التصالح والتسامح وحسم مسالة الهوية الوطنية الجنوبية مقدمتان ضروريتان لنجاح مشروع فك ا

[أبو شيخ الحضرمي]

التصالح والتسامح وحسم مسالة الهوية الوطنية الجنوبية مقدمتان ضروريتان لنجاح مشروع فك الارتباط
الهيئة الإعلامية تاج
تاج عدن . خاص
*الدكتور علي الزامكي

1. الرؤية الفكرية للهوية الجنوبية و البناء الوطني لروح التصالح و التسامح الجنوبي الجنوبي.
2. معضلة فكر الهوية الجنوبية مرتبط بروح التصالح و التسامح الجنوبي.
3. علاقة الهوية الجنوبية بروح التصالح و التسامح كعلاقة الإنتاج بالاستهلاك.
4. الأفكار السياسية التي تحملها قضية الجنوب تخضع لأولويات التصالح و التسامح كفكر يتجسد بالهوية الوطنية الجنوبية.
رسالتي هذه موجه لكافة الأطياف الجنوبية في خضم الحراك السياسي السلمي الجنوبي وهي رسالة نابعة من القلب لتلافي الأمواج العاتية و التي تحتاج إلى قدر عالي من معرفه و سياسة, لمعالجتها ومثل ذلك الأمر تقع المسئولية المباشرة و الرئيسية على قيادات الحراك السلمي بالداخل بدرجة رئيسية و على الخارج بدرجة ثانوية و على المجتمع بشكل عام.....لقد ظهر في خضم الحراك السياسي السلمي الجنوبي العديد من الأفكار و الاجتهاد ات الفردية و لكن اغلبها إن لم نقل كلها تعبر عن حلول عفوية, بسبب غياب العمل المؤسسي لها و بهذا العمل المؤسسي لابد له بان يرتبط بقضايا أخرى تتعلق بمشروعية العمل المؤسسي و قبل الخوض في مشروعية العمل المؤسسي على الأخوة في قيادات الحراك الجنوبي بان تضع في برامجها الاولويات حسب أهميتها و بالتالي على كافة القوى الجنوبية التي ترفع شعار فك الارتباط بان تركز بدرجة أساسية على مشروع التصالح و التسامح الوطني و تجسدها بشكل يومي في برامجها و تربط ذلك بمشروع الهوية الوطنية الجنوبية, التي غيبت بشكل متعمد و مباشر, على مدار عقدين ونصف من الزمن فترة حكم الاشتراكي للجنوب و تمكن الحزب الحاكم في الجنوب من تهويل و طمس الهوية الجنوبية بشكل مدروس و متقن وغسل أدمغة أبناء الجنوب من هويتهم الوطنية تحت شعارات قومية و أممية و بهذا الفعل نجد جيل جنوبي كامل تم غسل و تعليب أدمغته بالهوية اليمنية و بالتالي على القيادات الجنوبية بالحراك بان تضع في حساباتها مخلفات الماضي و أن تسخر, نشاطها, في صالح الهوية الجنوبية من خلال الدعاية و التحريض وعبر برامجها و هيئاتها الوطنية و عليها تدرك بان نجاح مشروعها الوطني مرتبط ارتباط أساسي بمشروع التصالح و التسامح, الذي بدورة سوف يجسد مشروع الهوية الوطنية الجنوبية لاحقاً....
لقد ظهر في عالم الفكر و السياسة العديد من الأفكار الفلسفية و السياسية, باعتبار الحراك السياسي الجنوبي جزاء من تلك المنظومة و لابد له بان يدرك جيداً بان مشروع التصالح و التسامح كفكر وطني ذات دلالات عميقة يرتبط بشكل مباشر بنجاح مشروع الهوية الوطنية الجنوبية و التي في اعتقادي الشخصي بان البعض من قيادات الحراك يقلل من أهميتها و فعاليتها, في خضم هذا الازدحام و الاندفاع الوطني الجنوبي و الذي يحتاج إلى رؤى و أفكار تحقق مشروعيته الوطنية و هذا ما تحتاج القوى الوطنية الجنوبية بكافة أطيافها و اتجاهاتها, كما لا يفتنا هنا بان نؤكد للقيادات في الحراك و لشعبنا الجنوبي بان فكر العلاقة بين التصالح و التسامح و مشروع الهوية الوطنية الجنوبية كالعلاقة بين قوى الإنتاج و قوى الاستهلاك و بهذا يستحيل علينا القيام بالإنتاج المادي طالما لا يوجد من يستهلكه و هذه هي عبارة مجازية بين فكر التصالح و التسامح كفكر و الهوية الوطنية الجنوبية التي قام من اجلها ذلك التصالح و التسامح و كلاهما مرتبط ارتباط عضوي بالآخر, بالتالي فان جميع الأفكار التي تتبناها قوى جنوبية حية ممثلة بهيئاتها و مجالسها و تاجها تنطلق من الناحية الموضوعية على أساس ما ذكر أعلاه و لا يوجد ثالث لهما.
إن القوى الجنوبية بالحراك و التي تضع أولويات مشروع الاستقلال في مركز الصدارة و تربط كل شي به بما فيها الهوية الجنوبية فان ذلك قمة الغباء السياسي بامتياز و بالتالي سيواجه صعوبات عديدة لأنه فقد أهم مطالبة و هي التصالح و التسامح و روح الهوية الجنوبية والتاريخ السياسي للجنوب و بهذه الأفكار قد يمكن يؤدي إلى خلق مأزق سياسي أخر لم ندرك خطورته حتى هذه اللحظة, و بالتالي على كل الخيرين بالجنوب قيادة و قواعد بان يجسدون نضالهم بشكل يومي في ترسيخ مشروع الهوية الجنوبية و التصالح و التسامح في مشاعر و قلوب كل أبناء الجنوب قبل أي شي آخر.
الجدير بالذكر بان الحزب الحاكم في صنعاء والحزب الحاكم بعدن قبل 22 مايو 1990 كانا يحملان مشروعان مختلفان ويتعارضان مع وظائف الدولة في كل من صنعاء و عدن و بالتالي فان, نظام صنعاء أدى إلى تدمير وظائف الدولة الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها واستبعد الدولة من كل شي و دمر القيم الإنسانية بالمجتمع و لازال يمارس ذلك الفكر في ظل دولة الوحدة و نظام عدن ربط كل شي بالدولة و عرقلة حركة التطور بالجنوب و هذا النظام انطلق من المبالغة بعدالة التوزيع و بالغ في وظائفها على حساب التطور الوطني وفقدان الديمقراطية السياسية أي التعددية الحزبية وبالتالي سيطرة الدولة على كل شي في مؤسساتها الوطنية يلغي شكل الديمقراطية السياسية في الحزب الواحد.
مثل تلك الأفكار لم تستطع إيجاد حلول نتيجة لغياب العلاقات الموضوعية بين الدولة و المجتمع و مثل هذه الأفكار تتكرر اليوم في خضم الحراك السلمي الجنوبي بسبب غياب العلاقة الموضوعية بين الهوية التاريخية و السياسية لشعب الجنوب و مشروع التصالح و التسامح من جهة و غياب مثل تلك الأفكار في مشاريع القوى الحية بالحراك و التي تضع مشروع الاستقلال من أولوياتها و تتجاهل أهم أعمدة الاستقلال و هي روح الهوية و مشروع التصالح والتسامح و بالتالي ستنحي بالحراك نحو الذات و خروجها عن مشروعها الموضوعي نحو السياسة بسبب تجاهلها للعلاقة بين الاستقلال من جهة و بين التصالح و التسامح و الهوية الوطنية الجنوبية من جهة أخرى و بالتالي سيرتكز الاستقلال على أرضية ضعيفة و قد ينهار في أي لحظة إذا لم يستند على مفهوم الهوية التاريخية للجنوب ومشروع التصالح و التسامح كفكر وطني تجمع علية كافة أطياف الجنوب من خلال مشروع وطني كبير بمثابة ميثاق وطني كبير, تضع أولوياته الهوية الجنوبية و مشروع التصالح و التسامح كبرنامج وطني يجمع عليه الكل..... يجوز بان البعض يقول بان كل الكيانات الجنوبية تتحدث عن ما سبق ذكره و لكن ذلك ليس كافي و يحتاج إلى إيجاد آلية وطنية, من خلال مؤتمر وطني عام.
الاشتراكي بالجنوب فترة حكمة حول الفكر العلمي الصحيح إلى فكر طبقي و هذا الفكر الطبقي جاء نتيجة لفكر سياسي دموي وغير إنساني و من هنا نحن ليس بحاجة لمحاكمة ذلك الفكر و لكن نتعلم من أخطاء الماضي و نذكر بها أجيال جنوبية تجهلها و تحتاج إلى التوعية المستمرة و بالتالي أقول بان الفكر الطبقي يقوم على أساس بأن الإنسان بطبيعته المسالمة عدواً لأخيه الإنسان و هذا ما شاهدناه خلال حكم الحزب بالجنوب وهذا ما يجب على رجال الفكر و السياسة حله حلاً إنسانيا و ليس حلاً على أساس حياة طرف على حساب طرف أخر و على الأخوة بقيادات الحراك وعلى رأسهم الرئيس الشرعي للجنوب السيد علي سالم البيض و الذي عاش حقبة الحزب بان يدركون جيداً بان الفكر الطبقي فكر دموي و الفكر الإنساني فكر علمي و يتعارض مع الفكر الطبقي بكل أدواته ووسائله و على هذا الأساس يمكنني القول بان الأفكار الإنسانية في وضع الحراك السلمي الجنوبي بان تضع مشروع التصالح و التسامح من أولويات عملها و تضع الهوية الوطنية الجنوبية كنتاج لذلك الفكر باعتبار التصالح و التسامح هو الهدف الموضوعي للاستقلال و التصالح و التسامح يرتبط بالإنسان و بالتالي وسيلة لبلوغ الاستقلال.... الإنسان هو وسيلة عند مشروع التصالح و التسامح و لكنه غاية عند مشروع الاستقلال و بدون هذا يصبح لا معنى للاستقلال بدون مشروعه الوطني (التصالح و التسامح) و ليس منطقياً التفكير بالاستقلال خارج مشروع التصالح و التسامح و حاجة أبناء الجنوب الإنسانية لهذا المشروع الوطني..
أخيرا أقول لقيادات الحراك الجنوبي بان الدعوة لفك الارتباط هي دعوه مغرية و سوف يكون كل شعب الجنوب معها و لكنها ستكون ناقصة إذا لم تتوفر فيها النية الصادقة لمشروع التصالح و التسامح و ربطها بالهوية الجنوبية فان مروجيها سيضطرون لاحقاً إلى تبني إسقاطها, طالما لم تبنى على أسس وطنية و حسب اولوياتها الوطنية و أهم مرتكزاتها هو مشروع التصالح و التسامح و الهوية الجنوبية و يجب أن يرافقه الفعل قبل القول و هكذا فالعلاقة بين مشروع التصالح و التسامح و الاستقلال هي علاقة مترابطة و متداخلة و يرتبط حلها حلاً علمياً و ليس حلاً سياسياً وسوف يوفر الإمكانية لإيجاد حلول مناسبة لبناء الدولة الجنوبية على أسس علمية منهجية.
مثل تلك الإشكالية في إطار الحراك الجنوبي السلمي, لازالت بدون حل علمي وهذا يعود إلى عدم قدرة بعض, قيادات الحراك لفهمها و استيعاب محتواها أو العجز عن حلها بسبب المصالح الضيقة لهذا القائد أو ذاك و بدون إيجاد آلية وطنية لحلها حلاً وطنياً على أسس علمية, فان قيادات الحراك يصعب عليها إيجاد حلولاً عبر السياسة و بالتالي على تلك القيادات بان, تدرك بان التفكير السياسي الجديد في ظل عالم متغير وفي ظل الثورة العلمية و التقنية هو التفكير الذي يجب بان تدركه قيادات الحراك الوطني الجنوبي و هو التفكير الذي يجب أن يدرك بان السياسة ما هي إلى نتاج لنشاط رجال السياسة و ليس نتاج للمجتمع و بالتالي يجري حلها على أسس ذاتية تتعلق بالأفراد و ليس المجتمع.
للجميع التحية
للبقية حديث إذا طال الله بالعمر..
أستاذ جامعي وناشط سياسي*
موسكو