في ظل غياب السلطة وفرار اجهزتها من طور الباحة ...

[ahburkani]

في ظل غياب السلطة وفرار اجهزتها من طور الباحة ... الأهالي يقتحمون مقر المجلس المحلي وينصبون شقيق الشهيد يحيى الصوملي مديرا عاما للمديرية
طور الباحة -
المكلا برس - علي الصبيحي التاريخ: 26/2/2009
أقدمت صباح اليوم مجموعة مسلحة من أهالي المدينة على اقتحام دار الضيافة مقر الادارة المحلية والمجلس المحلي بطور الباحة بمحافظة لحج ونصبت الشيخ ياسر محمد حسن الصوملي شقيق الشيخ الشهيد يحيى الصوملي الذي قتله الامن المركزي بمدينة طور الباحة يوم 5 مايو الماضي مديرا عاما للمديرية .
وقالت مصادر محلية ان الشيخ ياسر باشر فور دخوله المقر ممارسة ومهام واختصاصات مدير عام المديرية في مشهد لا يخلو من غرابة .
وفي تصريح للمكلا برس قال الصوملي ( السلطة تخلت عن المديرية ونحن ومعنا كثير من ابناء المنطقة من واجبنا ان نحافظ على ما تبقى من الممتلكات العامة وسوف نعمل مع كل الخيرين والشرفاء لوقف هذه التداعيات وعلى السلطة ان تقبل بعملنا الذي عجزت هي عن القيام به ) .
يذكر ان السلطات تركت مديرية طور الباحة تتخبط في الفوضى الامنية والادارية وغياب الدولة منذ مقتل الشيخ يحيى الصوملي وحافظ محمد حسن في مايو الماضي وفرار معظم اجهزتها التنفيذية والقضائية .
وكان امين عام المجلس المحلي بالمديرية عزالدين السروري تقدم مؤخرا الى محافظ لحج باستقالته من منصبه بسبب انهيار أوضاع المديرية وفي مقدمتها المياه والأمن والكهرباء والصحة والنظافة والتعليم وغيرها .
وقال السروري في مذكرة استقالته - تحصل المكلا برس على نسخة منها «أن الوضع العام الذي يمر به الوطن ومؤشرات انسداد أفق إنقاذه وتفاقم أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تحيق به - وتنذر بمخاطر لا ينكرها إلا من لا يهمه مصير الوطن - يفرض على الشرفاء الانسحاب من مواقع المسؤولية» .
وأكد أن طور الباحة «تمر بأوضاع استثنائية غاية في الخطر انعكاسا لفشل سياسة الدولة على الصعيد الوطني، وتفاقم مشاكل المديرية من ثأر وبطالة وفقر وانهيار الخدمات، وبدلا من إيجاد الحلول المؤسسية تلجأ السلطة إلى الترقيع والمهدئات الآنية، حينما تعد المواطنين بأنها ستعالج أسباب تذمرهم من غياب الخدمات ومختلف القضايا، ولكن بمجرد انتهاء فترة القيد الانتخابي تلاشت الوعود وغابت الوجوه التي وعدت، فعاد المواطن يتساءل: هل السلطة جادة في إخراج الناس من معاناتهم وحل مشاكلهم؟ أم مجرد تكتيك واستخفاف؟».
ومضى السروري قائلا: «هناك جريمة ارتكبها جنود الأمن المركزي يوم 5 مايو الماضي راح ضحيتها زميلنا حافظ محمد حسن، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس، والشيخ يحيى الصوملي، وهي جريمة هزت مشاعر المواطنين وعطلت عملنا، وسيستمر تعطيلها لاستقرار المنطقة، وكنا نأمل أن تحفظ السلطة ما تبقى من ماء وجهها باحترام النظام والقانون، لكنها تعاملت باللامبالاة، وحمت القتلة ولم تخضعهم لأبسط مساءلة قانونية، ففقد أبناء المنطقة كل أمل في وجود العدالة.
وهذه القضية تسببت بمزيد من انفلات الأوضاع، وشحن النفوس بالغضب، وأسهمت في انهيار السلطة المحلية في المديرية ، وستظل تلقي بظلالها لزمن طويل على أي استقرار نسعى لإيجاده، طالما والمواطن يرى بعينه أن السلطة حامية القانون، هي نفسها من يدوسه، وبـالتالي يقلدهـا في تصرفاتها، أما المراهنة على حلول عرفية خارج القانون فهو غباء لا يدرك خطره إلا من يعرف الحقيقة كلها لا نصفها».
يشار الى ان خروج مديرية طور الباحة عن يد السلطة ياتي بعد خروج مدينة جعار بمحافظة أبين عن سطوة السلطة ايضا .