القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
((( قراءة في خطاب سيادة الرئيس .. السادس من يوليو )))
قراءة في خطاب سيادة الرئيس .. السادس من يوليو
مقدمة : أنا أمشي ببطء ولكن لم يحدث أبداً أنني مشيت خطوة للوراء الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن لعلنا أمام واحد من أهم معالم تاريخنا السياسي منذ ما قبل الثلاثين نوفمبر 1967م وحتى ظهور خطاب رئيس سلطة الشعب الأعلى علي سالم البيض في السادس من يوليو 2009م ، فالخطاب الذي نشر مواكبة مع ما يسمى جنوبياً بيوم الأرض رسم الخطوط الصحيحة للقضية الجنوبية المعاصرة بكل تفصيلاتها ، وأوضح منهجية رصينة ثابتة في قراءة الأحداث السياسية الراهنة ، واشتمل على مضامين لطالما قفز عنها من قفز ... لن نذهب في الطريقة الهزيلة التي من خلالها بث خطاب الرئيس علي سالم البيض فلهذه الوضعية أهلها من أهل الإعلام من يجيدون النقد فيها والتصحيح لها ، لكن هذا لا يغني عن أهمية الخطاب السياسي كقيمة مضافة للقضية الجنوبية سياسياً وفكرياً واجتماعياً بل وتأهيلاً لمستقبل يمكن القراءة من خلال مضامين الخطاب الذي جاء مطولاً ومفنداً لكثير من المبهمات والتي كانت بحاجة لرؤية سياسية قيادية قادرة على التعامل معها ... كان مهماً جداً في هذا التوقيت الزمني من الحراك السلمي حالة التصعيد في خطاب القيادة السياسية العليا ، مهم لأن ما يتوافر على الأرض من تواصل التظاهرات وما يبذله المواطنين أن ينتهز لتصعيد يتوافق مع تضحيات الشعب ، وهذا ما جاء في نص الخطاب وبشكل دقيق ومباشر عندما حمل فخامة الرئيس علي سالم البيض عواصم الدول العربية على استقبالها لمندوبي سلطة الاحتلال اليمني ، والمعني هنا بالتأكيد دول مجلس التعاون الخليجي الذين أنصتوا إلى عبدربه منصور ولم يقدموا له اعتراضهم على ما يحدث للشعب من انتهاكات وعدوان صارخ ... تصعيد سياسي حدد خيارات الأنظمة الخليجية أولاً لأنها المعنية بما يجري في الجنوب العربي ، ثم إن على الجامعة العربية النظر فيما يحدث وأن لا تعتبر الجنوب العربي مجرداً من قضية عادلة مستحقة ، وفي هذا الإطار يبدو وأن فخامة الرئيس علي سالم البيض يمهد لرفع شكوى رسمية للجامعة العربية وتحميلها كامل المسؤولية عن الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الجنوبي ، هكذا تحرك سياسي يمكن المراهنة عليه ليس انتظاراً لدور مأمول من الجامعة العربية بمقدار توسيع رقعة الاهتمام السياسي عربياً وطرحها على المجتمع العربي ... كما تضمن الخطاب السياسي المهم على توجيه الأنظمة العربية والدولية إلى منهجية نظام الحكم السياسي في اليمن ، وقد أحسن فخامة الرئيس البيض في هذا المضمون حينما ركز على كيفية إدارة الحكم في صنعاء من خلال صناعة الأزمات مع ذكر هذه الأزمات التي يدور في فلكها نظام الاحتلال اليمني ، هنا مضمون جلي يستحق الذكر والتداول بل يستوجب على أبناء الجنوب العربي من سياسيين ومفكرين البحث فيه في إطار نشر قضيتهم السياسية ... ولعل واحداً من أهم ما تحمله الخطاب السياسي هو التفنيد القانوني حول قضية فك الارتباط والتي جاءت في خطاب فخامته من خلال خطاب 21 مايو 2009م ، وهي النقطة المحورية في قضية الجنوب العربي الآنية زمناً وظرفاً ، فلقد جاء التفصيل الدقيق في هذه النقطة وأن مطلب فك الارتباط السياسي إنما هو مبني على قرارات مجلس الأمن الدولي ( 924 و 931 ) وأن خطابه السابق جاء في هذا السياق توقيتاً وتذكيراً بأن قرار فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية صدر قانوناً في 21 مايو 1994م قبل انتهاء العدوان على الجنوب العربي ... وفي ذات النطاق حدد فخامة الرئيس ملامح القرار الأممي بعدم استجابة نظام صنعاء لتطبيق ما نص عليه القرار بالحوار السياسي السلمي الغير مشروط ، وفي هذا إدانة سياسية بليغة لنظام الحكم اليمني لابد وأن تأخذ في الحسبان ويتم التعاطي معها إعلامياً بدرجة كبيرة من المسؤولية الوطنية الجنوبية لإثبات مشروعية مطلب فك الارتباط ... ويبدو أن فخامة الرئيس البيض وضع في خطابه السياسي خارطة طريق واضحة لعملية فك الارتباط السياسي مع نظام صنعاء وتخليص الجنوب العربي من قهر الاحتلال الجائر عندما أشار بوضوح تام إلى قبول الجنوب العربي بقيام الأمم المتحدة بضمان أمن وحماية الجنوب العربي بل وإدارته لفترة انتقالية حتى يتم فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية ... في هذا الجانب تبدو القضية الجنوبية مؤهلة للتصعيد الدولي ، فتدويل قضية الجنوب العربي هي المرحلة التالية التي سيعمد إليها فخامة الرئيس علي سالم البيض بحكم أهليته الشرعية وسلطته العليا ، وهنا نتساءل إن كان فخامة الرئيس سيعلن عن حكومة منفى أو أنه سيدعو أطيافاً سياسية من الجنوب العربي إلى مؤتمر عام تحدد أهدافه القصوى باستقلال الجنوب العربي على أرضية تأهيل المؤتمر لقيادة سياسية تشكل هي حكومة المنفى ، أم سيذهب فخامة الرئيس لتدويل القضية الجنوبية منفرداً كما فعل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل دخوله في عملية السلام مع إسرائيل من خلال مؤتمر مدريد مطالع التسعينيات الميلادية من القرن العشرين ... وختم فخامته خطابه التاريخي بنقاط ست تبدو كل واحدة منها كجبل عظيم إلا أنها جاءت في نقاط منها رفض الجنوب العربي للتقسيمات الإدارية التي استحدثت بعد حرب صيف 1994م وهذه واحدة من النقاط الجد مهمة في إطار القضية الجنوبية وتدويلها ، إلا أن ما كان منتظراً من عواصم عربية محددة هو ما جاء خاصاً في التأكيد على عدم المساس بالاتفاقيات الحدودية الموقعة مع كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ، ولعل المملكة السعودية كانت تنتظر تأكيداً من فخامته على هذه الجزئية والتي يبدو أن على ضوءها سيكون هناك شيئاً مواتياً من الجانب السعودي نظراً لما تمثله المملكة السعودية من ثقل سياسي عربي ودولي وخاصة وأنها معنية بما يجري وقد شدد فخامة الرئيس في مطلع خطابه على عتاب الأخ الجنوبي على أخيه الخليجي في استقبالهم مبعوثي دولة الاحتلال اليمني دون توجيه اللوم على تصرفات دولة الاحتلال ... كان الخطاب السياسي في مضمونه أعلى بكثير من تجاوزت الأحداث الجنوبية السياسية فبينما شهدت القوى السياسية ومنذ الحادي والعشرين من مايو 2009م حالة استقطاب مرفوضة ، وقرارات وبيانات وتصريحات لا تمت للقضية الجنوبية من قريب أو بعيد فأن ما ذهب إليه الرئيس علي سالم البيض كان هائلاً وعظيماً ومحدداً في وضوح الرؤية السياسية والأهداف المطلوب السير نحوها بتجرد عن كامل ما يلقيه الباحثين عن الفتات ... خطاب سياسي أثبت من خلاله الرئيس البيض أن صراعات الجنوبيين إنما هي هزيلة تصل إلى الهزلية ، فكرة الاستقلال وطموح الدولة تجاوز به خطاب السادس من يوليو 2009م حدود الهامات الراغبة في السير إلى تحقيق غاية الوطن ، الرئيس لم يتخطى أحداً ما إنما نزل إلى الحراك الجنوبي السلمي في ميدانه خاطب الحراك بما يجب أن يخاطب به وفقاً لأهلية الحاكم والمحكوم ، وفقاً لغاية الوطن والشعب ، لهذا فأن على من سقطوا في القاع أن يبحثوا عن أنفسهم إلى كل من تربص بالرئيس وقيادته أن يعاود تصحيح المسار مع المسيرة العظيمة ، إلى كل من ترك الخطاب وبحث عن العثرات في يوم السابع من يوليو كان عليه أن يقرأ الخطاب وأن يعتني تماماً بمضمون القضية الجنوبية ... |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 04:12 PM.