اخرج مـــنـــهــا يامـــــلــــعــون

[الذيب]

اخرج منها يا ملعون
بقـــا ئــــك يغضب رب الكون.

لم يكن تجاوز الحادية عشر حين رافق والدهٌ لحضور
مبارة في كرة القدم بين فريق انجليزي وفريق الواي
في عدن عام 1963م ولم يكن يعرف ما تخبي له الاقدار
بعد 42 عام في ذلك المكان مع ان الحال قد تغًير وقدغادر
الاحتلال البريطاني الجنوب منذُ مدة ليست بالقصيرة
يومها كان يردد مع بقية الاطفال في الملعب برا برا
يا ستعمار
ويومها فاز فريق الواي على الفريق البريطاني 3/1
وكان فخور بفوز فريقه على الفريق الاخر فردد مع
رفاقه الاهازيج واطلقوا الالعاب النارية ابتهاجاَ وفرح
وشتموا الجنود البريطانيين ولكنهم اي الجنود البريطانيين
تعاملو مع الحدث بمسئولية وبمستوى المحتل الراقي فلم
يعتقلوا
احد ولم يستخدموا حتى مسيل الدموع لعلمهم بخطورة ذلك
على نفسيات شعب محتل .نعم لم يكن يعرف محمد صالح
علي ان عدن الجنوب ستسقط يوماَ اخر في يد احتلال ثاني
اشد قسوة من الاحتلال الاول الاَ
عندما اطلقوا جنود الاحتلال نيران اسلحتهم باتجاه الجماهير
المعبرة عن فرحتها بتعادل
فريق التلال على فريق وحدة صنعاء وسقط مغشياَ عليه وقد بلغ
من العمر عتيا .رصاصة تخترق ذلك الجسم النحيل فتسكن
بالقرب من عموده الفقري فتشل حركتهُ فتجبرهُ ان يرقد
في قسم العناية المركزة.. يالها من فاجعة ومن من من احتلال
عربي مسلم ماهذه المعادلة التي لا يستطيع فهمها ذلك الجسد
المسجى ولم تكن في الحسبان .هل الانجليز الذين غلبناهم ثم
شتمناهم ارحم من اولائك القادمون من الجوارالذين تعادلنا
معهم فكيف بنا اذا هزمناهم ربما تقصف المدينة بالكاتيوشا
لقد قالها بمرارة ولكنها الحقيقة فردد تلك العبارة بصوت
ضعيف نتيجة الالم ورددنا ها معه بصوت مرتفع
اخرج منها يا ملعون
بقـــا ئــــك يغضب رب الكون.