السنة والعام

[حبيبي الجنوب]

السنة والعام

أولاً أخوتي في منتدى صوت الجنوب (صوت الجنوبيين الأحرار) أتمنى أن تعذروني على توقفي عن الكتابة وذاك لأسباب كثيرة منعتني حتى من رؤية التلفاز. المهم عندي هنا نقطة أحب إيضاحها عن السنة والعام.
شاع استخدام مصطلحي السّنة والعام على أنهما مصطلحين مترادفين، أي أنهما كلمتين لمعنى واحد، والحقيقة أن السّنة والعام مترادفين من جهة الحساب الزمني ـ أي عدد الأيّام والشّهور ـ وكلاهما يساوي 12 شهرا، أما من النّاحية اللغوية فهما مصطلحين مختلفين تماما. فلا يستقيم لغة استخدام مصطلح السّنة عوضا عن العام والعكس بالعكس، واختيار المصطلح المناسب في المكان المناسب يحدّده سياق الحديث أو الكتابة، فكثير من الإخوة الكتّاب من المعارضين في موقع صوت الجنوب (موقع الجنوبيين الأحرار) لا ينتبهون إلى هكذا تفريق، وأحببت في هذه المقالة البسيطة تصحيح مفهومي السّنة والعام.
فمصطلح السّنة يشير إلى معنى الشدة والضيق والشر، بينما مصطلح العام يشير ويوحي إلى معنى الرخاء والخير والنماء، وجاء التفريق بين المصطلحين واضحا جليّا في سورة يوسف عليه السلام عندما تحدّث السياق القرآني عن رؤيا الملك التي فسّرها سيّدنا يوسف عليه السلام فقال تعالى: بعد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يوسف أيّها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلّي أرجع إلى النّاس لعلّهم يعلمون ﴿46﴾ قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتّم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ﴿47﴾ ثمّ يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدّمتم لهنّ إلاّ قليلا مما تحصنون ﴿48﴾ ثمّ يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث النّاس وفيه يعصرون ﴿49﴾﴾.
فدلت الآيات المباركة على أن مصطلح السّنة ارتبط بالشدة والقحط بينما مصطلح العام اقترن بالرخاء والخير. وعليه لا يصح لغة أن تقول لصديقك بمناسبة عيد الفطر المبارك مثلا، كل سنة وأنت طيب، والصحيح هو أن تقول له كل عام وأنت بخير، وهو الدعاء والتمني له أن يكون بخير.
وإذا ما نظرنا مثلا في كثير من كتابات إخوتنا تجدهم وهم يصفون نظام الاحتلال (اليمن الشمالي) والظلم الواقع على اليمن الجنوبي لا يفرّقون في استخدام هذين المصطلحين، فيكتبون مثلاً: فالشعب الجنوبي يرزح تحت ظلم نظام اليمن الشمالي وأعوانه أكثر من 11 عاما، والصحيح هو أكثر من 11 سنة.
ومما جعلني ألفت انتباه القارئ الكريم إلى هكذا تفريق هو الكتابات الرّصينة لبعض الإخوة المعارضين التي تكاد ترقى إلى مستويات سامقة في السبك اللغوي، إلا أنهم يقعون وبدون قصد في هكذا هفوات بسيطة، فأحببت أن تخرج كتاباتهم خالية من العيوب.