طائر الفينيق الجنوبي ( بقلم : فادي عدن )

[نصر اسد]

طائر الفينيق الجنوبي ( بقلم : فادي عدن )




عدن / لندن " عدن برس " : 16 / 2 / 2007
طمس هوية الجنوب وإنتهاك خصوصيته جاري على قدم وساق منذ حرب 1994م والمسلسل طويل وحلقاته كثيرة ولكن طائر الفينيق الجنوبي لا يستكين ولا يتهاون فإن أوصدوا عليه باب ... فتح ألف باب
طائر الفينيق الجنوبي يحمل بين جناحيه أطفالاً وأرامل وشيوخاً ومتقاعدين قهراً وضحايا للظلم الصارخ تتعالى صرخاتهم لتدل العالم على مأساة يعيشها الجنوب باسم وحدة مغدورة ومنكوبة ذهبت لقمة سائغة لطواغيت العصر اليمني
نبش قبور الشهداء في معسكر طارق هو وجه آخر لمسلسل الطمس المنظم لتاريخ الجنوب .
فبعد أن غيروا أسماء المنشآت من مدارس وغيرها التي كانت تحمل أسماء شهداء قدموا الروح فداء للوطن في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وسقوا بدمائهم شجرة الحرية التي انبثقت يوم 30 من نوفمبر 1967م
وكم يؤلمنا تزامن وتقارب حدث نبش مقبرة الشهداء في معسكر طارق مع يوم 11 فبراير وهو عيد الشهداء الذي مر بصمت دون أن تُفرد له صفحة أو يُكتب عنه سطر وعزّ الوفاء لهؤلاء الذين ماتوا من أجل أن تكون الحرية والوحدة ولكن فليكن العزاء لهم في أن ما ضحوا لأجله قد تهاوى تحت أقدام الجهلة والفاسدين وراكبي موجة النضال وسارقي الانتصارات
هؤلاء الفراعنة الجدد - وأستخدم هذا التعبير وكلّي أسف - الذين نهجوا نهج الفراعنة الأولين عندما كانون يطمسون أسماء الأٍسلاف من على منشآتهم ويكتبون أسمائهم بدلاً منها... إنها عقدة النقص في رأيِ الخاص تدفعهم إلى سلوك كهذا
حديقة 7 يوليو في قلب عدن مكان يحمل الأسى إلى قلب كل من يمر بقربه
تلفزيون عدن ذو التاريخ العريق غيروا اسمه إلى 22 مايو ونحن مع حبنا لهذه الذكرى المقتولة التي نريد إعادتها إلى الحياة ولكننا في نفس الوقت لا نرضى بمسخ تاريخنا ومصدر عزنا الذي يجب أن يكون عزاً لكل اليمنيين وفخراً لهم وأمام هذا الصمت المذهل والمريب لأخوتنا الذين توحدنا معهم ...
لا يسعنا إلا الإحساس بالمرارة من موقفهم هذا إنها المرارة المصحوبة بالشعور بالخذلان وكأن الجنوب لا يهمهم وقد تركوه غنيمة سهلة للنظام ووحدوا هدفهم الأول وأجّلوا أهدافهم الأخرى وكأنهم توحدوا مع النظام ضد كل صوت جنوبي يصرخ من الألم خشية من مجهول يرضون بالظلم المعجل لأخوتهم خوفاً من أمر لن يأتي إلا بناءً على موقفهم المتخاذل هذا
لقد صرخنا وكررنا القول مراراً بأن الوحدة ليست شعارات بل هي بناء
والوحدة لم تُبنى بعد
والانفصال لن يأتي من لندن أو نيويورك بل سيأتي من بين أيديكم أنتم ولن يبقى فيها إلا شعاراتكم التي ترددونها في الهواء ..
أنتم من أطلقتم مطالبنا لأنكم سببها
الانفصال أو الاستقلال إذا بقيا لنا الخيار الوحيد لن نختار غيرهما
فلسنا بالمسيح عيسى عليه السلام كما تصوره عقيدة المسيحية بالمضحي بروحه من أجل مسح آلام البشر نحن نمسح آلامنا باستعادة حقوقنا
وإذا انتزعناها انتزاعا يكون الانتزاع الذي يصحبه فراق ..
هكذا هي الشعوب الحرة
عندما تشطبون هويتنا وخصوصيتنا تشطبون معهما الوحدة نفسها
فهل تدرون؟
هل تدرون أن طائر الفينيق الجنوبي قد أنطلق من تحت الرماد وقد نشر جناحيه في كل بيت وفي كل شارع وفي كل حي جنوبي ولن يكون إلا الحق فهو من أسماء الله .