علي سلاحف والفرصة الأخيرة لترميم وجهه القبيح

[عرين الاسود]

عندما تنضج تجربة ما يكون التعبير عنها بسيط وواضح ونحن نؤمن بالانتقاء بين الحلول المتبادلة ليس لنحقق هدف القوة فقط بل لنسعى لتحقيق التفوق .. ولقد كان إعلان قيام قيادة جديدة للثورة الجنوبية تأثير عميق في النفوس وكانت له انعكاساته على المستوى الشعبي والجماهيري وردود أفعال دولية متباينة على السواء .
المفارقة الطريفة في السياسة كانت هي أن الشعب خذل القيادة في السابق لأنه كانت له نظرة قصيرة في فهم التركيبة القبلية والهمجية لنظام الجمهورية العربية اليمنية بالاضافة الى عوامل أخرى .. هذا الشعب الآن وبعد أن رأى ما تشيب له الولدان ويعد هذا نوع من الدراسة الشعبية للتعامل وكشف الحقائق على مدى تسعة عشر عاما حيث يرفض بقاء النظام المحتل ويقاومه بكل أشكال المقاومة وهذا الذي جعل نظام الاحتلال يتخبط في سياسته بمفارقة أخرى , مرة يهدد باستخدام القوة والقتل ومرة يتقرب للمناضلين الشرفاء ولا يريد إراقة أي دماء .. المفارقة الأولى أنتجت المفارقة الثانية وهذا التخبط سيقوده حتما الى الهزيمة .

الوضع الآن قد وصل الى حد اللا رجعة والاحتلال يسعى جاهدا لعمل تسوية ؛ لكنها ستكون تسويات مبتورة وهذا ما عودنا عليه من عدم الوفاء بالعهود والمواثيق نتيجة لطبيعته الإجرامية وسيسعى لاستخدام تكتيكات أخرى ومناورات للتصادم عسكريا .. وهذا الذي يجب أن نحرمه منه حتى لا يحقق أي مكسب سياسي , بل سنفرض عليه طريقة المواجهة إذا ما علمنا أن الطرق الموصلة للهدف متنوعة , من دون ذكر التفاصيل إذا أحسنا إدارة اللعبة السياسية كاملة .

إن هناك حرب صامتة وسلمية تحولت من الاستاتيكا الى الديناميكا السلمية وقد تتبدل الى حسم يوما ما بعد ان يتم الترتيب لتقييد حركة جيش الاحتلال , ليبقى مجرد جثة تنتظر الدفن .

إن جيش علي سلاحف الفندم يمتلك قادة مغامرين ومرتزقة تهمهم المناصب وسرقة الأموال كما هو معلوم في التعامل المالي هم مجرد قادة نفعيين ومع ذلك يفتقرون للشجاعة الأدبية ويفتقرون إلى الأخلاق وإلى المواهب ومع ذلك سيخذلونه في يوم ما .

الآن ينبغي على قيادتنا أن تتحرك سياسيا وبقوة وفي كل الاتجاهات تشرح للعالم عدالة قضيتنا وتقنعهم بشرعيتها .

وفي الأخير وليس بأخير ينبغي على رئيس الاحتلال أن يقدم مبادرة طوعية تحفظ له ماء وجهه أمام الله وأمام العالم بشجاعة أدبية ليبقي شئ من الاحترام لشخصه كما فعل الزعيم الراحل والبطل الخالد جمال عبدا لناصر يوم وقع فك ارتباط مع سوريا , كان يومها عظيما وكان بطلا وكان شجاعا وكان زعيما خلده التاريخ .. . وعلى رئيس الاحتلال أن يترك الغطرسة والعنجهية وأن لا يقف أمام إرادة شعب يريد فك الارتباط ساعتها فقط سيكبر في نظر الآخرين ويحترم من الجميع وقد أبقى شئ من وشائج القربى بين الشمال والجنوب والا فستحل عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .. وكذا سيلعنه التاريخ الى يوم الدين .

وإن غدا لناظره قريب .