كاتب مصري كبير: لا وجود للوحدة العربية وهي بدعة اخترعها جواسيس بريطانيا

[حضرموتنا]

أسامة أنور عكاشة : الوحدة العربية بدعة اخترعها أثنين من جواسيس بريطانيا ومصر مصرية.. وليست عربية





متابعة: إسحق إبراهيم



الوحدة العربية بدعة اخترعها أثنين من جواسيس بريطانيا، ومقومات الوحدة غير موجودة حيث تنتشر الحروب بين دول هذه المنطقة بداية من الخلفاء الراشدين إلى اليوم، وقتلوا من بعضهم البعض أضعاف ما قتله أعدائهم. توجد محاولات لمسخ الشخصية المصرية خاصة من جهة الوهابين، وهم يسعون لتخليص "ثأر" قديم عندما قام إبراهيم نجل محمد علي بهزيمة الوهابيين في موطنهم. جاءت كلمة أسامة أنور عكاشة ثرية وواضحة في ندوة المشاركة الوطنية بأسقفية الشباب حول الهوية العربية وطالب بأن تكون مصر مصرية فقط وليست عربية، وشن عكاشة هجوم عنيف على دعاة الوحدة العربية وقال إنها "بح"

وقال الأستاذ أنور عكاشة: لا أفضل إستخدام كلمة القومية لأنها تعبير عنصري يرتبط بالحركات العرقية العنصرية مثل القومية الجرمينية التي دعا إليها هتلر وقام بالإعتداء على الدول المجاورة تحت شعارها، وكذلك القومية اليهودية التي ترى الحركة الصهيونية إنها أرقى من باقي الأعراق والأجناس لذا أفضل إستخدام كلمة الهوية. كنت من المؤمنين بفكرة القومية العربية التي تسيطر على عقول الناس منذ فترة طويلة إذ يرقص الجميع في مولد القومية العربية التي يعتبرها كثيرون قدس الأقداس، وبدأت مراجعة أفكاري حول هذه القومية أول أغسطس 1990 عندما حدثت المأساة، وقام الجيش العراقي بعبور الحدود وإحتلال الكويت، وهي عادة عربية ظلت مستمرة منذ مئات السنين حيث كانت القبائل المتناحرة في الجزيرة العربية تقوم بالإغارة والإعتداء كل منها على الأخرى كالعصابات، وكانوا يتفاخرون بإرتكاب هذه الجرائم، ويقولون فيها شعر المعلقات فلم يكن لهم أية أمجاد أخرى.

وأضاف عكاشة حول المعركة الثقافية والفكرية التي دارت مؤخراً حول مفهوم هوية مصر غير العربية: كتبت سلسلة من المقالات حول معنى الهوية والثقافة، وخلصت إلى أننا لا نحتاج إلى توصيف مصر بغير صفاتها، فهي أقدم دولة في التاريخ، وليست في حاجة إلى أن يلحق بها كلمة العربية خاصة إذا كانت أقل في العمق التاريخي والأصالة والثقافة. ولم تثار أية معارك فكرية أو ثقافية لكن عندما قلت إن القومية العربية "بح خلاص" اندفعت أقلام كثيرة ومثقفين وكتاب بمهاجمة أسامة أنور عكاشة وكأن الكلمة هي الكفر الصريح!! أعترف بأنني كنت من دراويش القومية ورددت لبيك عبد الناصر، وقتها لم ندرك إن هذه الوحدة لعبة سياسية وليست لها علاقة بالتاريخ والجغرافية. وإن الأمة المصرية هي المجموعة البشرية التي وجدت في هذا المكان من قبل العصور التاريخية وشهد قيام مينا نارمر بتوحيد الدولة، وبالرغم من قيام الإمبراطوريات المحيطة بها مثل الهكسوس وجيش قمبيز والرومان واليونان بالقدوم على مصر بمحاولة مسخ الهوية المصرية لكنهم فشلوا، واستطاعت عبقرية المصريين إستيعاب الوافدين، وأخذ ما يرونه صالحاً وترك الباقي. وأعطى المصريون للعالم ثقافة حضارة عظيمة وعندما دخلت المسيحية مصر وتعرض الأقباط للإضطهاد أعطوا للعالم نظام الرهبنة، وهو إبداع مصري خالص. وعندما جاء العرب تم إستيعاب الوافد وهضمه، وظلت مصر لمدة 300 سنة حتى تحولت إلى الإسلام ثم جاء الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين ودخلت مصر خلال ستة قرون ظلامية تأخرت فيها مصر كثيراً وكانت كفيلة "بتكسيح" أي دولة. الجغرافيا جعلت مصر "ناصية" مهمة في قلب العالم مما جعلها مطمع لكل الدول الكبرى في العالم خاصة فرنسا وبريطانيا.

وحول نشأة الوحدة العربية قال عكاشة: الوحدة العربية بدعة أخترعها أثنين من جواسيس بريطانيا هما لورانس العرب وعبد الله فيلي حيث قاما بإقناع الشريف الحسين عشية الحرب العالمية الأولى بأنه سيكون ملك العرب إذا ساعد بريطانيا وأعوانها ضد الحكم العثماني لكن بعد الحرب جاءت إتفاقية سايس بيكون التي قسمت المنطقة، وبمرور الوقت تبلورت أفكار حزب البعث وحركة القوميين العرب الداعية إلى القومية العربية والوحدة بين جميع الدول العربية لكن ظلت عاجزة على الإنتشار إلى أن جاء عبد الناصر الذي كان البطل الذي يسعى إلى هذه الوحدة لا سيما بعد مأساة ومقلب الوحدة مع سوريا التي أستمر 3 سنوات وفشلت لأن مقومات الوحدة غير موجودة حيث تنتشر الحروب بين دول هذه المنطقة وانقسمت منذ بداية من الخلفاء الراشدين إلى اليوم وقتلوا من بعضهم البعض أضعاف ما قتله أعدائهم ومازالت توجد مشاكل بين قطر و البحرين وبين الجزائر والمغرب ومعارك مسلحة داخل لبنان وفلسطين والعراق. وأستطرد عكاشة قائلاً: يوجد نوع واحد من الوحدة تحققت هو وحدة الثقافة وهذا تحقق بفضل المصريين عن طريق الكتاب والفيلم و"الغنوة" المصرية، ونحن هوينا مصرية وثقافتنا عربية.

وقال مجدي رزق – محاسب- إن مفهوم الدولة ارتبط بثلاثة مباديء أساسية هي حقوق وواجبات المواطنة ومبدأ الحرية ثم أعمال العقل. وأضاف إنه في الوضع الحالي لا تتوافر هذه الحقوق وتنتهك حقوق المواطن بصورة مستمرة، ولا ندري إلى أين تتجه مصر في ظل هذه الأوضاع خاصة في ظل اللبس الموجود بين العروبة والإسلام. وتساءل حول دور القنوات القضائية العربية وتأثيرها على البسطاء وتقديم العروبة على أنها الإسلام.

وقال محمد البدري كاتب ومؤسس للحزب الليبرالي المصري عن فكرة القومية العربية لم تكن موجودة قبل الأربعينات، ولذلك لم يدافع أي من الملوك المصريين عن دول خارجية وعلى سبيل المثال عندما دافع المصريون عن حدودهم في عين جالوت لم يذهبوا لتحرير مقر الخلافة الإسلامية في بغداد. وأشار أنيس إبراهيم مدرس إلى عدم وضوح الهوية المصرية وإن المصريون أصبحوا يقلدون جميع الجنسيات في الزي والعادات والتقاليد. وتحدث المهندس إسحق حنا سكرتير الجمعية المصرية للتنوير عن جهل قطاعات كبيرة من المصريين بتاريخهم القديم والتي يمثل الرافد الحضاري الأهم كما تناول ظاهرة تشويه التاريخ في المسلسلات التاريخية.

أجاب الكاتب أسامة أنور عكاشة عن الأسئلة قائلاً:

-يوجد "مركب نقص" عند العرب وهم زرعوا في المصريين الإحساس بالخوف من كل شيء، وإن المصرية لا تكفى وساعدهم نظام يروج للناس أنه خائف من منحهم الديموقراطية بالرغم إن الشعب في عام 1924 استطاع إسقاط عبد الفتاح يحيى رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها في الإنتخابات.

-أعداء مصر يريدون إن تظل مصر تدور في ركب السعودية، ولا يريد لها أن تصبح دولة قوية.

- توجد حالة عداوة بين القومية العربية والإسلاميين إلا أن الدولة الأم للقومية الإسلامية السعودية- مركز رعاية الوهابية تغلغلت في كل مكان وإستطاعت التأثير على دعاة القومية العربية.

-ثقافة البدو الصحراوية نجحت في وهبنة الإسلام المصري. وتوجد محاولات لمسخ الشخصية المصرية خاصة من جهة الوهابين هم يسعون لتخليص ثأر قديم مع إبراهيم نجل محمد على عندما هزم الوهابين بالسعودية.

- التليفزيون المصري لا يفضل وجود التاريخ الفرعوني في المسلسلات بحجة التسويق الاقتصادي في البلاد العربية الذي لا يرغب في مسلسلات حول التاريخ المصري القديم.