مقومات الحراك الجنوبي لماذا نسمع فشل كل جولات الحوار التي تمت إلى ألان بل إن البعض انسحب بدون ذكر الأسباب. لماذا لم تكون هناك لجنة إعلامية منبثقة عن لجنة العشرين لتوضيح المواقف واطلاع الشعب عليها ليكون على بينه من أمرة وعلى دراية بمن هم مع طموحاته واستعادة دولته ومن هم على النقيض من ذلك.
الذي لم تدركه القيادة الجنوبية اليوم هو إن المرحلة التي يمر فيها الحراك الجنوبي هي اشد مراحله من حيث التأثير وتغيير المواقف وعليهم أن يكونوا واضحين وشفافين في مواقفهم وأرائهم لان المرحلة قصيرة من حيث المعيار التوقيتي لتوصيل الثقة والقناعة بما هم يحملونه لدى شعب الجنوب. وفي المقابل لا تهمنا المدة المستغرقة للوصول إلى الهدف الأكبر المتمثل بالدولة الجنوبية بقدر ما تعنينا ثقة الجماهير بالقيادة وإيمانهم بالهدف في المرحلة الآن.
وإذا قال البعض إن المرحلة الحالية تتطلب سرية تامة لعدة اعتبارات لعدم استغلال الاختلاف بين مكونات الحراك الجنوبي من قبل النظام ( الغير شرعي)وتوظيفها إلى صالحة. هنا أنا اجزم إن هذه المرحلة وبالتحديد تتطلب وضوح وشفافية تامة وهذه السرية التي يسمونها ما هي سوى ضبابية مضرة للقضية الجنوبية على المستقبل القريب. وإنها تخدم البعض بأن يستخدمها لضرب مقومات الحراك الجنوبي وفض الجماهير عنه.واستغلالها استغلال معاكس.
إن الأمر في غاية الخطورة ويتطلب وقفة جادة مسئولة من قبل قيادة الحراك الجنوبي ومراجعة حصيلة الثلاث سنوات من النضال السلمي للوقوف على ايجابياته وسلبياته لإعادة اللحمة الجنوبية وتوحيد الهدف والخروج من المنطقة الرمادية والضبابية إلى سماء الجنوب مع وضوح الموقف والمعلن بدون أي توجس أو خوف مع عدم احتساب خط الرجعة وهو الخط الذي يمشي فيه الكثير إذا لم تكن مؤمن بهدفك أنت أولا ومقتنع به فـ لن تقدر أن تصل إليه أو تقنع به الآخرون.