التعازي بوفات إشفاق عبدالرازاق ..

[فادي عدن]

عدن نيوز - خاص - 2-5-2007
النائب اشفاق في رحاب الخالدين

فادي السقاف
البارحة مساءً خرجت عدن عن بكرة ابيها لتوديع أحد فرسانها
النائب إشفاق عبدالرزاق إلى مثواه الأخير
سار المشيعون وهم يحيطون بالجنازة
وكأنهم خائفون من أن يخطفها لصوص الحياة
كانوا يسيرون وهم يسلقون بنظراتهم حمران العيون الذين أنتشروا بينهم

كانزا يرددون أقوال أشقاء الفقيد أو الشهيد كما أطلق عليه الوصف أشقائه
لقد قالوا بصريح العبارة أن الحادث مدبر وأن ما تردد في وسائل الإعلام غير صحيح بأن إطار السيارة قد أنفجر والصحيح هو أن الإطار قد أشتعل منفجراً وهذ قول يؤكده من بقي حياً من الذين كانوا معه في السيارة
وهذا القول يذكرنا أيضا بمآسي أخرى حدثت نتيجة تعبئة الإطارات بغاز الفريون

لقد ذهب إشفاق إلى ربه راضيا مرضيا
وبقيت جريمتهم شاهدة عليهم
وبقيت مئات الآلاف من الأيدي متجهة إلى السماء تدعو عليهم بالويل والثبور
وما يوم ربك ببعيد

قتلوه أولاً كما صرح أشقاء الفقيد
وقتلوه ثانياً بالإهمال والتعمد في عدم تقديم أبسط خدمات الإسعاف
لقد وقفت زوجته وشقيقتها على الطريق تستنجدان بالسيارات المارة
وهي تحمل جثة ولدها وبجانبها شقيقتها - شقيقة أخرى غير المصابة في الحادث - ولا أحد يستجيب لهما مجرد نظرات فضولية على الحادث وعلى المرميين بجانب الطريق ومن ثم مواصلة الطريق وكأن الأمر لا يهمهم ..
سخر الله لهم إحدى السيارات التي توقفت بعد لأي ونقلتهم إلى مستشفى الثورة
وأشترط سائقها عليهم عدم توريطه بأي شيئ - سبحان الله وكأنه يعلم بأن المسألة فيها شيئ مريب - وفي مستشفى الثورة قابلهم الجنرال " لا يوجد "
أجهزة إسعاف ... لا يوجد
أنبوبة أوكسجين ... لا يوجد
وبعد أخذ ورد وتدخل من أهل المروة في تعز تم نقل المصابين إلى مستشفى السعيد وبقيا هناك إنتظاراً لكلمة الرحمن الرحيم
ذهب إشفاق إلى بارئه وبقيت صهيرته تنتظر الكلمة
وبقيت القلوب حاملة لكل هذا الحزن والحب والغضب معاً
الحزن لرحيل رجل من أشرف وأنبل الرجال هو إشفاق والحب له ولكل ما آمن به
والغضب من أناس هم أحقر ما خلق الله وأسفل ما أبتلى عباده بهم

لقد ظهرت البارحة حقيقة ساطعة تلسع ظهور الكذبة الشمطاء
التي حاولوا تمريرها زوراً وبهتاناً
ظهرت الحقيقة التي تحدث عنها محمد قحطان يوماً
لقد خرجت الأصوات الحقيقية إلى الشارع بالأمس في جنازة إشفاق
لا نحسب العسس والمخبرين ولا نحسب الرسميين ولكنا نحسب كل البقية
هم كادحي حي الكاسر وحي العمال وحي الكادح وسكان أكواخ الجبال
وحواري الفقر في عدن
إذا أحتسبنا أصوات كل هولاء
سنعرف حقيقة الأصوات المستوردة في الإنتخابات الأخيرة
هذه أصوات عدن التي سرقتموها قد خرجت البارحة تعلن عن نفسها


تألق البارحة إشفاق عريساً إلى السماء
وشع الحب من مئات الآلاف من القلوب
وتجمع في خيط طويل يحمل رسالة إلى السماء
اللهم أرينا يومك في هولاء الذين سرقوا حياة إشفاق
سواء كانت جريمتهم تمت بالعمل أو بالإمتناع عن عمل
أرنا اللهم فيهم يوماً مشهوداً
وأرحم فقيدنا الشهيد إشفاق عبدالرزاق الذي أستودعناه عندك

ذهب إشفاق بعد أن أرجفت قلوب الظالمين من تلاحم أيدي المقهورين
الإعتصامات في عموم محافظات الجنوب وإشفاق وعد محبيه بالإنضمام إليهم
وقف إشفاق كشوكة في حلق الفساد في عدن .. كاشفاً حيلهم وسرقاتهم
شكل لهم رعباً مستديماً ..
اللهم أرعبهم بغضبك عليهم
وأكتب إشفاق مع الصالحين والصديقين


عدن
الثاني من مايو