حسين زيد بن يحيى....( العسكرية ) مفترق طريقين ..

[أبن حضرموت]

( العسكرية ) مفترق طريقين ..


فليطمئن الجميع ,الحراك سومه الجبل ,ما دام شعب الجنوب صاحبه وصانعه وقائده ..أما توقيت انطلاقته ففرضتها حاجة تاريخية ونضالية بعد إن أخذت حركة التسامح والتصالح مداها المطلوب..فهو تدرج طبيعي وتجسيد حقيقي لتطلعات الجنوبيين في مجابهة بطش قوات الاحتلال وزنازنه تحت الأرض ومؤامرات المعارضة الشمالية \"اللقاء المشترك\" ونوبات جنون القائد عبد الله خيران الذي أبدعت مسبقا مسرحيه (التركة)الشهيرة التعريف .. وجميع هؤلاء غير قادرين على إيقافه .ربما يمكن أعاقة خط سيره واعثاره هنا أوهناك,أما الضجيج مسألة متوقعة عند تدحرج البراميل الفارغة بعد تخلص جبل الحراك الجنوبي من عبئ حملها طوال الفترة الماضية .
وتأصيلا لثقافة التصالح وسلوك التسامح نعفو ونتغاضى ونسمو فوق الجراح والسوء والتقصير الذي لحق بنا من اشتراكي عدن وأبين و بعض الداخل والخارج في تعامله ومواقفه أثناء الاعتقال وبعده ، ترفعا لأجل وحدة الصف مدماك الانتصار والشرط اللازم لتحقيق الاستقلال. وبتلك الروحية المتصالحة المتسامحة المتفائلة والمؤمنة بان الجنوب أغلى , وحق شعبه الطبيعي والتاريخي في استعادة دولته الوطنية المستقلة تحدينا إرهاب الدولة للوصول إلى جبال يافع المحجى والأرض المحررة . ولا نقول المؤسف له, ولربما من ابرز حسنات لقاء (العسكرية- يافع) انه نزع الأقنعة عن متسلقي الحراك ومرتزقته ..
المستعصي على الفهم والتفسير اعتراضات بعض نشطاء الحراك على قيام المجلس الوطني الأعلى للحراك والنضال السلمي لتحرير واستعاده دولة الجنوب بقيادة شيخ المناضلين وعميد الأسرى الجنوبيين حسن احمد باعوم ؟!
الذي رغم تعسر ولادته في 31 أكتوبر الماضي إلا انه كان ضرورة لتحصين الحراك من إيه اختراقات حاضرا ومستقبلا, خاصة بعد أن تعالت أصوات المؤلفة قلوبهم والمرجفون في معمعة التباكي على وحدة الصف ووضوح الرؤية..في الوقت الذي حقق فيه (الشماليين)سلطة ومعارضة اصطفافا وطنيا ضد مطالبات الجنوبيين الاستقلالية.وبعيدا عن التلاعب اللفظي وترف التنظيرات يكاد يكون المنجز الأبرز ولا نقول الوحيد للقاء (العسكرية)انه أوقف تحالف قوى الحركة الاحتجاجية السلمية الجنوبية على مفترق طريقين :
- الاستقلال واستعادة الدولة.
- التغيير والإصلاحات في إطار الاحتلال ( الوحدة ).
وهنا تكمن عظمة لقاء (العسكرية – يافع).لأننا نجافي الحقيقة إن قلنا عليه لقاءا نموذجيا تمثل فيه كل الجنوب أو أغلبيته بعد الغياب الواضح \"للأيام\",صلاح الشنفرى ,د.ناصر الخبجي ,السقافين محمد وابوبكر ,المعطري, الداعري, د.الواعد باذيب,انتصار خميس ,يحيى غالب الشعيبي ,نظير حسان , ثريا مجمل والأخوين الوالي...ولكن ثوريته وتاريخيته تكمن في انه عجّل بالتخلص من ما علق بالحراك من شوائب الذي إن استمر تعلقها لدمر الحراك من داخله وبأسمه .أما الحقيقة الأخرى التي لا يتطاول عليها احد إن إعلانه السياسي كان تعبيرا مكثفا صادقا عن ضمير ونبض جماهير الحراك الهاتفة :
-(برع ..برع يا استعمار).
-(ثورة..ثورة ياجنوب ) .
-(بلادي.بلادي...بلاد الجنوب ..جمهورية وعاصمتها عدن ).
-(ياجماهير الجنوب الابيه ..عاد صنعاء مارضيت تتوب ..صعب وأصعب منه طمس الهوية ..بتسامح بانعيد الجنوب..).
وبعيدا عن لغة التخوين , وديماغوجية ماضي(كل الشعب قومية), بل احتراما لحق الأخر الجنوبي في الاختلاف ,لامشكله مع أي جنوبي يطالب بالتغيير أو الإصلاحات في اطار الوحدة, وذلك الحق يمتد إلى ما بعد استعادة الدولة الجنوبية ,بحيث يحق للوحدويين الجنوبيين تأسيس حزب لهم ..ولكن أدبيا وأخلاقيا عليهم أولا مصارحة جماهير الحراك بحقيقة توجهاتهم .كما يظل التساؤل مشروعا عن أسباب اختفاء البعض أثناء اعتقالات ابريل الماضي وما بعده ؟!.ودون خجل أثناء تواجد زملائهم في المعتقلات وما بعد إشهار المجلس الوطني الأعلى يسارعون بفتح دكاكين أسموها هيئات الحراك ؟َ!.وأيضا لازلنا حتى اللحظة نبحث عن أجوبة مقنعة تزيل اللبس وتفسر حقيقة أسباب نزول بعض الاحبة من صنعاء من نواب الاشتراكي والإصلاح لمناطقهم وفي فترة وجيزة تمكنهم على جزء حيوي من الحراك ؟!.كيف ولماذا ؟!.
بالتأكيد تخوين الجنوبي للجنوبي مرفوض ,والجنوب ملك كل أبناءه من ( العنتر ) /م.محمد احمد عبد الله الميسري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام إلى العبد لله ..لكن يظل التيقن مطلوبا .وكما إن هناك أسماء مستجدة لم تختبر صلابتها بعد وجدية خياراتها ,هنالك أيضا أسماء وان اختلفنا مع بعضها إلا إن التجربة الطويلة أثبتت صدق انتمائها للحراك أمثال أمين صالح, باعوم ,\"الأيام \", العسل ,السعدي00 الخ. حيث ثبت بالتجربة أنها أسماء لم تفرط أو تساوم.لكن \"المستجدين\"عليهم طمأنتنا, وليعذرنا ذلك البعض,لأننا نريد إن نضع الجنوب ودماء الشهداء بأيادي أمينه .وكل جنوبي غيور يشاركنا هاجس الحذر من خيار المساومة بنضالات شعبنا في بازارالنخاسة السياسية مقابل مربع نفطي للشيخ حميد أو برتقالة ثانيه للإنسي أو بقعه للعميد \"س\" أو نواب اشتراكيين على شاكلة د.عيدروس نصر النقيب ؟!!.
وحتى لا يظلم لقاء \"العسكرية\" ,ما قبله,سبق وان اخترق الحراك الجنوبي على أيدي أدوات من الحزب الاشتراكي اليمني ساعد في ذلك غياب الحامل السياسي له وأيضا سوء نوايا وضحالة تفكير بعض العسكر الذين أرادوا تفيد الحراك وعلى حساب الحلم الجنوبي .
ولان الاعتراف المبكر ليس عيبا فالحلم الجنوبي تعرض لنكسة موجعة ولكنها بالتأكيد ستقويه مستقبلا..وهنا الأمر يتوقف على قدرة المجلس الوطني الأعلى في الصمود أولا ومن ثم إعادة هيكلته لإصلاح اختلالاته الموضوعية وبما يسمح باستيعاب الجميع .ومثل ذلك الأمر لا يقلل من شان \"المجلس الوطني الأعلى\"كحدث تاريخي ساهم الجميع في قيامه وأخطائه ..والصحيح أيضا التجمع الديمقراطي الجنوبي يخطأ خطأ قاتلا إن اعتقد انه يمكنه التفرد ,بعد أن تغيبت بعض الأطراف المعنية بالمسالة الجنوبية عن لقاء \"العسكرية\" ..ومع ذلك المجلس الوطني الأعلى تحضيرا وبنية وتنظيما ورؤية ليس خالصا للتجمع الديمقراطي الجنوبي الذي نعتز به وبقيادته المناضلة ,كما يحاول إن يسوق لذلك نزغ البعض تشويها ..وما دمنا فيه ستظل أبوابه مفتوحة لكل الجنوبيين.
منسق ملتقى أبين للتسامح والتصالح والتضامن
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
:: المكلا برس :::23/11/2008 ـ بقلم / حسين زيد بن يحيى - المكلا برس