إلى كل قادة الحراك الجنوبي

[عرين الاسود]

في هذه الأيام والتي يسطر فيها أبطالنا وشعبنا ما يشبه الأساطير وهم يحملون هم الأوطان على عاتقهم ؛ لا نريد أن ندخل في دوامات من التجارب غير الناضجة , وأن تكون هناك مساحة للعب فيها بمرونة في محاولة لقهر المعضلات وكسرها , خصوصا ونحن نسعى لتحقيق الهدف السياسي حيث نحتاج الى صياغة استراتيجية إدارية ولو مصغرة تشرف على تحقيقها قيادة موحدة وهذه الآن أصبحت ضرورة ملحة أكثر من قبل , وقد انتقلت المعركة الى الميدان .
من المهم جدا عند الدخول في مجابهة أن نتقصى وندرس طبيعة هذه المجابهة ( النضال السلمي المسلح ) , ونحللها تحليلا دقيقا وندرس الظروف المحيطة بها والمتغيرات على كل المستويات , والتعديلات الكبيرة على ما يجري من الأحداث محليا وإقليميا ودوليا ورصدها ومحاولة تغيير الاتجاه لمصالح شعبنا وتوثيق ما يجري من جرائم الحرب حتى تكون ماثلة للأذهان عند كل مجابهة جديدة .. وللخروج باستنتاجات تفيد التخطيط والتعامل مع الأحداث وطبيعة المرحلة التي نمر بها , ويجب أن ندرك أننا سنتعرض للأخطار وللخسائر أيضا ؛ لكن مجموع الخسائر لا يساوي شيئا أمامش تحقيق النجاحات الكبيرة ولا تغير من قيمة التقدم ولا من قيمة النصر وكذا فإننا نعتز بالأخطار ونحتقر الحادثات الكبار , إذا كانت المحصلة النهائية للمجابهة هي النصر والاستقلال .

من هنا لا يعني التفوق العددي شيئا أما الإصرار وأمام الخبرة والتجربة والتنظيم والروح المعنوية .. الروح المعنوية قادرة على بعث الهمم والنشاط في نفوس الثائرين والجماهير الشعبية , حتى إذا لم نمتلك أسلحة متطورة تعادل أسلحة المحتل الغاصب او حتى عدم امتلاك مؤخرة قوية إذا أخذت الحرب صفتها الشعبية الطويلة , وهذا مبدأ من مبادئ القتال .

ومع الزمن سيتم إيجاد وحل القضايا الناقصة وتكتمل الأعداد لتمارس دورها في القتال , وهذا يتطلب عملا متواصلا على كافة الأصعدة وتأهيلا وتنظيما وروحا معنوية عالية والهدف الواضح المطلوب الوصول إليه . . . مع الاستعداد والتهيؤ لكل الفرضيات المحتملة , حتى إذا فرض العدو علينا الحرب والمواجهة قبل الجاهزية .

ولا ننسى أن التقدير الخاطئ الذي لا يعتمد على أسس واضحة , بل على التخمين والإرتجال الأمر الذي يجعل القوى أثناء المجابهة عاجزة ويصيبنا هذا بخيبة أمل وإذا كانت التقديرات الخاطئة كبيرة فإنها تعني الهزيمة وضياع الحقوق وتصاب القيادة بارتباك وتفقد السيطرة على البلاد والمقاتلين .
من المعلوم أن إعادة السيطرة والاتصال بين القوى المبعثرة صعب للغاية , ويستغرق زمنا طويلا .
إن التقديرات الصحيحة للأحداث سيسمح لنا بمجابهة تعوض التفوق العددي وتفوق السلاح إذا استفدنا من مساحة اللعب على أوتار السياسة الدولية وتوثيق الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الأعزل , والوقت الآن له أهمية كبرى مع الظروف الدولية المواتية , نحن سنواجهه بحرب متحركة باستمرار ومن دون قواعد ثابتة وهذه تحتاج الى الشجاعة الكاملة وإلى الجرأة اللازمة والفعالية المستمرة وهذه ميزات النفوس الكبيرة , مع ممارسة نوع من العمل التخصصي والاستطلاع المستمر لرصد العدو وتدقيق القرار والتخطيط لضربات استباقية ومقاومة من يتجسسون لمصلحة الاحتلال وهذه مع توفيق الله من أسباب الانتصارات .
الوضع خطير جدا وسر الكذاب هو أن يبقى غامضا ولا يسعنا الا أن نرسل تحياتنا للأبطال وللصامدين وللأرض والجبال التي يمشون عليها تحية عز وافتخار وشرف

( والله غالب على أمره , ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته