تغطية متفرقة من الجنوب العربي المحتل ويوم الاسير الجنوبي الخميس 28 مارس 2013م

[روابي الجنوب]

صحيفة الايام
6 hours ago
‫سعاد علوي

مهنة الصحافة وحرفنة تزييف الحقائق

إن كل فرد يعتمد للنظر الى القضايا من الزاوية التي يرى منها تلك القضية او غيرها . فالبعض يكون مصابا ببعض الجهل بمعلومات وحيثيات موضوع القضية المطروحة أمامه او انه يستمد وجهة نظره من مصدر يطرحها وفقا لمصالح خاصة قد لايستفيد منها الا شرذمة قليلون من البشر بينما يتضرر الملايين وفقا لذلك الطرح .

وقضية شعب الجنوب التي وصفها الصحفي القطري الدكتور احمد عبد الملك بالسودنة وهي التشكيك والريبة في احقية هذه القضية والتي من وجهة نظره ان حلت هذه القضية كما يريدها شعب الجنوب سوف تخلف الكثير من المآسي على اليمن والمنطقة ولم ياخذ بعين الاعتبار ماخلفته الوحدة من مآسي على الشعب الجنوبي منذ قيامها في العام 1990 ومرورا بحرب الغز اليمني على الجنوب في صيف 1994 وكان هذا الشعب لاقيمة لحياته عندهم او انه لايستحق الحياة بكرامة على أرضه وهو من قدم الأرض والثروة في الوحدة طواعية وبطيبة نفس وان ماتعرض له بعدها انما هي غدر ومكيدة يعاني من نتائجها الى يومنا هذا .

ونحن هنا بصدد حالة هذا الصحفي صاحب الخبرات العظيمة والباع الطويل في مجال الصحافة والتحليل السياسي للكثير من القضايا على الساحتين العربية والعالمية . حيث لاتشفع له وضعية الجهل بالأمر والذي هو قضية الشعب الجنوبي .

إذ انه حصر نفسه في مصدر معلوماتي واحد وهو الإعلام اليمني التابع للمحتل او إعلام بعض القنوات الفضائية العربية والعالمية المؤيدة لهذا الاحتلال والذي يعتبر طرفا في هذه المعضله والمستفيد الأول في ما آلت إليه الأمور في الجنوب العربي المحتل . فلو أنه تسائل لماذا كل هذا التعتيم الإعلامي الذي تمارسه سلطات الاحتلال اليمني والذي يساعدها عليه كثير من الدول المجاورة ومنها دولته الرشيدة قطر . او انه استخدم قرون الاستشعار الصحفية وعمل بمبدأ الصحافة مهنة المتاعب وكلف نفسه القليل من العناء وبحث عن الحقيقة من كل اطرافها وجوانبها ومصادرها ونزل الى ارض الواقع الذي يتمثل في الجنوب لعرف واكتسب الكثير من المعلومات والحقائق التي نعتقد انه بعدها لن يتجرا على كتابة هذا المقال الذي تطرق فيه فقط الة جوانب الضرر الذي سيقع على راس المحتل اليمني وخصوصا من في سلطة النظام والمتنفذين في حال ان الجنوب نال استقلاله ولن يتجرا على القول ان الجنوب فرع من اليمن ولايجوز انفصاله . او لكنا وجدناه بيننا في إحدى المليونيات التي يخرج فيها شعب الجنوب ليعبر عن حقه في الاستقلال وإعادة دولته المسلوبة . في محاولة منه لإيصال صوته الى الآذان التي صمت عن هذا الحق وأصبحت لاتسم عالا صوت الباطل الذي تتوفر له كل الوسائل ليصل الى ابعد مدى ويقنع العالم بتزييف الحقائق من خلال الحرفنة الصحفية والإعلامية الفذة .

ان قضية شعب الجنوب هي قضية شعب ودولة ووطن مسلوب تعرض للاحتلال تحت خديعة الوحدة من قبل دولة جارة لاترعى الا ولا ذمة ولا تلتزم بعهد ولاميثاق شرف لأنها عديمة الشرف وفاقد الشيء لايعطيه . ومن يساندها في عملها الإجرامي هذا إنما يندرج في مصنفها هذا ويناله ماينالها من اللوم والمسؤولية .

من يريد احتراف الكتابة بصدق وشفافية فليبحث عن الحقائق بموضوعية بعيدا عن إسقاط الذاتية والمصالح الخاصة على تلك الحقائق ولو سمحت له الظروف اكثر فلينزل الى ارض واقع شعب الجنوب ويرى ويلمس كيف يعاني هذا الشعب الصابر والصامد وبعدها فليصدر أحكامه من هنا فقط لا من الأبراج العالية والقصور الفخمة والمكاتب المرفهة التي ينعم فيها بالهواء البارد والهدوء الرومانسي والمشروبات والعصائر الطازجة .
سعاد علوي 27/3/2013