ســألـــو أبــلـيـس لـمــاذا بـتـهـاجــــر مـــن الـيـمـن فتقـال

[gamal]

الطرف والنكات أسلوب أدمنته الشعوب قاطبة في أنحاء العالم حتى قيل: إن النكتة هي العادة السرية لأي شعب، والنكتة السياسية خصوصاً إنما هي عبارة عن تنفيس عن الكبت والتضييق والآلام والمعاناة التي يتعرض لها شعب ما من حاكمية ولا سيما الرأس الأول في هرم السلطة.

ووطنا العربي والإسلامي ولاسيما في حلقته العربية ينال نصيب الأسد والسهم الأوفر من كل ذلك في ظل حكامه خاصة البلدان ذات النظام الجمهوري.

ففي طرفة بالغة السخرية من أوضاعنا المأساوية ولاسيما في اليمن زعموا أن رئيساً عربياً التقى به إبليس فأخذ الرئيس العربي يسأل إبليس عن أنجع الطرق الشريرة (بالطبع) في إخضاع شعبه وإذلاله وما يضمن له الاستمرار في كرسي الحكم إلى الأبد وهنا همس إبليس في أذن الحاكم العربي بكلام فلما انتهى من همسه قال له الحاكم العربي لقد جربنا ذلك كله، ولكنه لم يجد نفعاً فقال إبليس للحاكم العربي كانت تلك خلاصة تجاربي في تلك المسألة طوال عهود البشرية ولا أعرف غيرها عندك ما ليس عندي فهاتها لي وهنا التقم الرئيس العربي إذن إبليس فبين له ما يصنعه بشعبه في ذلك وهمس له بكلام انزعج له إبليس غاية الانزعاج هولاً ورعباً، وقال للرئيس العربي، اتق الله يارجل وهنا انتهت الطرفة، وأترك التعليق للقارئ الكريم، وفي إسقاطها كذلك شخصاً ومكاناً.

وبمناسبة ذكر إبليس فيروى عنه نكتة صادرة من المجتمع اليمني إذ قالوا: إن مجموعة من اليمنيين الهاربين من جحيم بلادهم إلى جحيم الغربة والهجرة غير الشرعية التي اضطروا لها التقى أولئك مع بعضهم بعد تجاوزهم حدود بلد مجاور لليمن وكان معهم إبليس وهو مثلهم مهاجر فأخذوا يتحدثون عن سبب هجرتهم فقال أحدهم هاجرت من أجل أن أجمع مبلغاً مالياً لأتزوج، وآخر ذكر أنه من أجل أن يبني له منزلاً وثالث بنحو ذلك ورابع .... الخ، حتى إذا جاء الدور على إبليس سألوه لماذا يهاجر من اليمن فقال: أنا علمت المفسدين في بلادكم كيف ينهبون المال العام، ولكن ما من أحد منهم كان وفياً معي إذ مثلاً: بمجرد اكتمال أي مفسد لأي عمارة ضخمة له يكتب عليها (هذا من فضل ربي)، ونسوا أنني من علمهم ذلك ودلهم ولولاي لما وصلوا له، فمن أجل ذلك هاجرت.