عدن

[فادي عدن]

عدن العاصمة الابدية للجنوب ومدينته الأولى ومركزه الحضاري شهدت التعددية منذ الأزل
قامت فيها الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني منذ زمن كانت هذه الأمور محرمة على غيرهم وشهدت عدن أول دار نشر في الجزيرة العربية وشهدت أيضا الكثير مما يعتبر الأول في مجاله منذ أكثر من مئة عام أو تزيد ...
عدن الأولى في الكهرباء والإتصالات بكل انواعها والنقل البحري الحديث والميناء والمتنفسات وفي إدخال مواسير الماء والمجاري والإذاعة والتلفزيون ورصف الطرقات والنظام الإداري والمالي وكل شيئ تفخر به المدنية في عالم اليوم لدى كل مدن العالم ...

ظهر في عدن نجوم للفكر وللثقافة والعلم والأدب
محمد علي لقمان
لطفي جعفر أمان
علي محمد لقمان
محمد علي باشراحيل
محمد سعيد جرادة
د.محمد عبده غانم
خليل محمد خليل
أحمد بن أحمد قاسم

القائمة طويلة ولكني أكتفي برموز وعمالقة وضع كل منهم بصمات لا تُمحى في تاريخ عدن الأدبي والعلمي والثقافي والفني وحركة النشر
عدن عرفت التعدد السياسي والفكري وغيره ولم تتصادم فيها الأفكار بل تلاقت وكان تلاقيها هو السمة التي ميزت عدن ورفعت رايتها عالية وجمعت كل الجنوبيين في بوتقة واحدة بعد إستقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م وصهرتهم في كينونتها الأزلية (مدينة المدن) وصارت عاصمتهم التي يعشقونها إلى حد لا يمكن وصفه ...

عانت عدن كغيرها من مناطق الجنوب من سياسة النظام الشمولي السابق الذي حكم دولة الجنوب ولكن إذا قارنا بين الماضي والحاضر لوجدنا أن معاناتها السابقة تعتبر نعمة مفقودة مقارنة بحاضرها ...
حاضرها أسود ومستقبلها في ظل نظام صنعاء حالك السواد ...
مجيئ جحافل الغزو في صيف 1994م كان مأساة مروعة لكل من آمن بالوحدة وكان إحتلالاً بمعنى الكلمة والذي يعتبر للجنوب أسوأ من أي إحتلال عانته أية دولة في العالم لأنه إحتلال حمل إسم الوحدة ...
لقد أستغلت أسرة وفئة ضالة إسم الوحدة وبساطة عقول رعيتها وجيشتهم لقتال الجنوب وما أن تركت الحرب نيرانها حتى أمسكوا بنيران أخرى مكونة من كراهية وحقد عظيم وراحوا يدمرون كل مؤسسات الجنوب وأكثرها الغالب في عدن وأنهوا بنيتها التحتية كاملة وحولوها إلى مدينة أشباح وأعادوها قروناً إلى الماضي حتى صار الماضي الشمولي في نظر الجنوبيين وسكان عدن خاصة الجنة التي تركوها
عدن ولادة للفكر الحر وعدن تعددية ومعها كل الجنوب لهذا خرجت من عدن دعوة التعددية حتى في النضال السلمي
والتعددية في طرح المطالب مع الحفاظ على النضال المشترك والخندق الواحد ...
نتعدد ولا نفرط في هدفنا الذي نسعى لتحقيقه وهو حرية بلادنا وإعادة دولته المستقلة وفي نفس الوقت نتعاون ولا نفترق ونؤسس من مرحلة النضال عالم الغد الذي نريده تعددياً وراقياً ومدنياً ...
لكننا نشترط الوفاء لقيم التعدد بعدم الغدر والخداع وإتخاذ التعدد وسيلة لطعن الهدف السامي في ظهره ...
وشرط التعددية خضوع الأقلية لإرادة الأغلبية ومطالبها ورغباتها وأمانيها ...
مشاركة في النضال حتى يكون النضال موجهاً للخصم الذي في صنعاء ولا نوجه سهامنا إلى بعضنا ...
نتجنب أن يكون الصراع جنوبي - جنوبي فتذهب ريحنا وتنطفئ نار ثورتنا السلمية ...

سلام عدن وأبنائها الأبطال
سلام أبناء الجنوب الأحرار في كل مكان
فأنتم من ستشعلون شعلة النصر فوق شمسان
وسترفعون علم الدولة فوق صيرة
إنه يوم سيأتي وقد بدأت بشائره تتجلى عندما دعا أحرار عدن والجنوب إلى التعددية في النضال من الخندق الواحد ...