هلا شققت عن قلوبهم قبل قتلهم .. يازنداني

[Fairlove]

نطالع بين الحين والآخر مقالات ومواضيع تتحدث بعضها عن دعم فتوى قتل الجنوبيين الاشتراكيين الذين كانوا مسلمين ولم يعلنوا غير ذلك من دين رغم اخطاءهم كمثل غيرهم من الحكام , ومقالات أخرى تهاجم تلك الفتوى وتستنكر اطلاقها ,,
وتلك الفتوى ما زال اصحابها متمسكون بمشروعيتها ولكنهم يحرفون ويخفون جوانبها السلبيه عند احراجهم امام الراي العام والصحافه ,,
وانا ارى ان من اسباب تلك الفتوى هو استغلالهم لعدم وجود مرجعيه دينيه كبرى بالجنوب العربي تقف في وجه تلك الفئه المنحازه للسلطه المحتله , مما مهد لهم الطريق للظفر بمكانه العلماء المتفردين بالافتاء دون سواهم , ولو كان بالجنوب العربي علماء لهم دور اساسي في البلاد لما تجرأ من تجرأ واطلق فتواه بقتل المسلمين جنودا واطفالا ونساءا ,,

في تصريحات الزنداني لتبرير اباحه دماء شهداء الجنوب قال ان فتواه لها وقت ووضع خاص وبعد ان تغيرت تلك الاوضاع انتهى مفعول تلك الفتوى ,,
اذن هل ستعود تلك الفتوى مجددا الآن ؟؟
شئ آخر لفت انتباهي وهو قوله ان احد الاشتراكيين رجع عن فكره ومعتقداته وقد صلى معنا وشاهدته يحج , مؤكدا انه لا ينطبق عليه اباحه دمه !!!!
اذن هل كان على شهداء الجنوب في 94 ان يخبروا السيد الزنداني عن وقت صلاتهم وحجهم وصومهم حتى يتبين له انهم مسلمون ؟؟؟
لقد اصبحت مسأله التكفير سلاح قوي لدى الحاكم المستبد مستغلا بذلك دين الله امام الضعفاء من الناس الذين لا حول ولا قوه لهم امام جبروت قوته العسكريه ,, كفروا من ارادوا ان يكفروه ويستولوا على ارضه وبلده وكأن التكفير مسأله بسيطه في ايديهم يتلاعبون بها كيفما يشاءون ,,

اليكم قصتان تمثلان النهي والتحريم عن القتل بتهمه الكفر الغير صريح والمعلن ,, دليل قوي ودامغ ان المسلم لا يقتل بظاهره من قبل المسلم الآخر بل يجب التثبت بخروجه وردته عن الاسلام وبتأكيد وقناعه منه واعلانه بكفره صراحه امام الناس ,,

فقد خرج جماعة من الصحابة في بعض الأسفار فمر عليهم رجل يسوق غنماً فقال: السلام عليكم، فبادروه بالقتل على ظنهم أنه كافر، وأخذوا غنمه، فتسرعوا في ذلك فأنزل الله عز وجل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) فلامهم سبحانه وتعالى وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا تسرعوا، فالواجب التثبت وعدم التسرع في الحكم على الناس إلا عن بصيرة وروية.

وكانت جماعة من الصحابة في غزوة من الغزوات وفيهم أسامة بن زيد رضي الله عنه وعن أبيه حب رسول الله وابن حبه، فحصلت المعركة بينهم وبين المشركين وهرب رجل من المشركين فلحق به أسامة ورجل من الأنصار ـ يريدون قتله ولما أدركوه قال: لا إله إلا الله. فلما قال: لا إله إلا الله كف عنه الأنصاري لكن أسامة رضي الله عنه ظن أنه ما قالها إلا ليتقي بها القتل فقتله ظناً منه أنه إنما قالها ليتقي بها السيف ولم يقلها صادقاً، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له عليه الصلاة والسلام: (أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ ماذا تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟) ثم رد عليه: (أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ ماذا تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟) ثم رد عليه الثالثة: (أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ ماذا تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟) قال أسامة رضي الله عنه: إنما قالها ليعوذ بها من السيف، قال: هلا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه قالها تعوذاً ؟ ماذا تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ قال أسامة رضي الله عنه: فتمنيت أني لم أُسْلِم قبل ذلك) رواه البخاري
.
اذن هل كان شهداء 94 يؤمنون بغير الله ؟؟ هل كانوا مسيحيين او يهود او مجوس ؟؟
هل كان الجنود والاطفال والنساء لا يعلمون عن الاسلام شيئا ام انهم كانوا لايصلون ولا يصومون ؟؟؟
هل كان يجب علينا ان نبرهن لهم اننا مسلمون نعبد الله فلا تقتلونا ولا تستبيحوا دماءنا ؟؟؟

اخيرا ... هل كشف السيد الزنداني عن قلوب شهداء الجنوب في 94 وعلم وتأكد انهم كفارا وجب قتلهم ؟؟
هل اطلع على قلوب الملايين قبل قتل الآلاف منهم عسكريين ومدنيين ؟؟

هلا شققت عن أفئده حكام الجنوب وجنودهم واطفالهم ونساءهم قبل اطلاق فتوى قتلهم ؟؟.....