الجنوب ثورة لن تستكين

[سامي غالب]

لعل الجميل في الثورة الجنوبية أنها لم تستكن ولم تهن منذ انطلاقتها رغم كل الضغوط والعراقيل التي عانت منها..

بل كلما ازدادت العراقيل والمعوقات أشتد عود الثوار وصلابتهم وزاد إصرارهم وعزيمتهم على بلوغ المراد وتحقيق الغاية والهدف,فمنذ انطلاقة الثورة الجنوبية في العام2006م والكل يحاول أن يحبط ثوار الجنوب ويثنيهم عن المضي في طريق التحرر والإستغلال وردعهم بشتى الوسائل الممكنة والغير معقولة,إلا أن تلك المحاولات بآت بالفشل الذريع وعادت تجر أذيال الهزيمة والخزي والانكسار واخذ عنفوان ثورة الجنوب يكبر مع الأيام ويفرض وجوده ويجبر الكل على احترام هذا الشعب الثائر الذي انبثقت من جلبابه ثورات الربيع العربي التي أسقطت زعامات الفساد ودمرت عروش الديكتاتوريات..

واليوم هاهم الجنوبيون " قاب قوسين أو أدني" من تحقيق حلمهم وغايتهم وبلوغ مرادهم ونيل حقهم المشروع الذي حاول الكل تجاهله وعدم الاكتراث به وأعتبارة "زوبعة" في فنجان ستأخذ وقتها ثم تنقضي.

بيد أن الجنوبيين بإصرارهم وحشودهم المليونية التي تقاطرت إلى العاصمة عدن أثبت للكل عكس تلك التكهنات وتضع أمام أعينهم حقيقة لا مفر منها مفادها أن دولة الجنوب أكتمل طورها وبات لزاما على الكل الاعتراف بها وتقبل تلك الحقيقة التي يجدها العض مرة المذاق وحلم يرقد في جنبات المحال ولن يبلغه الجنوبيون مهما حاولوا ذلك..

وهذا هو الخطأ الفادح الذي يقع فيه من يأملون أنفسهم في عدم استغلالية الجنوب ويمنون أنفسهم باستحالة وصول الجنوبيون لهدفهم وذلك الحلم الذي يراودهم منذ سنوات طويلة,وتناسى هؤلاء أن الشعب هو من يصنع ثورته مهما حاول زعامات الدول وطغاة الشعوب أن يقفوا أمام تلك الأحلام والإرادات التي لن تلين ولن تستكين..



بقلم / سامي غالب