احمد عبالله الحسني يعلق على مقالة نجيب قحطان الشعبي

[احمد عبدالله الحسني]

احمد عبالله الحسني يعلق على مقالة نجيب قحطان الشعبي

تحت عنوان ( المعارضة الجنوبية وتمثيل ابناء الجنوب ) تناول الاخ نجيب قحطان الشعبي المعارضة الجنوبية في الداخل والخارج بالكثير من النقد الجارح واسهب في اطلاق الصفات السيئة والتهم على قيادات المعارضة دون ان يبين بموضوعية ما يلزم ويشرع اطلاق مثل تلك الاتهامات والاساءات,... وللاخ نجيب مكانة خاصة في قلبي واكن له الكثير من التقدير والاحترام , فهو ابن المناضل الوطني الكبير قحطان محمد الشعبي صاحب الدور الريادي في الحركة الوطنية التحريرية الجنوبية خصوصا واليمنية عموما ورمز من رموز الرعيل الاول من حملة مشاعل التنوير والتحرير في الوطن العربي , كما ان عمه الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي علما من اعلام الفكر والتحرير وصاحب القدرات التنظيمية الاستثنائية ورجل الدولة من الطراز الاول وقد تشرفت بمعرفته الشخصية اثناء فترة النضال التحرري من الاستعمار البريطاني في مدينة عدن الباسلة , وربطتني به علاقات نضالية حميمه , كما تعرفت على الاخ حميد الشعبي و علي الشعبي وهم من اسرة عرفت بخيرة الرجال ويمتلكون تاريخا نضاليا شريفا ...
ولابد ان سليل هذه الاسرة العريقة طيبة الذكر وصاحبة الريادة في التنوير والتحرير من ان ينهل مما اجادوا به من ارث ثقافي واخلاقي راقي تجعل قلمه يابى ان يسطر كلمات لا تليق بمثل ذلك التاريخ وتلك الثقافة ., وللاسف الشديد فقد انزلق الاخ نجيب قحطان محمد الشعبي الى ما لم نحبه له عندما تناول المعارضة الجنوبية عموما والخارجية منها بشكل خاص واكال لها من التهم والصفات السيئة ما ليس فيها وليس العيب ان يكتب الاخ نجيب او غيره موضوعا يتناول فيه المعارضة الجنوبية بالنقد , ولسنا معترضين على ذلك اطلاقا ولكن على ان يتم تقييم تلك المعارضة بافعالها وبما تضيفه نشاطاتها من تراكم في سجل النضال المقاوم او المعارض خدمة للوطن والشعب , لا ان يجري تسطيح الامور الى درجة غلب عليها طابع الشماته الشخصية او الخاصه ., اذ لا يجوز مثلا ان يصف الاخ نجيب قحطان المعارضة في الخارج بانها معارضة سياحية دون ان يقيم دليل على ذلك ولعل الاخ نجيب لا يعلم ان جل المعارضة الجنوبية في الخارج هم من القيادات التي تعاني شظف العيش في منافيها وتكابد المحن في تصديها لمهمة مقارعة النظام وكشف اباطيله وتعرية زيف ادعاءاته بالوحدة والديمقراطية ., ولعلها عدوى قد اصابتك ياخي العزيز نجيب , مما كتبه الاخ الدكتور ياسين سعيد نعمان امين عام الحزب الاشتراكي الذي حسبناه اكثر عقلا ورجاحة مما بدى عليه في صحيفة الناس عند وصفه البائس لنشاطات المعارضة الجنوبية بان ذهب الى اطلاق تهم واراجيف باطلة جملة وتفصيلا عندما اشار الى ( ان الحلقة الواحدة من برنامج قناة الفضائية المستقلة التي بثت لنا حوارا مع الاخوة من تيار اصلاح مسار الوحدة تكلف عشرين الف دولار وتساءل من الذي يدفع ؟ ... وهو اتهام رخيص ولا يقيم الدليل على صحته ولكنه ترجمة عملية وتعبير مبطن يكشف هزالة الحجه وضعف صاحبها من جهة ...ومن جهة اخرى هو دليل على ان نشاط المعارضة الجنوبية قد افقدت قيادة الاشتراكي توازنها .
اعود الى الاخ نجيب قحطان ... فطلبه الى القراء ان يسالوا المعارضة الجنوبية عن الانجازات التي حققتها... يضع عدة علامات استفهام عن مدى متابعة الاخ نجيب قحطان الشعبي للتطورات السياسية والحراك السياسي في الداخل والخارج , اذ لا يمكن لمتابع او مراقب سياسي ومهتم بالشان اليمني الا ان يلاحظ التقدم الكبير الذي تحقق للقضية الجنوبية باعتبارها قضية وطن ارض وشعب ...فالحراك الكبير للجماهير وقواها الطليعية في الجنوب وتصاعد وتيرة النضال ضد ممارسات الاحتلال بحق اهلنا في الجنوب وبحق وطننا لا تخفى على احد ... ولعل بيان عدن الصادر في مدينة عدن في ديسمبر 2005 , ثم لقاء التسامح والتاخي المنطلق من جمعية ردفان في 13 يناير هذا العام ... ثم لقاء ابين للتسامح والتاخي في 27 ابريل 2006 ... ليتوجها لقاء الضالع للتاخي والتسامح بين ابناء الجنوب المنعقد في 22 من مايو 2006 ... كلها فعاليات تؤشر عن مدى تصاعد نضال الجماهير الجنوبية وقواها الحية لنظام الاحتلال ولعل تواريخ انعقاد تلك اللقاءات تحمل الدلائل الكبيرة عن حجم النجاح الذي تحقق لقيادة المعارضة الجنوبية في تصديها لنظام الاحتلال ... ولا احسب الاخ نجيب قحطان الشعبي بحاجة لتذكيره بمعنى الدلالة التي تقع عليها تلك التواريخ ولا تلك الابعاد التي تحملها معانيها ... وتلك انجازات للمعارضة الجنوبية في الداخل والخارج في نفس الوقت ...
واذا اخذنا نموذجا للنجاحات التي حققتها معارضة الخارج وبالذات منها ( تاج ) فيكفي ان اشير الى التظاهرة الناجحة التي استطاع ( تاج ) ان ينظمها لابناء الجنوب و يخرج بها في وجه الحاكم الظالم في مدينة واشنطن في نوفمبر العام الفائت 2005 وهي التظاهرة التي نقلتها اجهزة الاعلام المختلفة صورة وصوت من بينها القناة العربية الاشهر في العالم وهي قناة الجزيرة وتحدث خلالها ابناء الجنوب عن معاناتهم من الاحتلال ... الا تعبر عن تطور نوعي في نشاط المعارضة في الخارج , ونجاح يحققه ( تاج ) ياخ نجيب ؟
ثم اللقاءات المتعددة التي عقدها ( تاج ) مع الخارجية الامريكية , ومع المعاهد الامريكية الجمهورية والديمقراطية على حد سواء وغيرها من مؤسسات البحث ومراكز الدراسات والاخرى ثم تتويج ذلك بلقاء قيادة الاتحاد الاوروبي , وغيره من المؤسسات الاوروبية ... وجرى مثلها هنا في بريطانيا اليس كل ذلك نجاح يحسب للمعارضة الجنوبية ؟؟ الم تصبح القضية الجنوبية على مستوى اكثر اهمية من ذي قبل ؟ ... الم يتحرك الملف الجنوبي في الهيئات الدولية ...؟ الم تصبح القضية الجنوبية هي في جوهر ازمة النظام الحاكم في صنعاء وحلقته المركزية ياخ نجيب ؟.
لماذا يعيب الاخ نجيب قحطان الشعبي على اخوانه من ابناء الجنوب ممن تصدوا لمقاومة نظام الفساد والظلم والاحتلال ؟ ...و هم من سيسجل التاريخ اسماءهم بحروف من نور لانتصارهم لقضية شعبهم ووطنهم , ... انه لفخر لك اخي العزيز نجيب ان يتصدى الاستاذ القدير وصاحب القلم المقاتل لطفي شطارة ابن عدن الصامدة لاساطين الفساد وازلامه ويعري اباطيلهم عندما استطاع وبارادة لا تلين مستندة الى قناعة وطنية وايمان بالحق لا يقبل الهزيمة بالباطل ان يكشف بالوثائق والبراهين صفقة الخزي والعار ببيع ميناء عدن لشركة وهمية تتدثر باسم شركة دبي ... هذا الشخص تابع دون كلل نشاطه المعارض ليصل به الى المنظمات الدولية في الامم المتحدة والبنك الدولي , كما اوصل ملفا متكاملا عن الفساد ونهب المال العام وسرقة ثروات البلاد الى الاتحاد الاوروبي ... ويواصل ابن عدن الباسلة لطفي شطاره جهوده المخلصه في منظمة حقوق الانسان من بريطانيا التي تدافع عن الانسان اليمني وعن حقوقه المشروعه في حرية الراي والمعتقد في وجه الظالم المستبد ...
اخي العزيز نجيب ... الا ترى انك قد اتهمت الناس بالباطل ودون وجه حق ؟ ... وبدلا من توجيه كلمات الشكر والتقدير لامثال الاستاذ لطفي شطارة اكلت لهم التهم جزافا واتهمتهم في وطنيتهم دون دليل ...
اما حديثك عن شخصي ودوري في احداث يناير 1986 فاحب ان اقول لك وللاخوة القراء ان تاريخ احمد عبدالله الحسني ناصع وليس فيه ما يجعلني اخجل منه واذا كنت اتجنب الحديث عن تلك الاحداث انما فعلت لكي لا انكىء الجراح ... واقول للاخ نجيب وللاخوة القراء , ان احداث يناير 1986 هي كارثة وماساة انسانية كبيرة حلت بالجنوب وباهله وكقائد للقوات البحرية حينها في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني فقد اعلنت اكثر من مرة وفي اكثر من اصدار وعلى اكثر من قناة اعلامية باننا في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني ( وفقا للدستور... الحزب هو القائد للبلاد)بكل اطرافه وتياراته نتحمل المسؤلية عن حالة الاحتقان السياسي وعن تدهور الاوضاع السياسية والامنية والعسكرية التي ادت الى احداث يناير 1986الماساوية وما نتج عنها ... مثلها مثل باقي الاحداث السياسية التي وقعت في الجنوب و اتسمت بالعنف والدموية ... وادعو اخي نجيب الى الابتعاد عن مجاراة السلطة في توظيفها الرخيص والسيء لهذه الاحداث ... وادعوه كما ادعو الجميع من ابناء الجنوب الى السمو فوق الجراح , وان يتخذوا من تلك الاحداث العبر, ويستخلصوا الدروس و يتعلموا منها ضرورة القبول بالاخر وتقبل الاختلاف والابتعاد عن فرض ارادة الفرد او التعصب للراي الواحد ...
... لنعود الى ما كتبه الاخ نجيب عن المعارضة الجنوبية في الخارج وعنا بشكل خاص ...
عا ب علي الاخ نجيب ان قاتلت الى جانب الوحدة ... ثم عدت الان لاطالب بدولة للجنوب ... وعلى الرغم من ان هذا الموضوع تم تناوله في اكثر من مناسبة الا اني ساورد السبب باختصار لعل الاخوه القراء لم يطلعوا على ما سبق نشره , واقول ...
ان انتماءنا من وقت مبكر لصفوف حركة القوميين العرب ثم انظمامنا للجبهة القومية قد شكل الاساس لفكر القومية العربية لدينا وتاتي قضية الوحدة بالنسبة لهذا الفكر القومي العروبي كواحدة من المهام والاهداف المقدسة والنبيلة التي يجب تحقيقها , ثم ان قضية الوحدة اليمنية كانت في جوهر ثقافتنا في الحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم الجنوب وكرست لها جل نشاط قيادات الحزب وادبياته ...ويعرف الجميع اننا اعتمدنا في كافة مراسلاتنا ووثائقنا مبدا يزين كل صفحات كتاباتنا ومنشوراتنا وادبياتنا وثبتنا عليها شعار (لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ) وانسان هذه ثقافته وهذه تربيته من الطبيعي ان يقاتل الى جانب ما اعتقد انه لصالح الوحدة ومن الطبيعي ان يكون ذلك مبررا كافيا له للاختلاف مع ابناء جلدته ورفاقه ...
واعتقد ان ذلك يسجل علامة ايجاب لصالحي وليست ضدي ياخ نجيب ... اما لماذا عدت لاطالب باقامة دولة للجنوب وتحرير اهلي من الظلم والقهر والاضطهاد الذي يعانون ... فاقول لك وللقراء الاعزاء ان قتالنا الى جانب الرئيس علي عبدالله صالح في حرب 1994 لا يعني باي حال من الاحوال موافقتنا ان يحتل الرئيس علي عبدالله صالح ارض الجنوب وينهب ثرواته وينفذ خطة افقار متعمد لشعب الجنوب اذ ان تسريح ما يقارب نصف مليون انسان من اعمالهم في الجهاز الاداري والعسكري للدولة وتدمير البينيان المؤسسي للجنوب , لا يمت الى الوحدة بصلة كما ان نشر ثقافة الجهل والخرافة واشاعة العلاقات الاجتماعية القديمة , واثارة الفتن واشعال الحروب بين المجموعات السكانية المختلفة وتكوين المنظمات الشبابية ذات الطابع الديني ونشر الخلافات بينهم ليس له اية علاقة بالوحدة او ما ناضلنا نحن من اجله .
ان القيادة السياسية لنظام صنعاء لا تفهم من الوحدة سوى مزيدا من الاراضي تضمها الى ممتلكاتها ومزيدا من الثروات التي تنهبها وتلحق مزيدا من الناس الى قطيعها الذي لا ترعاه بعيدا عن المسؤليات التاريخية والوطنية التي كان عليها ان تقوم بها . ولعل من المناسب التذكير هنا ان الصدمة كانت كبيرة لنا عندما اقتربنا بعد الحرب من الرئيس صالح واتضح لنا ان الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن بمستوى الحلم الكبير ( الوحدة ) كما لم يكن بمستوى المسؤلية التاريخية عندما اضاع الفرصة التاريخية تلك في المرتين الاولى بعد اعلان الوحدة في 22 مايو 1990 والثانية على اثر انتصاره في الحرب الظالمة في 1994., اذ بدلا من الشروع في اقامة الدولة اليمنية الحديثة المستندة الى مشروع حضاري يتماشى مع روح العصر وياخذ باسباب التقدم العلمي والتكنولوجي ليرسي دولة النظام والقانون ... , عوضا عن ذلك صدرالرئيس علي عبدالله صالح نظام الجمهورية العربية اليمنية الى الجنوب ...وجرى نهب منظم لثروات البلاد النفطية والمعدنية والسمكية , وفي اكثر صور العدوان والقهر وضوحا تتجلى اعمال النهب والبسط على اراضي المواطنين في كافة ارجاء الجنوب اذ لم تبقي جحافل الغزو العسكري و موجات القبائل المدججة بالسلاح موقعا الا احتلته ولا ارضا الا بسطت عليها كما افترشوا الجبال وردموا البحار , كل ذلك بالتوازي مع تدمير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء ,والصحة والتعليم وهي خدمات تمتع بمجانية اغلبها شعبنا في الجنوب قبل الاعلان عن الوحدة في 22 مايو 1990., ... وقد حاولنا مرارا وتكرارا ان ننبه لمخاطر هذه السياسة الخبيثة وعدم انسجامها مع الهدف النبيل والحلم الكبير الذي ناضلنا من اجله , الا ان الغرور والشعور بالعظمة قد طغت على الحاكم وافقدته العقل والبصيرة واستمر في غيه ....طالبا توريث الوطن لابناءه ... هل بعد هذا ياخ نجيب نلام على وقوفنا ضد الطغيان .؟ وهل ما يجري على ارض الجنوب يمت بصلة الى الوحدة ؟
اذا كان الاخ نجيب لم يصل بعد الى اعتبار ذلك احتلالا صريحا فان غيره من القادة السياسيين ومن رجال القانون , قد ادانوا ما يجري في الجنوب واعتبروه احتلالا عسكريا قبليا متخلفا , واعلنوا ذلك صراحة جهارا نهارا وفي مهرجانات جماهيرية حاشدة ومن على ارض الشمال وتلك شجاعة ادبية واخلاقية تحسب لاصحابها وتلقى عندنا التقدير والاحترام .
هل ينكر علينا الاخ العزيز نجيب قحطان الشعبي عندما نؤكد في حديثنا في اكثر من مقابلة ان الوحدة التي اعلن عن قيامها قد كانت بين نظامين سياسيين وكيانيين سياسيين عرفا للعالم قاطبة ؟؟؟ ان اعلان الوحدة وان كانت اتفاقيتها قد قضت بانها اندماجية الا ان ذلك لا يعطي حقا للسلطة ان تمارس عملا عدوانيا تصادر به ممتلكات وحقوق الناس التي ملكوها لمئات السنين وورثوها ابا عن جد لمن لا صلة له بتلك الارض لا من قريب ولا من بعيد, كما لا يمنحها الحق بالتصرف بثروات البلاد وتمليكها لابناء الحاكم القادم من صنعاء , ولا تعطي الحق للحاكم في صنعاء ان يحارب الناس في ارزاقهم بان يسرحهم من اعمالهم ويوظف بدلا عنهم ابناء منطقته , ولا يجوز باي حال من الاحوال اعتبار تلك الافعال لها صلة بالوحدة بل هي افعال لا تقوم بها الا العصابات المسلحة وهي اعمال لا يمكن ان تتم الا تحت التهديد المسلح وهي لذلك تندرج ضمن اعمال وافعال القرصنة المسلحة .
ونحن عندما نقول ان اتفاقية الوحدة اعلنت بين نظامين وكيانيين سياسيين لهما حدودهما وشعبيهما انما نقرر حقيقة سياسية وجغرافية وتاريخية ولا نتعسف الحقائق ... اعلان الوحدة في 22مايو 1990 لا يلغي شعبا ...ولا يلغي حقوق هذا الشعب في ارضه وثرواته وفي حقه المكتسب بانجازاته على مدى القرون والعقود من السنيين , ولا يلغي تاريخا سطره سكان تلك الارض وتشهد به كتب التاريخ وحقائق الجغرافيا , ... بمعنى اخر ان اصحاب ذلك الكيان واهله لم يكونوا سكان طارئين , وليسوا من كواكب اخرى ... ولهذا سيظل حقهم ثابتا ضاربا في العمق السحيق للارض الجنوبية وللتاريخ ولهم وحدهم الحق في التصرف باراضيهم وممتلكاتهم وثرواتهم ولهم الحق وحدهم في ان يقرروا مصائرهم ... لا يجوز باي حال من الاحوال تعسف التاريخ والجغرافيا ياخ نجيب ولا تشكيل الوقائع على هوى الحاكم ورغبته ...
وليغفر لي القراء الاطالة في التعليق هنا , والمقصود هو تبيان الحقيقة ليس الا ...
ولنعد الى ما تطرق اليه الاخ العزيز نجيب قحطان الشعبي ...
فهو قد وجه الينا اللوم لمطالبتنا الرئيس علي عبدالله صالح ببناء الدولة الحديثة وطلب الينا ان نلقي باللوم على الاستاذ علي سالم البيض او حيدر ابوبكر العطاس ... ولا ادري كيف سمح الاخ نجيب لنفسه باجراء تلك المقارنة العجيبة ... هل نتوجه باللوم الى نائب الرئيس... الاستاذ علي سالم البيض الذي لم تدم اقامته في صنعاء سوى سنوات ثلاث حمل خلالها راسه من مكان الى اخر خوفا من الاغتيال ,وهي فترة على قصرها كانت مليئة بالازمات السياسية المستعصية الناجمة عن وجود رؤيتين لعقليتين مختلفتين في كل شيء ... عرف عنها القاصي والداني وعصفت بالبلاد كلها ونجمت عنها تلك الحرب التي اجهزت على الحلم ( الوحدة ) ,, ام يريدنا ان نلوم الاخ الاستاذ القدير حيدر ابوبكر العطاس رئيس الوزراء في تلك الفترة نفسها الذي لاحقته اطقم الشرطة العسكرية جهارا نهارا في صنعاء العاصمة ولم تشفع له مكانته الادارية ومسؤلياته السياسية والحكومية باعتباره اول رئيس لاول حكومة بعد اعلان الوحدة ...ولا ازيد ... بل اقول لاخي وعزيزي نجيب , ان الحجة لا تقوم هكذا تعسفا ... والاجدر ان يوجه السؤال الى من بقي في الحكم قرابة ثلاثين عاما و يطالب بالمزيد ... ولم يقم دولة عصرية لديها مشروعا حضاريا ... وهو غير قادر على ان يفعل ذلك لانه ببساطة شديدة لا يملك الامكانية الذاتية ولا يملك رؤية لبناء الدولة وفاقد الشيء لا يعطيه وعلاوة على هذه وتلك فهو لا يملك الرغبة في ذلك لان من شان قيام دولة القانون ان ينتهي نظامه المبني على قاعدة قوية من الفساد بناها بكل اصرار وروية طوبة ... طوبة ... ونشر فيه شبكة واسعة من الفاسدين والمفسدين .
اما عن مغالاتنا في تناول الامور او استنادنا الى ما ينشر في الصحف اليمنية او الاجنبية لاقامة الدليل والحجة على فساد النظام والحاكم ... فاقول ان المعروف علميا و بالتجربة كذلك ان على من يريد ان يتناول موضوع معين ان يبحث ويقرا ويراجع مختلف الاصدارات والكتابات التي تناولت الموضوع المراد التطرق اليه ليجد الباحث الدليل المقنع والصحيح بعيدا عن الاسفاف او التلفيق او مجرد السرد حتى يقدم للمتلقي قارىء كان او مستمع ما يقوي حجته ويثبت صحة ما ذهب اليه وليس من العيب ان تكون تلك المراجع صحفا محلية او اجنبية وقد كنت ملتزما بهذا النهج ولم يحصل ان لفقت او اتيت كذبا او افتراء على الحاكم او نظام فساده , بل برهنت على ما اوردته من حقائق وبالارقام والصور ... فهل ما عرضناه من صور منشورة على صفحات ( الايام ) المستقلة لضحايا القتل العمد هي لناس من كوكب اخر ؟ او من بلد اخر ؟ انها صور لابناء عدن ... السوكه ... والزامكي ... وعمار ونبيل الصبيحي .. وللطفلة يسار عبدالرزاق ذات الثمان سنوات التي قتلت برصاص جنود امن الحاكم اثناء وجوده في عدن وهي تلعب امام منزلها في قرية الخيسة بمدينة عدن تمارس طفولتها على ارضها وارض ابائها و اجدادها التي شاء الحاكم الظالم ان يستولي عليها بالقوة ... وهي صورة مشابهة لمحمد الدرة الطفل الفلسطيني المقتول برصاص الاحتلال الاسرائيلي ...
كما ان صورة العقيد الشهيد سمير علي الردوع الذي قتل وهو نائم في ثكنته العسكرية في تعز ونقلت السلطات القاتل بطائرة خاصة الى صنعاء لم تكن مزورة ولم نزيف ادعاء ولا خبرا ... كما هي صورة العقيد اكرم من ابناء عدن المدرس في معهد الثلايا العسكري وهي تظهر العدوان عليه بالضرب بالعصي واعقاب البنادق لم تكن لمواطن فلسطيني يتعرض للضرب من جنود الاحتلال الاسرائيلي وان كانت تحاكيها و تشبهها كثيرا ...
كما ان المعلومات التي اوردناها عن وجود قرابة عشرين مليار دولار في حسابات الرئيس في بنوك المانيا وهولندا لم نتلقاها من السقف بل هي منشورة في مجلة الدبلوماسي عدد ديسمبر 2004 واعادت نشره صحيفة الشورى اليمنية قبل استنساخها من قبل النظام ولعلم القراء ان مجلة الدبلوماسي هي من الاصدارات الرصينة ذات السمعة الجيدة عالميا ولم نسمع ان الدكتور عبدالكريم الارياني يجري مقابلات مع صحف وضيعه او مجلات رخيصة فهو علم من اعلام اليمن وقد اجرت معه هذه المجلة نفسها لقاء مطولا ومفيدا ... ثم ان ترحيل المليارات من الدولارات على طائرة الرئاسة في توابيت او صناديق خشبية طويلة من صنعاء الى المانيا حقيقة نعرفها جيدا ونعرف تفاصيل اخرى كثيرة ومن يتابع ويتقصى الحقائق والمعلومات سيعرف ان ما اوردناه صحيحا تماما واذا كان لدى السلطة ما يكذب ذلك فلتاتينا به ., ولعلم الاخوة القراء ان ما تنشره الصحافة العالمية او دور النشرالرصينة الكبرى المعروفة بدقة معلوماتها يستند الى حقائق ودلائل وبراهين ,ولا تقدم على فعل ذلك حبا في الاثارة او الترويج الكاذب لان القانون يعاقبها ان هي فعلت ذلك .
ونفس الشيء ينطبق على تلك المعلومات التي اوردناها عن ان اليمن بين اكبر عشر دول تورد الذهب الى سوق الذهب العالمي بدبي ... وهو خبر لم ناتي به من عندنا افتراء ... بل نشرته اصدارية سوق دبي للذهب ويمكن الرجوع الى تلك الاصدارات والدوريات لمعرفة الحقيقة ولعلم الاخوة القراء ان نظام الرئيس علي عبدالله صالح لم ياتي على ذكر انتاجنا للذهب ولا الى توريد الذهب الى دبي ولم تذكره الحكومة في ميزانيتها السنوية اطلاقا لا من قريب ولا من بعيد .




.
اما عن النفط وكمياته فالفضيحة بجلاجل كما يقول اخواننا المصريين ... اكثر من مليون برميل هي صادرات اليمن من النفط يوميا ... والاسعار حدث ولا حرج ...

اخي العزيز نجيب لم يعرف عن الحسني الكذب او الادعاء بالباطل ولا اسمح لنفسي بارتكاب مثل ذلك اطلاقا , كما انها ليست من عادتي ان اذكر شيء عن انسان هو لم يقل به ... وما اوردته عن تقمص الرئيس للعظمة والزهو الكاذب الذي يذهب بصاحبه , لم يكن افتراءا عليه , والقريبون منه ومن يجتمعون به كثيرا يلاحظون انه يعيش في طور متقدم من مرض العظمة وقد تلفظ الرئيس علي عبدالله صالح بتلك الالفاظ ( وان شكرتم لازيدنكم ...) التي اوردتها من على شاشة الفضائية المستقلة في البرنامج اياه 0 22 مايو 2006 ) تلفظ امامي بوجود اخرين لا اريد احراج احد منهم .,وتناولي لذلك كان بغرض الاشارة الى المدى الخطير الذي وصله الرجل من حيث تشبيهه لنفسه بالخالق عز وجل . والامر جد خطير يا اولي الالباب ... واصحاب العقول ... فالوبال هو مصير من يتحكم به مثل هؤلاءالحكام واليمن وشعبها المغلوب على امره لا يستحقان مصيرا اسودا ينتظرهما بفعل سلوكيات حاكم ظالم ومغرور .
اخي العزيز نجيب قحطان محمد الشعبي ... الاستعمار البريطاني البغيظ الذي بنى ثاني اكبر ميناء في العالم حينها لم يتملكه ... كما لم يصدر الكابتن هينس ( شتي ) قصاصة ورق ولا توجيها امبراطوريا بتمليك اجزاء من الميناء لاحد ابناءه او احد شركاءه كما لم يتصرف بمثل ذلك التصرف الارعن اي واحد من اسلاف الكابتن هنس ولم يصدروا اوامرهم على قوتهم وضعفنا نحن ابناء الجنوب بتمليك الميناء لشركة كوري براذرز , بل اسسوا امانة ( امانة يا نجيب) لميناء عدن ... كما لم يمنحوا المطار هبة لشركة البي . اوه . ايه . سي . للطيران ولم يذكر لنا اسلافنا انهم بسطوا على املاك ( العقارب ) واقاموا فيها مزارع لهم ولم ياتوا بشيء من ذلك في ابين التي بسط الرئيس فيها على اراض لمواطن جنوبي بائس كبير في السن ( صالح دهيس ) وضمها الى ( مزرعته ) هناك كما تضم اسرائيل اراضي الضفة الغربية الى الحزام الاخضر او الاحمر او البرتقالي ...
كما ان الاستعمار البريطاني ياعزيزي نجيب لم يملك اراضي عدن لجاكسون وجيمس وهاميلتون ولم يتملك اي حاكم بريطاني في عدن او الجنوب على اتساعه مائة متر من اراضيه ...
قبل ان انهي تعليقي على ما اورده الاخ العزيز نجيب قحطان محمد الشعبي عن المعارضة الجنوبية اود ان ابين هنا بوضوح تام ان صراعنا نحن ابناء الجنوب هو مع سلطات الاحتلال في نظام صنعاء ( الجمهورية العربية اليمنية ) ونكن كل الحب والتقدير للشعب اليمني ولقواه الحية وعلى استعداد ان نقيم افضل درجات التنسيق معهم في تصديهم الباسل لنظام القهر والاضطهاد الذي يمارس ضدهم منذ قرابة ثلاثين عاما ونامل ان يتفهموا لشرعية نضالنا لازالة الاحتلال عن بلادنا واستعادة شعبنا لحقوقة المشروعة كاملة في الارض والثروة والسيادة .
اما قولك ( حتى انني اشرت الى انه وغيره من المعارضة الجنوبية لن يؤثروا على صنعاء التي تستطيع ان تمد رجليها ولا تبالي فلا يوجد بين المعارضين الجنوبيين فيصل عبداللطيف اخر ) فلا تعليق لنا عليه اطلاقا ... ونترك للقارىء الحكم ...
في الاخير ادعو الاخ نجيب الى ان يبذل جهدا مناسبا للاطلاع على التطورات السياسية والاقتصادية وان يسعى للحصول على المعلومة من مختلف المصادر ويجري بحثا عن ما يريد الكتابة عنه ليقدم مادة طيبة ومفيدة وان يفتح عينيه ومداركه لما يجري على ارض الجنوب وانا على ثقة انه سيغير من رايه تماما عن الجنوب وعن ممارسات الاحتلال .
واهمس في اذنه ... انت يا نجيب سليل اسرة كريمة ونبيلة ولست بحاجة الى توابل ( المطبخ ) السلطاني .

احمد عبدالله الحسني
المملكة المتحدة - بريطانيا
تلفون 00447833761335
البريد الاليكتروني [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]