وحده أم وحله

[SOUTH ARABIA]

ان الجرح الجنوبي الغائر والذي تعزز وتورم وباتت رائحة صديده تشم عن بعد وذلك بسبب تفعيل الدور الاحتلالي للجمهوريه العربيه اليمنيه وبممارسات لا مسؤوله من قبل مسؤوليها على مدى 15 عام من السلب والقتل والانتهاك لحقوق المواطنين الجنوبيين لايمكن تضميدها وعلاجها الا بالقضاء ورحيل الجرثومه المسببه لهذا الجرح وعدا عن ذلك فأن الجرح سيضل على ماهو عليه بل ان وضعه سيسوء مما قد يؤدي في نهاية المطاف بصاحب جسم الجرح الى استئصاله بالقوة وهذا هو المعمول به في حياة البشر.

شعب الجنوب اكتشف مع الايام الخديعه التي حيكت عليه من قبل مندسين من اليمن على مدى نصف قرن من الزمن للوقوع في شرك مايسمى بالوحده بين شطري اليمن وهذا وقائعيا غير صحيح ولا أعلم كيف أن المثقفين الجنوبيين في حينها لم ينتبهوا لذلك وربما نلتمس لهم العذر بشعورهم يومها بالقوميه العربيه التي أخذت بشكل عام ولكن بدون دراسة المضمون وحفظ الحقوق.

المؤامره غيرت كل المسميات وطمست حقائق لايمكن لمدرك اخفائها فمثلا انهم بدلوا مسمى العربيه السعيده باليمن السعيد وهذه بداية المغالطه, وخلال حكم الحزب الاشتراكي للجنوب ومن كان يهيمن عليه من ابناء اليمن قاموا بمشروع تغيير و طمس اسماء المحافظات والاكتفاء بذكر ارقام لها كالمحافظه الاولى والثانيه والثالثه كبدايه تحريف وطمس, وبعد تكريس الاحتلال منذ 1994 تم نهب آثار ومتاحف الجنوب وتحويلها لمحلات تجاريه لطمس التاريخ والهويه الجنوبيه أضف الى ذلك تغيير مسميات الشوارع والمدارس.

اذا لم يرحل المحتل اليمني من الجنوب العربي الآن فأنه سيطبق على الجنوب أرضا وانسانا وسيصبح الجنوب وأهله في ذاكرة التاريخ هذا ان تم ذلك فهم لن يرضوا حتى ببقاء ذلك النذر في التاريخ بل سيعمدوا الى تغييره وتزويره.

فعلى سبيل المثال هناك تراث غنائي حضرمي فلكلوري نرى أنهم يروجوه بأنه فلكلور يمني !!! وهذا فذاحه في الخطأ ومغالطه كبيره لا تقبل أبدا.

ان شعب الجنوب بتركيبته المنسجمه والمتكامله بدون نكران للهويات الخاصه هو القوة بعينها وتضيف اليه غنى وثقل تعددي يجعل منا في المرحلة القادمه لتفصيلها ودعمها في اطار حب اتحاد جنوبنا العربي ضمن ديمقراطيه تشيد بجميع شرائح المجتمع.

وما اسم الجنوب العربي الا جمع بين تمازج فريد وانسجام بين ثقافات وعادات ضاربه في التاريخ تثلج القلوب ولانستنكر ونغفل لها كما فعل المحتل اليمني بألحاق وضم كل شيء الى اسم اليمن. انني فخور بكوني من الجنوب العربي سواء كنت من يافع أو عدن أو حضرموت أو الضالع ...الخ.

الولاء للوطن مع حفظ الهويه الثقافيه يزيد المرء حبا وفخرا وولاء لأرضه ووطنه الذي سنحتفل قريبا في ربوعه في جميع أرجاءه بحفل بهيج يهز الكره الارضيه من شرقها الى غربها ويعود بها الانسان الجنوبي الى واجهة العالم متحملا لمسؤوليته تجاه شعبه والعالم.