الجنوب.. الفرع الذي أصبح أصلاً

[حتوم]

http://www.hdrmot/showthread.php?t=396

لم يدر بخلد الجنوبيين الأوائل أن خلفائهم سوف يبدأون رحلةً للبحث عن هوية جديدة لأنهم كانوا يدركون بظني أن هويتهم هي الهوية ذاتها التي يحملها الصنعاني والذماري وابن صعدة وحجة وتعز وغيرهم من أبناء اليمن.. فالهوية اليمنية ليست حكراً على صنعاء وحدها ..

الجنوبي يدرك تماماً أنه يمني الهوية والإنتماء ومايحاول التاجيون خلقه من هوية جديدة ماهو إلا استغلال لما يقوم به النظام الفاسد من تعميم للخصوصية الشمالية على الجنوب ليحتكر اليمن و الهوية اليمنية في صنعاء وحدها ويلغي خصوصية الآخر.. وهذه الثغرة التي وفرها النظام الفاسد منحت هؤلاء الفرصة لإيهام المغفلين من أبناء الجنوب بأن لديهم هوية مقابلة للهوية اليمنية وهاهم حتى اليوم يعجزون عن إثبات ذلك فحتى المصطلحات التي يأتون بها لم ولن تسعفهم لأنه لا وجود حقيقي لتك الهوية في الواقع ولذلك فإن الحديث عن الهوية الجنوبية يعد مضيعة للوقت فهو لا يزيد قضيتهم إلا تعقيداً ولا يزيد جهودهم إلا تشتيتاً..

ومما يجعلني أزداد إصراراً على قولي بأن الجنوب العربي هوية لمن لا هوية له هو أن هؤلاء لا يتوانون وبشكل قد يثير الشفقة أحياناً عن بيع هويتهم المزعومة في مقابل الحصول على الهوية المقابلة وهي هنا الهوية الحضرمية فتراهم لا يخجلون من التصريح بأنهم مستعدون لرمي الجنوب العربي في أقرب منفى واستبداله بحضرموت الكبرى أو دولة حضرموت أو ماشاء الحضارمة.. مما يمثل في نظري صفعة قوية لكل من يؤمن بالجنوب العربي كهوية وهم يعملون بذلك على كشف زيف هويتهم بأنفسهم ولذا هم ليسوا بحاجةٍ للسياط الحضرمية التي يتحدث عنها بوعمر لتلهب فوق ذلك ظهورهم..

و أعجب كيف يريد هؤلاء أن يجعلوا من الجنوب أصلاً تنتمي له حضرموت وهم بالأصل فرع من اليمن؟! ولا أقصد هنا -كما قد يتخيل البعض- بأن الجنوب فرع عاد إلى الشمال الذي يمثل الأصل في مخيلة البعض ولكن أقول بأن اليمن بشماله وجنوبه يمثل أصلاً واحداً كل من أراد الخروج عنه أصبح فرعاً!



للكاتب الأستاذ / طالب الحق