واشنطن – صنعاء لندن " عدن برس " : 25 – 2 – 2010 قالت الكاتبة المقيمة في صنعاء هالي إيدواردز في مقال لها في مجلة واشنطن الشهرية أن "اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل تقريباً على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لمحاربة القاعدة يشبه الإعتماد على زعيم عصابة المافيا لحراسة حي سكني" وقالت أن الولايات المتحدة لجأت إلى هذا الخيار بسبب "إستهلاك قدراتها العسكرية في أفغانستان والعراق وبسبب فقدان مصداقيتها في العالم الإسلامي".
وقالت إيدواردز في مقالها أن الرئيس صالح "وعد في الأشهر السابقة المجتمع الدولي أنه وعلى الرغم من تعدد المشاكل التي تواجهه فأن محاربة القاعدة تمثل أولوية بالنسبة له" وأضافت أن لا أحد "يصدقه". وأكدت مشككة في مصداقية صالح أنه أعتمد في بقائه في السلطة ل 32 عاماً على تحالف عسكري, جهادي وقبلي. وهو نفس التحالف الذي سيقوم بمحاربته إذا أراد "فعلاً" محاربة إنتشار القاعدة في البلاد. وقالت أن أولوية صالح اليوم هي كالتي كانت على الدوام "البقاء في الحكم وتوريثه لإبنه أحمد" ويمثل تنظيم القاعدة بالنسبة له وسيلة لإخافة القوى الغربية وللحصول على المزيد من الدعم المالي منها ليستمروا في الإعتقاد أن "الأمن أهم من الديمقراطية". وقالت أن صالح يستمر في تحويل الدعم الغربي من محاربة القاعدة إلى "محاربة المتمردين الحوثيين في شمال اليمن ومحاربة التمرد الإنفصالي في الجنوب". وأضافت أن صالح, البالغ من العمر 67 عاماً, سائق الدبابة السابق, والذي لم يتحصل على أي تعليم في العلوم السياسية إلى جانب شهادة الدراسة الإبتدائية التي يحملها يعلم أن سلطتة ليست مطلقة على الإطلاق ولهذا فهو يعتمد بقوة على ولاء ممثليه داخل الجيش وبين القبائل. وقالت أن هدف حكومته الرئيسي لم يكن تحييد أفراد القاعدة بل "السيطرة عليهم بشكل كافي لإستخدامهم" في الحرب ضد أعدائه السياسيين. كما قالت الكاتبة في إطار تأكيدها على عدم مصداقية أو قدرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ونظامه الفاسد على محاربة القاعدة أنه أستخدم المجاهدين السابقين وأعضاء القاعدة في محاربة الجنوبيين عام 1994 عندما قرروا إستعادة بلدهم. وقد وصف صالح الجنوبيين حينها "بالكفار والملحدين الشيوعيين" كما أنه وبمساعده قريبه علي محسن الأحمر قد أستخدم الجهاديين وأعضاء القاعدة في محاربة الحوثيين. وشبهت الكاتبة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف, الذي كانت الولايات المتحدة تراه كأفضل الشركاء "المتوفرين" لمحاربة الإرهاب كرؤيتها لصالح. إلا أن برويز مشرف "أستخدم الدعم العسكري الأمريكي المخصص لمحاربة الإرهاب لدعم أولويات جيشه" وهو ما يقوم به صالح, فهو يستخدم الدعم الأمريكي لقمع الجنوبيين والحوثيين بينما تستمر القاعدة في الإنتشار. ترجمة خاصة ب"عدن برس"