القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الذين غدروا بـ(الأيام) .. و'هشام باشراحيل'؟!
القدس العربي
الذين غدروا بـ(الأيام) .. و'هشام باشراحيل'؟! أحمد عمر بن فريد 26/01/2010 تلغراف سريع إلى الوالد الأستاذ / هشام باشراحيل .. زهرة مقطوفة من حقل الكرامة 'الكرامة .. أن تقاطع من غدروا بك وتحتقرهم بل وتبصق في وجوههم ' نجيب الكيلاني في روايته (عند الرحيل) . بتاريخ 5 / 6 / 2008 م وبعد أن أصدرت محكمة (السلطة المتخصصة) أو تلك التي تسمى نفسها 'المحكمة الجزائية المتخصصة' حكم قضى بالسجن مدة ستة أعوام بحق الأستاذ / عبدالكريم الخيواني، أرعدت الخارجية الأمريكية وأزبدت احتجاجا على ذلك الحكم الظالم واعتبرته تعديا على حريات الصحافة وحرية التعبير في اليمن وأتذكر أنني وزملائي كنا نستمع إلى ذلك الخبر عبر المذياع المنصوب أمام الزنازين بدرجة كبيرة من النشوة المصحوبة بتشفي المنتصر المترقب لنصر آخر (خارجي) مماثل، كنا نعتقد انه سوف ينتصر لنا وللحريات تماما كما انتصر للخيواني ولو بمثل تلك الكلمات التي ترتعد منها فرائص الحكام العرب. من هذا المدخل تحديدا، اخترت أن ابدأ الحديث حول عملية الهجوم البربري الذي تعرض له آل باشراحيل الأسرة .. والمؤسسة الصحافية) في عدن يوم 4 / 1 / 2010 م، في محاولة لتقديم تفسير مقنع لذلك (الصمت الرهيب) الذي أطبق بجناحية على جميع المؤسسات الرسمية (الغربية) ككل في داخل اليمن و في خارجها إزاء تلك الجريمة البشعة التي طالت صحيفة (الأيام) المشهود لها بالمهنية والنزاهة، وما تعرض له رئيس تحريرها شخصيا من بطش وترهيب واعتقال . خاصة وان العلاقة التي كانت تربط مؤسسة (الأيام) وعلى وجه الخصوص رئيس تحريرها بالمؤسسات الدبلوماسية والحقوقية الغربية والعربية كانت علاقة وطيدة ذات أبعاد واضحة غير خافية على احد في المسرح السياسي باليمن، بالاضافة الى أن (الأيام) تعتبر علم بارز في مدينة عدن ومنبر إعلامي شامخ، وكانت محطة غير قابلة للتجاوز لدى اي زائر أجنبي او عربي تطأ قدماه مدينة عدن الساحلية الجميلة. واستنادا الى مكانة مؤسسة (الأيام) في المعادلة السياسية ككل، نظرا إلى ثقلها كسلطة رابعة حقيقية في البلاد، ودورها التنويري والإعلامي، كانت تبدو مسألة التعدي او الاعتداء عليها بتلك الوحشية القمعية ولأكثر من مرة على مرأى ومسمع من العالم اجمع وفي وضح النهار،بعد ان أغلقت أبوابها قسرا بفعل قانون (الصحافة والمطبوعات) من جهة، وبفعل قانون (البلطجة) من جهة أخرى، مسألة تبدو ضربا الخيال. (لا يمكن لأحد أن يتجاهل'الأيام') حرفيا قالتها السفيرة الأمريكية السابقة باليمن باربرا بودين، وقد سمعتها بأذني في مرحلة مبكرة لما بعد حرب ضم وإلحاق الجنوب من قبل نظام صنعاء، وقبل أن تتحول الجريدة إلى مطبوعة يومية، وتحديدا أثناء اشتداد أزمتها مع مدير امن عدن حينها (الأفندم) محمد صالح طريق الذي تلفظ على الأستاذ هشام ووالدته بألفاظ سوقية هابطة، كان 'أمير الحرب' قد استخرجها لتوه طازجة من قاموس المنتصر الوحدوي وعنجهيته في تلك المرحلة الوحدوية العظيمة مع الجنوب. (لا يمكن لأحد أن يتجاهل 'الأيام') .. كان العنوان الأبرز الذي وضع نصب أعين جميع المسؤولين في الدولة الذين لم يكن يروقهم ما تحتويه صفحات (الأيام) من أخبار وتقارير مهنية حقيقية يومية تكشف (المستور) وتعري الحقيقة وتفضح أصحابها وتقدمهم للمجتمع كما هم .. إن كان في فكرهم، أو في ممارساتهم وسلوكياتهم، أو في احترامهم للنظام وللقانون .. وقبل كل هذا وذاك في نهجهم (الاحتلالي) الصرف تجاه الجنوب (الأرض والإنسان). لكن هذا العنوان العريض الذي أسست له السفيرة الأمريكية ذاتها في جلسة ودية بجريدة (الأيام) سرعان ما تهاوى وتلاشى وذهب أدراج الرياح بحلول عام 2008 م عندما بات هشام باشراحيل شخصيا ( هدفا رئاسيا ) قائما بحد ذاته، وحينما حيكت تجاه الرجل وصحيفته دسائس ومصائب لا يقوى على حبكها وإخراجها وتنفيذها سوى بشر من نوعية (إبليس الرجيم) نفسه. وبينما كانت (الأيام) وهشام باشراحيل .. عرضة لسلسة من عمليات الدهم المسلح التي كانت تقوم بها (عصابات) في زي رسمي حكومي، فتختطف عربات توزيع الجريدة وتتقطع لها في منعطفات الطرق في المرحلة الأولى ثم تنتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى متقدمه فتقتل .. وتجرح ..وتعتقل .. وتحطم .. وتحرق .. وترهب الأطفال والنساء في منزل الأسرة الآمنة في عدن، وتزرع الخوف وتنشره في حي كريتر كله، وحينما كانت تلك العصابات لا تخجل عن ارتكاب كل تلك الأفعال تحت عناوين كبيرة كسيادة (النظام والقانون) ..وإرساء السكينة العامة كانت جميع المؤسسات الغربية في صنعاء وفي عدن، وفي بلادها الأصلية تراقب كل تلك الجرائم المتكررة بحق هذا الرجل المسن وبحق مؤسسته الصحافية التي بناها بعرق جبينه، دون ان يرف لها جفن او يهتز لها ضمير، أو تنطق ببنت شفه واحدة تجاه كل ذلك ولو ببيان رسمي كما فعلت تجاه الخيواني على اقل تقدير. يمكنني أن أتخيل أستاذنا العزيز هشام باشراحيل وقد تكالبت حوله العداء من كل حدب وصوب في مصيبته الكبيرة، وبعد ان قضى ليلته الأخيرة الرهيبة في منزله 'ليلة القبض على هشام' وقد تحولت جدران المنزل والصحيفة إلى ثقوب وفجوات وحرائق ولهب جراء القصف المدفعي المخيف الذي شنته قوات الدفاع عن (الاحتلال) يمكنني ان أتخيل كيف جرت عملية الغدر بهذا الرجل قبل ان يسلم نفسه (طوعا وكرها) لجموع العداء، في لحظة زمنية اكتظت فيها دفعة واحدة الكثير والكثير من معاني الظلم والقهر والهوان والإذلال والغدر والتجبر والطغيان والضعف والشعور بالخذلان وعزة النفس وكرامتها. إن جميع تلك المعاني، هي التي كبلت هشام باشراحيل وحملته إلى عربة 'الشرطة' التابعة لمدير 'أمن عدن' الجديد لتسوقه بعد ذلك - وهو الرجل الذي يناهز السبعين من العمر مصحوبا بثلاثة أمراض خطيرة هي السكر وضغط الدم والقلب - إلى المكان الذي يليق به من وجهة نظرهم غير مدركين انه المكان اللائق فعلا برجل في مقامه من معاني أخرى لوجهة نظر أخرى ولشعب آخر. وحتى تكتمل المهزلة بجميع فصولها كان على مدير امن عدن الجديد ان يأتمر لتعليمات مدير الأمن المركزي في اليمن ابن أخ الرئيس صالح، ويخضع لجميع تعليماته وقد فشل في جلب هشام في المرات السابقة ثم كان عليه ان يحضر جميع الأسلحة والذخائر التابعة لقوات الأمن المركزي التي نفذت عملية الاقتحام ليصفها على مكاتب الصحيفة بدلا عن الورق والأقلام والأحبار كي تقوم كاميرات وزارة الداخلية والإعلام بتصويرها لتظهرها في نشرة 'الفضائية اليمنية' قبل ان يستثمرها رشاد العليمي في مؤتمره الصحافي حينما جري الحديث عن خبر اكتشاف وكر عصابة في صحيفة (الأيام) برئاسة باشراحيل .. ترى هل يدرك العليمي ان عصابة أخرى برئيس آخر ينبغي اكتشافها وتقديمها للعدالة. لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه في خضم هذا الحدث الكبير هو... لماذا تخلت المؤسسات الرسمية والمدنية والحقوقية الغربية والعربية عن هشام باشراحيل وعن جريدة (الأيام) بتلك الصورة المخيفة والمخيبة للآمال؟ .. ولماذا سمحت لنظام ديكتاتوري قمعي أن يسحق بأحذية العساكر وجهلهم واحدة من أهم المؤسسات الصحافية في المنطقة العربية ككل؟ وهل يدرك هؤلاء جميعا ما يمكن ان يعنيه ذلك في المخيلة الجمعية لأبناء الجنوب على وجه الخصوص ولأنصار الديمقراطية والحريات في المنطقة ككل ألا يرون أن مثل تلك المواقف المخجلة قد أسقطت تماما آخر الأقنعة الزائفة التي كانت تخدع وتظلل بها الجماهير العريضة من أبناء امتنا حينما كانت تتحدث عن الحريات الصحافية وحقوق الإنسان؟ .. ترى هل يمكن لمثل تلك الشعارات البراقة أن تسقط وتتهاوى بتلك الصورة ما يجعل منها مطية لنظام بائس يحتل المرتبة رقم (18) في مراتب الفشل بين دول العالم أجمع؟ وهل يمكن ان نقيس على مثل هذا الموقف المخزي ما يمكن ان يتمخض عنه اجتماع لندن المزمع عقده يوم 28 من هذا الشهر؟ خاتمة: كان هشام باشراحيل دائما ما يقول لي : إما أن أعيش بعزة وكرامة وإلا فمقبرة القطيع اشرف وأكرم لي. ونحن نقول: للموت ما جمع الفانون من نشب .. وليس للموت هذا الرائع الوتر . ' كاتب وسياسي جنوبي |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 11:39 AM.