رجال الزمن القادم

[ابو عهد الشعيبي]

هكذا الدنيا تتقلب فيها الضروف والمناخات وتزهو بها صباحات وتأفل نجوم وتضيع
وتتبخر من سماها غيوم وسحاب لتهطل غيثاً هنا يروي ويبعث حياه وهناك يهلك ويفني ..
ودنيا الجنوب بعد يوليو واغسطس 2007م أمام وضع جديد مختلف عن سابقه قبل
الخروج من الكهوف إلى الميدان وقبل سقوط الشهداء والجرحا وزج الشرفاء
في الزنازين .. وهذا أمر محسوم الإعتقاد به هكذا فهو غير والمنعطف غير
والمسار غير ونفسيات الجنوبيين غير وحتى الشماليين في وضعهم اليوم ايضاً
غير وكل الآتي سيكون على نفس البناء "غير "
وعلى ضوء إفرازات أيام الغضب الجنوبي طيلت الأيام الماضية أجتهدت محاولاً من جانبي
الإقتراب من بعض الأشياء لإستخلاص أشياء أراها جديرة بالتأمل والنضر من قبل
العقلاء والأمرين بالمعروف ووضعها في حروف لا يعني أكثر من تسليط ضوء ........

أول هذه الأشياء إن الجنوب الذي ضلينا نعتز ونتفاخر بحمل أسمه ونجاهر به
في أحلك الضروف وأقساها وبكل مكان وزمان أمام الملأ أضحى اليوم بعد الغضب الوطني
حقيقة للمعنى بأكبر من توقعاتنا كبسطاء وحتى توقعات وساستنا الصاحين والناعسين
والمفدمه أفواههم .. ومجددداً منحنا هذا الوطن " الجنوب" شرف
الإنتماء إليه بعظمة تفوق معاني كل حروف لغات الدنيا وهذا فخر مضاف لفخرنا بتاريخ
الزمن الماضي المسجل للاباء والأجداد بكل حقب وأحداث هذا الجنوب العظيم ....

الثانياً / إن أحدث الغضب كانت فرز وإستفتاء وفضاء تقلبت بأفقه كل الاوراق لتنشكف للقاصي والداني
فصدم من صدم وشمخ من شمخ وهمهم من همهم وصعق من صعق وأ،تهى من انتهى ، ولا تزال الحياة تبعث الصدى في كل روح ليلاً ونهارا لأيام كانت صحوة على غير العادة وفوق المتوقع ، فالذي ضن
إن الجنوب انتهى صُدم وأفاق على فجيعة تلتها أخرى حتى وهن ، والذي ضل متشبث بالأمل والمجد الجنوبي زاد
شموخه وأرتفع راسه وتضاعفة همته وعلي شانه وبلا شك فأن مسؤليته اليوم أيضاً أمام الوضع الجديد
مضاعفه وقلقه لا بد إن يكبر ، و الذي ضل يتنطط ويؤكل الحرام على حسابنا وحياتنا
وكرامتنا سقط في غيبوبه من ساعتها هو مشلول الكبد والروح وبكل تأكيد تعيش عقليته وذهنه خيارات من الصعب حسمها في التخلي عن الحرام الذي أفسد الجثث والقلوب مقابل الإنخراط بصف التقشف والنضال ، والذين راقبوا الحدث بصمت من بعيدأعداء وأصدقاء أدركوا إن الزمن لم يجتر سنينه وأشهره منذ إن ساقنا الله للوحدة
الكارثه بل رأوه و:انه أوقف العجله في وسط سبخة الدم وألأشلاء
التي تمزقت في حرب 94م في كل مناطق الجنوب ..فمقاومة الجنوبيين للمحتل سلمياً في يوم 7يوليو و2 اغسطس و6 اغسطس 200م ً كانت تاريخ لإرث قديم يتجدد لهذا الشعب العربي الأصيل !!
هدأت الساحات الجنوبية من العواصف والرعود والحنين وبالتأكيد إلى حين ........
ولكن وبكل تأكيد هناك توجهان يعملان على الساحة لإمتلاك زمام القادم !
فأيهما أجدر واقوى واكثر نظج وتحرك لإمتلاك رصيد السيطرة ؟؟؟؟
وبين الأثنين ثالث يعوم ولكنه بين ضفتين لو أشتدت الهبه من هنا أو هناك سقط في فخ هو هلاكه إن لم يتدارك
الموقع والمترس المناسب له قبل فوات أوان الآون في زمن صارت فيه الثواني محسوبه بمواقف عند الرجال والشرفاء .....
إذاً ففريق الجنوب والإنتصار االجنوبي والعمل الجنوبي والصحوة الجنوبية والإستقلال الجنوبي وهو فريقنا
يجب إن يكون فريق صاحي وقوي وكبير وصلب على أكثر من جبهة وبثبات وأعضاءه هم رجال الزمن القادم
إن شاء الله لإن سلاحهم الحق وذخيرتهم الدم والنبض والإرادة الشامخة أبدا ..
والله المستعان