اقول كفانا تصفيقاً وتهليلاً وتكبيراً وكفانا من السلبية والجبن والاحتقار

[تاج عدن]

أصداء: تداعيات الوحدة والحرب.. ناجي قائد المحلائي

الأربعاء 14 يونيو 2006

اثنتا عشر سنة مرت حتى الآن على حرب صيف 94م المدمرة،اصبح وضع ابناء الجنوب فيها اشبه بوضع بني اسرائيل في ظل الحكم الفرعوني لمصر.




الوحدة اليمنية كان شعار الجبهة القومية ومن بعدها الحزب الاشتراكي الذي أسس دولة الوحدة فيما بعد وكان ايضا شعار ثورة 26 سبتمبر وفي ظروف التشطير كان على رأس الحكم في الجنوب اخوان عزيزين علينا من الشمال من رئيس الدولة ووزراء لوزارات هامة جدا وعدد ضخم من المسئولين التنفيذين وغيره في جميع أجهزة الدولة ولم توجد أية حساسية او عنصرية وفي عام 90م تخلى أبناء الجنوب بكل حب عن ثلاثة ارباع المساحة من مساحة اليمن الحالية وعن ثلاثة ارباع الثروة الحالية للبلاد وغيرها بينما عددهم لا يتجاوز ربع سكان الجمهورية اليمنية حاليا وقبلوا ان يتقاسموا خيرات بلادهم وارضهم مع اهليهم من الشمال بدون اكراه من احد وتنازل الاخ علي سالم البيض ورفاقه عن الحكم وقبلوا بأن يكونوا تحت قيادة الاخ علي عبدالله صالح الرئيس الحالي في ظل ظروف استثنائية محلية اقليمية ودولية، حيث طالب الجانب الجنوبي بوحدة فورية اندماجية وتعددية سياسية وحريات اخرى بينما طالب الجانب الشمالي ممثلاً بالرئيس صالح بالوحدة الفيدرالية او الكنفدرالية وطرف آخر رفض الوحدة من اساسها مع الشوعيين الكفرة من أبناء الجنوب (حسب تعبيرهم).

كيف اصبح اعداء الوحدة ومطالبو الكنفدرالية وعشاق القبيلة والعشيرة والارهاب بين عشية وضحاها اصحاب الفضل والحق؟

كيف انقلب السحر واصبح عشاق الوحدة والديمقراطية والنظام والقانون انفصاليين وخونة ورجعيين ؟

12 سنة مرت حتى الآن على حرب صيف 94م المدمرة ذاق خلالها ابناء الجنوب الذل والهوان والحرمان والتشرد والفصل من اعمالهم ومئات القتلى من خيرة ابناء الجنوب المعارضين الذين قتلوا في ظروف غامضة واصبحت اوضاعهم اشبه بوضح بني اسرائيل في ظل الحكم الفرعوني لمصر.. عشرة آلاف من الموظفين مدنيين وعسكريين وغيرهم اصبحوا متقاعدين او قوى فائضة..عشر سنوات من الحرب القبلية المشتعلة على طول وعرض الجنوب وبدعم من رأس النظام حتى لا تقوم لهم قائمة.

حرمان أبناء الجنوب من امتلاك اراضي سكنية او تجارية او زراعية من اراضي دولتهم المنهوبة وعشر سنوات من الحرمان من الوظائف والترقيات وعشر سنوات من التنكر لحقوق أبناء الجنوب في الحياة الطبيعية والأمن والمسكن والمأكل والدواء واعتبار ارض الجنوب ارضاً بدون شعب حيث تم الاستيلاء على المصانع والمرافق الانتاجية والتعاونيات الزراعية والصناعية التي كانوا يعملون بها وتم طردهم بلا رحمة أو رأفة كما ان غالبية ابناء الجنوب اصبحوا متقاعدين بأدنى الاجور واقول لكم وبأعلى صوتي ايها الاحبة والاحرار والشرفاء وكل انسان يعز عليه هذا الوطن ان اخوانكم واباءكم وابناءكم في الجنوب الغالي من وطننا الكبير اصبحوا يتضورون جوعا وآلاما ومرضا بعد ان كانوا ذات يوم قوماً اعزاء واطالبكم بحق الاسلام وبحق الانسانية ان تمدوا ايديكم لنا وان ترفعوا اصواتكم عاليا معنا في تحقيق مطالبنا بحياة كريمة خالية من الخوف والجوع والمرض.

وكفانا تصفيقاً وتهليلاً وتكبيراً عندما تحدث حرب اهلية ويخــرج الطغاة المستبدون منتصرون على الشعب يجب ان نتعظ من عواقب التاريخ ماذا جنينا من حرب المناطق الوسطى غير الدماء والدمار والخراب وآلاف القتلى والجرحى.

وماذا جنينا من مجزرة 13 يناير غير الحزن والحقد والخراب وآلاف القتلى والمعوقين ومئات المفقودين وماذا جنينا من حرب 94م المدمرة عندما هلل وكبر الناس بيوم النصر العظيم غير فرض حكم القبيلة والعشيرة والتخلف والسلب والنهب والحزن والاحقاد وآلاف القتلى والجرحى.

وماذا جنينا من حرب صعدة الطاحنة غير الحزن والخراب والدمار ومئات القتلى والجرحى وضد من هذه الحرب أليس قوماً عزيزين علينا؟! ماذا استفاد الناس عندما هلل وكبر للنصر العظيم في صعدة والتي هي في الحقيقة حرب ابادة جماعية لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً.. لماذا هذا التنكر لمطالب ابناء الجنوب واعتبارها خيانة.. ألم يئن الوقت لرد الجميل لأبناء الجنوب والوقوف إلى جانب مطالبهم من قبل كل الأحرار.

لماذا هذا الجحود وما كان ذنبنا إلا ان طالبنا بدولة النظام والقانون والتوزيع العادل للثروة وللجميع بدون استثناء؟.. ولماذا هذا الجحود ونحن ابناء الجنوب الذين وقفنا بالسلاح والمال إلى جانب أبناء المناطق الوسطى عندما تعرضت تلك المناطق لحرب دامية تحالف فيها الجيش وقوى الظلام والتخلف والاستبداد واستمرت سنوات دمرت فيها مئات القرى على رؤوس ساكنيها وسقط فيها آلاف القتلى والجرحى وآلاف المعوقين ومئات المفقودين حتى اليوم ولا ننسى وقوف أبناء الجنوب إلى جانب كل الشرفاء والمستضعفين في كل ارجاء شمال يمننا الحبيب.

نحن لا نطالب بدولة انفصالية كما يوهم الناس اعلام الطاغوت ونحن لا نطالب بالانفصال من اساسه ..نحن عشاق الوحدة ولكن لا نؤمن بوحدة اساسها العشيرة والقبيلة والاقتتال والارهاب والاستيلاء على ثروات البلاد من قبل افراد اسرة واحدة وتقسم البلاد إلى مربعات نفوذ لافراد تلك الاسرة..عشر سنوات ونصف وآلاف الأصوات ترتفع من قبل ابناء الجنوب لرفع هذا الظلم عنهم.. وها انا ادعو اصحاب الرأي واصحاب العقول النيرة وألي الألباب وجميع من يحلم بدولة اساسها العدل والحرية والكرامة للانسان والمأكل والمسكن والأمن وان يمدوا ايديهم إلى اخوانهم في الجنوب لرفع هذا الظلم والاذلال والاحتقار قبل ان يفوت الآوان، وانها دعوة صادقة ومحبة خالية من الاحقاد والعنصرية،دعوة حق فهل من مجيب.

أليس من العدل ان يكون لأبناء الجنوب الحق في جزء من ثروات بلادهم من نفط وغاز وثروة سمكية ومعدنية وغيرها أم لابد من الاستحواذ على تلك الخيرات من قبل أسرة واحدة؟!

أليس من العدل أن يكون لابناء الجنوب الحق في امتلاك اراض زراعية وسكنية وعقارية باعتبار انهم اصحاب تلك الأرض بدلا من الاستيلاء عليها من قبل اصحاب النفوذ والفساد والتخلف؟!

أليس من العدل ان يكون لأبناء الجنوب الحق في الوظائف والمناصب الادارية في بلادهم باعتبارهم شركاء وليسوا غرباء؟!

اقول كفانا تصفيقاً وتهليلاً وتكبيراً وكفانا من السلبية والجبن والاحتقار.. أقول هل حان الوقت أن نحكم عقولنا ونتعظ من عواقب التاريخ بدل الذل والهوان والخوف الذي نحن فيه.

هل بمقدورنا استعمال عقولنا في ان نميز بين الحق والباطل كي يعم الامن والاستقرار والازدهار والعلم والرخاء وينعم الانسان بحياة كريمة خالية من الخوف والجوع.

حيث من ثمار ونتائج انتصار الباطل ان يعم الفساد وتنحل الاخلاق ويحل الجوع والخوف والموت والسلب والنهب وتنتصر القبيلة والعشيرة.



وانا اضيف الى ماورد اعلاه


لن تتحقق مطالب ابناء الجنوب الاباقامت دولتهم حره مستقله ونحن بانتظاركم لتتولد لديكم هده القناعة ولن تتحقق الابتوحيد الصوت عاليا ليسمعه العالم والمحتل .