عبود خواجه: فنان القضية الجنوبية

[خالد باراس]

يثير عبود خواجة حماسة الجنوبين مؤخراً. المسألة تتعدى مهارته في عزف العود لتتعلق بدخوله مباشرة في صلب الحراك السياسي الحاصل في الجنوب، وتحوله إلى فنان القضية الجنوبية. خواجة الذي ولد بالوهط في لحج ويقيم في الخليج، والذي اشتهر بمرافقته كعازف عود جيد لابوبكر سالم بلفقيه وتأديته أغانيه، اهتم وشارك بالحدث الجنوبي على طريقته الخاصة. حيث قام بإعداد عمل فني موسيقي بعنوان أوبريت الجنوب، في ذكرى الاستقلال الماضية، بشكل متزامن مع فعالية كبيرة بخصوص المناسبة نظمها المتقاعدون في عدن٠

الاوبريت الذي ذاع بين الشباب والنشطاء الجنوبيين لم يتم توزيعه عبر الكاسيت، بل عبر منتديات على الانترنت وموقع "اليو توب" الشهير. لكن كانت الوسيلة الاكثر سهولة وحذراً في اليمن هي تبادله بالموبايلات عبر البلوتوث رغم حجمه الكبير الذي يستغرق 10 دقائق تقريباً٠

في حالات قليلة تواجد أوبريت الجنوب على شريط كاسيت. وفي مزاج معين أصبح متعلقاً بإثبات موقف، حيث يقوم احد الشباب الجنوبيين برفع صوت الاوبريت عبر "مسجلة" سيارته أثناء مروره بنقطة تفتيش عسكرية مستنفراً اعتزازه الذاتي بالجنوب وبشكل متحد للجنود. وإذا لم يكن يشغلها حين إيقافه للتفتيش يصرخ في وجه أحد الجنود مستدركاً: الاوبريت معي!٠

تحول الاوبريت إلى أشبه بنشيد جنوبي يؤثث هوية مفقودة تتم محاولة استعادتها بدأب، لا أحد يعلم من هو الشاعر الذي كتب كلمات الاوبريت، ربما لاسباب أمنية، ولكن خواجة يدمج في نهاية الأوبريت أغاني وطنية قديمة وشهيرة غناها فنانون جنوبيون مثل محمد سعد عبدالله بمناسبة نجاح الثورة على الاستعمار البريطاني سابقاً٠

وقالت مصادر مؤكدة لـ"الشارع" إن هذا الأوبريت كان مادة مهمة في أحد اجتماعات جهاز الامن القومي وصار جدل كبير حوله، وأشار بعض المجتمعين لمخاوف شديدة من "التحريض" الذي قد يحدثه الاوبريت، لولا أن خفض مسؤول كبير في الامن القومي من أهمية الامر حاسماً الموقف من الاوبريت٠

مؤخراً قام خواجة بإهداء أغنية أخرى للشعب "الجنوبي" بمناسبة يوم التصالح والتسامح. تم الاعلان عن هذه الاغنية الجديدة في منتديات "صوت الجنوب" المحظورة على النت في اليمن. تحتفي الاغنية بالتصالح الذي دعت له جمعيات التصالح والتسامح والمتقاعدين، والذي انتهى بشكل دموي بمدينة عدن يوم 13 يناير الفائت. يبدأ اللحن بشكل شبيه بـ"المارش"، ليتصاعد بعدها صوت عبود خواجة قائلاً: ٠

اليوم يوم التسامح... يوم الصفا والوئام

يوم به الخير فاتح... باب الامل والسلام

بعد العنا والشتات... يا إخوان ما فات مات

قد آن وقت التصالح... يكفي من الانقسام

عبود خواجة، الذي يتم تداول اسمه بـ "عبود السقاف" على النت، ضمن تأكيد على كنيته الجنوبية، يُلحق الفن بالاحتجاجات الجنوبية، ويوسع دائرة الرموز التي يستدعيها الجنوب لتعزيز قضيته وهويته المتميزة عن الشمال في ظل حراك يتصاعد يوماً بعد يوم٠