تقرير مصير الجنوب خيار لا رجعة عنه

[صوت الجنوب]

صوت الجنوب نيوز /السفير:أحمد عبدالله الحسني/30-07-2007م

تقرير مصير الجنوب خيار لا رجعة عنه






منذ يوم 24 يوليو 2007 وبعد ان أعلن أبناء الجنوب صراحة أمام العالم اجمع ان بلدهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قد وقعت تحت الاحتلال الكامل لنظام الجمهورية العربية اليمنية منذ السابع من يوليو 1994... وان الوحدة التي اعلن عن قيامها في 22 مايو 1990 بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية

الشعبية قد الغيت بالقوة وبالحرب ...ومطالبتهم المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية تقديم المساعدة الى شعب الجنوب لتحرير وطنه وتخليصه من الاحتلال اليمني ...منذ تلك اللحظة قام نظام الاحتلال بتدشين حملة شعواء واسعة متعددة الأوجه هدفها ضرب حركة التحرر الوطني الجنوبية في المهد وإفشالها وقد جند لذلك كافة إمكانياته العسكرية والقمعية والسياسية والإعلامية ووظف علاقاته بأحزاب المعارضة للنهوض معه بهذه الحملة ...

من ضمن هذه الحملة قرار طاغية اليمن الالتفاف على نضالات المسرحين العسكريين والمدنيين والأمنيين عبر تشكيل عدد من اللجان الوهمية في مكاتب المحافظين في محاولة بائسة وفاشلة لإعطاء انطباع للمراقبين والمتابعين ان المسالة حقوقية بسيطة تأتي ضمن اختصاصات المحافظات ، وهو عمل اخرق يفتقد الى الكياسة والاتزان اذ ان العالم قد عرف حجم وشمولية حركة التحرر الوطني الجنوبية المتصاعدة في الجنوب المحتل
ولم يعد باستطاعة نظام صنعاء ان يخدع احدا لا في الداخل ولا في الخارج ، وقد حملت هذه القرارات سبب موتها قبل ان ترى النور لأنها أنكرت وجود حقيقة معاشة ملموسة عرف عنها القاصي والداني ولن يتقبلها المتقاعدون في اي بقعة من ارض الجنوب خاصة وانها قد جاءت بعد النجاحات الكبيرة المحققة في اعتصامات 7 7 2007 وبعد ان نشرت الحركة التحررية الوطنية الجنوبية مطالبها بأبعادها السياسية الكاملة في 24 يوليو 2007... على ان نظام صنعاء لم يستثني وسيلة وأسلوبا الا اتبعه في حملته الشعواء وفي سياق ذلك يمكن ذكر دفعه لالاف من قوات القمع المركزي وتعزيز وحدات الحرس الجمهوري في عدن بوحدات جديدة من صنعاء وارسال المخبرين والعسس ونشر الشائعات الهادفة الى التشكيك في وطنية وإخلاص بعض رموز الحركة التحررية الجنوبية وافتعال الخلافات بين قادة هذه الحركة جنبا الى جنب مع اصدار مئات الملايين من الريالات المزيفة لشراء الذمم وتحييد بعض ضعاف النفوس وبطريقة فجة ووقحة حاول رئيس نظام الاحتلال طاغية اليمن ان يحدث تصدعا في صفوف القيادات الجنوبية عبر إرسال مندوب سامي عنه هو السيد هلال محافظ حضرموت السابق ووزير الإدارة المحلية الحالي الذي وصل الى عدن عاصمة الجنوب الابدية ليجري عددا من اللقاءات والاجتماعات مع رموز وطنية معروفة بمواقفها المبدئية من ممارسات الاحتلال وقد تفنن السيد هلال في استخدام المعسول من الكلمات بائعا للاوهام وناشرا احلام لا تلامس الواقع المعاش ورغم ما قام به السيد هلال من جهود الا ان مهمته حتى الان لم تكلل بالنجاح واستطاع ابناء الجنوب تجنب الوقوع في المصيدة ، وقد تناسى السيد هلال ان من يحدثهم من ابناء عدن اثناء اجتماعه بالمجلس المحلي او أولئك الشرفاء من حملة الاقلام الشريفة والفكر المبدع هم من هذا الشعب الذي اكتوى بنار الاحتلال والتفرقة والتمييز وهم اخوة وابناء وزملاء واصدقاء لمن افقرهم الاحتلال اليمني وخطا اعتقد ان بإمكانه الترويج لبضاعة بايرة وان الناس سيصدقونه ويكذبون انفسهم وينكرون الحقائق المعاشة التي يرونها امام اعينهم يوميا ... وقد لاحظنا ان السيد هلال قد اسهب في بيع الأوهام والأحلام وحلق كثيرا في الهواء قبل ان يرتطم بارض الواقع الملموس الذي يكذب دعاويه ويثبت عكسها تماما ... لاحظنا كيف اغدق على الحضور في اجتماع المجلس المحلي بذكر المليارات التي ستتحول الى المجالس المحلية والخطط المعدة للتغيير في الادارة المحلية وانها موجودة ولا تتطلب سوى ثورة منه ومنهم فهو قائد ثورة التغيير في الادارة المحلية وسيخرج في المسيرات والتظاهرات ليخرج تلك المخططات من الإدراج وقد صدق فهي في إدراج الرياح ... لقد كان السيد هلال محقا ناقلا بامانة رسالة طاغية اليمن الذي اعتاد بيع الناس الاوهام والاحلام واستمراء الكذب الى درجة افقدته كل مصداقية تماما ...وسلوك السيد هلال يتناسب تماما ويعبر باحسن صورة عن النظام اليمني الفاسد والفاشل ... مالم يقله السيد هلال لابناء عدن ولمجلسها المحلي ...لماذا يكون نصيب عدن نسبة 51 في المائة من كل المسرحين والمحالين الى التقاعد على مستوى الجمهورية اليمنية كلها وماسر هذا الحب وهذا التقدير الكبيرين لعدن ولابناء عدن عند حاكم اليمن ...مالم يقله السيد هلال لابناء عدن لماذا تقرر صنعاء ميزانية سنوية لمحافظة عدن عاصمة الجنوب الابدية وحاضرة الجزيرة العربية اقل من ميزانية مستشفى الثورة في صنعاء ...ما لم يقله السيد هلال لأبناء عدن ما هو سر كراهية الرئيس اليمني لعدن الى حد الغاء مطارها الدولي ...ما لم يقله مندوب الرئيس اليمني الى عدن لماذا لم ترى النور المنطقة الحرة في عدن منذ 17 عاما حتى اليوم ...ما لم يقله السيد هلال لأبناء عدن لماذا منح الرئيس اليمني ارصفة ميناء المعلا بعدن ملكية خاصة مجانية كاملة لمدة 100 عام لبيت هائل وما أدراك ما بيت هائل...ما لم يقله السيد هلال لابناء عدن كيف اقدم الرئيس اليمني على الاستيلاء على 38 منشاة صناعية ومعمل وعلى شركات القطاع العام في عدن لملكيته الخاصة تحت مسمى المؤسسة الاقتصادية العسكرية ورمى بالالاف من عمال تلك المنشئات الى الشارع والحقهم بمئات الالاف من المسرحين قسرا عن العمل ...مالم يقله السيد هلال لابناء عدن لماذا يقوم ضباط الحرس الجمهوري في عدن بقتل شباب هذه المدينة ظلما وعدوانا وليقل لنا لماذا قتل نبيل فارع والسوكة والزامكي والطفلة يسار عبدالرزاق ذات الثمان سنوات وهي تلعب بجانب منزلها في قرية الخيسة بمدينة عدن في يناير 2006...لم يقل السيد هلال لابناء عدن لماذا يامر رئيس النظام اليمني بنزع ملكية المزارعين من ابناء بير احمد وبير نعامة والعماد في محافظة عدن وتمليكها لاقربائه القادمين من اعالي اليمن ...ما لم يقله السيد هلال لابناء عدن كيف يجري توظيف ابناء الجمهورية العربية اليمنية في مؤسسات الحكومة وشركاتها داخل عدن ويمنع توظيف ابناء عدن ...ما لم يقله السيد هلال كيف رمى نظام الاحتلال اليمني بعشرات بل مئات الكوادر من هيئات التدريس في جامعة عدن الى الشوارع واستقدم بدلا عنهم من الجمهورية العربية اليمنية ...وليعذرني القراء على الاطالة وساكتفي بما اوردته اعلاه اذ ان جرائم النظام اليمني وفضائحه وفساده اكثر من ان تحصى وتذكر في مقال على ان ما ذكرناه من شواهد وامثله تثبت بالملموس ان مهمة السيد هلال مبعوث الرئيس اليمني الى عدن لافشال حركة التحرر الوطني الجنوبية ووضع العراقيل للتراجع عن تنفيذ الفعالية السياسية الكبرى يوم 2 من اغسطس2007 في ميدان الحرية في عدن لم تحقق النجاح وان معسول الكلام وحسن استخدام التعبيرات والصيغ الوهمية لم تعد تنطلي على احد ولن يتقبلها ابناء الجنوب سواء كانوا من مدينة الحرية والنور عدن او من روابي الجنوب الطاهر ...كما ان اموالهم المزوره لن يشتروا بها الا من كان رخيصا مبتذلا لا يقوى على التاثير على الجماهير ...
واذا كان هذا هو موقف السيد هلال مبعوث طاغية اليمن وهذا مصير بعثته ومهمته فان مصير الحملة الشعواء التي دشنها النظام اليمني بشقيه السلطة والمعارضة هي الاخرى لا نتوقع لها النجاح لاسباب جوهرية واخرى بسيطة واضحة وهي استمرار النظام اليمني في انكار وجود قضية جنوبية وانكار وجود وطن جنوبي وانكار وجود شعب عربي وجوده على ارض الجنوب العربي ضاربة في التاريخ وله اسهاماته في الحضارة الانسانية وشواهدها ماثلة في افريقيا وفي شرق اسيا كما في غيرها من بقاع العالم وهذا الاصرار على انكار وجود وطن وشعب هو بالذات ما يؤسس للفشل لان فرض قناعة النظام اليمني ومحاولته لطمس تاريخ الجنوب وهويته وتزييف حقائق التاريخ وتغيير الجغرافيا
واستمرار التاكيد على ان الفرع عاد الى الاصل واتباع سياسة افقار متعمد وتجهيل لابناء الجنوب كلها عوامل تؤسس لفعل عمل وطني تحرري يرتقي الى مستوى الخطر الداهم الذي يتهدد الوطن ارضا وانسانا ووجودا ويدفع الى التاكيد المستمر على حق ابناء الجنوب في استعادة وطنهم وحريته واستقلاله ...هل حرم علينا ان نقول اننا عرب واننا لسنا يمنيين وان تسمية بلادنا بمسمى اليمن قد قام به فصيل سياسي من ابناء الجنوب ولم يتم استفتاء الشعب في ذلك الامر ( قرارالجبهة القومية التي استلمت استقلال عن بريطانيا في 30نوفمبر 1967وهي فصيل من حركة القوميين العرب)...مع ان هذا لا يعني ان قرار ذلك الفصيل غير قابل للنقض او التغيير كما لا يعني بتاتا ان اليمن حصلت على صك بملكية الجنوب العربي ...هذه حقائق بسيطة على اخواننا اليمنيين ان يستوعبوها ويتقبلوها ويعترفوا بها لا ان يمعنوا في انكارها ويستمروا في تعسف الحقائق وتزييف التاريخ ...كفى اباطيل وكفى أكاذيب وكفى تزييف للحقائق ... واقول لقيادات احزاب المشترك ( المعارضة ) اتركوا الجنوب وشانه واتركوا شعبنا يقرر مصيره وتوجهوا الى جماهيركم ونظموها وسيروا بها في نضال تحرري يسقط النظام العسكري القبلي المتخلف الذي يحكم اليمن منذ قرابة ثلاثين عاما وابداوا بمشروع وطني حقيقي يلامس الواقع المعاش ويعبر عن حق الجماهير في امتلاك حقها في تقرير مصيرها وبناء الدولة الوطنية الحديثة ...وهذا حقكم لا نعترض عليه كما لا يمكنا قبول اعتراضاتكم وتجاوزاتكم لحقنا في الحرية وفي الانعتاق الابدي من ربقة الاحتلال العسكري القبلي المتخلف وحق شعبنا في ان يقرر مصيره بنفسه ويحدد لنفسه النظام الذي يبتغيه والطرق المثلى لاستغلال ثرواته ويحدد مستقبل اجياله القادمه دون تدخل من احد ودون منة من احد ...هل يفيق اخواننا في قيادة احزاب المشترك من اوهامهم وهل يتخلوا عن صناعة الاضاليل وبيع الاوهام والكذب على النفس وعلى الجماهير ...هل يقلع بعضهم عن صناعة الاصنام وعبادتها فهي عادة سادت المجتمع العربي قبل الاسلام وان الاوان ان يتخلصوا منها ...
اما ما سيثبت فشل هذه الحملة بكل مكوناتها واساليبها ومخرجاتها في الواقع فهو مزيد من التلاحم ورص الصفوف لطلائع حركة التحرر الوطنية الجنوبية وتحصين وحدة المصير والهدف عبر استكمال وثيقة الاجماع الوطني من ناحية وعبر تصعيد الفعاليات النضالية المختلفة في كافة ارجاء الجنوب المحتل والمشاركة الواسعة والنشطة في فعالية 2 من اغسطس 2007..في ساحة الحرية في العاصمة الابدية لجنوبنا العربي...والاستمرار بالنضال السلمي التحرري وتنويع الأشكال والأساليب وخلق الظروف المناسبة للانتقال الى حالة ارقى من حالات النضال السلمي وصولا الى العصيان المدني الكامل الذي بالضرورة سيؤدي الى سقوط المناطق الواحدة تلو الأخرى .
اجد انه لزاما علي ان أتوجه بالتحية والتقدير الى رموز من القادة السياسيين اليمنيين الذين حافظوا على استقامتهم وجاهروا بارائهم المؤيدة لحق شعبنا في تقرير مصيره وتصدوا للحاكم الظالم وزبانيته واشاروا الى الخطر الحقيقي الذي يتهدد اليمن وينذر بتشرذمها بسبب سياسة الاحتلال التي يمارسها نظام الرئيس اليمني في الجنوب واخص بالذكر منهم الاستاذ المناضل الوطني الشجاع عبدالله سلام الحكيمي , والاستاذ القدير الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ولصاحب القلم المقاتل بالكلمة الشجاعة الاستاذ عبدالكريم الخيواني الف تحية .

الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج "