تاج بين شعار الإستقلال والجلد المتعدد الجهات (المستشار حمزه صالح مقبل)

[حلاب الحديد]

تاج بين شعار الإستقلال والجلد المتعدد الجهات

*

المستشار حمزه صالح مقبل


يقولون الصحّة تاج على رؤوس الأصحّاء ، ونحنُ نقول شعار الإستقلال تاج على رؤوس الأبطال . تمر الأيام وتتغير الضروف لكن يضل الحق حق والباطل باطل ولا يصح الا الصحيح والحقيقة دوماً تحب أن تسير عاريه ، لأنها لاتخشى من شيء ، وعلى هذا الأساس فإن الحقيقة تقول : بالنسبة لنا كجنوبيين أننا نرزح تحت الإحتلال وأنّــه لاحل إلا بخروج المحتل ، صحيح أن الطريق إلى الإستقلال وعر ومحفوف بالمخاطر ، لكننا سنواصل السير فيه معتمدين على الله أولاً ثم على أنفسنا ولامناص من ذلك كون المحتل قد أغلق في وجهنا كل الطرق خلال الثمانية عشر عاماً التي مرّت من عمر ماتسمى بالوحدة ، ولهذا ليس أمامنا اليوم سوى طريق التحرير والعودة إلى دولتنا السابقة ذات السيادة والتي مازال ملفها متواجداً في مكتب الأمم المتّحده. ربما قد يتّهمني البعض هذه المرّة بالتطرف وغيرها من التسميات ، لكنني أود أن أؤكد مُجدداً أن هذا النظام المغتصب لسلطة صنعاء والمحتل في عدن لايمكن أن يقبل بأي تسويه مهما كانت : كونفدراليه ، فيدراليه ، أقاليم ، ، ولاحتى مشاركة المشترك بالسلطة ، وإن قبل فربما سيقبل على مضض بمشاركه ضعيفه ومؤقته . لكننا نعتقد أن المشترك قد أستوعب الدرس ، وقيادة الحزب بالذّات تدرك ذلك ولها تجربه كبيره ومكرره مع هذا الخصم والمثل يقول ( لايُلدغ المرء من جُحرٍ مرّتين ) فما بالك بشعب الجنوب الذي يُلدغ من هذا الجُحرِ منذُ عام 1994م حتى اليوم ، هل سيقبل بحل غير الأستقلال ؟؟ أعتقد لا . ولهذا علينا أن نقتنع أن هذا النظام محتل ، وأنه يعاملنا كشعب تحت الإحتلال ، فهو لايحترم إرادتنا بل مع ذلك نراهُ يهدد ويلوّح بإستخدام السلاح ضد شعبنا رافضاً التفاوض معنا والإعتراف بقضيتنا في الوقت الذي نحن نطالب بحقنا سلمياً بينما يعترف ويفاوض مع المقاتلين في صعده (الشمال) ، وبمعنى آخر فإنه يرفض التفاوض مع الثورة السلميه في الجنوب ويفاوض الثورة المسلّحة في الشمال (صعده) وهذا يعني ان هذا النظام لايعرف إلا لغة القوّة ، وهكذا نلاحظ خطابات رئيس نظام صنعاء التحريضيه ضد شعبنا تتوج بالهجوم على تاج ( وهذا شيء متوقع ) وجلده لتاج يعتبر شرف وشهاده من عدو لنا بأننا مازلنا مصدر الوجع الرئيسي للنظام حتى اللحظة ، لكنني في مقالتي هذه أود الإشارة وبكل أسف إلى أن تاج تُجلد أيضاً بحق وبدون حق من قبل بعض أبناء الجنوب أفراداً وهيئات وفعاليات ، تلك التي شكّلت نفسها لاحقاً للإنخراط في النضال من أجل تحرير الجنوب وغيرها ، ولهذا نقول : لماذا نحن الجنوبيون جاهزون دوماً لوأد مبادرات بعضنا ولم نكن بتلك الجاهزية لوأد مبادرات خصمنا التي تهدف إجهاض نضالنا . كان تاج المبادر الأول لفتح ثغره للنضال من أجل إستعادة الحق ، وما أن لبث فتره حتى انقض عليه البعض من أبناء الجنوب بهجوم تدميري حتى اللحظه . أيضاً حاول البعض من أبناء الجنوب ممن هم ليسوا في تاج أن يقدّموا مبادرات بشأن قضيتنا وإذا بتاج وللأسف تنقض عليهم بهجوم بدلاً من الحوار ، وهكذا نجد انفسنا في نفس الدوّامه ، مجموعه تحاول العمل والأُخرى تنقض عليها ، حتى على صعيد الأفراد إذا برز شخص ماء وأبدع في مجال عمله من اجل قضية الجنوب إنبرا له جنوبي آخر ليخوّنه ويظهر فيه العيوب المفتعله ليحط من قدره ، هذه هي مشكلتنا ولايستطيع أحد إنكارها وهذا هو سبب ضعفنا وعدم توحّدنا ، ولهذا نود التنبيه أننا إذا ما استمرينا على هذه الوضعية فإن عمل كهذا لايؤدي إلا إلى إنشغالنا ببعضنا ونسيان عدونا (المحتل) مما يعطي له الفرصة لضربنا بسهوله ، كما أن نضالنا سيضل يراوح مكانه أو يسير ببطئ ، صحيح أن البعض ينتقد تاج لغرض الإصلاح والإستمرار (وهذا شيء جيد) لكننا لانجد سبب في كثير من الأحيان لمن يكتبون في بعض المواقع وهواة البالتوك في جلدهم لتاج صباح مساء ، ولذلك نقول لهم نحن نجلد أنفسنا صباح ومساء من أجل تحسين عملنا وتجنّب الاخطاء ، ومن يعمل يخطئ ومن لايعمل لايخطئ ، ومع هذا فإننا نرحّب بكل جنوبي لديه آراء ومقترحات وإنتقادات بنّائه على ان تسمّى الأمور بمسمّياتها وليس الهجوم على التنظيم بأكمله ، هذا من جانب ومن جانب آخر نؤكد اننا لسنا مع إستعداء أي جنوبي ولسنا ضد الشعب في الشمال ولاضد الحركه الوطنيه هناك ، بل سنضل نرحب بكل من يمد يده الينا لمساعدتنا في حل قضيتنا ونحنُ سنمد يدنا بالمثل لمساعدتهم في حل قضيتهم ، ونهيب بكل إخواننا أبناء الشمال أن لاينجرّوا وراء الخطابات التحريضيه الهادفة الى إلهائهم عن قضيتهم بغرض جرّهم إلى خانة العداء والمواجهه مع ابناء الجنوب . وخلاصةً لكل ماسبق نتوجه الى كل جنوبي حر لازال قلبه ينبض بحب الجنوب ، الى كل من يحلم برؤية علم الجنوب خفّاقاً على سماء مدينة عدن عاصمتنا الأبديه إن شاء الله ، إلى كل من يشعر بمرارة الاحتلال وتعز عليه تربة الوطن ، نقول : أننا نناشدكم بالله وبدماء الشهداء التجرد عن الذات والتأمل في حجم المحنه التي يمر بها شعبنا اليوم ليكون ذلك حافزاً لنا في التوحد ومحبة بعضنا ، كون عدونا لايحبنا جميعاً . فحرية وكرامة الاوطان لاتتحقق إلا بالتوحد والمحبة والإستبسال ونكران الذات والتضحيه بوهب الروح والمال فداءً للوطن. وعليه ندعو أصحاب العقل والمنطق وكل من لديه الإمكانية والمكانه والتأثير والإستعداد بإن يصطف معنا في مبادره لإغلاق تلك الطرق التي تفرقنا والبحث عن طريق واحده توحدّنا ، نسير فيها جميعاً تحت مضلّه كبيره نستضل بها للعمل سويّةً منسّقين أو مندمجين من اجل النضال لإستعادة حقنا المسلوب. ختاماً نأمل ان تكون القيود التي على معاصم رفاقنا الأبطال في سجون الإحتلال قيداً معنوياً واخلاقياً يمنعنا من التمزق والإختلاف ويدفعنا للتوحد ، ودماء الشهداء خط أحمر يمنعنا من التراجع والإستسلام

* المجد والخلود لشهدائنا الابرار * # الحرّية والعزّة والكرامة لأسرانا الأبطال #

والله من وراء القصد

عضو اللجنة التنفيذيه نائب رئيس فرع تاج في عموم امريكا