القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
عندما تذرف عيون أبطال الجنوب الدموع.
عندما تذرف عيون أبطال الجنوب الدموع.
بقلم/ محمد عباس ناجي منذ عام تقريبا وأنا احرص على زيارة المعتقلين الجنوبيين في سجون صنعاء وأحرص على حضور محاكماتهم كلما استطعت إلى ذلك سبيلا. وذات يوم وجدت أن شخصا أخرا يقوم بزيارتهم اسمه صالح شيخ مصهب من أبناء مديرة مكيراس البطلة. وأشهد لله ثم للتاريخ أنه باع حصير( فراش) منزله من أجل ذلك. فأطلقت عليه أبو السجناء. اتفقت معه أن واحدا منا يزورهم كل أسبوع فأصبحت تربطنا بهم علاقة أكثر من علاقة قربى. وذات يوم سألني احدهم أهذا من .... فقاطعته نحن نعطيكم مما أعطانا الله. فقد كان يعتقد إن ما نقدمه لهم يأتي لنا من القيادات الجنوبية في الخارج أو في الداخل. فقدم اعتذاره بأن عيناه ذرفت الدموع.وعندما زرتهم في المرة التالية كتب لي رسالة مطولة وطلب مني الاحتفاظ بها للتاريخ. ذات يوم وأنا أزورهم سألني احدهم هل تخزن ( تمضغ القات) فقلت له تريد قات ولايهمك, فرد بالإيجاب إذا أمكن فأنا مصاب بالسكر, فلبيت طلبه. هذا الشهر تعسرت عليً الأحوال واسأل الله في سابع سماء أن ييسرها تأخرت عن زيارتهم أسبوعين, لكن علاقتي بهم جعلتني بحاجة لزيارتهم, فذهب يوم أمس الأول لزيارتهم وأنا لا أملك إلا خمسمائة ريالا. وهذا مبلغ زهيد لا يمكنني من شراء شيء يستحق حمله لناس أعزاء عليً. ومع ذلك أصررت على زيارتهم ولكثرة عددهم اشتريت لهم اثنين كيلوا زيتون( خوخ) حتى يحصل كل واحد منهم على حبة. وكعادتي في كل أسبوع أثناء زيارتي لهم أطلب ثلاثة منهم بالتناوب حتى يشعر كل واحد منهم أن هناك من يزوره. علما أن أنظمة السجن لا تسمح للزائر إلا بزيارة ثلاثة سجناء فقط. لكن المفاجأة هذه المرة ( أول من أمس) أن الجندي الذي يسجل الزوار ما أن رآني حتى بادر بالقول سوف اطلب لك أصحابك كلهم. فسألته عن سبب ذلك, فقال لأنه لا يزورهم غيرك أنت وصاحبك( يقصد صالح شيخ) ولك أسبوعين غائب. تصور معي عزيزي القارئ هذا الموقف الصعب. ما أن وصلت إلى أمام حاجز الزيارة المحاط بالقضبان الحديدية ومئات الزوار يتزاحمون عليه. وصلت أصواتهم إلى مسامعي وهم ينادون يا أبن عباس نحن هنا وهم يلوحون بأيديهم لي. أنهم منتظرون كما ينتظر الأطفال أبوهم العائد من الغربة لينعموا ويفرحوا بحلاوة هديته.. نظرت إلى الكيس البلاستيكي الحقير الذي بيدي. فذرفت عيناي الدمع خارج إرادتي. طالبا منهم المعذر لتقصيري نحوهم. لكنهم صرخوا في وجهي كالأسود قائلين زيارتك عندنا أهم من كل شيء. ومع ذلك رأيت أيدي الكثير منهم تجفف الدموع من على خدودهم. فكانت أصعب لحظة عشتها في حياتي. فالمرء قد يرى في حياته رجالا يذرفون الدموع خوفا أو حزنا. ولكن المرء قلما يرى الأبطال يذرفون الدموع كبرياء. فكيف إذا كانوا هؤلاء الأبطال هم أبطال الجنوب؟. سألوني ماذا تفعل قيادتنا بشأننا؟؟ وهل مازال يوم الأسير مستمرا. مع الأسف كذبت عليهم واطلب من الله ثم منهم السماح. فقد أخبرتهم أنها تفعل كل شيء من أجلهم. فالحقيقة عكس ذلك تماما, فقيادتهم في الداخل لم تكلف أي شخص بزيارتهم لأنهم خائفين من الاعتقال. أما قيادتهم في الخارج واحد منهم كل همه ونضاله فرض تسمية الجنوب العربي ومجند أعضاء حزبه في المواقع الالكترونية لتخوين كل جنوبي لا يوافقه على هذه التسمية. وتحميل أبناء الجنوب الذين أصولهم من الشمال مسؤولية أخطاء صراعات الماضي في الجنوب. وهذا أمر ليس له صحة بالواقع وإلا لكان عبد ربه منصور هادي ومن شارك معه في الحرب على الجنوب هم المسئولين عن احتلال الجنوب. وبدلا من أن نعترف نحن أبناء الجنوب بمسؤوليتنا عن أخطائنا سوف نرحلها للمستقبل. ويجند أعضاء حزبه لإطلاق الشتائم على شعب الشمال وكلها توجهات لا تخدم القضية الجنوبية. وأما القيادي الكبير فهو مهتم بطبع صوره وتوزيع راياته الخضراء ورفعها في المسيرات مقابل ما يقدمه من المال لبعض القيادات في الداخل التي أصحبت أسيرة لتوجيهاته وتحكمه. ليثبت للعالم أنه القائد الأوحد لشعب الجنوب. ويسخر موقعه الالكتروني لوصف مناضلي الجنوب بالفاسقين. وما لم نقله أكثر.أما يوم الأسير الجنوبي صحيح انه مستمرا ولكنه أفُرغ من محتواه . فلم تعد ترفع فيه صور الشهداء والمعتقلين وأعلام الجنوب. وإنما صور القائد الملهم والرايات الخضراء. وهنا أتوجه بالسؤال إلى قيادات الحراك في الداخل. هل تدركون مخاطر مثل هذا العمل على مستقبل قضية شعبكم. فقد حولتكم قضية شعب إلى قضية شخص. وهذه الرايات الخضراء معروفة بأنها رايات الحركات الجهادية المحاربة من الغرب. فكيف لشعب الجنوب يحمل هذه الراية. فيا أعزائي من كسر البيضة لا يمكنه إصلاحها. ونجدها فرصة مع قدوم فعالية يوم 27 ابريل الجاري التي ستقام في محافظة أبين الأبية أن نتوجه بالنداء الأخوي إلى قيادة ومناضلي هذه المحافظة بإعادة ألق الحراك الجنوبي إلى سابق عهده من خلال تكريس هذه الفعالية لرفع صور الشهداء والمعتقلين. فهذا هو السبيل لكسب تأييد وتعاطف الرأي العام الإقليمي والدولي , وتعبيرا صادقا عن روح الوفاء من شعبنا لأبطاله الشهداء والمعتقلين. فهم خير من أنجبت أمهات الجنوب من الرجال وشرف أن ترفع صورهم فوق هامات الأبطال في ميادين النضال. 22 أبريل 2010م |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 09:59 PM.