((( لا.. فدرالية .. بل .. استقلال )))

[بوعمر]

لا.. فدرالية .. بل .. استقلال







مقدمة :
اللي في البرمة يطلعه المقدح








كما كان متوقعاً ظهرت أول التنازلات من نظام الاحتلال اليمني عبر حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) وأطلق على ورقة التنازل الأولى فيدرالية وتضمنت المبادرة عدداً هائلاً من البنود التي تعد الجنوبيين باستقرار وأمن وطمأنينة ورخاء ونماء وعدالة ومساواة وتنمية مستدامة ، غير أنها لم تأتي في منتهاها بقضية الجنوب العربي ..!!

مبادرة حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) وما سيأتي بعدها من مبادرات لن تحقق للنظام اليمني المحتل للجنوب العربي فراراً من واقعية الهدف الجنوبي الكبير ، فأن كان نظام صنعاء المحتل يعتقد بأنه مازال قادراً على المناورة ، وأنه جدير بحفظ ما تبقى له من وجود تحت أي مسمى في أرض الجنوب العربي فهو يكون قد أخطأ خطيئة أخرى تضاف إلى خطاياه التي لا تعد ولا تحصى ، فالبديهيات تحتمل التفكير في مسألة قرار الجنوبيين الاستقلال ، وهذا ما لن يتفهمه غير الجنوبيين وحدهم ...

مشروع الفدرالية التي جاءت على لسان عبدالرحمن بن علي الجفري ليست فكرة جديدة بل جاءت بعد حرب صيف العام 1994م كبوابة يمكن أن تحقق لليمن استقراراً اجتماعياً غير أن إيمان نظام صنعاء كان يدرك أن نظاماً فيدرالياً يعني عدم استفادة النظام من حربه وما تكلفه في معركة احتلاله للجنوب العربي بداية من غدره وخيانته لوثيقة العهد والاتفاق الموقعه في عاصمة المملكة الهاشمية الأردنية وانتهاءً بنشر عساكره وجنوده في أرض الجنوب العربي ...

فكرة الفدرالية تجاوزها الجنوب العربي لأن هنالك الآن واقع مفروض على الأرض ، هنالك احتلال ، وهنالك قتلى ومعتقلين ومحاكمات ، هنالك تجاوزت تتجاوز التفكير البديهي في البقاء داخل إطار الدولة اليمنية الوحدوية التي أعلن عن فك الارتباط بكامل أهلية الدولة في الجنوب العربي ، وأن ما جاء على لسان الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو 2009م هو عنوان مرحلة على اليمن دولة ونظاماً وقانوناً وشعباً التعامل معه بما يحتويه من كيفية ...

الفدرالية ليست هدفاً ولن تكون ولم تكن هدفاً مسوغاً للجنوبيين قيادةً وشعباً ، الفيدرالية هي ورقة محروقة يبرزها اليمنيين لجر الجنوبيين إلى حسن نوايا أمام المجتمع الإقليمي خاصة وأن ثمة تزايد في الاهتمام الإعلامي لما يجري على أرض الجنوب من أحداث تتوالى يوماً بعد آخر ، خاصة فيما أعقب إعلان الرئيس البيض في 21 مايو 2009م ...

وحتى إن جاء اليمن بفكرة اتحاد كونفدرالي فهذا لن يلبي المطالب الجنوبية حتى أدنها ، وإن كان النظام الفيدرالي سيأتي بالسيادة إلا أن على الجنوب العربي رفضه بالكامل لأن مقومات الاستقلال وأهدافه الرئيسة اشتملت اعتبار العودة إلى ما بعد استقلال الجنوب العربي عن بريطانيا العظمى هو مرتكز أساسي سياسي اعتباري قانوني ، وهو المحدد لهوية الدولة الجنوبية عبر ما أطلق آنذاك عليه مسمى اتحاد الجنوب العربي ...

لن تتوقف محاولات اليمنيين لثني الجنوب العربي عن تحقيق استقلاله ، وهنا على الجانب الجنوبي مسئولية مطلقة تتمثل في تكوين الأفكار السياسية المتوافقة مع الواقع الميداني ، بل وتنتهز الفرص المواتية لتأكيد توجهها نحو الاستقلال ولا شيء غير الاستقلال ، ما على الجنوبيين الالتزام به حالياً هو أن يكون حراكهم السياسي قادراً على التعاطي مع ما سيأتي من صنعاء ومن حلفاء صنعاء هذا ما يجب على الجنوبيين سياسياً أما إعلامياً فهو أكبر بكثير من يفعله المجتهدين عبر ما توافر لهم من أدوات وإمكانيات ...

هنا ما نرجوه ونتلمسه من القيادة السياسية الجنوبية ونشدد عليه ونطالب به بإلحاح أن يصدر بيان سياسي يرفض فكرة الفدرالية ويطالب الأحزاب اليمنية بأن تتعامل مع قضية الجنوب العربي كما جاء في بيان سيادة رئيس سلطة الشعب الأعلى في 21 مايو 2009م كمبدأ جنوبي وطني لا يطلب فيه الفتات ، ولا يتسول شيئاً من أحد ، بل يطلب حق الاستقلال على ترابه الوطني ...

واقعية التعامل السياسي هي ورقة الجنوبيين ، فالمطلب ليس قوتاً وماءً وكهرباء هذه ورقة طواها الجنوب العربي الذي كان يتحدث عن مطالب عسكر ومسرحين ومتقاعدين ، فالمطلب اليوم هو وطن ، والوطن عزيز بعزة أهله ورجالاته الأوفياء ... وكم في الجنوب العربي من رجال أشداء قدموا أنفسهم لوطنهم فخلطوا دمائهم بترابه العظيم ، فلأجل شهداء الوطن ودمائهم واشلائهم الطاهرة ترفع لصنعاء الفاجرة : لا للفدرالية ونعم ومليون نعم .. للاستقلال ...