قريباً سنقول .. وداعاً للغربة ومرحباً ببناء الوطن

[سامي غالب]

يبدو إننا معشر ( المهاجرين ) قد آن لنا الاوان أن نستعد لان نطوي سنوات الهجرة والغربة قريباً لنعود بعدها ونستقر في بلدنا ونساهم معاً في بناء دولة الجنوب الحر مودعين بذلك سنوات الشتات وأعواماً عديدة مضت من أعمارنا لم نلمس فيها سوى الحرمان والعذاب بسبب فراق الاهل والاحباب والوطن .
لا أخفي عليكم بأن ذلك الشعور قد راودني كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية لما لمسته من تنامي وتوسع في قاعدة الحراك السلمي الجنوبي المطالب بالتحرر والانعتاق من الـ ( ..... ) إلا أن ذلك الشعور قد ازداد رسوخاً بالمقابل في نفسي وعمقاً في كياني وخصوصاً خلال مشاركتي الاخيرة لإخواني الجنوبيين الاحرار في كل من فعالية مليونية ( مهرجان التصالح والتسامح ) في 13 يناير وفعالية مهرجان ( نحن أصحاب القرار ) اللتان تم تنظيمهما في عاصمة الجنوب الحر ــ بإذن الله تعالى ( عدن ) واللتان حملتا رسالة واضحة للعالم أجمع عن مدى توحد الجنوب والجنوبيين في هدفهم الاول والذي لن يتنازلوا عنه قيد أنمله.. والمتمثل في التحرير والاستقلال .
في الحقيقة وعلى اعتبار إني أحد الأنصار المخلصين والمؤمنين بالحراك السلمي الجنوبي وقضيتنا العادلة ومن منطلق المسئولية والامانة وقول كلمة الحق ليس لي سوى الوقوف وبإجلال أمام ذلك المشهد العظيم لتكاثف وتآزر إخواني الجنوبيين رجالاً ونساءاً شيوخاً وشباباً والذي أشعرني فعلاً بالغبطة والسرور خصوصاً وإننا الجنوبيين قد استطعنا أن نقدم من خلال ذلك المشهد أروع صور التلاحم والثبات في موقفنا الرافض قطعاً للالتفاف على مطلبنا الشرعي والاساسي والمتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة .
لهذا وبهدف التسريع بتحقيق هذا الحلم الذي ظل وسيظل يراود كل جنوبي حر مثلي بل وبات وشيكاً أن يصبح حقيقة ماثلة للعيان ..فإنه لا يسعني إلا أن أختتم سطور مقالي المتواضع هذا بتوجيه جل مشاعر الشكر والعرفان لكل جنوبي حر مؤمن بالتحرير والاستقلال كهدف رئيسي ، مع توجيه الدعوة في ذات الوقت لجميع إخواني الشباب / وأخواتي الشابات من حرائر الجنوب متمنياً منهم / ومنهن أن يكونوا أكثر تماسكاً وثباتاً في مواقفهم وإتزاناً في تصرفاتهم وسلوكياتهم وأن يبتعدوا قدر الامكان عن النزق والشطحات الزائدة وأن يكونوا أكثر تحضراً ورقياً سواء في التعامل فيما بينهم أو مع الغير ، كما إنني ومن جانب آخر أناشد السياسيين وباسم دماء شهداء الجنوب الاحرار وكل جرحاه وأسراه في سجون وزنازين الـ ( ...... ) أن يكونوا أكثر حرصاً على وحدة الصف الجنوبي وأن يساهموا جادين في نشر الوعي في صفوفنا معشر الشباب وخصوصاً فيما يتعلق بحقوقنا وما لنا وما علينا من واجبات والتزامات .. وأن يكونوا قدوتنا وبالأخص من خلال حثنا معشر الشباب على نبذ الفرقة والعنف في العمل السياسي مع التحلي بروح المسئولية والقبول بالرأي والرأي الاخر في إطار الاحترام المتبادل فيما بيننا الجنوبيين .. وأن يقفوا كسياسيين وقيادات موحدين ومتوحدين مع أهداف شعبنا الجنوبي الحر بكل أمانة وشرف للسير بنا وبخطى وثابة نحو تحقيق أهداف ثورتنا السلمية المجيدة وفي مقدمتها استعادة دولتنا دولة الجنوب الحر وعاصمتها ( عدن ) الحبيبة .


بقلم / سامي غالب